البارت الخامس والاربعون

Comenzar desde el principio
                                    

صعد إلى غرفته، توقف يونس أمام باب جناحه
-ادخل براحتك مينفعش ادخل هتلاقي مدام ليلى جوا
صدمة اذهلته للحظات يستوعب حديث يونس،
تحرك يونس مغادرا، بينما هو تخطى الى الداخل، وكأنه يتحرك على جمرات نارية، امامه صورها فقط وهي بجوار أخيه، صور بدأت تضرب عقله بقوة، وتخيلاته وهي تجلس بأحضانه ، صورة خلف صورة جعلت عالمه ينهار ..تحرك للداخل وجدها تحتضن نفسها كالجنين وتبكي بصمت
اعتدلت تزيل عبراتها سريعا، ونهضت متجهة إليه..تستند على الجدار، أمسكت كفيه وحاوطت خصره إلى أن وصل إلى فراشهما، جلس بألم
ساعدته في التسطح، وجلبت له ثيابه
جلست أمامه دون حديث، كان ينظر إليها يحاول أن يكتشف كيف كانت علاقاتهما
ساعدته بتغيير ثيابه دون حديثًا من أحدهما، تسطح مستندا بظهره على الفراش، نظر إلى بطنها التي إن دلت تدل عن حملها بشهورها الأخيرة
استدارت متحركة ولكنه أوقفها
-لحد ماارجع اتذكر مش عايزك معايا في الاوضة، وياريت عشان يبقى بينا احترام متبادل قدام العيلة متحاوليش تقربي مني مهما حدث، ودلوقتي خدي كل حاجة متعلقة بيكي من الاوضة
استمعت إلى طرقات على الباب، تحركت لفتحه
-ليلى علاج راكان، وفيه دكتور علاج طبيعي هيجي من بكرة عشان ضهره ورجله
اومأت لها، ثم تناولت طعامه وادويته، دلفت إليه وجدته يقوم بإشعال تبغه الذي كان يوضع بجواره على الكومود
وضعت الطعام واتجهت إليه سريعا:
-على مااعتقد حضرتك مش طفل عشان تشرب سجاير وانت لسة طالع من المستشفى ، دفعها بقوة حتى سقطت على الأريكة خلفها، ورغم خوفه عليها عندما صرخت متألمة تمسك احشائها،الا أنه أشار بسبباته :
-لو قربتي مني تاني هكسرلك ايدك، بلاش تتخطي حدودك معايا، قولتلك انا مش فاكر غير واحدة حقيرة كسرتني انا واخويا وبس
اتجهت إليه وجلست بجواره
-راكان حبيبي انا ليلى مراتك وحبيبتك ازاي قدرت تنساني، بعد الحب ال بينا دا كله
دنت تمسك كفيه ونظرت إليه
-ممكن العقل ينسى حاجات بس القلب مستحيل، وضعت كفيها على شقه الأيسر
-دا مرتاح وانت شايفني بتعذب كدا
أطبق على جفنيه صارخا بها
-امشي من قدامي، حبك ال هو انك تتجوزي اخويا، دا قصدك
ظهرت آلام صدره على وجهه، فأعتدلت تهز رأسها
-خلاص اهدى، ارتاح دلوقتي وبعدين نتكلم
نفث تبغه ونظره إليها بألمًا
-مفيش حاجة نتكلم فيها يامدام، انا فاكرك كويس، وزي مااسمعتي من امي شكلها ضغطت عليا اوي عشان اتجوز واحدة كسرتني، إنما ازاي رضيت اجيب منك ولاد دا هيجنني
نفث تبغه حتى اختفى خلفه وأكمل ماهشم ظهر البعير
-اكيد اتفقنا على حاجة، أو يمكن كنت مش في حالتي وانت اغراءتك كتيرة، قالها وهو يرمقها بنظرات وقحة، ثم أشار بكفيه ينظر إلى الباب
ورمقها باحتقار
-برة الاوضة دي متدخلهاش، وعلى مااظن عندك اوضة جوزك حبيبك
لأول مرة تشعر بكم هذه الآلام، ماذا حدث له، هل ذاكرته حولته لتلك الشخصية التي كرهتها حتى قبل معرفتها
شعرت بانسحاب الأرض تحت أقدامها وهو ينظر إليها بنظراته القديمة ويشير إليها كأنها نكرة وليست زوجته
تحركت سريعا مغادرة الغرفة بخطوات متعثرة حتى وصلت إلى غرفته الأخرى والقت نفسها بإنهيار عليها
دلفت زينب بعدما استمعت لصوت بكاؤها
جلست بجوارها تحتضنها وتمسد على خصلاتها بحنان اموي
-حبيبتي يابنتي عارفة أن دا فوق طاقتك، بس لازم تتحملي ياليلى، جوزك في أهم مرحلة محتاجك فيها
قبضت على ثياب زينب وبكت
-انا بموت ياماما، راكان مفكرني عدوته، بيكلمني كلام يوجع اوي
ظلت تمسد على خصلاتها
-ليلى لازم تهدي، هو معذور يابنتي، عايزين نستحمله حبيبتي وأنتِ اكتر واحدة محتاجك فيها
خرجت زينب بعدما جلست فترة معها
نظرت بساعتها،اتجهت إلى مرحاضها، خرجت بعد قليل أدت فرضها، شعرت بآلام تغزو جسدها
تسطحت على الفراش وذهبت بسبات عميق، عند راكان
ذهب بالنوم بسبب علاجه، استيقظ ينظر إلى أركان الغرفة التي يسودها الظلام ، نظر بساعته وجدها العاشرة ليلا
استمع إلى طرقات على باب الغرفة، دلفت سيلين
-حبيبي عامل ايه، بحثت بعيناها عن ليلى
-فين ليلى بدور عليها مش لقياها
مسح على وجهه يفركهه، ثم رفع نظره
-في اوضتها..قطبت جبينها ورغم معرفتها بمكانها إلا أنها تحدثت
-ازاي ليلى خرجت من اوضتها، دا من يوم مااتجوزوا عمرها ماباتت برة الاوضة دي، وكمان الاوضة التانية مقفولة مفيش حد بيدخلها، يالهوي ليكون نزلت نامت في الجنينة زي عادتها والجو برد، وهي حامل كمان
شعر برجفة بقلبه، فحمحم متحدثا
-روحي شوفيها ياسيلي دي متخلفة، وطول عمرها بتعمل مصايب
جلست بجواره ثم قطبت جبينها بتصنع
-انت فاكر افعالها، ومش فاكر أنها مراتك
ابتسم بسخرية ثم ذهب بشروده وذكرياته التي بيحاول يستجمعها قائلا:
-افعالها اشهر مني شخصيا، قومي ياسيلي وبطلي تلعبي على اخوكي، توقف فجأة وتسائل
-انتِ اتجوزتي يونس فعلا..قهقهت عليه وأشارت إلى بطنها
-وحياتك عندي قمر وحامل في يزن كمان ايه رأيك في الاسم ياراكي
-سيلين قومي امشي مش قادر اتكلم، عايز ادخل الحمام
توقفت ثم رفعت حاجبها
-بتطردني مكنش العشم ياخالو،دا انا هسلط عليك قمر تأدب خالها
نهض متألما، واتجه إلى المرحاض، وجد اشيائها الخاصة به، هناك بعض الصور بدأت تظهر امامه وشعور بألما يفتك به
باليوم التالي خرجت إلى الحديقة تستنشق بعض الهواء..كان يجلس ينفث سيجاره..رآها تجلس، وخصلاتها التي ترفعها كذيل الحصان ..
كان الهواء يداعب خصلاتها فتتحرك على وجهها، ابتمسم عليها ولكن منع ابتسامته عندنا تذكر حديثها
-هتجوز اخوك عشان اشوفك بتتعذب قدامي ياراكان
استدار متجها إلى الداخل يضغط على نفسه هامسا إلى نفسه
-ازاي اتجوزتها بعد دا ، معقول توفيق السبب
عند عايدة
فرح فيه موضوع عايزة منك تعمليه بس مظبوط، بما أن راكان مش فاكر حاجة ، وكمان سمعت أنه مش طايق ليلى ومفكر أنها السبب في موت سليم
-ضيقت عيناها وتسائلت
-تقصدي ايه..وضعت ظرف بأيديها
-الصور دي لازم توديها إلى راكان، وكمان زودي الجرعة أن سليم اكتشف خيانتها عشان كدا خرج مش شايف قدامه وعمل حادثة
أمسكت الصور .. جحظت عيناها
-مش دا ابن عمها..ابتسمت بتهكم قائلة
-قوليله عشقيها، وراكان اتجوزها لما هربت بالولد لعند عشيقها، وهو خاف من الفضيحة بعد مالناس عرفت فحب يحمي العيلة من القيل والقال
-وراكان هيصدقني ياماما..نهضت عايدة وجلست بمقابلتها
-انتِ لازم تقنعيه، وهخلي فريال هتساعدك متخفيش هتسبكوها كويس، المهم يطردها بفضيحة
❈-❈-❈
بعد أسبوعا والحال كماهو بينهما، بغرفة ليلى  وخاصة بعد منتصف الليل، أنهت صلاة قيام الليل ،جلست لفترة على سجادتها، شعرت بالاشتياق اليه، كيف يكون بينهما جدار ويحسب كأنه محيطات، هزت رأسها رافضة بعده، لقد قررت ونفذ الأمر، تناولت مأزرها ووضعته فوق منامتها الشفافة وتحركت متجهة إليه، هي تعلم أنه نائما الآن
دلفت بهدوء إلى الغرفة، وجدته يغط بنومه، نظرت إلى وجهه الذي يعكس ضوء القمر عليه
خلعت مأزرها وتسطحت بجواره تستمع بدفء أحضانه اقتربت من أنفاسه واغمضت عيناها، اليوم فقط ستنعم بنوما هادئا دون كوابيس، اليوم هي تغفو بأحضان امانها، زوجها حبيبها بل عاشق روحها، دلفت لأحضانه مراعية اصابته، تضع رأسها بحنايا عنقه، وتحاوط خصره، همست له بعدما طبعت قبلة سطحية على شفتيه
بحبك..قالتها وذهبت بنومها وكأنها لم تنم منذ ثلاث شهور منذ حادثته
استيقظ بعد فترة وجدها بأحضانه بتلك المنامة التي أصابت عقله قبل قلبه، هز رأسه وكل ماخطر على ذهنه أنها تقوم بإغرائه ..، تذكر حديث فرح وفريال، شعر بألما يفتك به، ولم يشعر بنفسه كلما تذكر تلك الصور وهو يدفع ذراعها بعنف عنه، حتى هبت من نومها فزعة مما أدى إلى آلامها
-مالك في ايه
صرخ بصوت هز أرجاء المنزل
-بتعملي ايه هنا..جاية اوضتي زي الحرامية وبتنامي في حضني بشكلك دا ليه، ايه جاية تغريني، لا فوقي ال زيك
وضعت كفيها على شفتيه، مع انسياب عبراتها، ورغم آلامها التي تحرق احشائها همست وعيناها كزخات المطر عندما فقدت سيطرتها بالكامل
-اسكت ياراكان، متكملش،هنخسر بعض وانا مش عايزة اخسرك، أهدى من فضلك، بلاش فضايح الكل سمع صوتك دلوقتي
دموعها كالشلال، تهز رأسها رافضة نظراته وحديثه الذي أدمى قلبها
-قومي أمشي من هنا..
استدارت متحاملة على آلامها التي ازدادت
-راكان اسمعني..دفعها بقوة صارخا عندما تذكر صورة أخيها وهو يقبلها وصورها الاخرى
-قولت بررررة
دفعها بقوة حتى سقطت من فوق الفراش على ظهرها تصرخ من شدة آلامها والدماء تنسدل بها، وغمامة سوداء تحاصرها
انسابت دموعها بقوة ، حاوطت بطنها ببكاء وانهارت من آلامها تهمس
-هموت، بطني آه قالتها ببكاء ..ظن أنها تمثل عليه، ولكن شعر بانسحاب انفاسه، عندما نظرت إلى كفيها اللذان تلون بالدماء تهمس
-ابني، راكان ابني..ابنك، ثم هوت على الأرضية لم تشعر بما حولها

عازف بنيران قلبي Donde viven las historias. Descúbrelo ahora