« بيت نايف »
الراحه يستشعر فيها الحين من بعد فترة طويله ، من فترة فقدانها ولحتى ايامه هذي وهو يحس بشعور الضيق ، لكن من بعد حادث فهد وعلاقته معه الي بدت تتحسن ، صار يشوفها فيه ؛ ليتك بينا يالجوهره وعشتي للحظه هذي وشفتي ولدك كبر وصار عريس .
دخل الصاله وناظر الشنط الي عند المدخل وعرف ان اسماء رجعت ، مهما مرت السنين بينهم هو يكنّ لها الاحترام ، لانها هي الي اهتمت بفهد من بعد فقد امه ، رجع بدون عياله لانهم ودهم يطلعون للكوفي وبيرجعون غافلين ان امهم رجعت ، دخل الصاله وناظرها معطيته ظهرها وجوالها على اذنها تكلم ، وكان على وشك ينطق لسانه بترحيب لها الا انه انلجم من سمع حكاها .
جلست اسماء تناظر الدور الثاني وارتاحت من عرفت انهم مو موجودين كلهم ؛ معاك مزون معاك ، خايفه والله من ان الموضوع ينكشف لاحد .
عقدت حواجبها مزون صديقة اسماء ؛ شفيك يا بنت الحلال ، مو تقولين الموضوع تقفل من زمان وشوله الخوف الحين ؟
تنهدت اسماء ؛ مو يعني الجوهره ماتت ما تنكشف الحقيقه ، مزون انتي الوحيده الي تدري اني ورا موت الجوهره ، وانها ماتت وقت طاحت الدرج واني انا الي دفيتها ورميت الموضوع على ظهر فهد المسكين الي عمره ما تعدا سنتين ، وخليت ابوه يكرهه طول السنين هذي ، وان كل الي صار هذا كله لاني احب نايف وابيه يتزوجني ، وتقولين لي ما اخاف ؟
ابتسمت مزون ؛ يابنت الحلال هدي وش الي صار يعني ، الحرمه ماتت وانطوت هالسنين كلها انتي الحين بقلب نايف ولا احد يقدر يفرقك عنه .
فركت يدينها اسماء بتوتر ؛ واذا عرف نايف ؟ تتوقعين يطلقني ؟
هزت راسها مزون بالنفي ؛ كيف يعرف وانا وانتي الي ندري بس ؟
رفعت اكتافها اسماء بعدم معرفه ؛ ما اعرف بس علاقة فهد ونايف بدت تتحسن وصرت اخاف منها .
غمضت عينها مزون ؛ يابنت الحلال واذا تحسنت خليها تتحسن وانتي عيشي براحه .
هزت راسها اسماء ؛ بقفل الحين ممكن يجون عيالي ونايف بأب لحظه .
قفلت منها اسماء ووقفت هي تهدي نفسها ؛ اهدي الجوهره ماتت والحين انتي زوجة نايف و..
انبتر باقي كلامها من رفعت عينها تناظر واقف بوسط الصاله يناظرها وملامح الصدمه معتليته ، هز راسه بالنفي مستحيل يصدق ، سنين وهو يكرهه فهد لانه يظنه السبب في موت امه ، يتذكر اليوم الي ولا مره غاب عن باله ، يتذكر كيف كان راجع من شغله وكان متلهف على شوفة الجوهره ، يتذكر اتصالها عليه وكلامها الي للحين يرنّ بأذنه ' نايف حبيبي تعال بسرعه ، انا وفهود اشتقنا لك كثير ' يتذكر استعجاله بشغله علشان يجيها ، ما يقدر يقولها لا ما ينطق لسانه لها غير ' سمي ، لبيه ، امري ' ، يتذكر دخوله للبيت ، صدمته من ناظرها طايحه على الارض واسماء تصارخ فوق ، يتذكر كلام اسماء ' ليه يافهد ليه ياماما ، ليش طيحتها يا ماما ليش ؟ ' يتذكر ركض اسماء وهي كاشفه عند راس الجوهره تحاول تقومها ، يتذكر ركضه لها يتذكر كيف رفع راسها وحط اصابعه على نابض عنقها ورجفت يدينه من ما حس بالنبض ، يتذكر كيف رفع عينه على فهد الواقف على الدرج يناظر بعدم فهم ، غابت افراحه من هذاك الوقت ليومه هذا ، رجع لواقعه يناظر اسماء وتقدم لها والغضب معميه ، رفع يده يضربها كف يغيب ملامحها يترك شفتها تنزف من قوة الضربه ، هز راسه بالنفي من شاف دموعها ؛ لا تمثلين الدموع علي لا تمثلينها ، انتي السبب ، انتي السبب بكل شي في حياتي انتي يا..... ، كرهت ولدي وابعدته عني بسببك ، صراخك عليه ذاك اليوم وتقولين انه السبب ، جيتيني قلتي لي يانايف الولد صغير ما درى عن شي لا اسوي شي تندم عليه ، ما ندمت على شي كثر ما ندمت اني صدقت واخذتك زوجه لي ، ماكنت غبي ولا كنت ساهي عن حركاتك ، عن الرخص الي كنت تسوينه لي علشان تغريني وانا متزوج وزوجتي حامل ، كانت الجوهره تعدك صديقه لها واخت وبنت جيران لهم ، وانتي حاطه عينك على زوجها ، ياما كلمت الجوهره وقلت لها لا تدخلين البنت هذي عندنا من جديد ، وكانت بكل مره تغير كلامي وتقولي البنت تساعدني علشاني تعبانه مو اكثر ، وانتي وش سويتي لها ؟ ذبحتيه ليش ليش ؟ ليش يتمتي فهد وذبحتيني ليش ؟ وش سوينا لك بس قولي لي ؟ انتي تدرين اني احبها واشوفها دنيتي كلها ليش ذبحتيها وعيشتينا بالظلام ليش ؟
ما اهتزت شعره فيها من كلامه لكن جملته ' احبها واشوفها دنيتي كلها ' قهرتها وكثير ، طول حياتها الي قضتها معه ولا مره اعترف فيها انه يحبها او يشوفها دنيته مثل حبه للجوهره ؛ تدري ليش ذبحتها ؟ لاني كنت اكرهها ، لانها اخذتك مني ، ياما كلمتك امك اخطب بنت جيرانكم ووصفتني لك لكن وش كنت تقول ؟ مالي فيها يا امي مالي فيها انا ما اشوف الا الجوهره ، وش عرفك بالجوهره ؟ ما عرفتها الا مني ما جبتها لبيتكم الا اني اشوفها صديقتي وانت شفتها هذاك الوقت وعجبتك ونشبت لامك الا تاخذها .
تقدمت له تمسك يديه ؛ نايف انا احبك من اول ما سكنتو قريب منا وانا ما اشوفك الا زوج لي ، شفت دنيتي فيك ، قول اني ذبحتها لاني احبك نايف ، وفعلاً جيت خطبتني من بعد وفاتها .
نفض يدينه منها ، واقترب منها يرفع صوته ؛ ما احبك ما اشوفك شي ، كنت احترمك لآنك بس اهتميت في فهد ولا تركتيه لي ، لانك عشتي معي وانتي عارفه وش احس فيه ، لكن ما دريت اني دخلت شيطان في حياتي ، انتي تعرفين وضع الجوهره قبل ، وكيف انها كانت تعبانه وهي حامل ومناعتها ضعيفه ومن بعد ولادتها بفهد صارت تتعب من اي مجهود بسيط ، خليتني اعيش ولدي ذنب ما كان له ، ما صدقت انه فهد الا من شفتك تركضين من فوق ، ولا قدرت استنتج الا ان فهد فعلاً هو الي طيح امه من فوق الدرج .
جلس بقل حيله وتعب من ذكراه الي تراود لباله ، ندمه الوحيد انه حمّل فهد الذنب كله وكرهه ، لكن ما كان الا من عشقه الجوهره ، كان يشوف فهد هو السبب في موتها ، والسبب في حرمانه منها ، ما عاش معها الا ثلاث سنين بس ، وفقدها من بعدها ، وما كان السبب الا اسماء ، اسماء الي كانت صديقة الجوهره الروح بالروح ، وغدرت فيها اسماء من اعجاب كان عابر لكنه كبر داخلها اكثر واكثر من زواج نايف للجوهره ، من حنانه على الجوهره وقت تعبها وكيف انه رافق معها لين طلعت ، وحتى دخوله معها في غرفة الولاده يسندها وقت كانت ولادة فهد ، دلاله لها بكل شي هي تحتاجه ، حب كبر داخل اسماء لنايف ، وشر حبها كانت نتيجته موت الجوهره وفقد نايف لها وفهد الي صار يتيم من دون ام ، رفع عينه عليها ؛ والي خلقني ما يروح موت الجوهره عبث وان لا تتحاسبين عليه بعدين ، والطلاق اعجل بأموره كلها ووكّل محامي عليه واخليك تدفعين الثمن اول وارمي اوراق الطلاق في وجهك ، وجيلان وتيّام ما راح اقولهم على سواد افعالك لكن انسيهم ، وفهد الي اعتبرك امه وعشقك اكثر من عيالك بيندم لو درى ، بيعيش الوجع اضعاف لو درى ان الانسانه الي يعتبرها امه ويحبها اكثر من كل شي في الدنيا هي نفسها الي ذبحت امه بعدم رحمه ، علشان حب رخيص ، بحرمك منهم كلهم والعزّ الي انتي عايشته على حسابي والكبّر كله بتنسينه بالسجن ان شاء الله .
طاري الطلاق ارعبها شوي مو كثير ، ما تتخيل بعد التضحيات الي صارت كلها انه يطلقها بكل بساطه ، ما خافت من طاري السجن كثر ما خاف من طاري الطلاق ، ما تتخيل اكون بعيده عن نايف ، او اكون طليقته ولا تحلّ له بعدين ، مسكت كفه تجلس على ركبها ترتجيه ؛ تكفى نايف تكفى طلبتك لا توجع قلبي كذا ، وش تبغاني اسوي واسويه بس لا تطلقني من لي بعدين لا طلقتني .
جلس مستواها يناظرها ؛ بس قوليلي ، لو طلبت منك اي شي تسوينه ؟
هزت راسها بالايجاب بتكرار ؛ اسوي كل الي تبيه بس لا تطلقني .
ضحك هو بسخريه ؛ واذا سويتي بترجع الجوهره ؟ بترجع زوجتي ؟ بترجع حياتي تتلون ؟ بترجع علاقتي مع فهد قبل ؟ وش بيرجع يا اسماء لا سويتي الي سويتيه وش بيرجع بس قوليلي ؟ عافك الخاطر يا اسماء ولا عادك بترجعين احترامك عندي ؟ .
قام هو يناظر السقف وغمض عينه يترك دمعته تنزل ، تنزل على زوجته وحبيبته الجوهره الي فقدها من عقب ثلاث سنين عاش فيها الربيع معها ، والحين من عقبها عاش برد الشتاء القاسي عليه وعاش اوراق الخريف وحيد ، عاش حرارة الصيف من ضيقه ، ولا قدر يعيش الربيع من بعدها ، عاشه وقت رجع تصالح مع فهد ، مع ولدها ، مع ولد الجوهره ، ناظرها يميل راسه ؛ كنتي تشوفيني وانا اطرد فهد في كل مره يا اسماء ، في كل مره اقولها في وجهه انت مو ولدي انت ما اعتبرك ولدً لي ، كنتي تشوفينه يعيش بعيد عني ، كنتي تشوفينه يمشي مراحله كلها ووصل مرحلة شبابه وانا بعيد عنه ، يتعب يحزن يفرح ينضرب كلها كنتي تشوفينه لكن ما تقولين حرف ، ما تقولين يا نايف فهد ماله ذنب واني انا ال...... الي ذبحت امه ، كنت اشوفه قاتل امه ، ما كنت اراعي صغر سنّه ، خليته يعيش قسوتي وعاشو عيالك ربيعي ، لا لا لا تخسين جيلان وتيّام مو عيالك ، عيالي انا ، ما طلعو عليك الحمدلله ما طلعو انانيين نفسك ولا طلعو بدون قلب مثلك .
رفع اصبعه السبابه يهددها ؛ بخليك تعيشين الوجع الي عاشه فهد . بخليك تتمنين الموت ولا تشوفينه ، لا تظنين بطلقك بكل بساطه بدون ما اخذ حق فهد وامه منك ، تذكري يا اسماء مين نايف تذكري نايف وش يسوي علشان الجوهره ، وهالمره بياخذ حق ولده ، بخليك تعفنين بالسجن وبجي وارمي اوراق الطلاق في وجهك ، تذكري نايف وش بيسوي .

~ أحبك لو طالت المسافات ‏ واهيمك لو على مر الأزمان ~حيث تعيش القصص. اكتشف الآن