٤ | حبَّة خالٍ.

1K 66 24
                                    

" بسم الله الرحمن الرحيم "
" اللهم صلي وسلم على سيدنا محمد "
__________________

كانت السَّاعة تقاربُ العاشرة مساءً لذا كان من الطّبيعي أنّ لا أحد خارج منزله، من سيخرج وسط هذا الجوِّ المثلج على أيّة حال؟!.

ووسط تراقصِ أغصان الأشجار على معزوفةٍ ألقتها أناملُ الرّياح سبحت بضعُ قطراتٍ صغيرةٍ باتّجاه أحد المنازل تقرعُ نافذته..تنهداتٌ وأصواتُ صراخٌ هي فقط ما كان يسمع في تلك الغرفةِ.

كان ذو الخصلاتِ التّرابية يلكمُ عسليَّ العينين بلكماتٍ أقلّ ما يقال عنها عنيفة..ورغم ذلكَ كان الأخير يقابله ببسمةٍ تحوّلت لتأوّه ما إن سُدِّدت له صفعةٌ من الجانب.

"أخي كلَّ ما أطل، أنسى الرّاحة والأمل، أبتهجُ أرى الألم في لكمة أخي، أخي يا خير الأحباب، في الذهاب والإياب، يرمي بي في وجه الصّعاب، دمتَ لي يا أخي" همهم ملحناً بحروفٍ عربيّة متقنةِ ضاحكاً جاعلاً من أخيه يشاركه ماسحاً ملامح الحدّة من مقلتيه.

الكلمات كانت من أغنية للأطفال استخدمها للسخرية من أنّ أخاه يكادُ يفصل رأسه عن جسده بقوّة لكماته، لكن ولأنّها تعاكس الموقف الحالي استبدل الكلمات لتناسبه.

"يا شقيّ، أوه يبدو مؤلماً..أعتقد أنّنا اكتفينا هيّا لنضمّد جروحكَ" تبسّم يصفع كتف الأصغر لكنّه استرسل ضاحكاً لصياح أخيه من الألم "مؤلماً فقط؟!، أشعر بأنّ كتفي سينخلع من مكانه" زمَّ شفتيه بعبوسٍ يمسح برقّة على كتفه يحاول تخفيف الألم الذي يشعر به.

"يجبُ علينا ذلك، أنا لن أظلَّ حيّاً أدافع عنكَ يا غبي" تمتم بهدوءٍ وبسمةٍ خافتة يصفع جبين شقيقه قبل أن يستدير متّجهاً للطابق العلويّ تاركاً الأصغر يتخبّط بين أفكاره وألمه..لطالما كان أخاه غامضاً وسيظلُّ كذلك ولن يحاول اكتشاف ما وراءه.

ربّما..!
_______________

-ليديلار-

"إذاً موعد الخطوبة حدِّد بعد شهرٍ من الآن، وبذلك سيتعرَّفان على بعضهما أكثر" أنبس أبي ببسمةٍ هادئةٍ وهو يمرّر يده على خصلات أختي ذات الملامح الخامدة.

خامدة..لا أعلم لماذا ولا طاقة لي لأعلم؟!، أشعر أنّ طاقتي نفذت من كمّ اهتمامي بشقيقاتي.

تعبتُ من دور الفتاة السّخيفة الإيجابيّة الّتي لا همّ لها سوى المرح والألعاب..تلكَ ليستْ شخصيّتي ولن تكون..

"سأسعدُ بانضمامكِ لعائلتنا صغيرتي" قالت السّيدة رينالين بملامحها اللّطيفة تجعلني أتبسّم بخفوتٍ شاعرةً بالطمأنينة تتخلّلُ داخلي، لوڨرين ستكون بخير رفقتهم وحتّى وإن لم تكنْ كذلك سأجعلها تكون بخير..!

لَحنُ الجَوى Where stories live. Discover now