أخرًا

17.7K 440 257
                                    

-
Part:60
" الليله هذي واضح ليلة فراق ..
حاولت أعديها وعيّت لاتعدي "
-
بيت الزيـن /
الزين بدموع : انت تقولها صادق ؟
اومئ بهاج وهو من قوة غصته اللي يحس فيها ما قدر يتكلم
الزين نزلت راسها وهي تشهق من بكائها و هي تردد : الحمدلله ياربي الحمدلله
وهاج نزل من فوق بخطوات مستعجله بخوف من شاف منظرهم : وش فيكم وش صاير !!
بهاج ابتسم وهو يمسح دموعه بشماغه : انسجنو يا وهيج انسجنو
وهاج رفع حواجبه بذهول وهو مو مصدق : كذاب !!
بهاج قرب منه وهو يهزه بحماس : والله ماني اكذب .. بياخذون جزاهم يا وهاج بيدفعون ثمن اللي سووه في ابوي وجدي .. بنرتاح منهم
وهاج حضن بهاج على طول وهو يدفن راسه بصدره و بهاج ابتسم من حركته لأنه يدري انه ما يبي يشوف دموعه و تأثره
الزين وقفت وهي تردف : بروح ابشر امي
بهاج : يمه الناس فجر اخاف تروعينها
الزين ابتسمت : ما اقدر اقعد اكثر من دقيقه ما اقدر يا ولدي
بهاج اومئ وهو بيخليها على راحتها ، قبل يلّف راسه لوهاج وهو ينكش شعره : خلصت دموعك يا بزر ولا باقي ؟
وهاج كشر وهو يبعد عن حضن بهاج : ما كنت ابكي وماني بزر
بهاج ابتسم بحب وهو يمد يدينه يمسح دموع وهاج : وهذي وشهي ؟ والله انك بزري خل عنك بس
وهاج ابتسم بحرج وهو يدف يدينه بجحد : ماهي دموع حساسيه
بهاج ضحك بصخب : زين زين حساسيه لا تزعل تعال بس بعلمك بشيء
وهاج عقد حواجبه : وشو
بهاج جلس على الكنب و سكت لثواني قبل يردف : بتزوج
وهاج وسع عيونه : تستهبل انت كيف من وش صار
بهاج ابتسم بهدوء : الزين و مزون اتحدو علي ما قويت عليهم
وهاج عدّل جلسته بقلق : بهاج مانت راضي صح ؟
بهاج نفى براسه : ما اهتم لهذا الموضوع امي راضيه وهذا يكفيني
وهاج تنهد : بهاج ما يصير الي بتسويه انت من سنين وانت ما تسوي الا الي ما تبغاه خلاص التفت لنفسك وريح بالك و..
بهاج قاطعه : انا راحة بالي لا شفتكم حولي بخير ومبسوطين ولايهمني غيره شيء ، علمتك عشان لارحت اخطب ماتهاوشني لانك اخر من يعلم
وهاج نفخ صدره بهياط : زين يعني هواشي قبل جاب فايده صرت تخاف مني والله اني هيبه
بهاج رفع حاجب باستنكار وهو يدفه : هد علينا بس لا تطير .. قم قم خل نداهم جمول
وهاج حك راسه : يون على طاريها تصدق ما قلنا لها شيء ترا امي رفضت نوترّها والملكة قربت
بهاج اومئ : زين سويتو
وهاج ناظر بالدرج قبل يلف عليه : تسابق ولا شيبت يا الثلاثيني ؟
بهاج كشر : اعقب باقي لي سنه على الثلاثين مابعد صرت ثلاثيني اوريك يا العشريني يلا
وهاج بتحدي : نشوف يا الثلاثيني .. واحد اثنين ثلاثه
انطلقو الاثنين وهم يركضون باقصى سرعتهم وكل واحد يحاول يسابق الثاني وبهاج يطمر ثلاث درجات مع بعض لين وصل قبل وهاج وضحك بقوه وهو يلهث: هاه من الشايب الحين يا العشريني؟
وهاج بتكشيره وهو يتنفس بسرعه : والله انك غشاش من طول كراعينك تطمر الدرج كله بثواني
بهاج وسع عيونه : وجع اذكر ربك بيبحصني الحين
وهاج ابتسم وهو يركض لغرفة جمايل : على الاقل بوصل قبلك لغرفتها
بهاج ركض وراه باعتراض : غشاش ما قلنا بنتسابق لغرفتها
وهاج فتح باب غرفة جمايل بقوه اللي كانت على سجادتها تسبح وتهلل ، فزت بقوه و هي تحط يدها على قلبها المرتجف و بعصبيه وقفت : ووجع انتم والدفاشه ما تعرفون تطقون الباب ولا تعرفون تفتحون بشويش ! ماراح ترتاحون لين تطيرون عقلي
وهاج ابتسم بروقان : خلاص بتذلفين لبيت زوجك وترتاحين هناك بدون دفاشتنا
جمايل رجع قلبها يرجّف من الطاري وتخصرت : انت والثاني اشوف حالي لكم الموضوع تبغون الفكه مني ! بعدين يالله صبح خير تونا قايلين بسم الله شتبون
بهاج ابتسم وهو ينط على سريرها ويتربع : باقي يوم على الملكه وش شعورك
جمايل حست بطنها يمغصها: طيب لا تعد
وهاج كتم ضحكته وهو ينقز جنب بهاج : عاد الصدق تيام مستعجل على العرس شكله بيحدد يوم العرس بالملكه
جمايل بهّت وجهها بخوف : كذاب ! متى قالوه
بهاج دّف وهاج : انطم يالكذاب ما عليك منه يهلس عليك ما بعد قالو شيء عن العرس
جمايل تنفست براحة قبل تجلس قدامهم : و انتم يعني جاييني ومصرقعيني من هالصباح عشان هالموضوع ؟ قومو بس خلوني انام
بهاج سحب يدها : قومي قومي بس قال نوم قال ! امشي نروح نسوي فطور ونفطر بالسطح
جمايل ابتسمت باستغراب : غريبه وش جايكم اليوم مروقين الصباح وتبغون نفطر بالعاده تطلعون بدون فطور واذا امي قفطتكم فطرتم غصب
بهاج ابتسم بعُمق : انفتحت نفسيتنا للحياة
جمايل وقفت معهم : عساه دايم يارب بس وش السر
وهاج ابتسم بمرح: تدرين ان بعض الناس بيتزوجون وراك؟ ايييها بتروحون وتتركون اخوكم الصغير لحاله
جمايل وقفت بصدمه: من! مستحيل قصدك بهاج؟!
بهاج دف وهاج: يا اكبر نقال علوم في الديره ماتعرف تسكت
جمايل شهقت : يعني صدق ؟ وش صار كيف مين تستهبلون انتم
بهاج تنهد وبتصريف : بسبقكم اشوف امي رجعت نحسبها معنا بالفطور ولا بتفطر عند جدتي
تخطاهم بسرعه وجمايل ناظرت وهاج قبل تسحبه : ولد تعال شسالفه وش فيه كيف بيتزوج هذا حلم ولا علم ؟
وهاج : مزون والزين سوو إجماع عليه و حشروه لين واقف غصب
جمايل ضحكت بذهول: وربي مو صاحين
وهاج وهو يمشي بجنب جمايل ومحاوط رقبتها بشكل جانبي: ياخي ماني مصدق آنك بتتزوجين احسه حلم
جمايل تنهدت وهي تشّد على يده: يعني الى الان مصرين تذكروني !
وهاج ابتسم: ترا بكره ملكتك و تصيرين زوجته على سنة الله ورسوله خلاص
جمايل برعب وقفت: يمه وهاج لا تروعني
وهاج ضحك من قلب وهو يسحبها: والله العظيم انه اكثر رجال محظوظ في هالدنيا دام انتي الي بتصيرين حرمته
جمايل ابتسمت بخجل: خلاص ياخي ما عندكم الا هالموضوع انتم كفايه دلي وملي
وهاج ضحك: دام الموضوع واصل لهالثنتين عليك السلام
بهاج بصراخ من تحت الدرج وهو يناظرهم: تمشون على بيض انتم بسرعه
وهاج قلب عيونه: قل انك غيران وخلاص
بهاج ضحك بعدم تصديق: اغار من وشو!
وهاج حضن جمايل من جنب الي شدت عليه بضحكه من فهمت قصده: عشان جمايل تحبني اكثر منك وانا احبها اكثر منك
بهاج رفع حاجب: الله يهني سعيد بسعيده روحو افطرو لحالكم اجل وانا بروح ادور لي رفيق
لف بيمشي ووهاج وجمايل جوه يركضون وكل واحد يمسك يدينه من جهه
بهاج ابتسم: خير وش تبون مو تحبون بعض اكثر مني؟
وهاج: وانت مصدق اننا نقدر أساسًا نتجرأ نحب بعض اكثر منك؟
جمايل تنهدت بابتسامه: والله ماتدري عن كثر غلاك بقلبي اسكت بس
بهاج ضحك : خلاص بعدو عطيتكم وجه لو نقعد كذا ماراح ناكل طول اليوم
وهاج ضحك بصخب: استحى استحى الخبل
بهاج تجاهله وهو يسرّع بخطواته للمطبـخ ، لحقوه اخوانه وبدو يلعبون في المطبخ لعب وجمايل معصبه عليهم وتصارخ
دخلت الزين باستغراب للمطبخ قبل تشهق بقوه: ووجع وش مسوين بمطبخي!!!
وهاج ابتسم بوهقه: هلا يمه قاعدين نسوي فطور
جمايل : يمه ترا مالي شغل من صبح اهاوشهم وهم مكملين
بهاج وسع عيونه: يقلع ام الجحده الحين جحدتينا!
الزين تنهدت بصبر: قومو اذلفو عن وجهي برا المطبخ
بهاج: طيب يمه اسمعي اصبري خل ناخذ الحليب على الاقل
الزين بنرفزه : هذا وانت كبيرهم يا بهيج!
وهاج ضحك: تراه الي جايب الفكره بعد كبير على الطّل
بهاج حك راسه: يمه كنت احسبك بتفطرين عند جداني قلت ندخل نسوي شي ناكله بعد تبغينا نقعد جوعانين؟
الزين ابتسمت من قلب على بهاج اللي لأول مره من فتره طويله تشوفه بهذا الروقان والضحك والمزح .. تقدمت منه وهي تمسح على وجهه بحنيه: والله ان مطبخي وبيتي وانا كلي فداك
بهاج ماقدر يمنع ابتسامته وهو يحب يدها: الله الله وش هالحكي يا ام بهاج! ماجوره جعلني انا فداك
وهاج وسع عيونه: حلوه ذي وحنا طيب؟!
بهاج قلب عيونه: يمه ولدك دخل ٢٣ سنه ومازال يغار كأنه ابو ثلاث سنين شوفي لك حل معه
جمايل تخصرت: حتى انا بعد اغار هذا وانا وحيدتك
بهاج ضم امه وهو يمد لسانه لهم: موتو حره مافيه زي البكر
وهاج بتهديد ممازح: يمه شوفي ترا وحده بكره ملكتها والثاني بيلحقها .. محد بيبقى لك في هالبيت الا انا علمتك وكيفك
بهاج: تعقب حتى لو اتزوج بقعد عند امي ماني رايح مكان على قلببك
جمايل ضحكت بذهول: يمه ليش تصيحين!
الزين ابتسمت بدموع: مبسوطه فيكم يا بنتي والله مبسوطه .. خاطري منشرح وانا اشوف لمتكم وروحكم الحلوّه
وهاج قرب منها بضحكه وهو يحب راسها: لازم الدراما يا بنت مهنا
جمايل بتعبر وهي تحس بانها بتدخل عالم جديد وتطلع من هالبيت سكتت
بهاج ضحك بقوه وهو يروح لها ويحضن وجهها بيدينه: هاه هاه كأني اشوف الدموع مطرّفة! افا يا جمول
وهاج: وراثه الوضع صدقني مو طبيعيين الام وبنتها
الزين وهي تمسح دموعها ضربته بخفيف: ماتستحي على وجهك انت
وهاج كشر: اييه الحب بس لبهيج وانا مالي الا الطق
بهاج كتم ضحكته: والله مانت بعيد عنهم يا الدراما
الزين خذت نفس قبل تردف وهي تصفق: يلا يلا اشوف نظفو حوستكم وانتي جمول تعالي ساعديني بالفطور .. خلونا ناكل لقمه والله جايعه
بدو وهاج وبهاج يرتبون الاغراض وينظفون الحوسه الي سووها ، والزين وجمايل يصلحون الفطور لين خلصو..
جمايل وهي تمّد الصينيه لوهاج: حطها بجلسة السطح الجو حلو
وهاج: ياخي عجزان السطح بالدور الثالث امشو السور بس
الزين وهي تحط الحليب بصينيه ثانيه: اسمع كلام اختك الكبيره ووده مثل ماقالت
جمايل ابتسمت بانتصار: يلا يلا بسرعه اشوف
وهاج كشر وطلع وبهاج دخل وهو ياخذ الصينيه من امه: عنك يمه عنك..بالسطح؟
جمايل ابتسمت: كأنك تقرا افكاري! ايه السطح
بهاج ضحك: دريت من شفت وهيج مكشّر .. شيلو السفره والاكواب باقي الاغراض نشيلها انا ووهاج ثقيله عليكم
الزين ابتسمت بحب: الله يعطيكم العافيه ويخليكم لنا يارب
ابتسم بهاج وهو يأمن وطلع
جمايل فزت لأمها وهي تسحب السفره والاكواب منها: هاتي عنك انتي بس امشي قدامنا واقعدي لا تمسكين شي
الزين ابتسمت بتعبر: كيف يقوى على فراقك يا بنت قليبي كيف؟
جمايل بوزت: يمه لا تخليني اصيح! والله لاكنسل كل شي ترا
وهاج دخل : يووه على الدراما بس ما نترككم دقيقتين الا نرجع نلاقيكم شلالات *لف على بهاج الي توه يدخل* الحق بيتنا بيغرق
الزين كشرت: ياشينك انت وطقطقتك
بهاج ضحك وهو ياخذ الاغراض من جمايل: عطيني بس وانت شيل الصينيه الثانيه..بندلعك ياعرووس
جمايل : خلاص ماعاد بتزوج
وهاج دفها قدامه: امشي بس ما صدقنا على الله نفتك منك
جمايل كشرت وهي تصفق يده: مالت عليك انت مالك من حلا المنطوق ذره
رقو السطح وجلسو حول بعض وهم ياكلون ويسولفون وضحكهم واصل لأخر بيـت..لأول مرة يحسون إنهم يقدرون يتنفسون أخيرًا
همست الزين لنفسها وهي تبتسم: الحمدلله يا خلف حقك ماراح حقك ماراح
بهاج الي انتبه لها ابتسم بحزن وهو يشّد على يدينها ويحط راسه على كتفها: اي والله ماراح يا يمه ماراح يالله لك الحمد .. بزوره بقبره اليوم وأبشره
~
بيت راجـح/
راجح بتوتر وعصبيه: كيف مارجع ! انا شايفه بعيني قدامي في المسجد يصلي وين راح يعني
اقبال بخوف: عمي .. فيه ناس كانو يهددونه وهو من طلع من قبل الفجر بربع ساعه الى الان مارجع وجواله في الغرفه
راجح وسّع عيونه: يهددونه! منهم!
اقبال بلعت ريقها وهي تهز كتوفها: مدري انا بس دريت مع السواليف انه في احد يهدده
راجح حس بضغطه ينخفّض وغمض عيونه بقوه وهو يرتكي على الكنب
تذكار شهقت وهي تسنّد أبوها: يبه بسم الله عليك اقعد ارتاح
تباهي بسرعه جلست جنبه: بسرعه جيبي شي له ضغطه منخفض.. جيبي خيار وملح سريع
اقبال طلعت جوالها بيدين مرتجفه: بكلم ابوي
تباهي اومئت بإرتباك: زين تسوين
رجعت تذكار وهي تأكّل ابوها الدايخ وتعطيه بعدها مـاء..واقبال كلمت رابح بصوت باكي الي ارتاع وجاهم بسرعه
راجح بوهّن: امكم لا تدري سامعيني؟ والله ماغير تنهبل!
تباهي بتوتر ناظرت تذكار: نامت هي صح؟
تذكار اومئت:اي نامت بعد ماصلت على طول
تباهي وقفت وهي تحتضّن اقبال: ارتاحي يا حبيبتي باذن الله ما فيه الا الخير
اقبال جلست وهي تداري دموعهـا ..
سمعو صوت الباب و راحت تذكار تفتح الباب وماكان الا رابح المختلّع
رابح ركض لأخوه وهو يجلس جنبه على طول: بسم الله عليك يا راجح وش صاير وش فيكم؟
راجح بتعب: ولدي يا رابح ولدي .. مدري وين ارضه من سماه وولا وش صاير فيه!
إنطّق الباب مرة ثانية ووقف رابح: بأفتح انا اقعدو
راح واردف بتنهيده: هلا بوسعيد
ابو سعيد والي كان احدى جيرانهم بالحي : راجح هنيا ؟
رابح: موجود لكن تعبان شوي
ابو سعيد: انا بس جيت ابلغه .. سعيد لقى ولده طايح بدمه بالشارع الي ورا المسجد ووداه المستشفى ودق علي اعلم ابوه
رابح فز: انت تقولها صادق؟ ليش وش فيه
ابو سعد هز كتوفه: والله مدري يا رابح توه داق علي .. يقول انه بمستشفى ***
رابح تنهد : مشكور مشكور جزاك الله الف خير انت وولدك.. بنروح له الحين
ابو سعيد اومئ: قدامه العافيه يارب يلا انا استاذن
راح ابو سعيد ورابح رجع لهم بخطوات مسرّعه: قوم قوم
راجح بوهن: مين
رابح: بوسعيد يقول ان سعيد لقى هباب طايح بدمه بالشارع ووداه لمستشفى *** قوم نروحله
راجح فز بخوف: مستشفى ! طايح بدمه! حسبي الله عليهم وش حاله الحين!!
رابح وهو يطلع مفتاح سيارته: مدري يقول توهم شالينه.. وش مهبب هبيب !
اقبال بدفاع: ماسوى شي ! هم الغلطانين مو هو .. يبه تكفى بروح معكم والله ما اقعد
رابح : يا بنتي وش يوديك حتى سعيد قدامنا هناك .. اقعدي هنا ولا رجع شفتيه ان شاءلله انه طيب ولابه كبير
لف رابح على تذكار وهو يغمز وفهمته تذكار على طول ووقفت وهي تسحب اقبال لها وتهديها
راجح طلع ورابح لحقه: هوب يا الحبيب امش معي بسيارتي مستحيل اخليك تسوق
راجح بقلق: ماهتم ماهتم بسرعه بس
ركبوا السيارة وحركـوا..
~
المستشفـى/
فتّح هباب عيونه وهو يغمضها بقوة بإنزعاج من قوة الضوء اللي بوسط الغـرفة ..
حَس بصداع قوي يداهمه ومسك راسه بقوه وهو يشّد عليه
سعيد فز وهو يردف : قمت ؟
هباب فتح عيونه ببطئ وهو يتنفس بالعافية : وش صاير
سعيد تنهد براحه : الحمدلله انك صحيت .. ما ادري والله لقيتك طايح بالشارع وجبتك وكانو ناوين يكملون عليك لولا وجودي وش صاير يا هباب
هباب بدا يتذكّر ويستجمّع الأحداث بعقـله .. تنهد بقوة وهو يزفر : ولا شيء .. وش صار لي
سعيد : قال الدكتور انه بعد ما تصحى بيسوون اختبار لذاكرتك عشان يتأكدون من عدم وجود فقدان للذاكره.. الضربة كانت قوية على قفى راسك لكن الحمدلله ما فيه لا نزيف داخلي ولا ارتجاج يعني باذن الله تعديت مرحلة الخطر
هباب غمض بتعب : ماني فاقد للذاكره متى اطلع
سعيد رفع كتوفه : ما ادري ما قال الدكتور شيء عن هالموضوع .. اصبر بأناديه
هباب اومئ بدون رد وهو يتلمّس الشاش المتلّف حول رأسـه ،
دخلوا راجح ورابح الغرفـة وراجح ركض لهباب بخوف : هبيب وش صايرلك
هباب فتح عيونه بتفاجئ : يبه!
راجح كشر : اجل قرينه .. جاوبني أخلص
هباب تنهد : مدري ماصار شيء ماعليه بخير
راجح بحده: لا تكذب علي وانت تناظر بعيوني ! من الي مستقصدينك
هباب وسع عيونه: وش دراك!
راجح بغضب: يعني تكذب صدق
رابح مسك راجح بتهدئة: راجح ماعليه هدي الولد تعبان
راجح تنهد : خضيت قلبي خض حسبي الله على ابليسك
هباب بخوف: يبه ماعليك ماصار شي..مشكله قديمه وبس
راجح بتهديد: انا بسكت الحين لكن خلينا نطلع للبيت وربك ماخليك..وش حركات المراهقين ذي ! اتهاوش ويستقصدوني ويرجعون يضروني وبرجع انتقم انا بنفسي ! لكن انا اعرف كيف بتفاهم معك
رابح بتضييع للموضوع: وش اخبارك الحين؟
هباب بتكشيره: بيجي الدكتور راح سعيد يناديه
راجح صفق يد هباب بغضب: وله وجه يمد البوز مترين قدام
هباب: يبه وش فيك علي لا تطق تراني تعبان .. عمي شوف اخوك!
رابح كتم ضحكته وهو يسحب راجح: خلاص راجح اهدى وش بلاك انت .. قبل شوي وانت طايح علينا من الخوف
هباب ابتسم لاشعوريًا: تحبني يبه
راجح كشر وهو يدّف وجه هباب للجهه الثانيه: ان ماحبيتك من بيحبك مجبور الشكوى لله
دخل الدكتور وهو يطمنهم عليـه..وهباب طلّب إنه يخرج على مسؤوليته لأنهم كانو يبون ينومونه يومين تحت الملاحظة لين يتأكدون ان كل شيء تمام لكنه رافض تمامًا وقال اذا حس بشيء بيجي بنفسه
انتظروا ساعه لين خلص المغذي وطلعو ..
طول الطريق كان هباب هادي تمامًا وهو غارق ببحر أفكـاره .. وراجح يراقبه بقلق ، وصلوا البيت ونزّل هباب بدون كلام وراجح بينزل وراه بسرعه لكن رابح مسكه
رابح بجديه: لا تضغط على الولد خله على راحته خله ينام ويرتاح بعدها افتح معاه الموضوع المغرب
تنهد راجح بوجع: ماني قادر ماني قادر قلبي ياكلني من القلق والتفكير..وش بيصير لو رجعو وضروه؟
رابح: خله تحت عينك لين المغرب لين يرتاح ويروق بعدها اساله
راجح اومئ بصمت ونزّل ورابح حرّك لين بيته وهو يرسل لإقبال يتطمن عليها ،
هباب دخل وشاف خواته واقبال بالصاله باستغراب
تذكار تنهدت براحه: الله ياخذ عدوك يا شيخ حنا ساعه منهارات هنا وانت داخل عليك كانك حصان ماتشكي شي
اقبال وقفت على طول وطلعت للغرفه
بينما هباب كشر: وش يعني تبغين يصير فيني شي!
تباهي قربت منه بقلق وهي تلمّس الشاش: بسم الله على قلبك يوجعك ؟ وش صايرلك؟
هباب ابتسم وهو يمسك يد تباهي: ماعليك مافيني الا العافيه .. مشاكل وبتنحل ياليت بعض الناس الي بيتزوج مب انتي
تذكار كشرت وهي تكّش عليه: كل تبن بس سويت لنا رعب واكشن على هالفجر .. زوجتك شوي وتموت من زينك عاد
هباب ابتسم بجانبيه ورقى فوق وهو يردف: امي لاتدري بشيء
دخل الغرفه وشاف اقبال منسدحه ومتلحفه
ابتسم بخفه: ترا قالولي انك شوي وتموتين لا تسوين مو مهتمه
اقبال سبّت تذكار بداخلها وهي تدري محد نقال علوم غيرها
هباب سحب اللحاف منها وهو يقرب راسه لها: شوفي شوفي وش سووا فيني
اقبال جلست وهي تتذكّر كل الخوف الي سكن ضلوعها ودمعت لا ارادي
هباب وسع عيونه بصدمه: تبكيين!
اقبال تحمحمت وهي تمسح عيونها: تعقب ماني ابكي تستاهل أصلًا
هباب ابتسم بذهول: تبكين عشاني؟
اقبال شهقت بخفه: كل تبن انت ماتدري وش الوساويس والقلق الي سكن صدري وغزّى أفكاري لين نزلت لعمي بدون عقل وانا اشرح له كل شي حتى ابوي كلمته
هباب حضنها بهدوء واقبال شهقت زياده وهي تبعده عنها: لا تحضني وش تبغى مني .. ارجع ارجع لحالتك القديمه وابعد عني جاي الحين تحضني ليييه؟ ما تذكر كلامك ؟ ماتذكر صدّتك؟ ماتذكر كيف إنك كأنك بعزاء وانا منزفه عروس بجنبك؟ وش تبي الحين
هباب بلّع ريقه بلا رد وهو يشّد عليها لين إرتخت بحضنه وهي تسنّد راسها على كتفه: وربك تعبت تعبت وانا احارب حبي ومشاعري من سنين خلاص خلني ارتاح خلني اكرهك تكفى خلني اعيفك وامشي
هباب بهدوء: ما كرهتيني وانتي تسمعين كلامي..وانتي تشوفين صدي..وش بيخليك تكرهيني الحين؟
اقبال ضربت صدره بخفه: وهذا اللي ذابحني ومأزمني ومقلقني وش اسوي بالقلب الغبي ؟ وش اسوي؟
هباب بعّد عنها وهو يمد يدينه ويمسح دموعها: لا تسوين شيء
قام من عندها وهو ياخذ له ملابس يبي يتروّش..بينما اقبال بلعت ريقها وهي تمسح وجهها تحاول تفسّر اللي قاله وش يقصد به؟
~
سهـاج/
دخل الشقه بهدوء ومها وراه .. أشّر على وحدة من الغرف وهو يردف: هذي غرفتها..خذو راحتكم انا طالع
طلع بسرعه بدون مايسمّع رد ومها لهفتها تسابق خطاويها لغرفة المى
فتحت الباب والمى اللي كانت على جوالها رفعت راسها وشهقت بقوه وهي توقف: يمـه!
مها دمعت وهي تركض لبنتها وتحضنها بقوه: ياعيون امك انتي ياعيونها
المى بعدم تصديق: يمه هذي انتي صدق؟ مو خيالاتي؟
مها عوّرها قلبها على بنتها وهي تشّد عليها زيادة: لا ياروحي واقع والله العظيم واقع
المى شهقت وهي تجهّش بالبكاء وتتشبّث بأمها: يمه ليييه لييه سويتوا فيني كذا ليه حرمتوني منكم ليه رحتوا عني بدون ماحتى تبلغوني ؟ يمه تدرين وش عشّت وانا بعيدة عنكم؟ تدرين بوّش كنت أفكر ووش جحيم شعوري؟ والله العظيم كنت افز من نومي وانا ادوركم حولي واتمنى انه حلم اللي صاير! تأزمت وأنا احارب فكرة اني ماعاد بشوفكم تعبت وانا أتسلّح بالأمل على اني بشوفكم بكرة
مها باست راس بنتها بدموع: اسفين يا عيون امك وقلب ابوك والله العظيم اسفين .. لكننا مجبورين عمانك ماخلوا لنا اي مخرّج ثاني..حتى الزواج مازوجناك بهاج لاننا خايفين يلقون مكانك معـاه حسبي الله عليهم حسبي الله
المى بعدّت عنها بلهفه: أبوي وينه؟
مها تنهدت: موضوع طويل وانتي فاهمته
المى بخيبه: يعني توقعاتي كانت صحيحة؟
مها مسحت على وجه المى بحنيه: الله يفرجها وييسرها من عنـده
المى رجعت تحضن أمها بشوق: خليني بحضنك طول اليوم..لاتبعدين عني ولا ثانية خليني أروّي شوقي وظما لهفتي
مها ابتسمت وهي تحب راس المى: والله مابعد ولا ثانية عن حضنك تعالي يابعد الدنيا كلها تعالي وعلميني وش صار بحياتك وحنا بعيد عنك
المى بهدوء: ماصار شيء .. انتم وش صار عليكم؟ وش اخبار ابوي؟
مها : ماصار شيء يا بنيتي.. كنا عايشين عند صديق أبوك الاماراتي حمدان اذا تذكرينه وماكانت حياة وانتي مو معانا لكننا كنا ناخذ اخبارك من سهاج ونروّي شوقنا بشوفك بصوره
المى: كان يصورني؟
مها اومئت بابتسامه: ايه الله يسعده ماكان مقصر معانا ابد .. ما اخطئ الاختيار ابوك ولا عندك كلام ثاني عليه؟
المى بتردد: لو ابي اتطلق عادي؟
مها ارتاعت لكن مثلّت الهدوء: اذا هو ضارّك بشيء إيـه
المى تنهدت: ماضرني لكن كذب علي
مها رفعت حاجب: بوّش؟
المى: بموضوعكم.. ماقالي ولا طمني عنكم وهو يعرف خوفي عليكم وشايف انهياري كل يوم !
مها ابتسمت بهدوء: هذا يدّل على إنه كفو وحافظ الأمانة..اذا تبين تحاسبين احد بهذا الموضوع حاسبينا انا وابوك مو هو..حنا اللي طلبنا منه هالشيء لأننا عارفين عنادك وجنونك كنتي بتهجمين على عمانك ولا بتجينا ويعرفون مكاننا ويخرّب كل شيء كبري عقلك يا المى وخلي منظورك للأشياء أعمّق وشامل كل الجهات!
المى تنهدت بدون رّد وهي تغرّق بأفكارها .. سرعان ما غمضت عيونها ونامت براحة بوسط حضن أمها ويدينها تداعب شعرها ومازالت ماهي مصدّقة ..
~
يوم ملكة تيـام وجمايـل/
كان تيام متحمس لدرجة محد يتصورها
نايف ناظره بنقد: شوي شوي لا تطيح اسنانك علينا
ضحك تيام زياده وهو يتنهد بروقان بدون رد..الهنوف ناظرت الساعه قبل تلّف على تيام: وقف في محطه..
تيام قاطعها بسرعه: لا لا ماله داعي خل نمسك الخط كامل
رسن ضحكت بذهول: لهذي الدرجه متلهّف الأخ على الملكة! ياخي اثقل شوي وش فيك طايح على وجهك
نايف تنهد بعصبيه: الله يعيننا على خبالك اليوم كله
تيام إمتدّت يده للمسجل وشغل اغاني وهو يدندن معها بروقان ويرقص ورسن تصوره بضحك لقروب بنات خوالها وهي تعلّق على فرحته بهاليوم
بينما في الديره وتحديدًا بيت الزين كانت جمايل ممغوصه من قامت الى هاللحظة وكل ماقرّب الموعد تحّس بخوف أكثـر..كانت متوترة بشكل غريـب وتعليقات رسن وتذكار تزيد توترها
الزين دخلت وهي تبخر فستان جمايل: قومي سوي مكياجك وش فيك الهنوف مكلمتني تقول ان تيام طاير شوي ويوصلون
جمايل بلعت ريقها: يمه ليش خلاص خل يأجلونها
الزين تنهدت بتعب: بنت تراك تعبتيني من امس وانتي تزنين علي قومي اشوف بلا دلع خذي شور وتجهزي على ما يوصلون خوالك وخلي عني هالدلع!
طلعت الزين وجمايل تنهدت وهي تقوم بتكشيره والافكار توديها وتجيبها
تحـت كان بهاج يبخر المجالس ويتأكد من المقاديع ومن التجهيزات كلها ووهاج كان مع خالد برا البيت
ناظر بساعته وهو يطلع للمسجد يتوضى ويتجهز لصلاة العصر اللي ماكان باقي عليها كثير
واتسعت ابتسامته وهو يشوف بيتهم وبيت جدهم يتزيّن بالأنوار دلالة على أن فيه مناسبة في هالبيوت واللي أصّر جدهم يعلقها من كثر فرحه حتى لو هي بس ملكة .. جمايل حفيدته المفضلة والي يعتبرها بنته وتيام حفيده المفضل بعد بهاج لانه يحب هدوئه وشخصيته الرزينه وبشاشة وجهه .. ولأنه شاهد على حب تيام الجّم لها من صغره
طلع رائد وعزام من بيت مهنا على طلعة بهاج وابتسمو لبعض وهم يروحون للمسجد مع بعض وعزام متعلّق بيدين بهاج
رائد ضحك بهدوء: من شافك نساني
بهاج وهو يلاعّب عزام: خلّه بس هذا صار ولدي خلاص إنحرّق كرتك
مهنا من وراهم: ماشاءلله جعل ربي يسهل خطاويكم لدروب الخير كلها
ابتسمو وهم يلفون عليه وكان معاه بادي ونياف
بهاج إتجه لنياف وهو يسحبه من يده: تعال انت وش عندك امس ماترد المغرب!
نياف: كنت نايم
بهاج تنهد: انت يبي لك جلسة هين بس
نياف ابتسم بهدوء: مافيني الا كل خير اشغلتوني تراكم
بهاج بتهديد: اليوم السهره صباحي والله لو مااشوفك فيه يا نويف مايفكك مني احد حركات الدلع هذي عند سهاج مب عندي تراي كبيركم بعده لا تنسى !
نياف كشر: اعوذ بالله من قشارة اسلوبك انت واخوك
بهاج غمزله: ماخذين الطبع من خالي راجح
نياف انتفض وهو يتذكّر موضوعه هو وتباهي وكيف للآن محد رد له خبر وولا مهنا ولا بادي قالوله شيء .. راجح رمى عليه ذيك الكلمات وتركه بعدها بحيـرة أقلقت بالـه
بعد لحظات من العصر توقفّت سيارة تيام قدام بيت جده ونزل بكل حماس وهو يركض للبيت
نايف نزل من السياره بعصبيه: ولد ارجع قفل موترك انت وش بلاك اليوم مخلوع! يالله انك تخلف علي بس
تيام ضحك بغباء: يوه نسيت طيب طيب بقفلها
رجع للسياره ورسن والهنوف كانو منهارين ضحك عليه
رسن وهي تنزل من السياره: قسم بالله ولدك يمه مب صاحي
الهنوف بضحكه: والله انه دوم رزين وعاقل مدري وش صايبه اليوم
رسن: صايبته بنت اختك والله
تيام لّف عليهم بلهفه: وش فيها بنت اختها؟
رسن بضحكه: مافيها شي قفل السياره بس ولا انسى تنزل الاغراض لان غلطه ثانيه ويثور فيك ابوي ماعاد يتحمل منك شيء
الهنوف شاركتها الضحك: والله يانايف مستحيل ينسى هاليوم من كثر ما عصب وارتفع ضغطه فيه
ابتسم تيام بدون تعليق وراح للشنطه حقت السياره وهو ينزل الشبكه بمساعدة رسن وامه وابوه اللي من شاف الاغراض كثير وثقيله رجع يساعدهم
طلع رائد من البيت وهو يسلم عليهم ويشيل معاهم لين بيت الزين الي كان بهاج واقف برا يستقبلهم بابتسامه ممتعضّة لوجود نايف لكنه يحاول يتغاضى لأجل اخته وتيام ..
رسن ركضت لفوق وهي تكلم تذكار الي بالسياره بالطريق كام وتنقل لها كل العلوم ،
فتحت باب غرفة جمايل اللي انتفضت بخوف وماتت ضحك: شوفي هذي شوي ويغمى عليها سبحان الله عكس زوجها
جمايل بعصبيه رمّت عليها فرشاة البلاشر: وربي انك سخيفه ياسخيفه
تذكار بطقطقه: اشبنا يبويا روقي علينا شوي مفروض تنبسطين النهار دا فرررحك يا قدعه
جمايل تنهدت بتوتر: ممكن تسكتين لأنك قاعده تمغصيني زيادة!
رسن ضحكت وهي تقفل الجوال: يا بنتي روقي اقصاه تيام وش فيك
جمايل هوّت على نفسها: وربك متوتره يا رسن مو قادره شوفي كيف أرجّف
رسن بجدية مسكت كفوفها الباردة: جمايل ليش يدينك باردة كذا ! يا بنت اذكري الله وهدي هذي سنة الحياة بعدين المفروض آنك مبسوطه ومستانسه لانك بتبدين حياتك الجديدة مع رجال كفو ويحبك ويموت في ترابك وبين اهلك عندي وعند امي وكل شوي ناطين عند خوالي وش يخوّفك بالله!
جمايل هدّت شوي وناظرتها بتوتر: قولتك؟
رسن ضحكت وهي تدّف وجهها: ياربي وباقي تسأل! بسرعه بس خلصي مكياجك وانا بسوي شعرك وش تبين اسوي لك
جمايل ابتسمت بإمتنان: على انكم غثيثات الا اني احبكم
رسن بتهديد ممازح: شوفي لو ما تسحبين كلامك بحرق شعرك واخلي اخوي يشوفك شوشه
جمايل ضحكت: خلاص اسفه سحبت كلامي كله .. وش رايك وش اسوي
رسن ناظرت الفستان بتفكير: الفستان فخم وبنفس الوقت ناعم .. احس يناسبه تسريحة مرفوعه شرايك؟
جمايل اومئت وهي تاخذ البلاشر من جديد: اي احلى قلت كذا انا بعد
بينما في الخيـمة، كان سهاج فيها من امس و نام فيها الليل .. كان هادي بشكل والغموض يلتّف حوله بصمته عن اللي مكدّر خاطره لـ وهاج و خالد اللي من الصباح وهم يحاولون فيه
سهاج صّب الشاهي وهو يعطيهم: ممكن تشربونه و تسكتون ؟
خالد كشر: يعني ما بأذنك ماي!
سهاج لّف على على وهاج: علمه علمه عن خالك وفكني منه
خالد قمط العافيه وهو يلف على وهاج: الحين انت صادق باللي قلته ولا تبي تخوفني ؟
وهاج كتم ضحكته: وليش اكذب عليك! والله العظيم ماكذبت بحرف ما فيه انسان احّر من هالآدمي وبناته خط احمررر..لو تروح تخطب وانت باقي تدرس ولا وظيفه ولا شيء بيقضبك الباب او اخذ جدي يفزع لك ترا ما فزع لنياف الا هو
خالد تنهد: يارب استرنا بسترك وش هالبلشه ذي
وهاج: وانت مالقيت الا بنت خالي راجح بعدين لحظه بتصير انت ونياف اعدال!
سهاج ضحك: والله ماتخيلهم .. بيقضبهم الباب صدق
خالد كشر: ياليل صدق توني استوعب هذا مناشبني بكل شيء حتى هنا
وهاج بضحكه: خل عنك بس والله انك متشقق من الفرحه
خالد ناظر بساعته: انت مب مفروض ملكة اختك اليوم؟ وش تسوي هنا قم
وهاج فز: يوه نسيت يارجال يلا يلا رايح لا يفصل علي بهيج
راح وهاج وهو يركض وسهاج صرخ: ولد لا تطيح ! امش زين
خالد لّف على سهاج: يعني منت متكلم؟
سهاج ضحك بضجر: يالله عليك يا خويلد يابني خلاص قلت لك مافيني شي اسكت عني
خالد: دواك عند بهيج ماهوب عندي
سهاج تسنّد على المركى: لاهي بملكة اخته اسكت لاتقول شيء..بنام لا قرب المغرب قومني
خالد وسع عيونه: بتنام الحين ! منجدك سهاج
سهاج غمض عيونه: مانمت ليلي كله خلني انام شوي راسي بينفجر
تنهد خالد قبل يقرب وهو يسحب راس سهاج ويسوي له مساج وسهاج ابتسم بدون كلام
رباح دخل وهو يسلم قبل يردف باستغراب: وش فيه!
خالد أشر له بيده ورباح ميل فمه باستغراب وقعد وهو يصب له شاهي
دقايق ودخل سهاج بعالم الأحلام ورباح على طول رجع يردف: وش فيه؟!
خالد: يقول مانام زين مصدع وبينام الحين
رباح تنهد: الله يصلحه ماهو زين نوم العصر كان صمل لين المغرب ونام بعدها
خالد: خله عشان يلحق على الفعاليات الليل
رباح ابتسم: زين لأن عندي خبر بعد بقوله لكم
خالد باستغراب: وشو؟
رباح: خله لا اجتمعنا بوقتها احلى وين نويف للحين غاطّس؟
خالد بضحكه: بيجي الليل لوى اذانيه بهاج
رباح شاركه الضحك: احسن يستاهل محد يعرف له كثر بهيج
بيت الزيـن/
دخلو رابح واهله وراجح اهله مع بعض لأنهم ماشين مع بعض .. واتجهو كلهم على طول داخل بيت الزين
دخلو الصاله وكانو الزين والهنوف ومزون جالسين بالصاله يتقهوون
مزون ابتسمت: يامرحبا ومسهلا
الزين وقفت بترحيب: تو ما نور البيت وتبارك بكم والله
جلسو كلهم بالصاله وهم يتقهوون ويسولفون لين طلعو رابح وراجح للرجال وتباهي وتذكار واقبال راحو لجمايل ورسن
تباهي بتأثر: جمول طالعه تجنننييين!!!
جمايل كانت واقفه قدام المراية وهي تتأمل شكلها بتوتر ووراها رسن تصورها
اقبال حضرت جمايل: ياربي بسم الله عليك طالعه قمر وربي قمر
تذكار زغرطت وهي تطلّع من شنطتها طبول: خلصو بس املكو عشان اسوي لكم حفله تحت
جمايل ضحكت بذهول: من وين جبتيها ذي!
تباهي: والله بتفرمك جديده
تذكار: انتي بتسكتين ولا اصفقها براسك؟
تباهي كشرت وهي تكش عليها: مالت عليك بس يا الطقاقه
رسن ضربت كفها بكف تذكار بحماس: كفو والله انك سنايدي
اقبال بسخريه: اجتمعو الطقاقات بعرسك جمايل جيبيهم مايحتاج تنخسرون
دخلت الزين وهي تردّف: جمول يلا تعالي
جمايل رجّف قلبها: ليش ؟
الزين بسخريه: بنسلم عليك .. ليش يعني يا حبيبتي؟
ضحكو البنات ورسن اردفت: والله يا انتي فاقعه كبد خالتي
الزين تنهدت: الله يصلحها ماخلت فيني عقل من امس وهي تزّن ذبحتني
تباهي بحنان مسكت يد جمايل: توكلي على الله وروحي ماعليك كل شيء تمام
جمايل خذت نفس عميق وطلعت مع امها
أتجهّت لمجلس الرجال وقعدت فيه وهي تهّز رجولها بتوتر ،
دخل بهاج وبإيده الجهاز ووقف لثواني قبل يتقدّم وهو مبتسم بإنبهار: عيني عليك باردة .. وش هالحلاوه وهالزين؟ حصنتك بربي
حمّر وجه جمايل بابتسامه بدون ترد
قرب منها بهاج بهدوء وهو يمسك يدينها ويحط الجهاز على جنب: انا ادري انك تتمنين ابوي معاك بهذا اليوم .. و داري اني مستحيل أسّد مكانه لكن بحاول .. أنتي راضية يا بنيتي ولا مانتي راضية؟ قبل تقدمين على هالخطوة وتوقعين..مرتاحة وموافقه من كل قلبك ولالا؟ والله العظيم لو منتي مرتاحه لو بقد إصبعي لا اطلع و الغي كل شيء .. انتي عندي بهالدنيا كلها يا جمول سامعة؟
دمعت جمايل وهي تشّد على يدين بهاج: أنت ابوي واخوي وحبيبي وقلبي كله لاتقول هالكلام عن نفسه والله انك مو من هالحين .. من سنين وأنت شايلني بعيونك ومو مخليني اتحسر ولا احتاج لشيء .. *نزلت راسها بخجل وهي تومئ* موافقه يا بهاج موافقه
ابتسم بهاج براحه وهو ياخذ الجهاز: الحمدلله اجل سمي بالله وبصمي
مدّت جمايل يدينها برجفة وهي تبصّم ومن خلصت حضنها بهاج وهو يبوس راسها: الله يجعلها زواجة الدهر يارب والله كاني مصدق لهاللحظة
ابتسمت جمايل وهي تحّس بمزيج مشاعر يداهّم دواخلها وبهاج طلّع وهو يرجع للرجال واشر لجدته وامه والهنوف الي واقفين شوي بعيد بابتسامه وارتفعت اصوات زغاريطهم بالمكان كلـه.. والبنات الي بالصاله من سمعو الاصوات تعالت ابتساماتهم وضحكاتهم
~
نياف ناظر جدّه بارتباك: الحين شسمه جدي ما قالو شيء هم ؟
بادي ابتسم: بيجونا راجح ومهنا بعد ملكة احفاد مهنا ويعطونا العلم الاكيد
تنهد نياف بلا رد وإرتكى على المركى الي بينه وبين جده بصمت يحّس بكثير أشياء حوله متلخبطه وهالأيام موده ماهو تمام ،
بادي ناظر بساعته وهو يردف: من بعد العصر ومهنا رايح يقول بيملكون يمكن شويات ويجون تحرّى
نياف اومئ مره ثانيه بدون رد وهو يحس ماله خلق حتى الكلام .. فاقد شعوره بشكل كبير
مرت ربع ساعه وسمعو صوت مهنا ينادي
بادي بصوت جهوري: اقلطو حياكم الله
دخل بادي ووراه راجح ووراهم وهاج الي يبتسم بعبط ونياف رفع حاجب من شافه ومن قرب منه همس: خير وش جايبك انت!
وهاج ضحك: جاي اتشمت ياصاحببي شماتك تصير على لسان خويك احسن من عدوك ولا تبيني اجيب خالد؟
كشر نياف بلا رد وقعد بتوتر ووجهه جامد
مهنا وهو يحط فنجال القهوه: حنا يا بادي ما بيننا رسميات وانت خابر .. ولا له داعي المقدمات جايين نعطيكم ردنا على طلب بنتنا
بادي ابتسم: عز الله صدقت يا مهنا وردكم مهما كان على العين والراس اهل وحبايب مايفرقنا الشي والزواج بالنهايه قسمه ونصيب
نياف حس بقلبه ينقبّض من هالمقدمات ونزل راسه بخيبه وهو عرّف وش الإجابة..خسارتين ورا بعض توجع بالحييل ولا تخطى الخسارة الأولى عشان يتخطى الثانية.. وهاج كتّم ضحكته على وجه نياف
مهنا بابتسامه: الحمدلله بعد ما كنا اهل وحبايب بنصير نسايب بعد .. البنت وافقت
نياف رفع راسه بصدمة وذهول ولّف على جده بذات الصدمة بينما بادي ضحك بإنشراح صدر: الحمدلله ياربي والله اني كنت خايف
مهنا ضحك بمزاح: والمقدمه الي قلتها وشهي؟ تكذب اجل
بادي ابتسم: ماكذبت بحرف بس كنت خايف على الي جنبي لا ينهبل علي
نياف نزل راسه بحرج وهو مازال ماهو مصدق ولا متدارك صدمته وراجح ابتسم بجانبيه وهو يراقب ردود افعاله ..
وهاج وقف بحماس وهو يسحب يد نياف: تعال مسوين شيء بيعجببك
نياف وقف معه بإستفهام: وشو وين رايحين بعدين وش مسوين! شصاير
وهاج: امش معي وبس
نياف بعصبيه: يعني كنت تدري يا الحيوان انهم موافقين ولا قلت لي!
وهاج ضحك: وتبيني أفوّت تعابير وجهك؟ حسافة خالد ماهو هنيا
نياف بنرفزه: هدني برجع
وهاج ضحك وهو يسحبه: يووه يا النفسيه المخيسه الي عندك هذي الايام امش بس شي بيعجببك صدقني
نياف وهو يراقب الطريق: الخيمة؟
وهاج اومئ: ايه اسكت وبتعرف وش هناك
دخل وهاج الخيمه وهو يردف بصراخ: بلا ابدوو
دخل نياف بعده وضحك بذهول وهو يشوف العيال وحتى هباب وتيام ورائد معاهم .. مسوين صفين وهم يلعبون العرضه بطريقة أهل حايل ويغنون بصوت جماعي:
"يا بعد حيّيِ والأجدادي
‏ارحم اللي صابته علّه،
‏لو ذبحني يا عوض عادي
‏من يحاسب يا عوض خِله
‏ياعوض هو غاية مرادي
ياتبسم والشعر فله.."
سحبو نياف بوسطهم وهم يصفقون وهباب وخالد يزيدون حماسهم واندمج نياف بعدهم بالاجواء .. وبهاج ابتسم بهدوء..هو الي مخطط لهذا الشيء لانه يدري بضياع نياف اكثر شيء يحتاجه هو الاشياء الي تحسسّه بإنه مرتبط باللي ضاعو منـه،
بيت الزيـن/
نزلو رسن وتذكار بركض من الدرج ووقفو بنص الصاله وهم يرفعون الطبول ويبدون طّق
فزت مزون وهي تنفض عيونها: هذولي وش قاعدين يسوون!
رسن بمرح وهي تدق الطبل بقوه: قومي قومي جديده هزي هالخصر على السامري
مزون وقفت بعصبيه: لابوكن لابو من جمعكن يا الرديات
الكل ماقدر يمسك ضحكته على افعال رسن وتذكار وعصبية مزون الي وقفت وهي تحاول تلاحقهم بعصاتها وهي يالله تمشي
الهنوف وهي غارقه بالضحك: بس بس قسم بالله حرام عليكم نشفتو دم امي
مزون بعصبيه رجعت وهي تقط عصاتها: هذولي متى تزوجونهن وتفكوني منهن! زوجوهن وحده بجده وحده بالطايف اقلعوهن مني لا عاد اشوفهن
جلّست بجنب الزين وهي تستغفر بصوت عالي
الهنوف لفت عليهم: ايه صح ترا نوير ارسلت اليوم تقول خليهم يجون بكره
الزين: بعلم بهاج اجل .. بس والله انك خطيره يايمه كيف خليتيها نوافق بذي السرعه
مزون: قلت لكم دواها عندي اعرف لها .. خل نعجل قبل يفر نايف على تيام يقول اخطبها
الهنوف بقلق: اي والله تكفون اعجلو تراه من اليوم يلمح لي
مزون بحزم: ماعليتس بنمشي بكره ونخلص كل شي
الزين: الا على الطاري ابوي وش يقول .. وش سفرته
مزون: يبينا نسافر لمكه والطايف
نطت رسن بوناسه: والله؟ أخيرًا من زمان ما سافرنا مع بعض !
مزون كشرت: اخر مره رحنا مكه ضعتي انتي والدبشه الي جنبس وتهاديتو مع المسلمين مير ان كن العمره معهم لا يروحون بنفس يومي انا بيوم وهن بيوم
تذكار كشرت: وش دعوه جديده وش هالقمع! لهالدرجه كارهتنا!
مزون دفتهم: لا تكلموني اذلفو عن وجهي
الهنوف: خلاص اجل نخلي السفره بعد عرس تيام وجمايل .. بعد شهرين كذا احسن ووقتها يكون راسل راجع بعد عمري هو يحب السفرات والوناسه حرام نروح بدونه
مزون بشوق: والله اني مير اشتقت له ولحسّه
سهّت رسن بأفكارها لاشعوري وتذكار انتبهت عليها وابتسمت بجانبية وهي تحس الي ببالها صـح..
الزين خذت جوالها وهي ترسّل لبهاج تعلمه بإنهم بيروحون بكره مع امها وابوها والهنوف يخطبون ضـي له.. بهاج شاف الرساله ولا رد وتنهدت الزين وهي ترجع جوالها محله
~
بعد مرور فترة زمنية كانت الأحداث فيها روتينية والأغلب مشغول بالدراسة أهّم ما حدّث فيها ملكة نياف وتباهي الي كانت هادية جدًا وبحضور اهله واهلها فقط ..وزواج تيام وجمايل الي كان بالديرة وبسيط وهادي ومافيه ناس كثير بطلب من جمايل واصرار منها.. جا وقت أخر أيام الإختبارات النهائية وإنتهاء أخر ترم
و تحديدًا بعد ثلاث شهـور ..
بيت الزيـن/
دخل بهاج وهو يمدد عضلاته بتعب .. كان توه راجع من الاشراف على بناء المسجد الي بإسم أبوه مع رباح اللي مسك هالمشروع
جلّس على الكنب وهو يردف: ولد صبلي قهوه عظامي تتصافق وراسي مصدع
وهاج فز وهو يصب له قهوه ويمدها له: الله يهديك تتعب نفسك بزياده خلاص رباح ماسكه وشوله العنوه ياحبك للشقا
بهاج ابتسم : والله ما تتخيل شراحة صدري وراحتي وانا اشوفه .. جمايل ماهي جايه اليوم؟
وهاج بنفي: بيجون بكره
بهاج باستغراب: بس كاني لامح سيارة زوج خالتي الهنوف عند بيت جدي !
وهاج: ايه جايب اهله الهنوف ورسن .. جمايل بتجي مع تيام بكره عنده شغل الصباح تقول
بهاج وقف: زين اجل بروح اخذ شور سريع وانزل نروح للخيمة
وهاج بضحكه: ياليل لا تكفى بيصجونا سهاج ورباح بهوشتهم من بيصير احسن اب
بهاج ضحك: مستانس عليهم والله هم وحماسهم .. ماني متخيل انهم بيصيرون اباء أصلًا ! ماني مستوعب
وهاج عدّل جلسته بحماس: انا الي مو مصدق ان عرسك بكره تكفى اقرصني اكفخني عشان اصدق
بهاج تنهد بضيق بس اخفاه وهو يقرب من وهاج ويصفقه بسرعه خلّت وهاج يفز بتكشيره وهو يصارخ: ووجع ما صدقت على الله انت كنت اقوله بتعبير مجازي مو تصفقني صدق !
بهاج ضحك وهو يتجه لفوق لغرفته ووهاج رجع على ايباده وهو يكمل المسلسل ينتظر بهاج يخلص ،
بيت مهنـا /
كانو البنات جالسين ويخططون على السفرة اللي بتصير بعد اسبوعين بعد هواش ومناقشات كثيرة طوال ذيك الشهور على وقتها اتفقو على انها تكون بالاجازة الطويـلة ..
تباهي كشرت: خلاص مانبي نسافر اسكتو
تذكار: انتي وش دخلك سافري مع زوجك وانطمي مالك شغل فينا
تباهي كشت عليها: زوجي ابرك من وجهك
تذكار وسعت عيونها: عشتو والله عشنا وشفنا!
رسن صفقتهم: مو وقته هوشات الخوات ركزو باللي اقوله
تذكار كشرت: انتي مب عشان اختك فطست بالمانيا ماعاد رجعت تقعدين تحطين حرتك فينا تصفيق رايح وجاي
اقبال ضحكت بصخب: والله حاله للحين ماني متقبله وجهها كل ما ذكرت راسل وهو يقول لابوي بجديه اخطبها لي!
رسن حمّر وجهها ووقفت: وربي انكم سخيفات اروح عند جديده تحني شعري ابرك
تذكار شهقت وهي توقف: لا خير انا بحني قبلك!
ركضت رسن بسرعه وتذكار تركض وراها لتحـت عند مزون الي عندها بناتها وام راسل وام هباب ويتحنون كلهم مع بعض يدينهم وشعورهم
مزون كشرت: وراكن ماني محنيتكن انتم بالذات
تذكار رفعت حاجب: وليه ان شاءلله! و..
قاطعتها الزين وهي تسحبها: تعالي تعالي انا بحنيك بس اسكتي خلي امي تطّخ من صبح وهي معصبه
تذكار ابتسمت: والله يا حظي من قدي وام العريس بتحنيني بنفسها
الزين ابتسمت بعُمق: وه ياحلو اللقب والله
رسن بوزت: وانا من لي يعني!
ام هباب بضحكه: ام راسل شوفي شغلك حني مرة ولدك
ام راسل بابتسامه مدت يدينها: تبشر رسون تعالي تعالي انا احنيك
ابتسمت رسن بخجل وهي تمشي لجهتها: ماتقصرين خالتي
تذكار وسعت عيونها: شوف الخجل بس! يمه يمه يا العوابببه لسانها يطول اذانها والحين مستحيه يقالها
الزين ضحكت وهي تدّف راسها: بس يا الملقوفه خليها عنك تمشين وتحارشين ياكافي
~
الخيـمة/
نياف صارخ بإنزعاج: ووجع انت وياه ما احد بيصير اب غيركم خلاص صدعتوا براسي ارحموني شوي تكفون
خالد بضجر اخذ الشاهي: يابن الحلال هذولا والله ما يسكتون صدقني بكره بنص زواج بهاج تلقاهم يتهادون
بهاج وهو داخل بضحكه: يارب واحد يجيه بنت وواحد ولد ونزوجهم  واعلمهم بسوالف ابائهم
سهاج صفر: ارحببو العريس جا
خالد بحماس خذا العود وهو يدّق يغني في بهاج ووهاج دخل وراه وهو يلعب بإستهبال
رباح: وش جهزت خلصت تجهيزاتك؟
بهاج اومئ: ايه خلاص جهز كل شيء باقي بس يتّم الزواج
نياف بحماس: والله اني متحمس يارجال حطوه اليوم خلاص
بهاج ضحك: على كيفك هو ! انا والله متحمس لوراعين سهاج ورباح والله ياويلكم لو يجي واحد منكم ولد وما تسمونه علي
سهاج ابتسم: تعقب ماني مسميه عليك بسميه صالح
رباح: يارب تجيني بنت على كذا
بهاج كشر وهو يكش عليهم: هين بتندمون
وهاج تربع وهو يسحب المكسرات من خالد: خلاص يا الدب بلعتها كلها خل لنا شوي
سهاج: بس بس لا تتهاوشون عندي هنا زياده بعطيكم امسكو .. صرت اب وانا ما بعد جا علي بزران
وهاج كشر: الحين لاجاك وراعين بتسحب علينا خلاص
سهاج ابتسم: لا والله ما يجي احد بغلاتكم عندي حتى لو هو ولدي 
خالد بحماس قط الكيس: قسم بالله انك كفو يا شيخ
نياف صفقه بعصبيه: وانا وش دخلني تحذف الكيس علي يا تبن
بهاج: قسم بالله لو داري بصداعكم هذا ما جييت ريحت بالبيت ابرك لي
خالد: ماعليه يا عريس اسبوعين قدام ماعاد بنشوفك خل نتهنى بالوحه الصبوح اليوم
نياف تربع: الا اقول وش رايكم نكشت كشته طيبه
بدّت نقاشاتهم وهواشاتهم على الوقت والاغراض وبهاج المعترض لانه مابيكون معاهم ومر الوقت بدون ما يحسون..
بهاج ناظر الساعه بتوتر: متى صارت وحده الليل!
سهاج فز: اما عاد وحده ! تستهبل
خالد وهو يناظر بجواله: الا والله وحده الوقت يمشي بسرعه
بهاج وقف وهو بسحب وهاج: قم قم نرجع نلقى بنت مهنا واقفه عند الباب بعصاها
وهاج وهو ينفّض ثوبه: مفروض تهاوشك انت لحالك انت المعرس انت الي مفروض تقوم بدري انا شدخلني
بهاج وسع عيونه: اعقب واخس يا الردي عرس اخوك الوحيد مالت على ذا الوجه تقوم تنفع
طلعو وهم يكملون هواش والباقي قعدو لين بدو يمشون تدريجيًا وخلّت الخيمة منهم وقفلها سهاج الي كان الاخير قبل يروح لبيـته ،
يوم العـرس /
كان الكل متحمّس ويتجهزون وقايمين من بدري .. العيال كانو يجهزون ساحة عروس الديـرة .. والزين تستقبل ضي وامها في بيتها والبنات يسساعدون بعض بالتجهيزات لان زواجات الديرة عندهم تبدأ بدري
وبين مهنا كان فوضى ومقلوب فوق تحت .. البنات يتهاوشون فوق و العيال تحت .. على الملابس و الحمام و الاكل وكل شيء والحّس معبي البيت كلـه
بهاج بتوتر: خلاص جهزت؟
سهاج : ايه جهز كل شيء والله العظيم ضبطت كل شيء والعشا مستلمينه رباح وهباب يقولون جاهز وبيجي ست المغرب لا تخاف انت ريّح بس
زفر بهاج براحه: شسوي اخاف فيه شيء ناقص ويفصل علي جدي
سهاج ناظر ساعته: ماعليك كل شي كامل امش بس نصلي ونروح الحلاق بعدها نتجهز بيقرب العصر
بهاج طلع معاه من ساحة الزواجات وهو يردف: يلا توكلنا على الله
راحو يصلون وطلعو العيال كلهم وتجمعو مع بعض
نياف: ياخي عبدالحميد ما يعرف يحلق زين قسم بالله بيجيب العيد فينا زي كل مره
هباب كشر وهو يتلمّس لحيته: والله ما اخليه يمسكها الدب ذا اخر مره بعرس رباح شلع وجهي
سهاج تنهد: وش نسوي مجبورين مافيه الا هو هنا
راسل: والله ماروح له اقعد وحالتي حاله ولا امسكه وجهي مالت عليه
بهاج ناظر بساعته: وانا وش اسوي اروح ولالا يارب رحمتك وسترك
تيام ضحك: عاد انت لو يخرب وجهك عليك السلام انت المعرس انت نجم الليله كل الانظار عليك
بهاج كشر: كذا يعني ريحتني!
خالد: مالنا الا نروح ونياف وهباب هددوه وجيهكم وجيه شر بيخاف منكم
هباب رفع حاجب: لا انت وجه الخير عاد
سهاج صرخ بانزعاج: خلاص صدعتو براسي كلكم بتمشون قدامي اشوف يلا كلكم قدامي واحد واحد
مشوا كلهم قدامه بأدب متجهين للحلاق وهو كتم ضحكته قبل يعدل غترته بهياط ويمشي معهم
المغـرب/
كلهم كانو موجودين بالعرس والمعازيم الي اغلبهم من الديره حاضرين من بدري بحكم زواجاتهم اللي تبدأ بـدري .. بدا الطق واللعب وبهاج وسطهم
وهاج كانت الدنيا ماهي سايعته من الفرحة .. من قوة الفرحة كان بجنب اخوه من كانو بالحلاق .. كان يلعب معه وهم يتعانقون سيوف بعض بفرح
خالد وراسل وهباب كانو شوي يلعبون وشوي يروحون يصبون قهوه ورباح وتيام يعاونونهم بينما نياف كان بعالم ثاني تمامًا وهو من دخل يلعب ولا وقف ولا لثانيية سهاج كان يشيّك على كل شيء بالعرس ويتاكد ان كل شي تمام وينتظر وصول العشـا
دخلو الوافي ويزن العرس وبهاج الي كان اول من لمحهم وقف وهو رافع حاجب ، وقف وهاج معهم وهو يلّف لورا وتجمّد مكانه وهو يشوفهم قدامه
مهنا وراجح تغيرت وجيههم من لاحظو وجودهم وتقدمو على طول من بهاج هم يوقفون جنبه .. ونياف وأخيرًا وقف اللعب وهو يهمس لخالد بعصبيه: هذا مب القزم الي صفقناه! وش جايبه!
الوافي ضحك من لاحظ وقفاتهم وتجمعهم: هوب يا جماعه وش فيكم .. والله ماني ماكلٍ احد فيكم لكن جايين نوجّب بدال ابوي .. ولا مطرودين ؟
راجح رّص على أسنانه: ايه مطرودين .. اطلعو من الباب اللي دخلتو منه قبل لا يكبر الموضوع ويصير شيء ما يعجبكم
الوافي ابتسم ببرود: ابشر على خشمي بنطلع لكن يعطي ولد عمي عانيته أول .. غيرها مانيب طالع ولا متحرك
بهاج سحب خاله: خله يعطي الي يعطيه ويذلف مانبي مشاكل تكفى
وقف راجح بمحله والكل يترقّب وش بيصير ..
مّد الوافي يدينه بهدوء وهو يدخلها داخل جيبه ويطلّع منها شيء ببطئ ، قبل تزيد سرعته وهو يرفع المسدس جهة بهاج ويطلّق عدة طلقات ورا بعض بسرعة بدون وعي
بهاج اللي توسعّت عيونه ولا قدر حتى يستوعب طاح بأرضه والدم يغطيه .. صرخات الكل من حوله تعالّت .. فزة الشباب له وراجح الي يلّحق الوافي ويزن الي يحاولون ينحاشون
وهاج الي جاته دوخه وهو يشوف اخوه بهالمنظر ويشوف اللي صار ،
سهاج تجمّد بمكانه وهو يرفع راسه على نياف: مافيه نبـض!
وهاج صرّخ وهو يركض لأخوه: مستحيل مافيه مستحيل .. بهاج قوم قوم الله يخليك قوم
سهاج بعّد بخطوات غير متزنه وهو يحط يدينه على راسه: مـات !
خالد جلّس على ركبه بصدمه ورباح ركض لوهاج يشيله ودموعه مافارقت عيونه .. مهنا طاح عليهم ونياف قرّب من بهاج وهو يمسّح على وجهه الدّم الي تناثر عليه : هو عريس لازم وجهه نظيف .. وش فيكم خلونا ننظفه ويقوم يكمل عرسه مامات مستحيل يموت مستحيل
سهاج تجمعت الدموع بعيونه وهو يحضن نياف الي صرخ بوجّع: مامات اقولكم مستحيل قوموه خلوه يقوووم!!!!
وهاج وعّى على صوت جواله وناظر إسم أمه
لّف على خالد بدموع: وش اقولها؟ علمني وش اقول؟ مامات هو صح؟ تكفى مامات والله مامات
وقف وهو يركض ناحية جهة الحريم ولقى أمه قدامه بعباتها بخوف: وهاج وش الي صار؟ وش هالصوت! اخوك بخير؟
وهاج طاح عند رجول امه وهو يشهق بوجّع: مات يا يمه مات خذو دمممه كان مفروض يمشي بيننا نزفه يا يمه بس بنشيل قبره كان مفروض نمشي في مسيرة زواجه بس بنمشي بعزاااه
الزين تجمدّت بمكانها وهي توسع عيونها بصدمه .. طاحت بجنب وهاج وهي ترفع راسه: وهاج ناظرني وش قاعد تقول .. بهاج مات! تمزح صح! مستحيل وين بهاج
وقفت وهي تركض لجهة الرجال قبل يوقف قدامها رابح بوجه اسود وهو يمسكها: الزين اذكري الله
الزين بصراخ وهي تحاول تتفلّت من يدينه: وين ولدي ويييينه بههاااج بهاج تكفى رد على امك وييينه يا رابح دايم لا ناديته يرد ليه ما يرد الحين !!!
رابح بلع غصته وهو يحضنها: الزين تكفين لا ترجعين قلبي
الزين شهقت وهي تدّف رابح: انتم الي لا توجعون قلبي خلوني اشوف وليدي تكفون جيبوه لي رابح انا ابي افرح بولدي تكفون لا تكسرون فرحتي وجيبوه قولو انكم تكذبون قولو انه حلم جيبوه ليي
انهارت بين يدين رابح الي يحاول يسندها ووهاج كان طايح بمكانه وهو يشهق ودماغه يسترجّع منظر بهاج الي كان يلعب معه ووجهه منوّر بابتسامه زينته وفجأه صار طايح قدامه بدون نبض
مّر اول ايام العزاء بكئابة شديدة .. محد كان يتكلم ولا احد كان حتى متصور ولا متوقع انهم بيعيشون عزاء بهـاج!
كانو العيال كلهم بلثمتهم والدموع ماتفارق عيونهم .. ماكانو حتى متصورين جلستهم جنب بعض بدون بهاج بينهم .. ماكانو قادرين يستصيغون اشكالهم بدونه
ومن هذاك اليوم .. قفلوا الخيـمة وهدوها .. كانو مستحيل يرجعون لهذا المكان
دخلو وهم يهدونها ويشوفون اغراض بهاج طايحه بوسطها .. بوكه ومسباحه وطاقيته الي نساها هنا بفجر زواجه
مسكهم سهاج بيدين مرتجفة وهو يشهق من البكاء ويحضنها لصدره
خالد ما قدر يتحمل وطلع من المكان قبل يركض لجهة الجبال لكنه كان يشوف بهاج هـنا .. كان يشوفه بين الجبال لمن ضاع ولقوه.. لمن يزعل ويروح الجبال كان يشوفه يمشي قدامه بثوبه البني وغترته على كتفه غمض عيونه بقوه وهو يغطي عيونه .. قاعد يشوف بهاج بكل مكان وصورته ما تفارق مُخيلته
نياف كان حتى ببيته يشوف بهاج حوله .. يشوفه جالس بدكة جده بالحوش.. يشوفه وهو يدخل الصباح غرفته ويسحب لحافه منه ببدايات دوامه عشان يداوم ويلتزم يشوفه بخلفية جواله الي تضمهم هم السته
رباح إعتزل الناس وجلّس بالبيت وهو مو قادر حتى يستوعب الي صاير ولا يكمل خطوة بهالدنيا دون بهاج
وهـاج كان ولا كأنه بالدنيا .. كان من يصبح لين يمسي وهو بغرفة بهاج فوق سريره حاضن مخدته ويبكي وأخر حوار له مع جمايل وقت كان يبكي بحضنها وهو يردد: بهاج قالي برجع البيت لكنه ماعاد رجع ياجمايل!
الزين كانت كأنها فاقدة عقلها .. دوم وجهها جامد ولا تتكلم ولا حتى تبكي .. كانت تناظر الفراغ بلا روح وكأن روحها الي انسلبت مو روح بهاج
وقفت وهي تتجّه لغرفة بهاج .. دخلت وهي تقفل الباب وراها ووهاج كان على السرير نايم
توجهت لدولابه وهي تفتحه وغمضت بقوه من حست بإنهمار دموعها .. طالعت بملابسه طالعت بالتسريحه وعطوره عليها بلابتوبه وساعته وجزماته انهارت بمكانه وهي تشهق بوجّع .. كان حولها وقدامها كيف اختفى؟
شهقت بوجع: اااه يا بهاج ااه يا ولدي عليك .. عايش طول عمرك مو متهني ويوم جيت تتهنى رحت من هالدنيا .. كيف بقدر اعيش من دونك؟ كيف بتحمل هالبيت وانت مو فيه؟ كيف بمر على غرفتك كل صباح وانا ادري انك مو فيها ومستحيل ترجع لها؟ كيف بتحمل الفطور وانت مو قدامي كيف بتحمل العصر بدون سوالفك كيف بتحمل المغرب بدون ضحكاتك كيف بتحمل اقعد على العشا وما اسمعك تنادي لوهاج يجيب لك الشطه؟ كيف بتحمل عمري بدونك والله انه انتهى انتهى
وهاج شّد على المخده الي بين يدينه وهو يسمع امه من شهقت وهو قايم لكنه ما تجرأ يقوم..كيف يواسيها بجرح هو ينزّف منـه؟
الزين بهمس وهي تحضن لبسه: راح خلف ورحت انت وش الزين بدونكم وش؟
ببيت مهنا كان هدوء وظلام .. ماكان فاضي .. كان مليان بكل الناس الي حسهم مملي البيت قبل كم يوم بضحكات وسوالف وصراخ .. لكنه الان هادي تمامًا من أصواتهم .. سياراتهم عند الباب لكنهم ما قدرو يمشون خطوه .. مازالو يناظرون بأرجاء البيت وارجاء الديرة يتأملون ظهور بهاج فجأة ، كان رحيله مُفاجئ وعلى غفلة لدرجة ولا احد منهم مستوعب رحيلـه..
كانو مازالو يحسبونه بكوب الحليب كل فطور .. يخلون موقف لسيارته .. يفتحون باب المزرعه لانه يحب يجلس فيها دايم ويخليها مفتوحه طول اليوم ومايتقفل هالباب الا الليل .. يدخلون كلهم المجلس ويخلون الباب مفتوح عشان يدخل ويسكره وراه
مهنا كان يرتفع وينخفض سكره وضغطه فجأه .. كان في تخبط صحي شديد وحتى الاكل ما ياكله .. راجح يراجع قضية مقتل بهاج اول باول وحالف ما يخليهم الا لين يذوقهم الي ذاقه بهاج
كانت الحياة ماتسوّى أي شيء بنظرهم وهم مازالو يستشعرون فقده ، كيف كان يضحك بوسطهم وفجأه صار تحت التراب ..
~
بعد مرور سنـة، اخر يوم برمضان/
قدام قبر بهاج ، كان وهاج جالس وهو يمسح على ترابه بيدينه ،
أردّف بغصة: كيف بتكلم وانت ماترد علي؟ ترد علي بسم ولبيه ويامرحبا والحين ماتسمعني .. بهاج مرت سنه لكن والله انه اليوم في عقلي..ماقدرت اسلى ولا انسى ولا اتحمل..تركنا بيتنا بالديرة وتركنا الخيمه وكل مكان كنت موجود فيه لكن الحين اكتشفت انك بعقلي وبعيوني مو بالاماكن..ياشين الفقد يابهاج والله انه يكوي قلبي كوي كل يوم كل يوم اقول هذا اليوم بنسى لكن اتذكرك فيه اكثر من قبل والله العظيم اني تعبت تعبت ابيك جنبي والله اني حتى قبرك ودي احفره واطلعك منه واحضنك حضن يرد لي عافيتي
شهق وهو يجثي على قبره بدموع عيَت توقف: مر اول رمضان بدونك بدون ما اشوفك كل ظهر بغرفتي تقومني..والعصر نتهاوش من يجيب القشطه عشان تسوي لنا جمايل بسبوسه..نتهاوش على اخر حبة لقيمات بالصحن..نتهاوش على مقاضي رمضان نروح الفجر باخر ايام رمضان نتقضى للعيد مع بعض ونطقطق على ملابس بعض وباول يوم نحب خشوم بعض وحنا نمدح كشختنا..كيف بأقدر اكمل العيد والي بعده وبعده وبعده وانت مو جنبي ؟
ابتسم بحزن وهو يردف: تدري سهاج ورباح كلهم جاهم عيال وكلهم سمو عيالهم بهاج ..وندمو زي ماقلت .. اااه يابهاج لو تدري وش سوى فينا بعدك! .. نياف تزوج وانت مو جنبه وخالد تملك على تذكار تصوّر! لكن ما سوو اي عرس ولا اي شيء لاننا ماقدرنا نفرح بدونك .. كل الناس مشت دنياهم الا انا عالق بغرفتك ادور على ريحتك بين مخدتك..بالليالي الموحشة الي تنهّش روحي البس ملابسك عشان احسك هنا مارحت .. تكفى ارجع يابهاج ارججع انت ما ترضى على زعل امي لكن امي والله انها كل يوم أسوأ من قبله وانا بقايا انسان ماني انسان بعدك والله ماني
شهّق من جديد وهو ماعاد يقدر يمسك نفسه
تقدّم منه سهاج وهو يسحبه لحضنه ودموعه ملّت وجهه: الله يرحمه ياوهاج الله يرحمه
خالد ونياف الي بالسياره تعالت اصوات بكاهم .. مرت سنه وكأنه دهر على قلوبهم وهم ما يتحملون فكرة عدم وجود بهاج ومازالو ينتظرونه يرجـع .. حتى وقت الدفن ماقدرو يشيلون جثمانه وخارت قواهم
أوّل أيام العيـد،بيت مهنا/
كان عيد لكنه مو زي أعيادهم اللي قبل .. كانو هادين وكشختهم بسيطة .. سلموا على بعض وجلسو يتقهوون ، مو زي كل عيد وهم يطلعون يسلمون على الكل ويشغلون السماعات ويرقصون والعيال يدخلون يرقصون عندهم ويطقطقون على بعض .. ينامون غيبوبة العيد ويقومون العشا مافي البيت الا هم والكبار رايحين للعزايم ويبدا هواشهم من بيجيب العشا ومن اي مطعم لين يقع الاختيار على راسل والمطعم دايم من اختيار بهاج
وعيال الخيمة الي متعودين كل صباح عيد بعد الصلاة وهم في الخيمة يحتفلون مع بعض ويصورون سنابات ويخططون ثالث ايام العيد وين يسافرون .. لا الخيمة موجودة هاليوم ولا بهاج ولا حتى هم بمكانها
~
إنتهـت.
ولله الحمد تم خِتام هالرواية، مشاعري متلخبطة جدًا وأنا اكتب فيها من سنه وشهور .. عشت معاها كل لحظات حياتي بهالسنة وانبسطت معكم وتشاركنا كثير أشياااء مشاعري فعلًا بهالختام ملخبطة وغيير ولاني قادرة اتكلم ولا اوصفها! لكن احبكم وشكرًا من القلب على كل دعمكم وحُبكم لي وللأبطال❤️!
روايتي القادمة بعنوان
" أصبحت الدروب النوّارة ظلام في وجه غلّاب الخطاوي " قريبًا بهذي الأيام وراح تنزل على الإنستا لأسباب كثيرة شرحتها مُسبقًا ووقت تكتمّل بأنزلها لكم بالواتباد
حسابي الإنستا:
novelwed_

وانا بهّج ليلي من الاشعار مطفي Where stories live. Discover now