برج الملح ٢١

3.4K 158 220
                                    

(   أميري نويل... لم لا نحلها بشكل ودي...!؟ اممممم حسنا ما رأيك بأن نتشاجر بالألغاز...!؟ من لا يمكنه حل اللغز يخسر...    )

أشار نويل بسيفه إلى مايكل قائلا في تحدي : (   هل أنت خائف أيها القائد...!؟ هل تخشى أن أهزمك...!؟  )

هبطت كتفا مايكل بإحباط قائلا : (    أنا لا أخشى الهزيمة... كل ما أخشاه أن...    )

لم يجرؤ مايكل على نطق الكلمة التي ستستفز كبرياء الأمير (    كل ما أخشاه أن أؤذيك...    )

لدى مايكل سر لا يعرفه أحد سوى أليكس أنه عندما يبارز يتحول إلى وحش كاسر و قد يفقد وعيه في التلذذ بدماء أعدائه خصوصا إن كان المبارز الآخر قويا بما فيه الكفاية...

سمعة نويل كمبارز معروفة في سيا الجنوبية و يستحيل لقائد الجيش المسؤول عن استخبارات البلاد بأكملها أن يكون جاهلا بها...

هو لا يخشى أبدا أن يهزمه نويل... كل ما يخشاه أن يقوم هو بإيذاء نويل في ذروة تعطشه للدماء...

على هذه المبارزة أن تكون سريعة و حاسمة بقدر الإمكان هذا كل ما خطر في ذهنه و هو يخرج سيفه القوي من غمده...

وقف هناك بحذر ينتظر حركة الأمير و لم ينتظر طويلا حتى انقض نويل بضربة قوية...

كانت نظرات مايكل كلها اعجاب و هو يقاوم هجمات نويل الذي ترقى لمستوى سمعته كمبارز محترف و سرعان ما تلونت عينا القائد بطيفمن الإثارة المطلقة...

في مكان آخر:

برج الملح أو برج النبلاء هو سجن النبلاء العاصين لإرادة العائلة الحاكمة...

و كما يشير اسمه فهو مخزن للملح يحوي كميات هائلة من هذه المادة البيضاء

قد يظن المرء أنه أمر بسيط حيث لا يخضع النبيل لأي تعذيب أو اهانة جسدية أو لفظية... لكن في الواقع...

البقاء في مكان مغطى بالملح ليس سهلا أبدا حيث لا يحصل السجين على أي طعام أو ماء فيحرق الملح عينيه و يستنشقه فيرتفع ضغط دمه و تلتهب رئتيه...

هذا هو المكان الذي أمر أليكس بحبس جوليان فيه...

(    هل أنت نادم على ما فعلت...!؟     )

هذا هو اليوم الثالث الذي يقضيه جوليان في هذا السجن القاسي و هذه هي المرة الثالثة التي يسأله فيها أليكس نفس السؤال و المرة الثالثة التي يرفض فيها جوليان الكلام...

كانت عينا جوليان منتفختان حمراوان و جلده شاحب جدا...

شعر أليكس بألم شديد في قلبه عندما رأى جوليان بهذا الشكل مما أزعجه بشدة...

هو أراد أن يشعر جوليان بالألم الذي شعر به هو نفسه لقد أراد الانتقام لقلبه الجريح لكن الأمر انعكس على أليكس نفسه ليشعر بألم جوليان و ينهار غضبه إلى حزن...

لم يرد جوليان و اكتفى بالنظر بعيدا محاولا تغطية أنفه و فمه بكم ردائه...

انحنى أليكس ليقترب من جوليان هامسا : (    أنت أجبرتني على معاقبتك... أنت فضلت الموت على العيش معي... لا يمكنك أن تلومني...    )

آلمته شفتاه المتشققتان عندما ضحك لكن عيناه كانتا تنضحان بالتحدي عندما أجاب بصوت مبحوح  :

(    أنا أجبرتك...!؟ ألست أنت من تجبرني على كل شيء...!؟ ألست أنت من يتوقع مني الموافقة على كل شيء...!؟

أنا رجل...!! أنا أمير...!! كيف يفترض بي أن أقبل بإهانة كبريائي أمام رجل آخر... أمام أمير آخر...!! هل تظن أن العالم في هذه اللحظة يبدو لي ورديا مشرقا كما تتخيله...

مستقبلي يبدو لي في هذه اللحظة أكثر مرارة من طعم هذا الملح حتى...

أنت عاقبتني و أنا قبلت عقابك... أرجو منك الآن أن تسمح لي بالبقاء وحدي و عيش عقابي...    )

قاطع كلماته سعال جاف ملتهب ترك على كم قميصه الأبيض لطخة دموية حمراء...

اتسعت عينا أليكس بصدمة عندما رأى ذلك فجثى بسرعة بجانب جوليان و هو يمسك يده قائلا برعب :

(    جوليان... ما هذا...!؟ جوليان... هل الأمر بهذا السوء حقا...!؟ هل تضرر جسدك إلى هذا الحد...!؟ أنا لا أريد إيذائك... أرجوك افهم الضغوط التي أمر بها أنا الآخر...

أردت خطوبة طويلة توقعك في غرامي كما أنا واقع في غرامك لكن زواجنا مسألة حساسة للمملكة كلها و الملك مستعجل للإنتهاء منها و بعد محاولة انتحارك...!!    )

هز أليكس رأسه بضيق و هو يتأمل بلورات الملح العالقة على شعر أليكس و جلده و رموشه...

تنهد و أخذ جوليان شبه المغشي عليه بين ذراعيه...

تخبط جوليان دون وعي للحظة لكن أليكس قيد حركته بحزم و حمله مصمما على إخراجه من ذلك المكان...

أخذ يستعيد حديثه مع الملك بينما كان في طريقه إلى المستشفى الملكي...

الملك هدد بوضوح بقتل جوليان إن لم ينجح الزواج و استبداله بنويل...

هذه ستكون ضربة قاضية لأليكس الذي لا يمكنه تخيل شخص آخر في مكان جوليان و كذلك لمايكل المهووس بنويل...

لا خيار آخر سوى إجبار جوليان على الإذعان و لكن كيف...!؟ كيف تجبر شخصا لا يخشى حتى من الموت...!؟

شو رأيكم بالرواية! ؟

شو اقتراحاتكم للرواية! ؟

شو توقعاتكم للرواية! ؟

بعرف قصير بس هالفترة عم مر بظرف صحي صعب عليي موضوع الكتابة سأحاول تعويضكم لاحقا

preg menWhere stories live. Discover now