~ أحبك لو طالت المسافات ‏ واهيمك لو على مر الأزمان ~

Part 50

~ عند فهد ~
ان كان شي اوجعه اليوم هو معرفة قصة منيف وليان ، وزاد وجعه فوق الوجع من ضربة ابوه له وسكوت امه وهذا الشي احرقه كله لكن سكت ، سكت علشان اخته وسكت علشان نفسه ، لانه ما وده يخسر احترامه لنفسه اذا رفع صوته على ابوه او يخاف انه يحكي حكي في ابوه ما يرضي ربه ، رجع البيت ما عاد له حيل ابد يكمل طريقه ، ومن شافها قدام عينه تنتظره هي ، لكنه لأول مره ما يفرح لانتظارها له ولا يفرح لوقوفها له ولا يفرح لوجودها قدام عينه كانت هذي اول مره يتمنى ما يشوفها فيه ولا يشوف وجودها في بيته لأول مره يحس بالمشاعر القاسيه هذي تجاهها هي بالذات من بينهم ، لأول مره يشوف انها مو له ولا له حق فيها من اعترافه هو صار يشوف منيف حولها ، تجاهلها يمشي لداخل ، وصُعقت لو الكلمه توفي صدمتها ، اول مره يتجاهلها بدون اي حرف ينطقه لها او حتى نظره فيها مشاعر تبين لها هي ، دخلت خلفه تناظر دخوله وكان على وشك يدخل غرفته لكنها مدت يدها تمسك كفه لكن ولأول مره ينفض يده منها ولف عليها بكل حدّه ؛ لا اسمع حسك عند باب غرفتي ولا اشوفك تحومين حوله ، اذلفي .
لانت ملامحها لانها اول مره تسمع منه نبرة الحده منها والاوجع انه نطق حكيه القاسي والتفت يدخل غرفته ، لكنها تجاهلت ومسكت كفها من جديد ؛ فهد .
صرخ عليها بكل صوته ؛ لا اسمع اسمي من لسانك لا اسمعه .
ناظرته بحزن ؛ سويت شي انا ؟
ضحك هو بسخريه ؛ لا ما تسوين شي يا بنت فيصل يا حبيبة الكل ما تسوين شي .
لأول مره تسمع نبرة السخريه منه لها هي بالذات ؛ فهد ما كنت كذا .
هز راسه بتكرار ؛ اي اي ما كنت كذا تدرين ليه ، لاني ما كنت اعرف بحركاتك ما كنت ادري فيها ولا كان عندي علم فيها ، اعطيتك كل شي كل شي ياليان كل شي ، اعطيتك قلبي وروحي وكل شي املكه ، وش كنت انتظر منك بس تقولين موافقه وانا معك يافهد ويدي بيدك ، لكن تغير كل شي كل شي تغير ، تلعبين على الحبلين تلعبين علي .
صرخ بكل صوته يضرب الباب وراها ؛ انا انا ، تلعبين علي ، تطلبيني اساعدك علشان تاخذين حق اهلك من الي اسمه عمك ، اعطيتك كل شي اعطيتك رجالي وقفتهم على عظم واحد لجلك انتي ، وقفت على راسك في المستشفى ليل نهار ، ما وقفت على نفسي كثر ما وقفت عليك ما اتعبت نفسي كثر ما تعبت عليك ، تركت الناس كلهم لجل عينك راعيتك من بينهم علشان حبي لك لكن وش استفدت من ورا هالحب ؟ وش استفدت غير الرخص الي قاعده تسوينه ، انا تتركيني العوين لك والحب كله لغيري ، ترفضيني علشان من ؟ علشان واحد عرفتيه وانتي صغيره وانتي صغيره ياليان ، تكونين علاقات من صغرك ، جات علي هالمره الله واعلم كم شخص كان قبلي الله واعلم.
بلعت ريقها تناظره ، لأول مره تسمع منّته عليها ، لاول مره تسمع يتكلم عنها بالقرف ذا كله ، لأول مره تشوف منه هالنظره لها ، ما وقف فهد ابداً من الغضب الي يسري بعروقه منها هي اولاً وابوه ثانياً ؛ قلتي لي ما اقدر احبك يافهد ، سألتك سؤال واحد واحد ، قلتلك السبب وش يخليك ترفضيني ؟ قلتي ما ودي اعيشه مره ثانيه ، يعني عشتيه من قبل مع واحد غيري ، كيف كيف تعرفين هالامور وانتي صغيره امداك تكونين علاقات ، امداك ؟ تحبين واحد وانتي عمرك 13 ؟ 13! متخيله كيف كيف ، والحين كبرتي ما عاد صرتي صغيره وترفضيني علشانه وانا الي بعت روحي لجل عينك اوقف في وجه امي واعصيها لجلك والحين ؟ والحين قولي لي ، امي كانت تقول حركات رخص بنات الرخص يمشي في عروقهم تدرين وش سويت ؟ عصبت كسرت الدنيا على راسها ليش ؟ لاني احبك احبك انتي ما رضيت عليك الكلمه لكن انتي ؟ ما قدرتي تنسين واحد حبيتيه وانتي عمرك 13 ، اليوم بس تأكدت من كلام امي عنك تأكدت .
اقترب منها يهمس لها ؛ لمسك ؟ علشان كذا انتي ساكته صح ؟ قولي لي عجبك الوضع و..
ما قدر يكمل كلامه ، هو يحبها هو ما يرضى عليها لكن اليوم انفعالاته صارت عليها هي ، هو غيرته تعميه دايم عن كل الناس ، وعن كلامه ولا يستوعبه ابدا ، وناظرت هي تهز راسها بندم ؛ صح ، صح كلام امك عني صح ، مستحيل تكذب امك ، انا رخيصه صح ، رخيصه لاني قبلت مساعدتك رخيصه لاني عشت معاك ببيتك رخيصه لاني فتحت قلبي لك وعلمتك كل شي عني ، رخيصه لاني كنت معك ، رخيصه لاني خليتك تعرف سر اهلي رخيصه لاني وافقت آنك تساعدني ورخيصه لاني طلبت مساعدتك ورخيصه لاني اخليك تقرب مني ، ورخيصه لاني ما اقول الحرف ولا اردك عني لاجيت تبوسني ، رخيصه لاني اطلع لك دايم بدون عبايه ورخيصه لاني خليتك تشوفين بفستان ، ورخيصه لاني قبلت هداياك ورخيصه لاني اسكت لجل عينك دايم عن الكلام الي يمسني ورخيصه لاني اخليك تلمسني ورخيصه لاني اضعف قدامك ورخيصه لاني بكيت في حضنك ورخيصه لاني ارضى بقربك وببقى رخيصه لو جلست زياده في بيتك يا فهد ، ما كان الكلام عني غلط ، ما كان الرخص الي امك تتهمني فيه غلط فعلاً انا رخيصه لاني اميزك من بينهم انا رخيصه فعلاً لاني حبيتك رخيصه من فوق لتحت انا رخيصه لاني دايم انتظرك وانا رخيصه لاني دايم اخاف عليك وانا رخيصه فعلاً ما كذبت انتي بالحكي ، والحب الي قاعد تتكلم عنه هذا غلط سويته وانا صغيره ولا انكره ولكنك طلعت نفس الغلطه يا فهد نفس الغلطه ، الفرق بينك انت وهو ، انه ما جرحني بحكيه ابدا صح ان كان له هدف وغايه ثانيه مني لكنه ما كان مثلك هو ما جرحني مثل ما انت سويت هو ما نطق لسانه بكلمه تجرحني ، ممكن الفرق بينكم ان كانت علاقتي فيه مبنيه على كذب هو خلاني اصدقه ، وانت علاقتي فيك ما كانت مبينه على كذب كان كل شي صدق ، خليتني احبك وانا حالفه انسى الحب لكنك طلعتني رخيصه ، رخيصه فعلاً لان مافي بنت عزيزة نفس وشريفه ترضى انها تعيش مع عيال ما تعرفهم ، وببقى رخيصه طول عمري لو جلست زياده هنا اسمعك ، او اجلس في بيتك .
اعطت ظهرها ، تنهمر دموعها فوراً حكيه ما كان سهل عليها ولا كان خفيف على قلبها ، اوجعها حكيه فعلاً ، وصارت تشوف نفسها رخيصه بمعنى الكلمه من حكيها هي بنفسها اولا وحكيه هو ثانياً ، دخلت غرفتها واخذت عبايتها ولبستها واخذت الشنطه تحط اغراضها فيها كلها ولا تهتم ابداً هي وين بتكون وجهتها ، ومن انتهت هي من كل شي طلعت من الغرفه ، وما غاب عن عينها وقوفه قدام غرفته للحين يسترجع باقي حكيها ، واخذت جوالها تتصل على اوبر وثواني ورد عليها ، وطلعت هي خارج بالحديقه تنتظر سيارتها اجي ، وكلها دقايق ووصلت تركب هي فيها ، واعطته موقع يوصلها هي له .