مرت اكثر من ثلاث ساعات ، تعبت فيها رتيل وتعب فيها امير وراجح نفسياً ، كانت تاركه راسها على فخذ امير الجالس ، تناظر ابوها بتأمل متواصل من ساعات ، وما كانت تتكلم الا من توجه لها سؤال ، هي ما رضت على راجح كثير الرضا ، لكن موضوع مثل هذا صعب هي تحدد قرارها بنفسه ، ما كان ودها بالقرب من امير ولا حتى ابسط التلامس ، لكنه طغى عليها من خوفه ، وتركها تنام على فخذه ، وهمس ؛ رتيل .
قامت تعدل جلستها ؛ ما ابي اسمع شي .
تنهد يقوم ، وتركها مع ابوه الي كان يتأمل طلال الي تعب نفسياً من كثر ما يتخيل ردات فعله لا صحى وش بيسوي ؟ ما كان فيه ردة فعل طاغي على كل عقله الا ان طلال يجبر امير يطلق رتيل ، واكيد بعدها بيكرهه امير وبيتركه السبب في خراب حياته من جديد ، وقف في مكانه وثواني وتقدم يجلس على ركبته مقابل لرتيل ، ومسك كفيها يترجاها مو علشانه ، علشان امير ؛ انا في وجهك ي بنتي لا تخربين بيتك على ماضي راح ما ينعاد ، انتي الحين في حضن ابوك وفي بيته تعرفين من هو ومن انتي ، لا تخربين فرحة امير علشان ماضى ماعاده يسوى ي بنت طلال ، نخيتك لا تصكينها في وجهي .
رفعت اكتافها بعدم معرفه ، وسرعان ما اجهشت بكاء ، وحضنها راجح يخليها تبكي براحتها ، يعرف انه قاعد يضغط عليها ، لكن هالضغط بينفعه وينفع امير وينفعها هي بعدين ، ومايصير تاخذ قرار ممكن يتركها تندم بعدين ، دخل امير وبيدينه كيس اكل جايبه لها هي مخصوص من عرف انها ما اكلت شي حتى قبل لا يجون بيت طلال ، وانها على اكلها من الصباح ، ترك الاكل على الطاوله وناظر فيها ، ورجع ناظر ابوه يستفسر بنظراته عن حالها ، واشر له طلال انه مافيها الا العافيه ، وتنهد امير ياخذها من بين يدين ابوه ، وثواني وارتمت على صدره وكأنها تنتظره ، مسح على راسها يهديها ؛ كل شي تبينه بيصير مثل ماتبين محد يردك عن الي تبين لو انه فرقاي جاهز لك ي بنت طلال .
ما قدرت تقوله ان كلامها كله كان من ورا قلبها وانها ما تعنيه وانه ما يكون الا في لحظة غضب ، ما تقدر على فرقاه ساعات كيف سنين كيف حياة كامله ، وهزت راسها بالنفي تدفن وجهها بصدره ، وتنهد هو بوجع ؛ تتعبيني بدموعك ي بنتي .
م يقدر يتحمل دموعها ابد ، ياكثر ما كانت انهزاماته تكون بسبب دموعها ، واولها صراخه عليها الي ما قدر يسكت او يهدا الا من لحظة ما شاف فيها لمعة دموعها وسكن كل غضبه وقتها ، مسح على ظهرها وعدل جلستها ، ومد لها ساندوتش وناظرته من كمية الساندويشتات الي موجوده في الكيس ، وناظرها ببراءه ؛ مالحقت اعرف وش تحبين من نوع وجبتها كلهم ، بناكلها م عليك والي يزود صدقه عني وعنك .
ابتسمت له وثواني وضحكت من نظراته الي كان يتصنعها علشان يسمع صوت ضحكها ، يطرب مسامعه فيها ، يعرف ان كل كلامها قبل ما يكون الا تحت تأثرها من الموقف الصعب الي صار لها ، ناظر فيها وابتسم من كانت تأكل بكل هدوء وتتأمل المدى ، يعرف انها تغرق بأفكارها لكن ما بيده حيله ، ناظر ابوه وتقدم له ؛
قعدتك هنا بتتعبك اكثر من انها تريحك ، ارجع البيت وانا بنفسي اذا صحى اكلمك وتجي له بس لا تجلس هنا وتتعب ، بنجلس انا ورتيل عنده روح ارتاح .
اخذ نفس راجح ، وضرب على كتف ولده ؛ اشهد اني ضيعتكم من يدي ياولدي .
ناظر ابوه يخرج قدامه من بوابة الجناح ، وناظر برتيل الهاديه ، وجلس لين حدّها ؛ قولي وش خاطرك فيه وتم على خشمي م اردك .
ناظرته بحزن ووجع ، رفعت اكتافها بعدم معرفه ، وتجمعت الدموع بمحاجرها ، وتنهد امير يضمها له على صدره ؛ وش ودك وانا حاضر ، ودك بفرقاي ؟
لو تطلبه منه بيرفضه لكنه وده يعرف هي وش ودها علشان يقدر يفهمها ، يوضح لها ان حياتهم مالها دخل ، تنهد من هزت راسها بالنفي ؛ طيب اشرحي لي وش وده خاطرك ؟
ابتعدت عنه مسافه بسيطه ، رفعت اكتافها بعدم معرفه ؛ م اعرف وش ابي ، بس الي اعرفه اني ما ابي ابعد عنك ، ولا ابي اكون رخيصه اني اعيش م شخص ابوه حرمني من ابوي ، م اعرف امير .
هز راسه بالنفي ؛ اول شي فكرة انك تشوفينك رخيصه ذي شيلها من بالك ، لا انا ولا ابوي نشوفك كذا ، وانا معك بجنبك م اخليك لو ابوك يطلب الطلاق ما اعطيه الا على موتي انتي تحررتي من ذمتي .
اخذت نفس ، وتركت راسها على صدره ، تغمض عيونها تختفي من عالمهم الاليم الي ما رحمها حتى هي ، تنتقل لعالم ترتاح فيه ، تنهد يمسح على راسها ، وعدل جلستها يتركها تنام على فخذه ورجع ظهره على ظهر الكنب يرجع راسه على ورا ، يدعي ربه ما يصير الحال عليه وعلى رتيل ، يدعي انه الله لا يفرقهم ، يدعي ان الله لا يأثر غلطة ابوه على زواجه منها ، ترك يده على كتفها يشد عليها بخفيف ، حتى يحس عليها لو تحركت ان كان نايم ، وغرق هو بنومه يعيش احلامها معها هي ولا غيرها احد .

~ أحبك لو طالت المسافات ‏ واهيمك لو على مر الأزمان ~Where stories live. Discover now