(١١) أميرة مشكى حية ؟!

ابدأ من البداية
                                    

وهو ابتسم بسمة أوسع ينتزع سهمين آخرين لتكون الحصيلة أربعة سهام في قوسه وجميعهم موجهين لرأسها :

" يمكنني الاستمرار حتى الصباح، وصدقيني سأزيد من سهامي حتى يمتلئ جسدك بأكمله."

استقامت زمرد في وقفتها تقول ببسمة ساخرة :

" يبدو أنني أرهق تفكيرك لدرجة أن تأتي خصيصًا خلفي وتقف الأن امامي تبذر سهامك على جسدي "

نظرت له بخبث شديد، ثم اقتربت منه خطوات صغيرة تقول بصوت هامس:

" هل حلمت بي لتقفز أمام وجههي منذ الصباح ؟؟"

ابتسم لها دانيار بسمة واسعة قبل أن تتحول تلك البسمة لضحكات مرتفعة، يميل قليلًا كي يصل لطولها :

" تتمنين، لكن عقلي لديه أمور أكثر أهمية منك ليفكر بها في نومي على هيئة احلام "

رفعت زمرد حاجبها بسخرية :

" بل انت من تتمنى، لم يتبقى غير رامي السهام لارهق نفسي في أحلامه "

فجأة شعرت بسهم يخترق الحاملة الخشبية خلفها لتشهق بصوت مرتفع وهي تتحرك بعيدًا عن كل ذلك، استدارت صوب دانيار الذي ابتسم لها ببساطة :

" سيدهشك ما يستطيع رامي السهام فعله، هيا لا تضيعي وقتي وأخبريني من أنتِ ومن أي مملكة جئتِ "

صمت ثم سارع يلغي خطتها التي تلوح في عيونها :

" ولا تقولي أنكِ هربتي مع شقيقتك من الحدود الغربية حتى هنا، فكلانا يعلم أن شقيقتك هي نفسها أميرة مشكى،"

شهقت زمرد بصدمة مما قال، كيف علم الأمر ؟!

وقبل أن تبادر بطرح سؤالهم قاطعها شعورها بحد السهم يكاد يخترق رقبتها وصوت دانيار يهمس بتحذير :

" من أنتِ وما قصتك ؟؟"

ابتلعت زمرد ريقها تقول وهي ترفع يديها في الهواء تدعي استسلامًا :

" أنا...أنا الخادمة الخاصة بالاميرة، هربت معها ليلة اقتحام المنبوذين لقصر مشكى وقتلك الملك، وجئنا هنا للاحتماء بسفيد، ولم أتحدث بكلمة بناءً على أوامر الأميرة "

مقنعة وجدًا، ومنطقية كذلك، كان يدرك أن هذا سيكون ردها، لكنه أراد التأكد، أو أنه فقط أراد حجة كي يتحدث معها ؟؟

" وكل تلك المهارات التي تستطيعين فعلها ؟؟"

" الأميرة علمتني كل ذلك، كنت اراقبها طوال فترة تدريبها وتعلمت معها "

نظر لها دانيار بشك وهي فقط ابتسمت تبعد عنها حد السهم تقول :

" هذا كل ما اعرف سيدي صدقني "

نظر لها دانيار قبل أن ينزع السهم يقول :

" أنا لا أستطيع تصديقك حقًا "

مملكة سفيد " أول الآثمين"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن