تنهد غيث يهز راسه ؛ طيب بصدقك وبقول فهد مستحيل يسويها لكن لو صار لك اذى بسيط احلف لك يا ليان انك ما تجلسين هنا ثانيه وحده لو فهد يموت فاهمه .
التزمت الصمت وهزت راسها بالايجاب ، وضمّها عليه يقبّل راسها ؛ انتبهي لك وكل يوم بزورك لو قدرت طيب ؟
هزت راسها بالايجاب وابتسمت له ؛ لا تخاف الحمدلله مو صاير شي .
تنهد هو وهز راسه وتركها يطلع وقلبه من الوجع انطحن ، يعزّ عليه انه يتركها ويروح ويخليها لحاله وهي صغيره ما حولها احد ، لكنه وعدها بأنه ما يجيب طاري لكن بينسى وعده لو تأذت هي ، خرج من عندها وتوجهه للخارج ينفث انفاسه خارج رئته لعلها ترتاح من الضيق ، ركب سيارته يتوجهه لبيته لشقته الخاصه بعيد عن ابوه وزوجته وقت يضيق ويحس بشعور التقيد هو يختلي بنفسه .

__
دخلت تناظر العسكر من حولها وبلغت ريقها تحبس دموعها ما ودها تنزل ودها تفهم اول وش الي يحصل ، الخبر الي وصلها مثل الصاعقه نشف الدم فيها ما عاد له مجرى في جسدها ولا خلاياها ، تقدمت تناظر العسكري وصوتها الراجف يبين تحمّلها ؛ ليان فيصل وين ؟
هز راسه بالنفي ؛ ما اقدر ادخلك عندها لكن ان تكلمتي مع الضابط اول واعطاك الاذن ادخلك .
بلعت ريقها تهز راسها ؛ مين الضابط الي ماسك القضيه ؟
اشر لها على المكتب وهزت راسها له واتجهت تدق الباب برجفه وثواني وسمح لها بالدخول ، ودخلت هي تناظره على اوراقه يقلب بينهم واعتلت نبرتها لجل ينتبه لها ؛ لو سمحت !
رفع عينه عليها وعقد حواجبه ؛ تفضلي اختي ؟
بلعت ريقها تدخل تتوسط ارضية المكتب وشبكت يدينها ببعضها ؛ ليان فيصل ابغى اشوفها انا صديقتها .
رفع حاجبه لها ؛ اعتذر منك لكن ليان فيصل للحينها على رأس التحقيق انتظري يومين لجل تبدا زيارتك لها .
هزت راسها بالنفي ونزلت دمعتها غصباً عليها ؛ تكفى طلبتك بس بشوفها لا تحرمني من شوفتها تكفى طلبتك .
بلع ريقه من دموعها الي انهمرت والواضح انه غصباً عنها من يشوفها تحاول تمسحها الا انها تنزل اكثر ، هز راسه ورفع صوته ؛ ياعسكري ! دخل العسكري واشر له الضابط عليها ؛ دخلها عند صديقتها ، ليان فيصل وسجل بياناتها قبل لا تدخل .
هز راسه العسكري واتجهت هي معه تمشي بهدوء ، لكنه مو على قلبها ولا داخلها ما كان الهدوء له دور بينهم ، كان التخبط والشتات والضياع والخوف والتوتر الاساس داخلها ، هي جات بدون اذن امير ولا حتى تعرف هو وين ، والواضح انه بعد ما يدري عن الي حصل ، لكن من عرفت ان ليان بالسجن هي ما قدرت تثبت خطاويها في البيت اكثر ، انتهت من تسجيل البيانات وشدت على عبايتها هي من صار الباب واضح لها وخلفه ليان ، بلعت ريقها هي ما تدري تصدق الي صار ولا تصدق ليان ، ما تدري ليان بتنكر ولا بتقول الصدق وانها هي الي ذبحته فعلاً ، كل الاسئله في بالها مالها جواب الا عند ليان وتتمنى من كل قلبها ليان لا تراوغها بالاجابات وتقول الصدق ، تركت يدها على مقبض الباب وفتحت الباب بشكل خفيف ، وناظرتها كيف هي تاركه راسها على الطاوله ويدينها حولها ، بلعت ريقها تدخل وتسكر الباب خلفها ، رفعت راسها ؛ غي..
بترت كلامها من شافتها واقفه ودموعها الي تنساب على خدها تحرقها ، حتى هي ما لازم تدري ، بتصير الحقيقه نفسها ما تتغير والخافي ما يدري فيه غير غيث اخوها ، ولو بيدها هي بتقول لرتيل لانها اختها وصديقتها لكن هي تعرف عواطف رتيل وكيف تصير ، اعرف ان رتيل مستحيل تتغلب على عواطفها وبتقول خافيها ، شتت نظرها عن وقوفها وتقدمت رتيل هي وهزت راسها بالنفي ؛ مستحيل تسوينها صح ؟ لا تقولين انها انتي تكفين .
رفعت حاجبها ليان بسخريه ؛ وانا ليش جالسه هنا ؟ اتقهوى مثلاً ؟
لانت ملامح رتيل تهز راسها بالنفي ؛ اتهموك غلط صح ؟ اكيد انتي بريئه ليان ، مستحيل تسوينها ، انتي تحبين فهد كيف تذبحين ابوه ؟ رفعت اكتافها ليان تضغط على نفسها ؛ وصار ؟ لازم اذا انا احب فهد ما المس اهله ولا يجيهم الاذى مني يعني ؟ ذبحته رتيل ركزي ما بقول الا الصدق .
وسعت عينها رتيل بالذهول ؛ ليان لا لا تكفين تدرين وش بيصير ؟ بيسجنونك سنه ثلاث خمس عشر ما ندري ، حتى الحكم احتمال تكون قصاص لا ليان تكفين .
رفعت اكتافها بعدم اهتمام ؛ ما يهمني ، ذبحت نايف وانتهى الوضع قلت لهم انه خطأ واني مو متعمده وبيخفف عن الحكم ، القصاص ما راح يصير .
مسحت رتيل على ملامحها تصد ثواني ورجعت ناظرت ليان ؛ من متى صرتي كذا ؟ ليان من متى صرتي كذا بس قولي لي ، ليش حركاتك بدت تتغير من اول ملاحظتها عليك ، تتهورين بأشياء كثير ولا تهتمين بنفسك ولا تهتمين بعاقبتها عليك وش بيصير منها ، ما تلاحظين انك تعيشين شخصيه اخرى تماماً عن ليان فيصل الي نعرفها ؟ ما عاد صرت اعرفك ليان والله ما عاد صرت اعرفك ، من متى ليان تمسك سلاح من متى ليان تصوبه على شخص ، من متى هذا كله يصير ؟ من متى ليان ؟
ابتسمت ليان تميّل راسها ؛ وبتبقين صديقة ليان هذي ولا بتنسينها وتقطعين علاقتك فيها ؟
ضحكت رتيل بسخريه ومن هول صدمتها وذهولها من برودها بالموضوع ولا كأن الموضوع فيه قتل وسجن وحكم ، هزت راسها رتيل ؛ بقطعها دام ليان ما عاد صارت تعرف الدرب الصح ، بقطعها دامني اشوفها تأذي نفسها بأشياء هي في غنى عنها ، ما توقعت بيجي يوم اشوفك فيه كذا ، تعترفين وبعلو صوتك انك قتلتيه وكأنك تزفين لي بشاره ، حتى الندم ما اشوفه بعينك ، ولا حتى ابسط الحزن ، عاجبك شعور السجن ؟ عاجبك شعور التهور ؟ تحطين نفسك في مشاكل كثيره وكبيره اكبر منك لكن انتي ودك تعيشين كذا ؟ علشان نقول ليان قويه ، ليان ما تخاف ليان طاغيه ؟ بس قوليلي وش ودك نقول عنك ؟ نقول ان ليان عاشت شعور السجن لانها ودها تعيش شعور انها مجرمه ؟ ما فكرتي بفهد انتي ؟ ما فكرتي وش بيصير فيه من بعدك ؟ وش الجرح الي بتحفرينه في قلبه وبيبقى في قلبه سنين لين موته وهو ما نساه ؟ ما فكرتي بهذا كله ؟
ابتسمت ليان تميل راسها تناظر الطاوله وتتحسسها بأناملها ، لو تدري رتيل هي وش تسوي علشان فهد ، علشان خاطره وقلبه ، هي ضحت بعمرها ، بصغر سنّها هي تضحي ولجل مين ؟ لفهد حبيبها ، روحها والاب لها ؛ لا تكثرين كلام رتيل ، فهد بينسى وبيرجع يعيش حياته بيتزوج غيري وبينساني لا تصعبينها.
ضحكت رتيل بسخريه ؛ بعد ما خليتيه يتعلق فيك قلتي بينساك الحين ؟ ليان احياناً اشك اذا تملكين قلب او لا من قساوتك على نفسك اولاً وبفهد ، ما تحبينه ؟ ليش قلتي له احبك ليش نطقتيها طيب ؟ ليش قلتي اصير زوجتك دامك انتي ما تبين ليش تحطين فيه امال دام ما ودك ؟ ليش ؟
رفعت اكتافها ليان ؛ قلتلك ما ذبحت نايف متعمده وانه خطأ الي حصل لا تجننيني .
هزت راسها رتيل ؛ طيب ما ذبحتيه خطأ ليش ما تقولينها لفهد ويتنازل عنك ؟
رفعت حاجبها ليان بحده ؛ تنازل ما يتنازل فاهمه وهذا حقه وحق اخوانه مني .
ابتسمت رتيل تهز راسها ؛ بسألك بس وجاوبيني ، انتي ليش تكرهين نفسك هالكثر ؟ ليش تحبين تشوفين نفسك متعذبه ؟ ليش بس قولي لي ؟ مريضه نفسياً انتي ؟
ابتسمت ليان توقف تبتعد عن الطاوله تشتت نظرها للبعيد ؛ لاني من وانا صغيره وانا اتعذب بتفرق الحين رتيل ؟ الحياه تكرهني لدرجة انها ماودها تشوفني اضحك او ابتسم ولا الفرح يدخل قلبي ، ما اكرهه نفسي لدرجة احرمها الي تبيه ، قاعده اعطيها الي ودها فيه ، ودها تعيش بالسجن جيت ألبي طلبها هنا .
عقدت حواجبها رتيل من طريقة كلام ليان وتقدمت هي تمسك ذراعها تلفها عليها تقابل وجهها ؛ ليان وش قاعده تقولين ؟ وش الي ودها نفسك تعيش بالسجن ؟
عضت شفايفها ليان ، هي قالتها لانها فعلاً ودها بالسجن ، ودها تكون فيه لا تشوف فهد ، ما يتحمل قلبها تشوفه مكسور ، كلها فتره وبينساها وبتصير ذكرى سيئه في حياته ، بلعت ريقها تناظر رتيل ؛ ارجعي .
لانت ملامح رتيل تهز راسها بالنفي ، تضمّها يمّها ، تبكي على كتفها وشهقاتها ترن في اذن ليان ، وشدت ليان عليها تحاول توازن نفسها لا تطيح ، وابعدت هي تناظر رتيل تبتسم لها ؛ اذا جبتي بنت لا تقولين لها ما عندي خوات طيب ؟
ضحكت رتيل بوسط دموعها تهز راسها بالنفي ؛ انتي اختي وصديقتي وكل شي بس خليك قويه طيب ؟
ما تحملت من هزت راسها ليان بالايجاب وابتسامتها الي اوجعتها ورجعت تحضنها تستنشق ريحتها تخزّنها بصدرها ، وابتسمت ليان تبتعد عنها تمسح دموع رتيل بأبهامها ؛ لو حنّيتي انا موجوده زوريني بأي وقت ودك .
بلعت ريقها رتيل وكانت على وشك تنهار اكثر الا انها حبستها داخلها من دخل العسكري ؛ انتهت وقت الزياره ، تفضلي !
هزت راسها رتيل وتقدمت تضمّ ليان لأخر مره وابعدت عنها .

~ أحبك لو طالت المسافات ‏ واهيمك لو على مر الأزمان ~حيث تعيش القصص. اكتشف الآن