Part : 28

12.4K 234 22
                                    

سيارة سهـاج/
جلس بمكان السائق وإرتجافة إيده ماساعدته يشغل السياره ويمشي، سنّد رأسه على الدركسون بعجّز
تنهد نياف وهو يفرك يدينه ببعض بتوتر : سهاج خلاص خلينا نمشي كل ما تأخرنا كل ما كان ماهو بصالحنا أكثر
سهاج غمض بقوه : ماني قادر يانياف ماني قادره اخطي خطوه وحده .. ماني قادر أمر من جنب سيارته .. ماني قادر أعترّف إنه مفقود من الحادث .. ماني قادر أروح عشان ابلغ عن إختفائه .. ماني قادر أسمع كلمة مات ماني قادر
نياف بغضب لف عليه وهو يهزه : سهاج خلاص لا تقول مات انت بعد ! مامات رباح مامات .. رباح ما بعمره طلع من عندنا الا وهو مودعنا واحد واحد حتى لو بيروح مشوار بسيط .. هو ما ودعنا هالمره ماراح يروح
خالد بلّع غصته وهو يردف : و الموت يعرف وداع ؟
نياف : انت بالذات تسكت وولا تفتح فمك بحرف
وهاج زادت رجفة جسده وهو يحّس بضيق الهواء بالسياره ، ما هو قادر يحتمّل أكثر .. فتح باب السيـاره و نزل منها بحركه سريعه وهو يلف من ورا سيارة سهاج و يمشي
ناظروه بإستغراب من حركته قبل يستوعب خالد و يفز وهو يطلع من السياره يلحقه بصراخ : وهاج ! وهاج أوقف
وهاج رؤيته بدت تصير ضبابية من دموعه الي حابسها ، شد على إيديـنه وهو يهز رأسه بقوة يبي يوقّف الأفكار الي برأسه .. الأصوات الي تتعالى برأسه عن حادث أبـوه، وإحتمالية وفاة رباح
سحبه خالد من يدينه بسرعه وهو ينهره : انت صاحي ليش طلعت ونزلت كذا فجأة ! وهاج ارجع معي و خل الأفكار هذي ترا ماحنا ناقصين كفايه رباح
وهاج دّف يدين خالد عنه وهو يرجع خطوتين لورا بإنفعال : ماني صاحي لا ماني صاحي بعد المنظر الي شفته تبغاني صاحي؟ كيف تبيني اصير صاحي علمني فهمني انا بنجن
توسعّت عيون خالد وهو يناظر الي ورا وهاج وكان ينتظرهم بصدمة بينما نياف صاح بذهول : ربـاح!
وهاج ضحك بسخريه وهو يمسح دموعه بعنف : وانا المفروض اني اصدق يعني ؟ تبون تسكتوني وبس
دفه خالد عن وجهه وهو يقرّب من رباح و يناظره بذهول قبل يردف بتأتأه : رباح!
رباح بإستغراب : وش جايبكم هنا!
سهاج طاح بالأرض وهو يدفّن وجهه بين إيديـنه و يطلّع بكائه المكتوم لا إراديًا ،
قرب نياف من رباح وهو مازال مو مستوعب إنه قدامـه وعطاه كف قوي
رباح مسك خدّه وهو يلتفت بألم : ووجع اي وش بلاك علي انت مريض مريض؟
نياف شهق : حقيقي يا عيال والله انه حقيقي !!!
ناظرهم رباح لثواني قبل يناظر سيارته وهو يكتم ضحكته : تحسبوني مت؟ ايها اثركم تغلوني
نياف تنفس الصعداء وهو يمسح على وجهه ويتمتم : الحمدلله ياربي الحمدلله
وهاج سكّن بمكانه وولا حتى لف على رباح ، يخاف يلف ويطلع خيـال!
خالد مسّك غصته وهو ماهو مصدق وجوده قدامه ، تقدم منه وهو يحضنه بقوه ويدفن وجهه بكتفه : ماني مصدق انك قدامي والله ماني مصدق رباح رباح احسبك رحت
نياف ضحك بسعاده وهو يرمش : قلت لكم رباح مستحيل يروح وهو ما وادعنا
ربّت رباح على خالد بتنهيده : ما رحت يابوي خلاص لا تصيح .. والله واثرك تحبني يا خويلد
بعد عن خالد وهو يتجه لوهاج المتسمّر بمكانه قبل يمسك بكتفه: وهاج وش فيك؟
وهاج ناظره بجمود قبل يدف يدينه عنه وهو يرجع للسياره
عقد رباح حواجبه بخفه وهو يناظر العيال بإستغراب
نياف بلا اهتمام : خلك منه يا رجال الحمدلله بس على شوفتك .. والله يا رباح توني ادري ان وجهك الي يسد النفس يوسع الصدر كذا
ضحك رباح وهو يتجه الى سهاج وجلس جنبه بتنهيده : سهاج ليش تصيح؟
سهاج بعد يدينه المرتجفة عن وجهه وهو يتأمل رباح قدامه قبل يحضنه بقوه : هو صحيح إنك قدامي يارباح ولا انا اتخيل؟ تكفى ان كاني اتخيل خلني ولا ترجعني للواقع ابد
ابتسم رباح وهو يشد عليه : حقيقي يا سهيّج والله اني حقيقي .. كاني مخليك بهالسهوله وش عبالك
سهاج كتم شهقته : رباح حسبت انك رحت .. حسبت اني عدت غلطي في رعد وخليتك تروح زيه .. ماقدرت حتى امشي عشان ابلغ عن اختفائك لاني خايف من كلمة احسن الله عزاكم ماقدرت أحرك من جنب سيارتك وانت مب فيها .. ماقدرت اخطي خطوه وانا اشوف دمك منثور يارباح
رباح ابتسم بتأثّر : ياولد صدق انتم تحبوني كذا! اجل كل يومين يختفي واختبركم
سهاج ضربه على كتفه وهو يبعد : والله ماعاد تتحرك من جنبي لو خطوه خلاص .. الحمدلله الي ردك لنا وشفناك من جديد وروينا ارواحنا بك وين تبي تغدي! انت وينك به ووش الي صاير يارباح خبصت قلوبنا
رباح وقف قبل يتحمحم : به موضوع أبيكم به .. بس بشوف سيارتي اول تشتغل ولالا
سهاج بسرعه : لا والله ما تسوق انت ولا ترجع للخايبه رجلك على رجولنا
رباح حك راسه : ماقدر
نياف ناظره بشك قبل يلّف بسرعه على الظل الأسود الي شافه ورا مكان رباح الي طلّع منه وكان يسحب انه يتهيأله : انت وش وراك !
سهاج عقد حاجبينه : وليش ماتقدر ؟! وش العلم !
رباح بتنهيده وهو مستثقّل هالكلمه وبالحيل .. حاول وحاول انه ينطقها لكن ما قدر ، كيف ينطق بشيء هو مازال ماهو مستوعبه ويحسه حلم ماهو حقيقيه؟
خالد بلع ريقه من طوّل صمته : ربيح وش صاير ! انت لا يكون طايح بمصيبه ولا بلا!
سهاج الي يحس دمه نشف هزه بقوه : ووجع تكلم تراك من الصبح منشف دمي وتجولي ماعاد تحملني
رباح فرّك جبينه قبل ينطق بثقل : تزوجـت !
توسعت عيونهم وهم يناظرونه بصدمـه
خالد نفض اذنه قبل يلّف عليهم : هو قال انه تزوج ولا اذني بها بلا؟
سهاج ناظره ثواني قبل يضحك بصخب : لالا اكيد انه يمزح .. امشو امشو قاعده يقزرها علينا
رباح بتنهيده : ياليييييت .. ليت اني اقزرها ليت
نياف تقدّم له وهو يفحص راسه : شكل الضربه مأثره عليه اصبرو اصبرو دواه عندي
ضربه على راسه بقوه قبل يصرخ رباح بالم وهو يمسك راسه بوجع : حسبي الله عليك يانياف ياولد سعود كانك مانت مخلي فيني عضله سليمه
قرب سهاج وهو يدف نياف عنه : ابعد انت اشوف راسه كيف ملفوف تطقه ليش !
نياف : اجل انت سامع وش يقول !!! طلع من عندنا عزابي ورجع لنا متزوج!
خالد ضحك بصخب : اجل على كذا ابطلع انا واضيع وارجع لكم بعروس
رباح كشر وهو مازال يفرك راسه بالم : تراني ما استظرف يا خفيف الدم انت وياه اسمعو العلم
قالهم كل شيء بإختصـار
سهاج طارت عيونه : انت اذنك تسمع وش تنطّق به !!!!
نياف بعصبيه دفه : وانت حمار تطاوعهم وتمشي ! اكيد انهم ورطوك بشيء يا زفت اكيد
رباح دفه بنرفزه : يعني هو بكيفي الوضع انت صاحي ولا تسمع من الموضوع الي تبي
نياف لف على الجهه الي جا رباح منها : وينهم وين بيوتهم امش دلني عليها والله ما اخلي الصبح يظهر عليهم
مسكه رباح بسرعه وهو يدفه : لا يارجال انثبر بارضك ناقص انا يعودون على ابوي ولا يسوون لك بلا امشو بس ابي اشوف ابوي وامي اكيد انهم قلقانين علـي
سكتو وهم ينتظرون بعض بصمت قبل يعقد حواجبه رباح بسرعه : ابوي فيه شي؟
ما ردو قبل يتنهد سهاج : اسمع رباح..
قاطعه رباح بسرعه وهو يمسكه : وينه ابوي وينه؟ وش صار فيه؟ لا تكذبون علي !
نياف بصراحه : طاح ولاندري عن حاله جينا ندورك وبهاج قعد عنده
وكزه سهاج بغضب : ما تقدر تقول بطريقه الطف يعني ؟ وقص
نياف قلب عيونه بلا رد بينما رباح جن جنونه وهو يحس بخفقان قلبه من الي سمعه يتزايد واودف بوهن : ابي اشوفه وينه ابي اروح له ودوني
خالد بسرعه: اسمع بيسوق بكم سهاج ويوديكم وانا ونياف ووهاج بنقعد هنا لين تعودون علينا
نزل وهاج من السياره وقعد هو ونياف وخالد على الرصيـف، بينما رباح رجع لـ ليالي المرتبكة وهو ياخذها معه
ركبت ورا ورباح وسهاج قدام ،
ناظرت رباح المتوتر والمرتبك بإستغراب لحاله وولا هي فاهمه شيء و قلبها انقبض من الخوف هم وين رايحين ومين هذولاك؟
-
بيت نايـف/
تسندت اشعار على سريرها وهي تناظر قدامها بشرود و فراغ كبير ، ما كلّفت على نفسها حتى تعدل شعرها الطاير وهي تحس بإن الدنيا كلها توقفت .. كيف إنسرق منها الآمان في لحظة ؟ هي كانت عايشة بالسماء وهي تحس بإنها بين عيون بهاج ورموشه كيف هوّت لأسفل أرض بهالشكل المؤذي لقلبها؟ هو حتى ما مهّد لها .. هو جا وصفق بها بالارض فجأة و أختفـى! كيف بتكون على ذمة غيره؟ كيف بتتقبل اجل غيره؟ كيف بتقدر رجولها تمشي خطوات لزقتها مع غيره كيف بيرتبط إسمها بإسم غيره وكيف بيطلع من حياتها كذا؟
شهقت بقوه وهي تحط يدينها على وجهها قبل تصرخ بحرّه : كيييف كيف كيف
حطت يدها على قلبها وهي تحس بضرباته الغير مُنتظمـة، شهقت من فرط قهرها وهي تشّد على شعرها و تحس بينها و بين الجنون شعـرّه!
مسكت المخده الي وراها وهي تدفن وجهها بها وتصرخ بصراخ مكتوم وتحس بإن ولا شيء بالدنيا مُمكن يطفي قهرها ويهدي وجع قلبـها ..
غرفة رسـن /
كانت تقضم اظافرها بتوتر وهي تحس بخوف على أختها ، حالتها ما كانت تطمّن أبـد !
صحّت على مُكالمة تذكار وهي ترد عليها : هاه وش تبين خير نعم
تذكار رمشت بتفاجئ : يا ساتر وش هالنفسية الي عليك بسم الله
رسن بتنهيده وهي تدعك حواجبها : خلصيني تذكار وش عندك
تذكار باستغراب : وش فيك انتي وش صاير ليش متكدره كذا؟
رسن عضت شفايفها بقهر : تخيلي بهاج الكلب بيتزوج بنت عمه!
تذكار شهقت بصراخ : وشهو !!!!! تستهبلين انتي؟
رسن : ليتني استهبل يا تذكار لييييته .. ولا تبين الطامه الأكبر؟ سمعتنا امي وحلفت ان اشعار تاخذ ولد عمي الدعله .. مادري الاقيها من رائد ولا منهم
تذكار بتفاجئ : يالله ! كيف صار هذا كله في كم ساعه!!! توهم الصباح قيس وليلى الديره مسويه له شوربه و يتغزل فيها .. لا لا مستحيل يمكن فيه غلط !
رسن بتنهيده : اذا هذا حالنا وش حال اشعار اجل ؟
تذكار دعكت عيونها بقهر : يوووه ياربي مو معقول الي صاير .. كيف كذا يختي احس ان الموضوع فيه إنّ !
رسن بحقد : ياكل تبن الحيوان هذا حتى سيرته ما ابيها .. لعب بأختي بعدين ذلّف يتزوج غيرها الحقير
تذكار باستنكار : ياختي ماحس بهاج يسويها ! كان يشرق بإسمها ويختبص من يشوف عيونها شلون يصير كذا
رسن ضحكت بسخريه : هه ممثل شاطر وبإمتياااز مثل خاله .. شلون بعد غيرها
تذكار بذهول : يالله! مو طبيعي والله .. بعدين وش خاله خير انتي على ابوي
رسن بتكشيره : ومن جاب طاري ابوك انتي بتحبك للمشاكل .. اقصد رائد
تذكار باستغراب : ليش وش فيه رائد بعد !
رسن : يوه ما علمتك انا ؟ تخيلي طلع متزوج و عنده ورع بعد
تذكار : رسن انتي تستهبلين كيف متزوج لا لا ما اصدق شلون وحنا مو حاسين وولا به سيره وليش يخبي أصلًا؟؟
رسن : مدري عنه وش مخبص .. كل الرجال زي بعضهم مالت عليهم
تذكار عدلت جلستها : اصبري اصبري بجيكم بكره وانفض رائد وافصفص سالفته والله ماتمر مرور الكرام سلامات وش الي متزوج وعنده ولد ومخبي وجدتي المسكينه شفقااانه على طاري انه يبي يعرس خير ! وبنفض اشعار بعد واخليها توري بهيج شغله
رسن : ما اظن امي بتخليك تدخلين عندها ، حتى انا مانعتني عنها
تذكار : سلامات وش فيها عمتي مسويه حجر عليها يعني ! ماعليك انا بجي وانفضهم كلهم ماعلي فيكم .. وبتشوفين وش بسوي في بهاج الخايس .. اصبري رسن هباب جاني اكلمك بعدين
قفلت من رسن وهي تلتفت على هباب باستغراب : وش تبي؟
هباب جلس وهو يهز رجوله بعصبيه : اسمعي عطيني رقم اقبال
تذكار باستنكار : نعم؟ مصخن انت؟ اعطيك رقمها بصفتك إيش زوجها اخوها خطيبها؟
هباب وهو يتكتف : خطيبها .. وعطيني ياه مالك شغل بالباقي
تذكار بحزم : تعقب ! ليه انت ترضاها علي ولا على تباهي يجي راسل ياخذ ارقامنا؟
هباب بانفعال : يخسي ويهبى ياخذها
تذكار : اجل ضف وجهك واذلف عن وجهي .. وش هالعائله الي كلها مصايب اعوذبالله
لفت على شناطها و تمغطت تقوم ترتبهم بعد ما قامت من نومتها من رجعو من الديره ، دورت بين كل اغراضها لكن ما لقت اي اثر للعود !
عضت شفايفها بقهر بهمس : والله ما اخليك يا رسين يا زفت !
-
المستشفـى /
تجاهل بهاج المُكالمات من الأرقام الغريبة الي تجيـه ، و حط جواله بجيبه .. ماله خلق حتى يفكر مين هذول ووش يبون المصايب الي هو فيها كافيته!
جاته رساله من إحدى الأرقام و فتحها بضجر لكن تغيرت ملامح وجهها وهو يبلع ريقه من شافها تهديـد !
عدّل جلسته بسرعه و هو يناظر بالمكتـوب ، إن ما أخذ وصية أبوه هالمره يدري بإنه ما راح ياخذها مره ثانية ابـد وولا يحلم بها حتى ، و ان اخذها خايف من عواقبها لإنه يدري بأن حمد وعبدالله ما بيسكتون و بدو من الحين .. هو بالطقاق وولا هو هام نفسه ابد لكن أهلـه! مستحيل يخلي لو خدش يصيبهم
إتصل بـ فاهد وهو يهز رجوله بتوتر يبي أي رد لكن ما لقى !
تنهد وهو يحس بثقل كبير يستوطـن صدره .. لو كان بهاج عادي .. ما يلحق بإسمه خلف شجاع .. لو كان امه تزوجت ولد عمها من الديره اليتيم و ما تزوجت خلف التاجر .. كيف بيكون وضعه الحين ؟ كان هم الحين عايش براحه وولا هو شايل هم شيء .. ما بتجيه الكوابيس ولا بيجافيه النوم من القلق ، ما بيصير خايف من بكره و يحس بإنه عايش مع قنبلة موقوتة لأنه ما يدري متى عمانه بأي لحظة بينقضون عليهم ، ما راح يكون دارس إدارة اعمال لأنها اقل سنين من حلمه الطـب !
أسنّد راسه وهو يقفل جفونه برخى ، تلثّم بغترته و هو ينتظر أي خبـر ..
دخلوا رباح و سهاج المستشفى و خطواتهم تتسابـق ، بينما ليالي جلست بإنتظار الحريم و القلق ماكلها
رباح حس بهبوط وهو يردف : غيبوبه ؟
سهاج سنده بسرعه : رباح اذكر الله
رباح بهذيان وهو يناظر سهاج : انت سمعت وش قال؟ يقول غيبوبه ولا يدرون متى يصحى سهاج ! كله بسببها كله بسببهم والله مااخليهم
سهاج مسكه بسرعه : رباح وش فيك بتاخذ حقك من البنت؟ ان كانك تبي تاخذ خذ حقك من الرجال مالها دخل البنت ! أدّع ربك و خلك مؤمن به و لا تركز بشي غيره .. امش خلنا نشوفه
رباح دف سهاج عنه بقسوه وهو يتجاهل ندائه و يتجه إلى أنتظار الحريم
ليالي الجالسه تراقب حولها بقلق لمحّت وجود رباح و فزت وهي تروح له
مسكها رباح من عضدها بحده : تدرين وش صاير فيني الحين بسببك انتي واهلك؟ ابوي في العنايه ولا يدرون متى يصحى واذا بيصحى ولالا لكن والله ثم والله لو يصير له شي ان ما يفكك مني انتي واهلك لا انس ولا جن
بلعت ليالي غصتها وهي تحاول تسحب يدها بهمس خفيف : عورتني بعد مو قدام الناس
دفها رباح بلا اهتمام وهو يردف : اطلبي ربك ما يصيبه شي ولا بخليك تصلين شرق
ابعد عنها بينما ليالي شدّت على عضدها وهي تغمض تهمس لنفسها : ماهي اول مره يا ليالي .. لا هي اول ضربه ولا هي اول جرح خليك قويه لا تبكين
قامت احدى النسوان وهي تمّد لها ماء بشفقة ، أخذته ليالي وهي تعض على شفايفها بقوه من نظرة المره وهي تردف لنفسها وهي تجلس : على الاقل سلطان ما كان يضربني قدام الناس .. ما اطلع من سوء الا ادخل بأسوء
ناظرت حولها و هي تركّز بنظرها على بوابة الخروج بشرود .. لو طلعت وش بيصير ؟ لو اختفت محد بيفقدها .. حتى هو ما بيهتم وولا بيدري بعدم وجودها أساسًا !
أخذت نفس وهي توقف متجهه لها ،
بينما رباح جلّس على إحدى الكراسي بالحديقة الخارجية وهو يناظر الماريـن بشرود..
طلع بهـاج من المستشفى وهو يتجه لسيارته ياخذ العيـال ،
وصل للمكان وهو يزمّر لهم .. قامو وهم يدخلون السياره وكلهم ساكتين
ناظرهم بهاج بإستغراب : وش فيكم ساكتين؟
نياف : من ناحيتي ما فيني شي .. بس بعض الناس ما يندرى عنهم
خالد بقهر : والله يا بهاج ما عندي شي ينقال بس بعض الناس ما يندرى عنهم
نياف لف عليه بسرعه : وش قصدك..
بهاج سحبه وهو يقاطعه بصداع : بس بس ترا الي فيني مكفيني وراسي بينبّط .. اجلس انت وياه تهادو بعيد عني
وهاج عطاه نظره قبل يقلب عيونه وهو يلف للدريشه
رفع بهاج حواجبه من حركته قبل يلّف للدركسون وهو يتنهد بضيق
صد بنظره عن سيارة رباح وهو من وصل وهو يتصدد عنها ما يبي يزيد ضيقه ضيق
وصلو الديره ونزلهم كلٍ عند بيته ، بداية من بيت خالد الي كان بأول الديرة بعدها بيتهم نزل وهاج وهو يقفل الباب وراه بقوه .. صّك بهاج على أسنانه بقوه وهو يستغفر
ضحك نياف بقوه : اجل حتى الاخوان متهاوشين .. افا بس افا هذا وانا اقول ياليت عندي اخو ونصير نفسكم امحق
بهاج : اجل انت الي معطينا العين
نياف كشر : يا حنا وهالعين هذي .. ما عطيتكم ارتاحو بس من زينكم عاد .. الا اقول كيف حال رباح؟
بهاج تنهد : وش بيكون حاله يعني .. معصب ومتنرفز ومتوتر جلس سهاج معه
نياف وهو يناظر الدرب : بنزل بالخيمه سيّد
بهاج وقف قدام الخيمـه ونزل هو ونياف وهم يفتحونها
نياف برجفه : والله بردن شين
بهاج وهو ياخذ الحطب : جت المربعانيه بحق وحقيق
جلسو حول الضو قبل يفتح بهاج فروته : تعال تدّف
قام نياف وهو يجلس جنبه ويدخل بالفروه معه وهو يمد يدينه للضو: الخاطر باين إنه ماااش يا بهيج
بهاج ابتسم ببرود : لا عادي .. مافيني شي
نياف ضيق عيونه وهو يتفحص وجهه: ايه هين هذا وجهي إنه كانه صدق مابك شي
بهاج بتنهيده : مافيه شيء صدق ماعليك الا وش صار على البيت
نياف عرّف إنه ما يبي يتكلم بالموضوع : احمد ربك إنك ما جيت معنا ولا شفت ذاك المنظر بذاك الوقت .. والله إنك حظيظ انصبت عظامنا وولا عاد قدرنا حتى نتحرك
بهاج بقشعريره : شفت السياره وولا قدرت اتحمّل وش عاد لو اني هناك بوقتها؟ .. الا وهاج وش سوى؟
نياف بتنهيده : حالته حاله وقتهـا .. مدري وش صابه كان حالته أكثر معنا بزود
بهاج : اجل عشان كذا انت و خويلد متهاوشين؟
نياف كشر : لا تجيب طاريه ابو نظاره هذا
بهاج بضحكه : والله انك تموت على ابو نظارات خل عنك بس
نياف : ماحب الا عوده .. الا صدق وين عوده الي هنا ماعاد شفته
بهاج رفع اكتافه : مدري .. الغريب صدق انه ما لاحظه
نياف : يارجال وين نلاحظ معه اول انت وتالي رباح الله يستر من التالي
بعد ساعه من السوالف العشوائية دخل سهاج الخيمة ولفو عليه بتفاجئ
نياف : انت مب مع رباح؟
سهاج جلس قدامهم : اقنعته يرجع لأمه المسكينه وش حالها الحين اول ولدها والحين رجلها
نياف : وزوجة الغفله معه؟
بهاج باستغراب : زوجة الغفله ؟!
نياف : يووه انت ما دريت باخر الاحداث؟ تزوج الرجال وينك فيه انت
بهاج رمّش بعدم إستيعاب : رجال؟ اي رجال؟ رباح؟ منجدك انت
قطّع عليه إتصال جواله، رفعه وكان جمايل
وقف عنهم وهو يبعّد : دقايق
رد بهدوء : هلا ؟
جمايل بتردد : وينك؟ ماراح تجي
بهاج : ما ظنيت .. بنام بالخيمه
سمع صوت الزين وهي تردف بحنق : ينام بالخيمه ليش ماعنده بيت وانا مدري ولا يبي يضرب فينا عرض الجدار ويقفي
تنهد بهاج وهو يفرك حواجبه : وبعدين يعني حنا وهالموضوع ؟
جمايل : بهاج والله العظيم حرام عليك .. امي طول اليوم متكدرّه وضغطها مرتفع الى الان مانزل انا خايفه يصير بها شي! تعال حل الموضوع
الزين بحده : لا لا يجي .. يعقب ياطى بيتي وهو يبي ياخذ الخايبه بنت الخايبين يذلف ولا تشوفه عيني
غمض بهاج بقوه وهو يزفر قبل يقفل بوجهها وهو يرمي جواله بجيبه ويرجع وهو يجلس بضيق ، جلس لثواني و نياف وسهاج ملاحظين وجهه المتكدّر
قبل يفز بعد ثواني وهو يذكر تهديدات عمامه الي وصلته اليوم .. وش بيصير لو استغلوا غيابه وسوو فيهم شيء ؟ وقف برعب وهو يطلع متجاهل نياف و سهاج الي ينادونه
جلس ورا بيتهم و هو يتلثم برجفة سرّت بجسمه من البرد و لبسه الخفيف .. كان يراقب بعيونه و يجول بها حول البيت كله بكل ثانية و يخاف إنه وهو يناظر إحدى الزوايا تفوته الزاويه الثانية و يجون منها .. هو أدرى شخص بهم وأكثر من يعرّف زين بإنهم قاتليـن بدون ما يرّف لهم جفـن!
غفى بدون مايحس وهو يسند راسه على الجدار بطريقه عشوائية ..
-
صبـاح الأحـد/
الهنوف كانت تضرب باب اشعار بغضب : اشعاروه والله لو ما تفتحين ما يحصّل لك طيب !
اشعار الي ما غفت عيونها ولا للحظه وولا وقفت دموعها لو لثانيه ، مسحت دموعها وهي تقوم برجفه وهي تفتح الباب بدون كلام
رجعت انسدحت بالسرير والهنوف بلعت ريقها على منظر بنتها ، عيونها الذبلانه المنتفخه من كثر الصياح ووجهها المحمّر وشعرها المبهذل وغرفتها المحيوسه فوق تحت
الهنوف : هذا حال ؟
اشعار ببحه : يمه وش تبين من الآخـر؟
الهنوف وسعت عيونها : والله انك قليلة ادب صدق !
اشعار ماردت وهي تدفن وجهها بالمخده
جلست الهنوف بجنبها بتردد وهي تغمّض عيونها بآلم : عرفتي ليه الحين هاوشتك ؟ عرفتي ليه ما كنت أبيكم تدخلون هالدرب ابد؟ لأني عارفه المجتمع أكثر منكم و عارفه وش بيسوي فيك الي بيقولك احبك ويعشمّك فيه ويعيشك أحلى شعور بنظرك بعدها يمشي ويرميك وراه زي الكلبه ويقول مثل ما سويتي هالشي لي بتسوينه لغيري حتى لو كنتي صادقه باحساسك له .. ويروح يتزوج غيرك بدون إهتمام وانتي الي تنضامين وتموتين من الصياح والحزن والهم وياخذ من عمرك ووقتك وصحتك وهو متهني بحياته ومع زوجته الجديده .. عرفتي الحين ليش؟ لأني ما ابي لكم الأذيّة ولا ابي ارواحكم تنوجّع ولا يصيبكم الضيم .. بس شقول يا اشعار شقول وأنتِ طحتي وخلصتي و فوق هذا كله والي صابك خنتي ثقتنا فيك وعلى شيء ما يسوى
زمّت اشعار شفايفها ببكاء : يمه والله ما صار بيننا شيء والله ماصار ولا شي .. كلها كم كلمه على الطاير وحنا بينكم والبنات معي والله العظيم .. يمه تكفين انا ابي حضنك تكفين لميني
بلعت الهنوف عبرتها وهي تفتح يدينها لأشعار الي أرتمّت بحضنها وهي تشهق بوجع : والله يا يمه اني حبيته بعفتي.. وحرمت علي حتى رسايله .. حبيته من كل قلبي شعور نقي من الطفوله وهو فيني ويكبر معي بنيت معه احلامي ودنياي وولا اتخيلني بدونه يايمه كيف راح كيف؟ والله انه اوجعني بالحيل يايمه ليتني ماحبيته ولا عرفته ياليته ماهو ولد خالتي وولا تربطني فيه اي صله
شهقت الهنوف بوجّع على حال بنتها وهي تلمها لصدرها اكثر بحسرّه على حال بنتها
-
محل بهـاج/
كان يراقب الموظف الجديد .. الي جاه بصباح هاليوم وهو يصيح ويوّن عن حاله الصعب و يبيه يوظفه عندّه ، قاله بلطف انه ما يحتاج موظف وبيدبر له شغله ثانيه عند احد ثاني لكنه رفض رفض تام وهو يصّر إنه يشتغل عنده وبنهاية المطاف خلاه عنده
جاه الموظف وهو يردف بسرعه : وش اجهزلك مشروب يا عم بهاج؟
بهاج بنفي : ما يحتاج يا انس سهاج بيجيب لي شاهي
انس : لالا يا عم هذا اول يوم لي معك لازم أذوقّك شيء من يدي
بهاج بملل : خلاص جب لي قهوه ولا شاهي اي شي ما يفرّق
اومئ انس بابتسامه واسعه استنكرها بهاج قبل يروح للمطبخ الصغير بداخل المحل
-
إنتهـى.
"إن وجدت أخطاء إملائية أعذروني."

وانا بهّج ليلي من الاشعار مطفي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن