الفصل السادس والعشرون

Start from the beginning
                                    

وبداخل الغرفة اتي انغلقت عليهم خاطبته ثريا :
- اظن دلوقت اتأكدت من صدق نيتي بعد ما دخلت البيت في عز النهار ومحدش جرؤ على انه يكلمك ولا يقرب من منك
اومأ لها بزاوية فمه :
- بس الكل بيحتقرني وشايفني راجل مش تمام وعلى فكرة انتِ كدة بتثيري الشبهات على نفسك وبترجعي الأشاعات عليكي من تاني بعد دخلولي بيتك وانا راجل خربج سجون ، وانتِ جوزك اللي حبسني ميت .
احتد عثمان صائحًا :
- ماتخلي بالك من كلامك ياصالح ، طب خلي حد يجرؤ ينبت لسانه بكلمه ان ماكنت اقطعه مبقاش انا .
- انا بقول الحقيقة .
قال صالح بتصميم ، ردت ثريا من جانبها :
- وانا عارفة ياصالح ، وعشان كدة بقولك ان هاجبلك حقك .
هز رأسه يسألها باستخفاف :
- هاتجيبي ازاي؟  وهاترجعيلي عمري اللي فات ازاي ؟
ردت ثريا :
- ان كان على عمرك اللي فات ، فانت لسة صغير والدنيا قدامك ، وان كان على حقك فانا هاجيبه لما اثبت برائتك قدام مجلس العيلة واجيب معايا الشهود فضل ووردة كمان .
- وردة !
اردف بها بعدم تصديق ، رددت هي بتأكيد :
- ايوة وردة، ما انت ماتعرفش ان العلاقة بيني ومابينها اتطورت لدرجة انها قالتلي عاللي تعبها من سنين طويلة ولجم لسانها ، اختك اتحسنت دلوقت عن الأول بكتير ياصالح .
رد صالح :
- ايوة بس انا اختي شافتني ومعرفتنيش ،
- لا عرفتك بس مابينتش عشان كانت لساها خايفة ، هي حكتلى بعد ماشافتك ، حتى جملة يونس قالتلي عليها .
اجفل يونس واضعًا كفه على فمه ، متمتمًا بحرج وهو يشيح بوجهه عنهم :.
- وه ياوقعة مربربة .
.................................

في المدينة وبعد ان خرجت من حصتها الدراسية تقابله خلف المدرسة ، كالمرة السابقة بناءًا على طلبه ، وقفت أمامه بأعين نارية واضعة كفيها بجيب زيها المدرسة :
- نعم عايز ايه ؟
قالت بحدة  فور ان وصلت اليه دون ان تلقي التحية ، تقرب هو مرددًا :
- عايز ايه ؟ طيب حتى سلمي الاول قبل ماتسأليني .
نظرت لكفه الممدودة نحوها، ورفعت عيناها ترد دون ان تخرج اليه كفها :
- واسلم ليه بعد اللي عملته معايا وانت عايز تفتني مع اهلي ؟
عاد بكفه قائلًا بصدمة :
- انا عايز افتنك مع اهلك ؟ انا اللي روحت لولدك اتذل له وكان هاين عليا ابوس على رجله عشان يقبل بجوازنا يبقى عايز افتنك مع اهلك ؟.
هتفت بحدة :
- ومن امتى الجواز كان ببوس الرجلين ؟ هو انت ليه مش عايز تفهم ان نظرة الاهل  غير نظرتي ونظرتك ، ابويا رافض الجواز من غريب ، قوم انت تروحلوا برجليك وتقولوا ان بنته عايزاك ، في اب في الدنيا هايرضى بكدة ؟
تحدث بلهجة باكية :
- انا عايزوا يقبل بجوازي بيكِ ياندى ، مش عايزه يقف في طريقنا ، هو ليه مش قادر يصدق ان سعادتك هاتبقى معايا انا بس ، ليه رافض راحة بنته وانا بقولوا ، أؤمر بنجوم السما وانا اجيبها لبنتك ، ابوكي ظالم ياندى  .
- ماتقولش على ابويا كدة .
قالت بغضب وتابعت :
- ابويا ليه حق يقبل او يرفضك ، لكن انت ملكش حق تشتمه .
حرك رأسه بعدم تصديق :
- انا مش مصدق ياندى ، انتِ اتغيرتي ودا مش كلامك ، مين اللي لعب في عقلك ونساكي عشق حبيبك .
- عشق حبيبي !
تفوهت بها بدهشة ثم تحركت ترتد باقدامها تنهي الجدال :
- اسمع يا كرم يابن الناس ، انا قولتلك سابق ، انا تحت طوع ابويا ، لو وافق يبقى امين ولو موافقش يبقى كل واحد يروح لحاله ، عن اذنك .
اردفت بالأخيرة وهرولت هاربة فتركته ينظر في اثرها بصدمة ، وكأنها طعنته بخنجر داخل قلبه .
...............................

المطارد Where stories live. Discover now