البارت الخامس والعشرون

1.1K 85 2
                                    

البارت الخامس والعشرون
من رواية:مُنقذ ليل

ماذا عَن خُوفي
مِن فُقدان شَيء
لا أمتلِكه مِن الأسَاس

فركت ليل عنقها بتعب وهي تنحني برأسها قليلاً لتستند بجبينها على سطح الوساده.
لتردف بخفوت
"ااااه يا راسي"
التفتت بجسدها للوراء قليلاً لتضع يدها فوق رأسها بتعب!
حولت نظرها الى ساعتها لتجدها السادسه والنصف!
لتنهض بهدوء وتستعد ليومها من جديد

ارتدت ملابسها الخاصه بالمدرسة، ليرتسم فجأه على وجهها ابتسامه رغم وجع رأسها إلا انها كانت تشعر بالسعادة لانه بالتأكيد ينتظرها الان..
اكملت ارتداء ملابسها سريعاً، لتلف حجابها على عجله وتركض مسرعه نحو شرفتها لتجد سيارته تقف امام ڤيلاته ليخفق قلبها سريعاً بسعاده.
نزلت سريعاً وهي تمسك حقيبتها، ولكنها في منتصف طريقها ابطئت قدميها لتخطى خطواتها بهدوء
وتنجح للمره الثانيه في الخروج من الفيلا دون ان يشعر بها احد..

اغلقت بوابه الڤيلا بهدوء وهي تنظر الى يوسف.
ليرفع يوسف كفه فور رؤيتها ليحييها قائلاً:
"صباح الخير"
تابعته ليل بعيناها حتى وصولها أمامه لتجيبه بابتسامة:
"صباح النور "
وتركب سريعاً بجانبه
اشار لها لتضع حزام الامان الذي نسيته لتومئ له بالايجاب ثم تلتف الى جانبها لتخرجه من وراء المقعد وتضعه حولها
راقب يوسف ملامحها ليسألها بصوت خافت
" انتي كويسه؟"
اجابته ليل وهي تلتفت له
" دماغي مصدعه بس"
وزع نظراته الخاطفه بينها وبين الطريق وهو يهتف مطمئناً
" اجبلك مسكن طيب؟"
ليل سريعاً
" لا لا دلوقتي الصداع قل"
ليردف بتساؤل
"طب اجبلك اي حاجه سخنه"
ليل وهي تضم حقيبتها لصدرها
" لا لا يلا نمشي بس"
ليتابع هو قيادته بهدوء وهو بين الحين والاخر يلقى نظره عليها!

- أتمنى أن لا أعود للسهر مرة أخرى ، أن يتوقف الأرق عن مداهمة جفني، الا أبالغ فيه وان أتعامل معه كضيف غير مرحب به.

تمسك حنين صُوره في يديها وعيناها لا تكف عن الهطول بدموع مرهقه!
لتقف وهي تمسح على وجهها وتخطي خطوات نحو خزانتها لتمسك المرآه الموجوده بها وترميها ارضاً
لتتحطم الى ميئات القطع فتنحني هي بدورها اليهم وتمسك واحده وتتجه بها نحو فراشها.
لتشهق شهقه عنيفه وهي تنظر الى القطعه التى بيدها
لتضغط عليها بقوه وهي تبكي بمراره!
لم تنتظر كثيراً فكان جرحها عظيماً فتمسك الزجاجه بقوه وتضغط بها على يدها الثانيه بنفس القوه
لينطلق منها صرخه قويه عقبها بكاء شديد وهي تنظر الى دماء يدها!
وبعدما تمزق قلبي شطرين تعلمت الحزن بعمق وفي كل مرة أحاول إعادة تجميعه، يصعب علي معرفة أي شطر ينتمي إلي!
فالأمر المرير هو إنتهاء الشغف في لحظة واحده غير متوقعة وكأنه شيخ كبير لم يعد يقوى على المشي، وكأن الحياة مثقلة وكل شيء فيها يدعو للثقل.
ولم يعد هناك متسع للمزيد من التجارب الخطأ، لا مزيد من المجازفات الخادعة، ولا وجود لثقة جديدة في احد.
هنالك الموت فحسب!
لاشعر براحه في مكان آخر!
مكان يحبني فيه احداً ولا يشاركني فيه احداً آخر!
مكان يتسع فيه قلبي ليرفرف عالياً بسعاده من يحب!
مكان اشعر فيه بالحب..!
ولكن!
ولكن!  انا!  انا!  منتحره....!
ولكن ماذا سيحدث!
انا منتحره بل انا الكفاره!!
لا لا اريد العيش..... اريد الرجوع الى حياتي...
اريد النجاه..!

مـُنقذ ليلWhere stories live. Discover now