الفصل الثامن

Mulai dari awal
                                    

- بالشفا ان شاء الله.
تمتمت بها يمنى وهي تتناول اناء الماء من صالح الذي شرب منه  كي يبتلع به دواءه، ردد خلفها بالأمتنان قبل ان يسالها مباشرةً :
- عاملة ايه دلوقت؟
رفعت رأسها اليه مجفلة ترد:
- كويسة والحمد لله،  هو انت ليه بتسأل ؟
نظر اليها بمغزى مع ابتسامة متسلية فتذكرت هي مايرمي ليه  فقالت حانقة :
- على فكرة بقى انا كنت مخنوقة ودا شى عادي اني افرغ خنقتي في حتة بعيدة عن الناس ، ولا مجربتش الخنقة قبل كدة؟
خبئت ابتسامته يجييها بألم :
- جربتوا كتير طبعًا، فوق ما تتصوري، بس انا مابلومش عليك ولا بتريق، انا بسال سؤال عادي.
- مش باين عليك بصراحة ومش مصدقاك .
قالت بتشكك اثار ابتسامته المشاكسة مرة أخرى، فقال:
- مش مصدقة ليه طيب؟ حد قالك اني لوح ومابحسش مثلًا؟ في ايه ياست البنات؟ اي نعم انتِ عندك حق تاخدي عني فكرة عفشة، بس في حتة الأحساس دي، انتِ غلطانة، لأن الأحساس دا نعمة، وانا الحمد لله ربنا ماحرمنيش منها.
اومات برأسها مع ابتسامة صفراء:
- ماشي ياسيدي ياعم الحساس انت،  ربنا يزيك، ممكن بقى توريني جرح كتفك اشوفه لم ولا لسة؟
كشف لها اعلى ذراعيه في الجزء المصاب واقتربت هي بحياء تتفحص موضع الإصابة، فقالت بتركيز :
- على فكرة انت جرحك حلو وبيلم بسرعة ماشاء الله، بس لازم تتطمن عليه كويس وتعمله أشعة وتحاليل، ماتنساش ان ابويا طلعلك الرصاصة بالطريقة البدائية القديمة، ولولا المطهرات والمضادات الحيوبة محدش عارف كان هايحصل للجرخ ايه؟
- كل خير ان شاء .
- نعم !
تمتمت بها بعدم تركيز فنزلت بعيناها نحوه لتفاجأ بابتسامة متسعة وغير مفهومة انارت وجهه، حدقت اليه قلبلًا ببلاهة، قبل أن تنتبه على وضعها بهذا القرب الكبير منه، والذي يبدوا أنه كان مستمتع به وهي غافلة عنه، ارتدت للخلف متجهمة الوجه غاضبة:
- على فكرة انت لازم يبقى عندك زوق اكتر من كدة، انا بشوف لك الجرح، وانت بتسظرف واكن ولا هامك .
- طب وانا هخاف ولا اقلق ليه طيب؟ مش انتِ قولتي ان الجرح بيلم، يبقى خلاص بقى، انا اساسًا بثق في كلامك .
قال بهدوء وعدم اكتراث اثارها استيائها أكثر :
- تثق في مين ياعم؟ انا يدوبك طالبة في نهائي تمريض، يعني مش دكتورة ولا نيلة، والعلاج اللي بديهولك، دا جه معايا كدة بالبركة من خبرتي القلية في ممارسة المهنة ومذاكرتي في كتب الدراسة، يعني مش دكتورة ولا دارسة طب.
- وانتِ مدخلتيش طب ليه؟ انا شايف انك ممتازة وتستحقي؟ ولا انتِ ماجبتيش مجموع الطب.
سأل متجاهلًا جميع كلماتها، تنهدت هي بيأس منه قبل أن تجيبه بسأم:
- لا ياسيدي جيبت مجموع الطب، بس للأسف ابويا مرديش ان اسافر وادرس في محافظة تانيه بعيد عنه، فاضطريت ان اتخلى عن حلمي وعوضت دا في دراسة التمريض، استريحت بقى؟
اومأ برأسه ينظر بصمت وقد اكتست ملامحه الغموض او انه تأثر بكلماتها، لا تعلم، دنت تتناول صنية الطعام لتخرج بها ولكنه أوقفها سائلًا :
- مش هاتقولي يايمنى، ايه اللي كان مزعلك كدة الصبح؟ ومخليكي تبكي بالحرقة دي؟
باغتها بسؤاله الذي لم تتوقعه منه، ردت بدفاعية كالعادة:
- وانت مالك؟ ابكي بحرقة ولا ازعل حتى، يخصك في إيه؟
شعرت بالندم حينما رأت تاثير كلماتها عليه وقد رأت كم الحزن  الذي غلف صفحة وجهه، همت تعتذر ولكنها فضلت التجاهل، حتى يتذكر حجم المسافة بينهم، ولا يكرر التدخل فيما لايعنيه، أستأذنت للخروج، رغم حزنها هي أيضًا، بردها الجاف عليه!
.........................

المطارد Tempat cerita menjadi hidup. Temukan sekarang