البارت السادس

1.7K 113 11
                                    

البارت السادس
من رواية:مُنقذ ليل

ليل واقفه لا تستطيع الخروج،
فنهضت والدتها مجدداً وهي تصتنع الحنان قائله
"هروح اشوف العروسه "
فضحكت تلك السيده قائله
" شكلها مكسوفه"
فضحكت نعمه بأصتناع وخرجت فوجدتها واقفه امامها تنظر الى الكاسات بشرود.
فقالت بخفوت غاضب
"ما تخلصي ادخلي الناس مستنيه من بدري "
فنظرت ليل اليها بعيونها الدامعه وكانت ستتحدث ولكنها علمت ان حديثها لا معني له فصمتت بحزن
واحسمت امرها ودخلت سريعاً

قالت بصوت جاهدت ان يكون طبيعياً:
" السلام عليكم"
فنظرت لها السيدة والشاب والوالد بأعجاب ظهر في اعينهم.
ليل لم ترفع نظرها غير على تلك السيده فهي لم تتجرأ على رفع نظرها اكثر من ذلك.
وضعت صينية الكاسات على الطاوله وجلست على اقرب مقعد كان امامها.
كان معتز ذلك العريس ينظر لها بين الحين والاخر بعيون معجبه بها كثيراً.
هو لم يكن يعرفها لانه كان مقيم خارج مصر وجاء لكي يتزوج ويسافر بزوجته مجدداً.
قاطعه تفكيره والدته وهي تقول لها
"عامله اي يا ليل "
فرفعت ليل نظرها بصعوبه فأبتسم هو على خجلها هذا
"الحمدلله يا طنط"
نعمه مقاطعه
"اسمها ماما خلاص "
فنظرت ليل لها بصدمه!
ولكنها لم تتحدث واكتفت  بالصمت مجدداً.
كانت والدته مازلت تضحك فقال الوالد لنعمه
"اومال فين احمد"!
فقالت الام بتعلثم برعت في اخفاؤه
"احمد ربنا يعينه سافر بيشتغل"
فأبتسم الاب بتفهم قائلاً
" ربنا معاه يارب"
وبعد محادثات كثيرة دارت بينهم ومازالت ليل صامته واضعه رأسها باتجاه الارض،ومعتز مازال يتابع تحركاتها بابتسامة.
قالت الام لنعمه
"عايزين نسيب العرسان لوحدهم بقى "
فنظرت ليل لوالدتها سريعاً نظرة امل ترغب ان ترفض وبدأت تتمتم بهذيان وهي تنظر الى والدتها بأستعطاف ولكن قد وافقت والدتها وهي تضحك
فعاودت ليل رأسها الى الارض مجدداً بخيبه امل
نعمه بضحك لمعتز
" خدها يبني البلكونة "
فأبتسم معتز ونهض وهو ينظر لها ولكنها لم تنهض!
فنظر الى والدتها باستفهام؟
نعمه بصرامه تعلمها ليل جيداً
" ليل يلااا قومي"
فنظرت ليل لها وهي على وشك البكاء ونهضت مسرعه الى البلكونة
فضحك نعمه وهي تقول لمعتز
"معلش يا ابني هي بتتكسف"
فأبتسم معتز وذهب اليها.
كانت البلكونة صغيره جداً تسعى فقط لشخصين
وعندما رأي معتز حجمها لم يدخل بها لانه سيكون قريب جداً منها وسيشعرها بالتوتر اكثر وهذا غير لائق ايضاً بكونه رجلاً.
اكتفى ان يقف خارج البلكونه قائلاً لها
"اذيك"
ولكن ليل لم تتجرأ ان ترفع رأسها نحوه فأعتقد هو انها مازلت خجله منه!
فقال مجدداً بهدوء
"اخبارك اي يا ليل "
ونظر لها بدقه، منتظراً ردها بفارغ صبره
ولكن اصدمه بشده عندما رأى دموعها المنهمره بغزاره
وبدأ صوت شهقاتها يعلو شئياً فشيئاً
إستأنف حديثه من جديد بصوت متحشرج:
"انتي كويسة "!!
"انديلك والدتك"؟
فصاحت ليل سريعاً بخوف وهي تمسح دموعها وتقول
" لا لا انا كويسة الحمدلله "
فدخل الي البلكونة وهو حرص على ان لا يلمسها
وقال بهدوء
"  مالك يا ليل "
فنظرت ليل الى يدها بتوتر ولم تتحدث
فأبتسم هو واستكمل حديثه قائلاً
"انتي في سنه كام"؟
فقالت ليل سريعاً
"داخله إن شاءالله اولى ثانوي"
معتز بنبره متعاليه
" نعم"!
فرفعت ليل حاجبيها المرسومين ببراعه من الله بتعجب:
"نعم اي"!
فضيق معتز عينيه قائلاً بهدوء عكس ما بداخله
"انتي موافقه على الجوازه دي وجاوبيني بكامل صراحتك"
فأمسكت ليل مجدداً يدها تفركها بتوتر وهي تهز رأسها بنفي.
فدعاها للدخول بحركه لبقه من يديه قبل ان يتحدث بنبره هادئه
"طيب يا ليل اتفضلي"
فدخلت ليل وعلى وجهها علامات الدهشه
فقابلتهم نعمه بابتسامة بلهاء قائله
"اي خرجتوا لي"!
ولكن معتز لم يعطيعها رد فهو نظر لوالده الذي كان جالساً ينظر له قائلاً
" يلا نمشي"!
فنظروا له بتعجب! قائلاً
" في اي يا ابني"
ولكنه لم يعطيه رد وغادر المنزل
فغادروا ورأه بتعجب بعد ان ودعه نعمه وليل
فالتفتت نعمه لليل قائله
"انتي قولتيله اي "؟
فقالت ليل سريعاً
"والله ما قولتله حاجه "
فجلست نعمه وهي تقول
"استر يارب استر يارب "
ولكن ليل كانت تبتسم فهو قال لها انه لم يتزوجها فهي مازالت طفله ولها حياتها القادمه وهو لن يخرب عليها حياتها...

****
في منزل عائله معتز

معتز بصراخ:
" جايبلي واحده في اولى ثانوي عايزين تجوزوني طفله"
الام:
" ما انت كنت رايح وعارف يا ابني"
فقال معتز بغضب
"لا مكنتش عارف هنشوف واحده تاني"
الاب
" زي ما انت عايز يا ابني"
الام وهي تجلس بارتياح
" امرنا لله"
فنظر معتز الى الاشئ وهو يتذاكرها ويتذكر رفضها له او رفضها للزواج فهي طفله وهو لا يستطيع اجبارها على شئ.
ولكنه كان سعيد لرؤيه فتاه مثلها تهتم باستكمال تعليمها عكس الفتيات الاخرى.
****
في اليوم التالي

استيقظت ليل وهي تشعر بسعاده فهم زوجها اصبح في الهواء.
سمعت جرس هاتف المنزل يرن فذهبت لترى من الطارق
ليل
"الو السلام عليكم "
نادية بحب
"عليكم السلام يا حبيبتي اخبارك اي "
ليل بسعاده وضحكه صاخبه
"حبيبتي يا خالتو اخبارك اي "
نادية بحب
" انا بخير يا حبيبتي انتوا اخباركم اي طمنيني عليكي "
فتنهدت ليل قليلاً قبل ان تقول:
"ماما هتتجوز يا خالتو "
فشهقه ناديه بفزع لتقول سريعاً
" نعم!!  تتجوز اي ومين!! "
ليل بصوت على وشك البكاء
" عمو اللى كانت شغاله عنده "
واكملت قائله ببكاء
"وجابتلي عريس وقالتلي اني هتجوز،وانا م عايزه يا خالتو مش عايزه اتجوز،عايزه اكمل تعليمي "
نادية محاوله تهدأتها
" طب اهدي يا حبيبتي اهدي ولم تيجي خليها تكلمني وانا هكلمها"
فمسحت ليل دموعها بهدوء قائله
"حح حاضر يا خالتو "
نادية
"متعيطيش انتي بقى وانا اوعدك انك هتكملي تعليمك  ومش هتتجوزي "
فأبتسمت ليل برضا
وبعد مناقشات كثيرة قالت نادية
"خدي كلمي حنين بقى عايزه تسلم عليكي "
حنين بحب
" ازيك يا ليل"
ليل بابتسامة
"انا بخيرالحمدلله "
ولكنها فزعت ووقع الهاتف من يدها حين قالت والدتها
" بتكلمي مين يبت"؟
فقالت ليل سريعاً وهي تتنفس الصعداء اثر الصدمه
"دي دي خالتو وحنين والله "
نعمه
" هاتي الزفت التلفون "
فمالت ليل على الهاتف واعطته لها بتوتر
فقالت نعمه بأمر
"انزلي السوق وشوفي اي ناقص وهاتيه "
فهزت ليل رأسها بطاعه وذهبت سريعاً من امامها
نعمه
"الو "
فقالت نادية بغضب
"انتي مجنونه يا نعمه تتجوزي تاني! عشان ترجعي تتطلقي! انتي دلوقتي مش زي زمان يا نعمه انتي عندك اولاد كبار مينفعش"
فقالت نعمه ببرود
" احمد واهو راجل وليل هجوزها"
نادية بحده
"ليل مش هتتجوز ليل هتكمل تعليمها يا نعمه "
فصاحت نعمه عالياً
" انا مش هفضل حياتي كلها اربي في العيال واشتغل واصرف عليهم انا عندي مسؤليتي وحياتي ومحدش لي دعوة "
فتعالى صوت ناديه وهي تقول
"اياكي يا نعمه اياكي تدمري حياه البنت،انتي دمرتي حياتك زمان مره ومرتين والتالته بتعمليها لكن ليل حرام عليكي تدمريها "
جاء على صوتها زوجها قائلاً بقلق
" في اي؟! "
نادية بصراخ
" عايزه تجوز ليل عايزه تدمرها"
وعند هذا الحد اغلقت نعمه الهاتف منتهية المكالمه
فصرخت ناديه بقوه.
ناديه تحب ليل كثيراً وتكره ان يصيبها مكروه، وعند سماعها ذلك الخبر اللعين جن جنونها ولم تستطع السيطرة على نفسها.
وبعد مناقشات كثيرة وحتى هدأت قليلاً اثر كلمات زوجها الحنونه قال لها
"هاتيها تعيش معانا يا ناديه من زمان قولتلك لاني عارف اللي هيحصلها، هاتيها تكمل تعلمها هنا "
فنظرت نادية الى حنين الواقفه بصدمه
فتنحنحت حنين قليلاً وقالت بهدوء
" هاتيها يا ماما "
فأمسكت نادية الهاتف وعاودت الاتصال بنعمه
تابع

⤶المصـابــه بالكتـابــة
جروب خــــيــــال✨

مـُنقذ ليلWhere stories live. Discover now