(٢)عالم المفسدين

ابدأ من البداية
                                    

بينما مرجان تحرك صوب الخارج يتسحب كي لا يشعر به أحد، فبعد نطق العريف لما اكتشفوه سويًا، تجمعت شياطين إيفان حولهم ليصاب بالجنون هادرًا في وجه العريف :

" ما الذي تهزي به أيها العجوز، أي ملكة تلك التي سأحضرها من عالم المفسدين ؟؟"

نظر العريف للسيف الذي كان مستقر أعلى رقبته، ثم رفع إصبعه يشير صوب جسد مرجان الذي كان يستغل حالة الاستنفار للاختفاء:

" مرجان ..مرجان هو من اكتشف الأمر وليس أنا "

في تلك اللحظة كان مرجان يتحرك وهو يردد داخله، يخطط لمستقبله القادم بعيدًا عن القصر والمملكة بأكملها :

" ربما أجلس مع أمي واصنع الفخار واتزوج بابنة جارتنا وانجب منها بعض الأطفال وارعى الأغنام واعيش حياتي في سلام بعيدًا عن هذا القصر الـ "

وقبل أن ينهي قائمة أحلامه انتفض جسده وهو يرى جميع حراس الملك يقفون أمامه موجهين له السيوف وهو رفع يده مستسلمًا يهتف بارتجاف ولهفة :

" أنا فقط ...فقط ظننت أنني اساعد يا مولاي، ظننت أنك ستسعد لمعرفتك مكان الملكة "

صرخ ايفان بجنون ولا يصدق أين ألقاه نصيبه :

" توقف عن هذا الهراء، أي ملكة تلك ؟! ملكتي ليست من ذلك العالم ولن تكن "

أبعد العريف السيف عنه ببطء بطرف إصبعه مبتسمًا بملاطفة :

" اسمع أيها المدلـ.. أيها الملك، صراخك بهذا الشكل لن يغير قدرك، تقبل الأمر أنت هو المنشود بتلك الرؤية القديمة، وملكتك تقبع هناك في عالم المفسدين تنتظرك "

تنفس إيفان بصوت مرتفع وهو ينظر حوله لمستشاريه، يشعر بالجنون من تلك الفكرة، أبعد السيف عن رقبة العريف الذي ابتسم براحة شديدة، يراه يتحرك في المكان بأكمله وكأنه يفكر في أمر ما :

" الخروج والذهاب لإحضار الملكة يعني أن ألقي نفسي في التهلكة، خروجي لعالم هؤلاء المفسدين لهي مخاطرة كبيرة للمملكة "

ابتسم العريف يقول بخبث ونبرة ذكية ماكرة يعلم أن إيفان لا يخشى ما سيقابله، بل يخشى ترك المملكة، لذا لعب بمهارة على تلك النقطة :

" ولا تنس يا مولاي أن خروجك وعودتك سيأخذ منك وقتًا غير معلوم، والمملكة هنا لا تستطيع البقاء دون الملك كل ذلك الوقت "

نظر له إيفان يشعر بالحيرة الشديدة وهدير قوي يضرب صدره، عقله يرفض أن تكون ملكته الحبيبة التي انتظرها كل تلك السنين من هؤلاء المفسدين الذين نفروهم منذ مئات السنين ومازالت تأتيهم اخبار فسادهم وحروبهم، وقلبه يشتاقها حتى ولو كانت من الأعداء وليس مجرد شخص من عالم آخر، ريما هي تختلف، هي لا تشبههم بأي شكل ..

نظر لمستشاريه يحاول التفكير في أمرٍ ما ثم قال بهدوء ورزانة وغموص :

" ارسلوا لإحضار سالار وباقي القادة، وأنت أيها العريف لا تتحرك بعيدًا عن القصر فسوف نحتاجك أنت ومساعدك ."

مملكة سفيد " أول الآثمين"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن