الفصل الأول

5.6K 215 134
                                    

  جيمين.

   أسوء ما في الحياة هو أننا في بعض الأحيان لا نستطيع التراجع عما قمنا به.

لا يهم مدى سوء النتيجة .

لا نستطيع أن نرجع بالزمن إلى الوراء، لا نستطيع أن نغير الماضي، لا نستطيع أن نصلح المستقبل.

   قال والدي في تلك الليلة "هذا ما حدث ".

   في الليلة التي استيقظت فيها من غيبوبتي، كنت طريح الفراش بساقين مكسورتين، وثلاثة أضلاع مكسورة، وعمود فقري مكسور، وجمجمة مكسورة... وندوب أكثر مما أستطيع تحملها.

   في إحدى الليالي، منذ أربعة أشهر، ارتكبت خطأً قضى على أكثر من حياة.

   ومنذ ذلك الحين، تعلمت أن الحزن هو مجرد مرحلة للتصالح مع الوضع.

   تماما مثل الإنكار.  الغضب.  المساومة.  الاكتئاب.

  الا أنني كنت لا أزال في المرحلة الرابعة. 

الاكتئاب،  كما كان يقول معالجي النفسي مع تنهد يرثى له.

  لا يزال البؤس يخنقني كل صباح وأنا أتناول وجبة الإفطار وفي كل دقيقة من اليوم. 

على الرغم من أنه لم يكن ثقيلًا مثل الشعور بالذنب، إلا أنه كان قوي.

   لا يزال الحزن يتفاقم مثل الجرح الذي لم يلتئم.

ولكن كان الذنب..

   لقد كان الذنب هو الذي يقتلني كل يوم.

   أصبح الألم رفيقي؛ كان الحزن كابوسي، لكن الذنب أصبح رفيق روحي.

   "جيمين، أنت لم تتناول الإفطار بعد"

   شعرت بوجودها خلفي لكنني لم أبتعد عن النافذة.

  " لست جائعا"

   أصدرت سيلين، خادمتنا المسنة وصديقتي الوحيدة، صوتًا في مؤخرة حلقها  "أبيك-"

   قلت، وأظافري تحفر في راحة يدي "إنه لا يحتاج إلى أن يعرف".

"أخيك-"

انهارت رئتاي، وأصبح جسدي باردًا "توقفي.. لا تنهي هذه الجملة حتى"

"جيمين.."

"من فضلك توقفي... توقفي عن المحاولة... فقط خذي الطعام وارحلي"

أعقب صوتي المهتز صمت ثم أغلق الباب.

BLACK MASK || JIKOOKWhere stories live. Discover now