1

41 4 0
                                    


في طريق العودة الى المنزل بعد شراء القهوة غارقة في التفكير حول تقديمي للعمل في مجال بعيد كل البعد عن دراستي الجامعية وعلى بعد سنتيمتر من الباب فجاءة فُتح الباب بقوة غير مدركة لما حدث الا وانا طريحة الارض وصرخت اثر انسكاب القهوة الساخنة على يدى

- " ماذا بك أصابك العمى لكى لا ترى امامك؟"

- "لا بل انتِ الخرقاء لكى تقفِ مثل اللصوص خلف باب"

- " ماذا قلت ايها المعتوه؟ أهكذا تصلح ما تفسده؟"

-" لم افسد شيء لكى اصلحه وليس لدى اليوم كله للحديث مع أمثالك المتسولين"

مشى عدة خطوات متجاهل ما سببه هذا الاحمق ولا يعلمان ان قدارهما انعقد معا منذ نسكب القهوة

-" يا هذا ماذا تقول واللعنة؟"

-" لقد مللت هذا الهراء أتريدين المال حسنا خدى واغربي عن وجهى لقد افسدتي يومي قبل ان يبدا"

ثم قام القاء بعض النقود في وجهها. حينها ادركت ايزابيل ان الكلام انتهى عند هذا الحد فصفعته بكل قوتها وقد وصل الغضب اعلى راسها ولكن لم يُرضى هذا كبريائها الذى تم دهسه بحذاء ذاك الغريب فبصقت عليه ثم هرولت للخروج لا تدرى كيف يكون يوما هذا صباحه في الجانب الاخر كاد الغريب ان يقوم بسحبها من شعرها لكن قطع هذا رنين هاتفه.

*يا الهى كيف سيكون اليوم ان كان هذا الصباح فقط. ليكتمل الامر لا املك الا نصف ساعة لاستعداد لمقابلة العمل هذا ما كان ينقصني*

هرولت الي شقتها لكى تستعد بأقصى سرعة لديها ارتدت فستان بسيط جدا مع تسريحة شعر لطيفة بدون مساحيق التجميل هى تفضل منتجات العناية بالبشرة على وضع ذلك الطحين على وجهها. مع القاء اخر نظرة للـمرآة لحظت إحمرار الحرق فى يديها. لقد اعماها جرح كبريائها عن الم حرجها الجسدي. وها انطلق سوط الالم لينهش يديها وصوت انينها وهى يعالج الحرق. مثلما يحدث للجميع لا نشعر بالألم الا بالاهتمام لو لم تلاحظ يدها لما شعرت بالألم. وهاهى انطلقت وهى تتمنى أن لا ترى ذلك الغريب ثانياً. هل هذا يصعب تحقيقه ام ان هذا يعود لقدره ونصيبها

تجلس ايزابيل ضمن حشد المقدمين لنفس الوظيفة، لم تكن الاجمل بينهن ولكن هل هناك من يهتم بهذه الأمور بعد؟ أهى بيدنا نحن البشر؟ نحن نكمل بعضنا بعضا لنبقى متناغمين هناك الاجمل هناك الاذكى وهناك الالطف هناك وهناك وهنا ايضا كلنا مميزون لكن من المؤسف أن هناك الاغبى، من يترك ميزته ويقرر ان يصبح مجرد نسخة مهترئة من الاخرين ولكن لا يهم كل هذا فصاحبتنا على وشك الدخول للمدير

-" أنسة إيزابيل؟"

- " نعم، أنا هنا"

- "دورك الان، وإحذرِ أن تثيرِ غصب السيد لتكونِ بخير"

-" حسنا"

قالتها وقلبها صار محل المعدة تخبر نفسها هل هى مقبلة على معركة ام مجرد عمل وتجول عقلها متخيلً اسباب استقاله السكرتيرة القديمة ربما خرجت ببعض الكسور وعلقت عينيها لوهلة بمقبض الباب هل تهرب قبل فوت الاوان ولكن ايقظها صوت تافف الموظفة وهى تُهمهم

- " الا تعلمين كيف يُفتح الباب لدينا مئات غيرك، ستدخلين ام أُدخل غيركِ"

-اكتف بالإيماء براسها لم تكن فى وضع جيد لترد لتلك الموظفة الاهانه

طرقت الباب قبل دخولها وولجت

بصوت تتمنى الا يكون ما يدور في عقلها صحيح -" اغلقي الباب خلفكِ"

-" من أنت؟"

- "تاتين لمقابلة عمل بدون معرفة حتى اسم من ستعملين عنده؟ هل تمزحين ام ماذا؟ لا اعلم لماذا اخبرك حتى بهذا اخرجى ف انت غير......."

اكمل وهو يرفع عينيه عن الورق امامه ليصعق بها مجددا كاد يختنق من رؤيتها وهي الاخرى تتمنى ان تنشق الارض لتساعها بين رمادها

-" ما لعنتك اليوم؟ هل انتِ دائما بهذا الغباء تفسدين يومي صباحاً وتاتين لتفسديه ايضا الان؟

-" اللعنة لعنتك واصابت يومي انا، لست انا من سكب القهوة على يدك لتحترق" بنبرة سخرية واشمئزاز

ترفع يدها لتريه ما فعل بيدها المسكينه

-"ليتها انسكبت على وجهك لكى لا اراه مجددا"

-" تتحدث وكانى بغرامك اتنفس فلتذهب للجحيم لكى لا اراك مجددا يا معتوه."

-"هل بيدك مفتاح الجحيم تدخلين من تشائين، اخرجِ من مكتبي انتِ مرفوضة، لقد تلوث بالفعل بمجرد وقوفك هنا"

-"وكأنك تخرجني من الجنة، لم اكن لعمل مع مخنث معتوه مثلك"

فىطريقها الى الخارج وقبل أن تصل لمقبض الباب قام بسحبها الى الداخل وقبل ان تتفوهبكلمة حبسها داخل المكتب وخرج الى الموظفة........


أرق من نوع أخرWhere stories live. Discover now