البارت الرابع والثلاثون

52.4K 761 34
                                    

سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم

عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته

أنتظرك وكلي شوق أن تعود بشوق مثل اشتياقي إليك
‏في كل لحظة أترقبك ولا أشعر أني بخير
‏كلما طال بعدك طالت وحدتي
‏كيف لا تشعر بي كيف لا تلمس إحساسي بك؟
‏أخاف أن تموت اللهفة والاشتياق
‏أخاف أن تذبل داخلي وتتراجع الكلمات
‏رغما عني أبتعد ورغما عني أريد البقاء
‏نعم أشتاق إليك ولكن ماذا عنك.....
❈-❈-❈
تمر الأيام والخوف مازال يخنقه على صديق عمره، جلس مطبق الجفنين منتظر أي آخبار تريح قلبه قبل عقله..وصلت إليه زوجته ببعض الطعام جلست بجواره تسمد على كتفه ببطئ
-راكان قوم عشان تاكل أي حاجة بقالك كام يوم من غير أكل
قام بإشعال تبغه وهو يهز رأسه بالرفض
-ليلى ماليش نفس، لم يكمل حديثه عندما جذبت منه سيجاره وتحدثت بغضب ودموعها محتجزة بمقلتيها
-حرام عليك نفسك ياراكان، قهوة وسجاير من غير أكل، عايز تموت نفسك 
تنهد بحرقة شديدة يمسح على وجهه
-ليلى أنا عامل زي الدايخ الي الكل بيخبط فيه، اختي معرفش عنها حاجة، ومين اللي عايزها، وكمان نوح الي حياته في خطر، وحمزة اتلغى فرحه يوم الفرح، ولا يونس الي مش عارف اوصله من كتر جنانه وبيحملني الي حصل لسيلين..صمت للحظات ونظر لبطنها
-ولا ابني اللي ملحقتش أفرح بيه، وكأن الوجع بس المكتوب عليا
رفعت كفيها تمسد على ظهره
-كله هيعدي، نوح هيقوم بالسلامة،  وحمزة هيعمل احسن فرح، وابنك هيجي وهتفرح بيه إن شاءالله، دي هتكون ذكريات مش أكتر حبيبي
شدد من إحتضانها يضمها لصدره قائلا
-أكتر حاجة مصبراني ومقوياني وجودك جنبي وكلمة حبيبي دي كفيلة اني أجاهد عشان في الأخر اضمك زي دلوقتي كدا
قاطعهم رنين الهاتف، أخرجها من أحضانه ينظر لذاك الرقم الدولي، قام بالأيجاب عليه
-أيوة..على الطرف الأخر
مستر راكان البنداري، أهلا بك، اعتذر لك عن طريقتي في الوصول إليك، ولكن ظننت إنك ستصل قريبا ولكنك تأخرت كثيرا، ولكن أعلم أنك مشغولا بصديقًا لك، فهل صديقك أهم من حياة اختك، أو بنت عمك كما تقولون بالمصري
 
شعر بدوران يضرب رأسه فهوى على مقعده يسحب أنفاسًا حينما شعر بإنسحاب الأكسجين من حوله فتحدث بصوت جعله متزنا بعض الشي
-مين معايا!!
-يعقوب المنسي
قطب جبينه محاولا التذكر ولكن لم يصل لهويته، فقاطعه يعقوب قائلاً
-انت لم تعرفني، ولكنني اعرفك جيدًا، واعلم كل شيئًا يخص صاحبة ذات العيون الزرقاء، والشعر الأشقر...تحرك راكان لبعض الخطوات
-ماذا تقصد؟!
نفث الرجل تبغه وهو يتابع سيلين من شاشته قائلًا:
-سيلين أسعد البنداري..تنهد راكان بهدوء بعدما علم بما يقصده فجلس على الفراش وهو يرجع بخصلاته للخلف قائلًا
-اتعني انك من قومت بإختطاف سيلين البنداري
نفث يعقوب تبغه وأطلق ضحكة خافته
-هل يخطف العاشق معشوقة يارجل، بلى هي في آمان وليست كما تظن
جحظت أعين راكان وحاول ان يتحكم بسيطرته، فسحب نفسًا  
-سأكون مساء الغد بضيافتك مستر يعقوب، أود أن اطمئن على اختي
أشار يعقوب للرجل الذي يقف بجواره وهاتفه قائلا
-احضرها بيتر حتى تحادث اخاها
جلست ليلى تنظر إليه بنظرات تحمل بين طياتها الكثير والكثير من العتاب
-انت إزاي هادي كدا واختك مخطوفة، وضع اصبعه على شفتيها حتى تصمت وهو يستمع للجانب الآخر
-أختك كان أحد العصابات تلاحقها، علمت هويتها بالصدفة، ورأيت هناك من يراقبها، بعثت أحد الرجال ليلاحقه، فعلمت انه ينضم لأحدى العصابات هنا، فتدخلت لأن امرها يهمني كثيرا، اتمنى تكون علمت بما أشير له

عازف بنيران قلبي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن