"انها فتاة ٱيكا "

694 36 8
                                    

صوت صفير سيارات الشرطة حول البيت الملتهبة جدرانه في ليلة باردة ممطرة ، اخرج رجال الاسعاف جثتان مغطتان بلحاف ابيض ستر بشاعة منظرهما...

وقفت الفتاة الشقراء ذات الخمسة اعوام وسط الامطار تذرف  دموعا حزينة لما حصل لوالديها ؛ وقفت باكية مرتجفة الاطراف وسط سيارات الشرطة والاطفاء ولم يجرأ احد على تفقد جروحها وحروقها بل استمروا بتجاهلها الى ان سقطت ارضا اثر الضربة التي سددت ضد رأسها..

انعكاس اضواء سيارات الشرطة في عسليتيها كان ٱخر ما رأته قبل ان تغلق حدقتيها فاقدة للوعي..

فتحت عينيها مجددا تعتاد على ضوء الغرفة التي مسحتها مقلتيها فور ان تداركت غرابة الأمر ، ابعدت الغطاء القطني عنها تنتصب من السرير تتفقد جسدها وتحديدا جروحها التي غطت بشاش طبي ، تراقصت اناملها الصغيرة على بشرتها البيضاء الى خصرها المكشوف تمسح على حرقها الذي اضحى وشما لزهرة زنبق العنكبوت الاحمر والذي كان مطبوعا في كل ركن من اركان الغرفة والبيت..

كان رمزا فريدا من نوعه واسمه كذلك ، ومن هنا تبدأ حياة فتاة ٱيكا النجمة الشهيرة .

بعد أعوام تحديدا 15 سنة مرت على تلك الحادثة ومنذ ان فتحت عينيها في تلك الغرفة تغيرت حياتها جذريا مع نسيانها لما حدث قبلا..

سلطت الاضواء على جسدها وسط الارضية الخشبية ترفع يديها للأعلى ، ثم فرقتهم تدريجيا نحو الاسفل..
بدأت بمراقصة قدميها مع انغام الموسيقى توصل معاني الاغنية عبر تحركات جسدها المتقنة..

انسحبت لغرفة التغيير تغير ملابسها لأخرى تكمل بها جدول اليوم..

دقت  ساعة منتصف الليل ، فتح الباب يضم الفتاة بين جدران القصر ، كالعادة وقت دخول ليسا للبيت بعد ان تنهي جدولها الذي لن يتم وصفه بالمزدحم بعد الٱن ستخترع كلمة تعبر عنه..

تجر جسدها بصعوبة ناوية الصعود للاعلى ، قابلها شقيقها الاصغر بطوله القصير وشعره المبعثر البني ، منامة زرقاء بطابع موجات بحر يحمل دبا ابيضا محشوا..

شقيقها سان المصاب بالتوحد ينتظرها كل ليلة ليكون اول من يستقبلها.

اقتربت منه تبتسم ثم التقطته بين يديها " هل انتظرني سان مجددا ؟" اكتفى الصغير بالايماء لها يعانقها كونها الوحيدة المسموح لها بلمسه والاقتراب منه..

كان عليها ان توصله لغرفته وبالفعل حركت قدميها نحو غرفته المقابلة لخاصتها ، في تلك الاثناء استطاعت جعله يتحدث معها عبر سؤالها عن مدرسته..

دخلت الغرفة التي طغى عليها طابع البحر والامواج والمحيط ، كان يملك صورة لأعماق المحيط كل مرة تحدق بها تشعر بالخوف لعمق المكان لكنه عكسها يقضي ساعات يحدق بها دون كلل.

" Uncle "Where stories live. Discover now