البارت الثاني والاربعون

1K 72 3
                                    

البارت الثاني والاربعون
من رواية:مُنقذ ليل

‏عندما تقابل أحدهم ويحكي لك عن خيبته بالناس، فهو يبعث لك برسالة معناها : أرجوك لا تكن منهم

"هو اي ده"
قرب منها يوسف كوب العصير قبل ان يقول ضاحكاً
"ده جرجير بالفروله،والله هيعجبك اوي"
نظرت ليل للكأس لتتذكر ذاك المذاق السئ التى شعرت به عندما ارتشفت من الكأس الاخر لتردف سريعاً بعد ان شعرت بتقيئ معداتها
"لا لا مش عايزه..المره اللي فاتت كان وحش اوي"
واخذت تبعد الكأس عنها ليقربه يوسف من جديد قائلاً
"المره اللى فاتت كان جرجير بالعسل انما المرادي بالفروله والله هيعجبك..ثقي فيا"
ليأخذ الكأس خاصته ويتذوقه ليردف بصوت مستمتع
"الله"
نظرت ليل الى كأسها بتردد لتحسم امرها اخيراً وتقرر انه تتذوقه فقط لتمسك الكأس بيدها وهي تنظر الى ذاك الذى يستمتع به
ارتشفت منه لينظر لها يوسف قائلاً بعد ان انزلت الكأس عن فمها
"هاا..حلو صح"
رفعت الكأس مره اخرى لفمها ليضحك يوسف قائلاً
"قولتلك هيعجبك"
لتنزله من جديد مضيفه بأستمتاع
"عاجبني لان الجرجير مش باين في زي المره اللى فاتت"
فأبتسم يوسف ليشاركها الرأي قائلاً
"صح بس انا بحب العسل اكثر"
فمالت ليل بشفتيها في حركه عفويه منها وكأنه تشمأز منه،ليقهقه هو بضحك
قرب منها صحن الفطائر لتقول له وهي تنظر الى محتواها
"هي باللحمه ولا بأي!"
فضحك يوسف مضيفاً
"لا بالسبانخ"
نظرت ليل لها لبرهه لتضيف لتذمر بعد ان تأكدت من صحه حديثه
"يا يوسف بقى انا مبحبش السبانخ"
سحب يوسف من امامها ذالك الصحن ليبدله بصحن اخر كان امامه وهو يقول
"دي باللحمه اهي"
فأبتسمت برضا لتقول له وهي تلتقط واحده من الفطائر بين يديها
"انت بتحب كل حاجه انا مبحبهاش"
فأبتسم وهو يلتهم قطعه من الفطائر في فمه ليستمر في مدغها وهو يبتسم ثم يبتلعها قائلاً
"هتلاقيني باكل اي حاجه صحيه"
كانت ليل تتابع حركاته بعينان تسأل اسئله كثيره!
لحيته التى تظل خفيفه دائماً وجذابه للغايه
شعره الذى كلما مسح عليه عاد على جبهته من جديد
عضلات يده التى توضح كل شئ!
فمه المرسوم بدقه لتتمني حيناها ان تكون ذالك الطعام الذى يأكله لتلمس شفتيه تلك!
عيناه الكثيفه الرموش التى اقسمت انها لو كانت تملك تلك الرموش كانت ستعشق عيناها عشقاً لا ينتهي!

نظر يوسف لها بطرف عيناه ليبتسم بخفه عليها فالان هي ولاول مره تتأمله!
ظل يتعمد عدم النظر اليها حتى لا تشيح بعيناها الجميلتين عنه،ليأكل بهدوء وهو ينظر الى اللاشئ

تعالى صوت هاتفها لتنظر له فيزمجر هو بغضب من ذاك المتصل!
نظرت له مره اخرى ولكن هذه المره هو نظر لها لتقول
"دي خالتو"
فأجابها بهدوء وهو يترك الطعام من يده
"طب ردي"
فرفعت ليل الهاتف نحو آذنها بعدما قامت بالرد
"الو..اه انا مشيت..لا لا اكلت..حاضر مع السلامه"

"ليل...اذيك"
جاء هذا الصوت من خلف يوسف لينظر يوسف اليه سريعاً بتعجب!
كان شاباً طويل القامه،اسمر اللون ولكن لونه يناسب ملامحه بشده.
اقترب منها ليقول وهو يمد يده لها
"انتي مش فاكراني انا معتز"
نظر يوسف نحو يده بغضب وغيره تشع من عيناه
يقسم انها اذا امسكت يده لن يمر ذالك على خير معها
لتتحطم جميع حواسه عندما وجد يدها تمسك يده ليسمعها تقول
"اه طبعاً فكراك..انا الحمدلله كويسه وانت اخبارك اي"
_"انا بخير الحمدلله،مبقتش بشوفك لي هناك"
"لا مهو انا عايشه هنا مع خالتو"
_"اه طيب فرحت اني شوفتك،هروح بقى عشان عندي شغل وان شاءالله نتقابل تاني"
"ان شاءالله..ربنا معاك..مع السلامه"

مـُنقذ ليلWhere stories live. Discover now