البارت الواحد والعشرون

1.2K 87 9
                                    

البارت الواحد والعشرون
من رواية:مُنقذ ليل

"كيف يكونُ الإنسان مليئًاً بالأحلام وفجأة يصبح قلبه مقبرة ف أين ذهبَ كُل شيء.!"

في احدى المطاعم
يجلس يوسف وبجانبه سلمى
يوسف بضحك
"انا ماشي عمال اصالح في الناس "
فأبتسمت سلمى قائله
"دكتور غيث اتصل على المكتب كتير وبيقول انه مش عارف يوصلك"
فقال وهو يتراجع للخلف قليلاً
"سيبينا من دكتور غيث دلوقتي بقى "
فرفعت سلمي عينيها له فأبتسم هو
"خلاص بقى يا سلمى فكي كدا عادي اخوكي واتعصب عليكي"
سلمي وهي تنظر اليه
"لا مش خلاص انت كل شويه تتعصب عليا وترجع تعتذر وتعيدها تاني ومفيش اخ بيعمل كدا"
فتأفف بصوت عالٍ قبل ان يقول
"انتي عارفه انه مش بأيدي"
سلمى سريعاً
" يوسف انا...."
إستأنف حديثه هو من جديد مقاطعاً حديثها قائلاً بصوت متحشرج
"انتي عارفه ان شغلي اهم من اي حد، فمن حقي اتعصب عليكي لما القيكي كدا..... مش مهتمه بأي حاجه "
كانت ستتحدث ولكنه قاطعها مجدداً قائلاً للعامل
"الحساب لو سمحت"
فجاء العامل بالشيك واعطه له فوضع هو النقود به ونهض وهو يلبس چاكته الذى خلعه عندما جلس..

"قلبت التربيزه عليا كالعاده،بس يا استاذ يوسف انا بشوف شغلي لكن انت اللى شايف كل حاجه غلط "
فضحك هو بسخريه قائلاً لها وهو يرتدى نظارته
"معاكي حق ".
وخطى خطواته بعيداً عنها
فزفرت هي بملل منه واخذت حقيبتها وغادرت خلفه سريعاً
"مش هتوصلني طيب..... عيب كدا"
تحدث وهو معطيها ظهره مستكملاً خطاه
"انا مش رايح الشركه وقفيلك اي تاكسى"
فوقفت هي بنفاذ حيله.
اما هو فركب سيارته وقادها دون حديث
*
يبدو ان ليالي البكاء عادت مجدداً!
فكانت ليل جالسه تبكي في فصلها ايضاً!
لا تعلم لماذا تبكي ولكن جسدها لم يقف عن الارتعاش ابداً.
مازالت تشعر بالخوف
وضعت رأسها فوق يدها محاوله تخفيف ارتعاشها ولكنها بكت اكثر
فوقفت فوراً وقالت للمعلمه
"ممكن استأذن لاني تعبانه"
فرفعت المعلمة حاجبها بتعجب ولكنها قالت عندما رأت حالتها
"اتفضلي"
فخطت ليل خطوات بطيئه مما اثار دهشه زملائها!
ولكنها نجحت في الخروج من الصف

ابي
"لم أعد أنتظرك.
تقصد أنك لم تعد تشتاق لي!
لا,مازلت أفتقدك ومازلت اشتاق وأحن لكن، شيء بداخلي انطفأ نحوك، اقتنعت أخيرًا أننا لن نلتقي أبدًا."
رأيتك خمس مرات فقط في صوره اعطتها لي خالتي وعندما علمت بها امي قطعتها لمئات القطع.
اشتاق اليك كثيراً.
لاول مره اصارح نفسي بذلك.
ولكنني اريد رؤيتك في الطبيعه!
اريد ان اسكن معك.
اهل ستقبلني كما قبلتني خالتي!
ام ستكون مثل امي واخي وتضربني ضرباً!

لا لا! ده سابني وانا صغيرة هيخدني وانا كبيرة
كان حتى سأل عني، لا لا موحشنيش ولا حاجه
انا هنا مع خالتو علطول، مش هروح لمكان
كانت هذه اخر افكارها قبل ان تذهب الي فناء المدرسة

جلست في فناء المدرسة تأخذ نفسها بهدوء
كان لا يوجد احد، الجميع في حصصهم!
إلا انها رأت فتى يقف عند حديقة المدرسة
نظرت له ولكنها لم تهتم ولوحت عينيها ولكنها نظرت اليه مره اخرى بتدقق
اهل هذا " ادهم" صديق طفولتها!
لا لا مستحيل، ماذا سيفعل هنا!
ولكنها رأته يقترب منها وهو ينظر اليها بنفس ذات تدققها وعندما رأته ورأت الابتسامه التى ظهرت فوق ثغره نهضت سريعاً وقد تأكدت انه هو أدهم صديقها الحبيب!
ليل بعدم تصديق
" أدهم"!
فضحك ادهم رادفاً
"كدا اتأكدت انك ليل"
فضحكت ليل بأشتياق
فقال ادهم بابتسامة مشتاقه
"انتي عامله اي،ده انا لما عرفت انك سبتي المدرسه قولت اني مش هشوفك تاني"
ليل بابتسامة قالت
"لا انا اهو، بس روحت عيشت عند خالتو، انت بتعمل اي هنا؟"
ادهم بنبره متعاليه
"اخيراً خلصتي منهم"
فذهبت الابتسامة من على وجه ليل واتت مكانها علامات الجمود
فقال سريعاً مغيراً للحديث
"انا بابا استلم شغل هنا فجينا نعيش هنا عشان نبقى قرايبين من شغله"
فجلست ليل قائله
"ربنا معاه يارب،وانت عايش فين"
فجلس بجانبها قائلاً
"هنا جمب المدرسة علطول"
فقالت ليل
"انا عايشه في الجهه الشماليه"
ادهم بعدم تصديق
"دي بتاعت الطبقه العاليه"!
فضحكت ليل قائله
"اه بتاعت الطبقه العاليه"
ادهم بأعجاب
"دي الدنيا بتقلب فيها لون بنفسجي"
ليل بحماس
"اه وشكلها بيبقى جميل اوي"
فأبتسم أدهم ناظراً الى عينيها البنيه التى كان يحبها
ولكنه نظر فوراً الى الجهه الاخرى لا يريد النظر اليها لانه يعلم نفسه سيضعف امام تلك العينين البنيه
ستجلب اجله وسيشتاق للماضي..
وهو الان يحب فتاه اخرى ولا يريد ان يخونها او يضعف امام فتاته الاولى او بالاحرى حبه الاول !
نفذ جميع تلك الافكار من مخيلته ونهض قائلاً
"طب يلا قومي قبل ما اي مدرس يجي، انا اصلا هربان"
ليل بضحك
"لسه بتهرب"!
فضحك قائلاً
"اللي في عاده مبيغيرهاش،وانا عادتي اني مبحبش التعليم"
فضحكت ليل بشده
فنظر لها هو هذه المره
طال النظر اليها وهي لم تقف عن الضحك فأبتسم هو على ضحكتها وخفق قلبه بشده فكور يده قائلاً سريعاً
"يلا يا ليل روحي هنتقفش"
فرحلت ليل سريعاً وقد عادت لها الحياه وقلبها الان يضحك.
وقفت في منتصف الطريق والتفتت له لتسأله عن صديقتها رغد!
ولكنها وجدت احدى المدرسين قادم نحوها فهربت من الفناء سريعاً.
*
دخل يوسف احدى المستشفيات فرحب به عده من الممرضين والدكاتره
فدخل هو مباشراً مكتب دكتور غيث
فرمى السلام عليه بنبره جافه ليرتكز على الاريكه الموضوعه في المكتب وينفرد بجسده عليها
غيث بضحك
"انت جاي تنام هنا"!
فلوح له بيده قائلاً
"مروحتش الشركه اصلا"
غيث بتعجب
"ليه"!
فأجابه قائلاً
"محتاج سكرتيرة"
فنهض غيث وجلس امامه على المقعد
"انت مش عينت صحبتك تقريباً....ااه كان اسمها اي....سلمي "
فوضع يوسف يده على رأسه قائلاً
"مش عارف اتعامل معاها،مش عارف ازعقلها او اضيقها في حاجه"
فضحك غيث قائلاً
"مدلعها يعني"!
فقال بنفاذ حيله
" بظبط كدا "
فرد غيث
"خلاص سيبك مكنش ينفع اصلا من البداية انتوا اصحاب من زمان واكيد مش هتعرفوا تتعاملوا في الشغل"
فقال يوسف
"ما انا محرج اقولها"
فانفجر غيث ضاحكاً
"يا ابني مدخلش حياتك في شغلك صدقني هتخسر"
فرد يوسف بتأكيد على حديثه
"عارف بس مش عارف مشكلتي اني بخاف على زعل اي حد"
غيث مؤكداً
"مشكلتك انك طيب"
طرق الباب فنهض يوسف سريعاً
فضحك غيث
"يا ابني كمل نومك دي رهف"
وبالفعل فتحت الباب وظهرت من اسفله طفله صغيرة
فضحك غيث وفتح يده مرحباً بها
"تعاااالي في حضن بابا"
فضحكت الطفله ببراءه وركضت نحوه لتدخل في احضانه وتضمه بشده
فأبتسم يوسف بحب وسعادة لصديقه
غيث وهو يشير على يوسف
"سلمي على عمو يوسف"
فمد يوسف يده قائلاً بابتسامة
"عامله اي يا رهف"
رهف بابتسامة
"الحمدلله يا عمو"

مـُنقذ ليلWhere stories live. Discover now