البارت الثامن " حُررت أساريره "

166 12 3
                                    


صُعق يوسف مما وقع على مسامعه حتى أمر الطبيب بالإنصراف ظل ينظر لها بحزن شديد فهذه أول مرة يراها هكذا بهذا الضعف كان يشعر بالسعادة من داخله وهي تعارضه وهي تقف أمامه بكل ثقة وقوة لا تخشاه أبدًا ولكن الآن ؟!!

لا يرى أمامه سوى جسد ضعيف فقد روحه وبهتت ملامحه فكان ذلك الوداع عليها بمثابة توقف الحياة .....

غادر الغرفة بأكملها مسرعًا نحو غرفته وأغلق الباب بإحكام اتجه إلى جانب السرير حيث توجد منضدة صغيرة وعليها إطار لصورة شخص ما أمسكها وظل يتأملها لبعض دقائق ثم أغمض جفون عينيه بقوة ليمر من أمامه ذلك الماضي الأليم كان يظن أنه انتهى من ذلك الألم تمامًا لكن اليوم أعاد له كل تلك الذكريات كأن ما حدث منذ سنوات عديدة حدث بالأمس فقط

لكنه سرعان ما أبعد كل تلك الذكريات والألم عنه فمهما حدث لن يجعل شيئ يشعره بالضعف أبدًا أو يستسلم لأي مشاعر داخله ثم ترك الإطار بمكانه وذهب من غرفته عاد إليهم وقائلا بأمر :

فارس تجهز كل حاجة لمدام داليا عشان تتنقل لمقابر عيلتها وحاجة كمان حور ورهف هيفضلوا هنا دايما معانا ومش هيسيبوا البيت ده مهما يحصل الكلام مفهوم ؟

وقفت رهف ببعض من القوة فهي ما زالت في صدمتها لتعترض :

أستاذ يوسف شكرا لحضرتك جدا لحد كدة ملهوش داعي لقعدتنا هنا انا عايزة ارجع لبيتي انا وحور هو الذكرى الوحيدة اللي فضلت لينا خلاص سيب حور ترجع معايا لحياتها لو سمحت هيا مش هتقدر تتحمل اكتر من كدة   

نظر لها يوسف قائلا وهو لا يبالي بأي شيئ تفوهت به :

فارس أظن إنك سمعتني كويس واقف عندك لسة ليه؟! إتحرك نفذ اللي طلبته والكل لازم يكون عارف كويس إن أوامري ما بتتكررشي أو إن حد يعارضني فيها

ثم تركهم وذهب نحو وجهة ما لا يعلمها أحد غيره

نظرت رهف لأثره بتأفف من ذلك الوضع ألا يكفيه ما حدث معهم حتى الآن وهو لا يُبالي بأي شيئ سوى أوامره ثم تذكرت حديث والدتها بأن تتماسك وتكون قوية لأجلها ولأجل صديقتها استجمعت قوتها وقالت محدثة نفسها

أوعدك يا ماما هبقى قوية ومش هضعف مهما يحصل عشان حور وعشاني أوعدك إنك هتكوني فخورة بينا مهما كنتي بعيدة عننا...
_

______________________

قام فارس بتحضير كل شيئ وتم تجهيز سيارة مخصصة ليتم نقل جسدها للمقابر أتم الاشراف على كافة التفاصيل ثم دلف البيت ووجدهم جميعًا بالصالون بما فيهم رهف وحور  بجانب والدتهم ينظرون إليها لآخر مرة بحياتهم كانت رهف تبكي بشدة  وهي تودعها أما حور تنظر لها بمشاعر كثيرة وملامح باهتة ولا تتحرك من مكانها حتى أخبرهم فارس:

" حييتُ بكِ " Where stories live. Discover now