محل بهـاج/
كان قاعد وهو ساند يده اليسار على الطاولة وبإيده اليمين يحرّك الملعقة بالشاي وهو يناظره بشرود
دخل سهاج المحل والقى السلام لكن استغرب عدم رد بهاج وتقدم اكثر منه وهو يطق كتفه : وش فيك ما ترد السلام؟
ناظره بهاج بتفاجئ : بسم الله متى دخلت انت!
سهاج رفع حاجب : لا الواضح به شين كايد .. وعلام وجهك كذا شاحب وهالاتك شوي وتوصل لركبك
بهاج بتنهيده : مافيه شي ، وش كنت تبي؟
سهاج : انت وش فيك اليوم مب قلت لي اجيبلك شاهي .. بعدين وش الشاهي الي انت تشربه ذا خير ليه مخليني اجيب اجل
بهاج : هذا مسويه انس نشب في بلعومي الا يزينه ويعني طعمه زوين مب ذاك الزود بس يارجل فيه مراره مو طبيعيه حطيت كيلو سكر وولا تغير به شي وصدعت قسم بالله
سهاج : وشهو انس هذا !
بهاج : موظف جديد في المحل .. نشبلي يبي يتوظف
سهاج باستغراب : كيف جا الديره ذا ! اول مره اسمع بإسم انس عندنا
بهاج رفع كتوفه : مدري والله لا تسالني عنه شي
سهاج : تستعبط انت شلون موظفه اجل
بهاج شرب اخر ما تبقى من شاهي انس وهو يحط البياله على جنب ويسحب زمزمية سهاج : جب بس الصداع فتك راسي
سهاج ضيق عيونه : والله آن بك بلا ولا علي من الحكي
بهاج وهو يدلك راسه : وش فيني يعني غير عمام الزفت ، علمت اهلي وامي طردتني من البيت وحطت علي لين عجزت .. وحمد وعبدالله مقطعين جوالي من امس تهديدات ما اوافق على الي يبيه فاهد وولا اخذ الارض وفاهد من الجهه الثانيه يهددني اني انفذ الي ابيه واخذها .. وين بيصير حالي طيب وولا فيني بلا من وراهم؟ الله ياخذهم من عمام وياخذها من حياه
سهاج بفجعه: ووجع استغفر استغفر بسم الله عليك صاحي انت لا تدعي على عمرك
بهاج ابتسم بسخريه : ليه هو به شي من حياتي يخليني ما ادعي؟
سهاج تنهد بضيق وهو يسحب بهاج جهته ويدلك راسه : ايه به ، وين رحنا حنا ووين راحت حبيبة القلب؟
بهاج بغصه: سهاج لا تزيد الجروح ولا تطريها
سهاج بنرفزه ضرب راسه : انا اعطيتك الحل يا زفت لكنك مانت راضي!
بهاج بعد راسه بتكشيره : سهاج بتفتح الموضوع هذا اطلع اطلع
سهاج بجديه : طيب والحين وش بتسوي ؟ ما يمديك توافق على فاهد و لا يمديك توافق على حمد وعبدالله وين بتروح
بهاج حط راسه على الطاوله بيأس : لو اني اعرف الجواب بيكون هذا حالي؟
سهاج : انا قايل لك لازم تبلغ وهاج ما يصير تخليه ما يدري بشي
بهاج فز : ذكرتني ابيك بعد تجي تدق عليه ابي اشوف وش صاير عليه في الجامعه دق دق
سهاج قلب عيونه : وورا ما تدق انت ! متهاوشين الحين
بهاج زفر : سمعني كلام امس مدري كيف انا للحين احبه على كلامه
سهاج بقلق : شفت ! اجل اذا درى آنك مخبي عليه ذا كله وش بيسوي؟
بهاج بحزم : سهاج انا مستحيل ادخل اخواني بحرب عماني لو اموت سامعني؟ دق عليه خلص
إتصل سهاج على وهاج الي رد عليه بسرعه : هلا سهيج امرني
سهاج تحمحم : هلابك مايامر عليك عدو لا بس بغيت اتطمن عنك وينك
وهاج ابتسم بجانبيه وهو يزم شفايفه : جنبك صح؟
سهاج بضحكه وهو يسترق النظر لبهاج : اخاف اقول ايه ويزنطني
وهاج بتنهيده : قلّه يخلي حرصه الزايد هذا مافيني شي لا انا ولا امي ولا جمايل
سهاج بقلبه وهو يناظر في بهاج بسرحان "لو تدري وش سبب حرصه الزايد بس"
وهاج باستغراب من عدم رده : سهاج وينك
سهاج بانتباه : هلا هلا معك موجود .. خلاص يابوي بحفظ الله وانتبه لعمرك انت وخالد وانتبهو بطريق الرجعه
وهاج : ان شاءلله يلا فمان الله
سهاج قبل يقفل : فمان الكريم
نزل جواله وهو يلّف على بهاج : داري آنك الي موصيني ترا
بهاج بتكشيره : ما يمشي عليه شي هب
التفت بهاج للبنت الي دخلت المحل وبإيدها صينية بتفاجئ : جمايل!
تحمحم سهاج وهو يردف : اجل انا بطلع
طلع بسرعه وهو صاد بينما جمايل دخلت عند بهاج وهي تحط الصينيه على الطاوله وتناظره بغضب : ليش ما جيت امس وولا ترد انت ما تدري قد ايش خفت عليك
بهاج : ارجع وين وامك طادرتني ؟
جمايل تنهدت : وانت تدري ليش
بهاج وهو يشيل الصينيه الي كانت فطور : ليش جايه هنا وجايبه فطور ماله داعي
جمايل زمت شفايفها : بهاج وش قاعد يصير معك! انت اخر فتره مو طبيعي ابد لا تنام ولا تاكل وناحف والحين فجأه تبي تتزوج المى الي اقص ايدي لو كنت تعرف اسمها حتى صايرلك شي صح؟ اعمامي مأذينك؟
بهاج تنهد وهو يتقدم منها ويحتضن وجهها بين يدينه : اول شيء ايش الصياح الحين ؟ على طول تصيحين الله يهديك ، ثاني شي لا مو صحيح وولا فيني شي يتهيألك يا عين اخوك انتي
جمايل حضنته وهي تدفن وجهها بصدره : اجل ليش متغير كذا .. بهاج انت ما كنت ترضى تطلع وامي زعلانه عليك .. امي طول الليل تصيح وقلقانه عليك وقلقانه على تغيرك المفاجئ وانك حتى ما رجعت وولا تطمنت علينا زي كل ليله ، امس محد دخل غرفتي وعدّل تكييف الغرفة وطفى الدفايه الي بغرفتي عشان ما انكتم ، محد دخل غرفة وهاج وعدّل نومته المعفوسه ورتب مكتبه .. محد دخل غرفة امي وباس راسها وعدل غطاها ورتب علاجاتها .. امس بيتنا كان مظلم تدري وش كنت احس فيه ؟ كأن ابوي مات مره ثانيه
تفاجئ بهاج من كلامها الي لامّس داخله كثير ولخبط مشاعره .. ما يدري يتفاجئ ولا ينبسط ولا كيف يعبر؟
ابتسم لا إراديًا وهو مبسوط على طاري ابوه و يشّد على حضنها : جد والله تشوفيني ابوي؟
جمايل ابتسمت بحزن : وكيف ما اشوف فيك ابوي وانت ماخذ كل اطباعه؟
بهاج بعد عنها بحماس وفرحة : صدق جمايل صدق اشبه ابوي؟
جمايل اومئت وهي مبتسمه من فرحته : ايه والله .. أصلًا دايم يقولونه الكل يقولون انك خلف مُصغر ، نفس طيبته وحنانه وخوفه على اهله وحرصه الدايم والزايد .. نفس وفائه وشجاعته واصالته .. نفس كل شي فيه
تنهد بهاج بعُمق وهو يحس بصدره منشرح من طاري أبوه
جمايل بتردد : مابتقولي يعني وش فيك؟
بهاج : اقولك وش يا عيني انتي ؟ تبين تطبقين دراستك علي انتي ووجهك؟ مافيني شي هذاني قدامك وابتسم واضحك
جمايل قلبت عيونها : وانا مفروض اني اصدق انه مافيك شيء يعني؟ بهاج تكفى خليني ولو مره اصير اختك صدق واحس بهالشيء وانت تفضفض لي واضمد جروحك
بهاج ابتسم بهدوء : ضمديني بالتغاضي وتصديق ضحكاتي وبتسوين لي أكبر معروف ، انا انسان ما احب احد يلمس جروحي
جمايل تأفأف : اف منك انت وعنادك يابهيج اف
بهاج باستنكار حضنها من عند رقبتها بقوه : اخوك الكبير ياورعه وتقولين بهيج !
جمايل ضحكت وهي تحاول تبعد يدينه : يوه خلاص اسفه اسفه بهاج حقك علي بعد خنقتني
بعد بهاج بابتسامه : يلا روحي وانتبهي للطريق
جمايل وهي تمشي للباب : طيب
وصلت الباب ولفت عليه : بهاج
بهاج باستغراب : وش فيك تبين شي؟
جمايل مدت لسانها بطفوليه: بهيج
وركضت لبرا بينما بهاج ضحك بصخب وهو يهز راسه بيأس منها
دخل انس وبيده دفتر وهو يعطيه لبهاج : والله يا عم بهاج كلهم رفضو المشتريات
بهاج باستغراب وهو ياخذ الدفتر : كيف رفضو ! انس متاكد انت ؟ اول مره تصير بتاريخ محلاتي كلها !! كيف كذا بعد بعد بروح انا
انس بتوتر بلع ريقه وهو يمسكه بسرعه : اي والله يا عم هذا الي صار ، ارتاح انت ارتاح وش الي تروح الله يهديك اجل ليش موظفني
بهاج : بروح اشوف وش سالفة الرفض هذي !
انس: ما يحتاج يا عمي صدقني .. رفضو تمامًا و قالو إن الأسعار مرتفعة
بهاج بحيره : كيف مرتفعه! نفس الاسعار ماتغيّر شي !
انس رفع كتوفه : والله مدري يا عم يقولون إن به تاجر سيوف ثاني بالديره الي جنبكم يبيعها عليهم بأرخّص
بهاج باستغراب : كيف من هذا! اول مره اسمع به
قطع عليه صوت جواله ومن شاف الاسم تأفأف بضجر ،
لف على انس وهو منشغل بجواله وعطاه الدفتر : اصبر بطلع وارجعلك نتفاهم
-
الجامـعة/
كان وهاج لحاله بحديقة الجامعه وماسك بإيده الملازم يراجع لإختباره بعد شوي ،
وصل خالد ومشى جاي وراه بخطوات خفيفه قبل ينقزه بصراخ : بووو
فز وهاج بخرعه قبل يلف عليه بعصبيه : ووجع خير انت ماعندك عقل
خالد بضحكه : وش فيك ارتعت هالقد يا الخواف اشهدنك ذروق
وهاج بملل : كنت مندمج ياحيوان
خالد حط رجل على رجل : ايييه مسكين توك بأول الدرب
وهاج قلب عيونه : ترا ما بعد تخرجت توك على الهياط
خالد : بس قدني بسنة التخرج اص بس يا الورع
وهاج بتركيز وهو يقلب بصفحات الملزمه : اسكت باقيلي صفحتين ولا اقول تعال سمعلي
خالد : لا والله ما اسمع لك بتفر راسي انت ومصطلحاتكم هذي
وهاج ترك الملزمه وهو يلف عليه : وش صار على نياف
خالد بتكشيره : وش صار عليه يعني
وهاج كتم ضحكته : اما امس والله يا انكم قطعتو بعض تقطيع
خالد بانفعال : كله منه الدفش هذا ما يتعامل الا بالطق ولا السب
وهاج : عاد تعرف نيافوه دفش صح بس مابه اطيب من قلبه وانت بعد مو هوين تراك
خالد رفع حاجب : خير وش قصدك؟
وهاج : قصدي انك جني
خالد شمر كمومه: اوريك من الجني وانا ابن ابوي
وهاج نط فوق الكرسي : ياخوي توك تقول تسب في نياف انه دفش ويتعامل بالطق ليش تتبع نهجه الحين؟
خالد سحب ثوب وهاج لين طاح من الكرسي وتعلق برقبته وهو يشد شعره ووهاج يرفسه
جو طلاب يركضون كانو مارين وهم يفرقون بينهم
الطالب : اذكرو الله ليه الهواش والطق الله يهديكم
الطالب الثاني : علمونا وش صاير يمكن نقدر نصلح بينكم
خالد حك شعره باحراج : هذا خويي بس نمزح مع بعض .. مزحنا ثقيل شوي ماعليه
الطلاب ناظرو بعض ثواني بصدمه قبل يضحكون
الطالب الاول : معليش اعذرونا السموحه والله نحسبكم تتصافقون جد قلنا نجي نفرع ولا نكسب اجر الصلح
وهاج بضحكه وهو يعدل شعره : ماعليه حصل خير
مشو الطلاب عنهم ووهاج وخالد تسدحوا ضحك على الموقف
وهاج : هذول لو شايفين نياف كيف يلعب فينا وش بيقولون
خالد بضحكه وهو يوقف : امش امش بس الي يوصل الكافتيريا اول هو الي بيحاسب للثاني
وهاج وقف وهو يرفع ثوبه لخصره : والله ما تهزمني وانا اخو بهاج
خالد بسخريه : نشوف يا اخو بهاج .. واحد اثنين ثلاجه
ركض وهاج قبل يوقف من صرخ خالد : ماقلت ثلاثه قلت ثلاجه ما تسمع
رجع وهاج بتكشيره : يا سمجك ياذا الادمي خلص علي والله لو تستعبط الحين انت الي بتدفع
خالد بضحكه : طيب يا النفسيه .. واحد اثنين ثلاثه
ركضو للكافتيريا وهم يصارخون والكل يناظرهم
-
بيت نايـف/
اشعار وهي تدعك عيونها : مابي اداوم
الهنوف بحزم : ماهو على كيفك ، والله ما اخليك تضيعين لو ثانيه من مستقبلك عشانه سامعتني؟ بتقومين ورجلك فوق راسك بلا دلع
اشعار زمت شفايفها : يمه ما عندي شي اليوم والله العظيم خليني خلاص
الهنوف بتنهيده : بخليك واشوف وش اخرتها معاك يا اشعار .. لكن بكره تداومين غصب
ماردت اشعار وهي تدفن وجهها بمخدتها ودموعها ماهي راضيه توقف من امس ،
بالصـاله/
دخل تيام الي وصل من الفجر وهو يجلس بجنب امه : وين البنات ما قامو؟
الهنوف : اشعار ما عندها دوام اليوم ورسن تتجهز
تيام باستغراب من اسلوب امه : وش فيك يا يمه كنك زعلانه ؟
الهنوف تكتفت بزعل : وليش ما ازعل وانت قاطعنا وقاطع اهلي ومخمج بالشرقيه مدري وش وراك يا تيام ! لا يكون تذكار صادقه ومتزوج ؟
تيام ضحك بصخب : ياربي على هالبنت الي بذبحها من كثر ما تحشي براسك انتي وجدتي .. الله يهداك يا يمه بس اتزوج مين وليش ما اعلمكم!
الهنوف : مدري عنك اجل وش بك ناقع هناك
تيام بتصريفه : شغل يا يمه عندي مشروع هناك
الهنوف رفعت حاجب : طيب امنا بالله عندك شغل هناك ليش قاطع اهلي و يالله تقعد بالرياض خمس ايام على بعض !
تيام بتنهيده : خلاص ابشري على خشمي بروح لخوالي واسلم عليهم وولا عاد بقطع اهم شي لا تزعلين
نايف بحده : على اساس هامك زعلها ولا زعلي والله آنك حاذفنا بالطوفه وماشي
تيام غمض بقوه قبل يوقف : انا بروح اشوف البنات
نايف بسخريه : ايه انحاش انحاش هذا الي جيد فيه وانا ابوك
راح تيام بدون ما يرد والهنوف لفت على نايف بعتب : وش فيك على الولد يا نايف !
نايف بحده : ماعاد هو ولد .. الا شايب كبري بيصك الثلاثين وهو مايعرف الاصول
الهنوف بتضييع للموضوع : رحت لام بدر؟
نايف وهو يشرب من القهوه : ايه .. ماعندها احد محد جا معها
الهنوف باستغراب : وين عيالها
نايف : تخبرين بدر متزوج ومستقر بالشرقيه وغاليه تدرس هناك مافيه الا ام بدر ورجلها
الهنوف هزت راسها : ايه الله يوفقهم ، كلمت اشعار انت عن فايز؟
نايف بنفي : لا بكلمها لا رجعت من الجامعه
الهنوف : ماعليها دوام اليوم كلمها الظهر
غرفـة رسن/
كانت تكلم تذكار وحاطته سبيكر لأنها كانت تتمكيج
رسن قلبت عيونها : انجبي بس احمدي ربك بعد اني ناسيه ولا كان رجعته
تذكار بصراخ : والله ما اخليك لو مسويتها صدق وش تبين انتي يا حشريه وش دخلك ابفهم
رسن بانزعاج : ووجع يسد هالحلق لا تنافخين .. المهم وش بتسوي بموضوع رائد؟
تذكار بتفكير : عندي خطط انا ، أولها نسرق كرت العايله حقه و نشوف هو متزوج من
رسن : طيب وبعدها
تذكار ابتسمت بمكر : نصوره ونرسله له من رقم غريب ونهدده إنه يبلغ اهله ولا حنا الي بنبلغهم
رسن : طيب اخاف يعرف انه حنا
تذكار بملل : وش فيك غبيه انتي بناخذ شريحه من وحده من المحلات بغير إسمنا ولا خلصنا كسرنا الشريحه ورميناها وولا من شاف ولا من درا
رسن : شوفي ماهو هامني الموضوع كله كثر ما انا ميته فضول اعرف هو متزوج مين ووش اسمها
تذكار بتذكّر : قلتي اسم ورعه عزام؟
رسن اومئت : ايه
تذكار كشرت : مالت عليه حتى ما سمى على جدي الردي ذا
دخل تيام وهو يطّل بوجهه من الباب : عادي ادخل رسونتي ؟
رسن صرخت بحماس وهي تركض له : تياااام أخيرًا جيت
حضنها تيام وهو يضحك : لهالدرجه مشتاقه لي؟
رسن بتبويز ضربته : ايه يا الخايس متى تقعد عندنا انت عشان ما اشتاق لك؟
تيام تنهد بابتسامه : الواضح انه من بعد اليوم بتشوفوني يوميًا لأن الوالد والوالده حمقانين كثير
تذكار بصراخ : احسن تستاهل يا العاق
تيام بضحكه : انتي خليني امسكك بس والله لا انتفك يا السوسه وش معبيه راس امي وجدتي به؟
تذكار : والله عاد شسوي هذا الواضح لي .. يقولك ما ينحاش الرجال الا لأنه هارب من بنت ولا هارب لبنت
تيام بلع ريقه قبل يردف بضحكة توتر : وش الثقه الي عندك كل شي بنات
رسن : ماعليك منها هذي فيوزاتها ضاربه دايم .. انقلعي يلا اشوفك العصر بشوف اشعار خلصت ولالا
تيام : ماراح تداوم اشعار تقول
رسن تنهدت بينما تذكار اردفت : اجل بجي من الحين عندها هذي واضح يبي لها قعده طويله
تيام باستغراب : ليه وش صاير؟
رسن : ولا شي .. يلا انتي تعالي انا محاضراتي تخلص الظهر اقعدي لين اجي ياويلك تمشين قبل ارجع
تذكار : اييه هذا وجهي ان طلعت من عندكم هذا اذا ما نمت عندكم بعد
تيام بتكشير : لا انتي يا السوسه لا تجين بتحشين راس امي علي وتذلفين
تذكار بعناد : اجل والله لا اجي على قلببببك
رسن بملل : يووه خلاص اذلفي يا ام لسان انتي
قفلت بوجهها وهي تضحك : والله ان تفرمني لأني قفلت بوجهها
تيام : احسن تستاهل ام لسان صدق
رسن ضيقت عيونها : اقول عاد لا تاخذ راحتك بزياده وتسبها ما ارضى عليها!
تيام رفع حاجب : اجل ترضين على اخوك ؟
رسن حضنته من جديد : لا والله حتى انت حبيب اختك ما ارضى عليك
تيام باس راسها بضحكه : اجل امشي يلا انا بوصلك وبفطرك واقهويك من برا وش قلتي؟
رسن بحماس : كفو اطلق اخو يلا باخذ عباتي واجيك
تيام وهو طالع : يلا ياويلك تتاخرين ترا لو تتاخرين بمشي عنك
لبست رسن وطلعت اول لغرفة اشعار ، فتحت الباب و شافت حال الغرفة و اشعار الي متكومه تحت فراشها وتنهدت بحزن على حال اختها
قربت من اختها وشالت عنها اللحاف وهي تجلسها
اشعار بانزعاج : وش تبين!
رسن قريت منها وهي تحضنها بهدوء : تراي احبك ولا يهون علي وضعك هذا
اشعار خنقتها العبره وهي تشد على اختها قبل تطلع منها شهقه : مو قادره يا رسن مو قادره ، انا انا حتى ما قدرت استوعب عشان اتخطى .. احسه كابوس ماهو شي حقيقي صاير
رسن زمت شفايفها : بتتخطين يا عين اختك .. بتمر الايام و تنسينه و تشيلينه من بالك لأنه ما يستاهلك ، بتعرفين قيمة نفسك و تعزينها عن عذابه
اشعار بشهقه: كل ما بتخطاه بتعثّر بأسمي لأنه كان يناديني يا اشعار بهاج ، كل ما مرت الايام بستوعب جرحه اكثر ويبقى عالق في بالي لأني بتذكر اني جيته بكل ما فيني من حب و جاني بكل مافيه من غدر والله ما انسى يا رسن ما انسى
-
بيت راجـح /
كان هباب بالصاله وهو ما زال شارد بتفاصيل أمس ، كلامها ما زال عالق في بـاله وكل ما ذكره يزيد لهيب صدره وولا هو قادر ينساه او يتجاوزه ابـد قهرته بالحيل !
نزلت تذكار وهي لابسه عبايتها : هباب بالله وصلني لبيت عمتي الهنوف السواق بالجامعه عند تباهي
هباب عقد حواجبه : وانتي وش يوديك بيت عمتي الهنوف في عز الضحى ! قري في ارضك
تذكار رفعت حاجب : توديني ولا اكلم ابوي؟
هباب تأفأف : امشي خلصيني فاقعين مرارتي كلكم
تذكار : اقول انت في بطنك علم من امس لا انت ولا تباهي وش وراكم !
هباب : وش دخلك ؟
تذكار كسرت : مالت عليك لكن هين مردي بعرف
قلب هباب عيونه بلا رد
تذكار وهي تحط رجل على رجل : مر مر دانكن باخذلي انا واشعار
هباب بنرفزه : خير ان شاءلله ؟ سواقك الخاص وانتي تامريني كذا وانا مدري تعدلي لا كف مانيب ماره
تذكار بسخريه : يمه يمه اخاف الحين يعني؟ ترا والله لا اكلم ابوي
هباب زفر : اللهم طولك ياروح.. قسم بالله انك عقوبه ردي حظ من انتي نصيبن له
تذكار طيرت عيونها : عشتو ! الا يا حظه و يا بخته تحصله تذكار بنت راجح عاد
هباب : اسكتي بالله لا تفقعين مرارتي اكثر
وقف عن دانكن وهو يطلب المشروبات
طلعت تذكار بطاقتها وناظرها بنص عين : رجعيها لا اكسر يدك بتحاسبين وانا معك !
تذكار : ياخوي والله ما عرفنا لك هو انت اجودي ولا جني
هباب اخذ الطلب وهو يعطيها ويلف الدركسون : امسكي وانتي ساكته بس
تذكار بتكشيره : سكتني واجد تراك !
هباب : قومك ثرثاره وش اسوي بك ما تعرفين تسكتين والله امنيتي تسكتين ثلاث ثواني ورا بعض بس ثلاث ثواني
تذكار : عاد مقدر الشكوى لله
وصلو لبيت الهنوف ودخلت تذكار وهي تتجه للصاله
الهنوف عقدت حواجبها : تذكار؟
تذكار نطت فوق الكنب وهي تحب راس عمتها : ارحبو ياعميمه .. والله يا اني لا انيس ولا ونيس في البيت وولا عندي دوام اليوم اوف وكلمت رسن قالت انتس انتي واشعار في البيت مريت المقهى المفضل للشعار وجبتلي انا وياها مشروبات وجيت.. الا وينها هي؟
الهنوف بتنهيده : فوق مدري وش صايبها
تذكار بقلبها "الا والله تدرين وزايدتن علتها"
ردت بسرعه : اجل بروحلها عن اذنك عميمه بس به احد؟
الهنوف بنفي : لا مافيه احد خذي راحتك كلهم بالدوامات
طلعت تذكار لفوق وهي تدندن
فتحت باب غرفة اشعار بدفاشه وهي تناظر حالتها : لا الواضح شغلنا طويل اليوم
نطت على سرير اشعار بصراخ : اشعار
اشعار فزت بخوف قبل تزفر من شافت تذكار
اشعار دفت تذكار : ووجع يا تذكار وجع هذي طريقه الواحد يدخل بها؟
تذكار ميات فمها : هذا وانتي مكتئبه لسانك وش طوله .. اقول بس قومي جايبه لنا من دانكن قهوه وكروسان
اشعار بتنفسيه: مالي نفس اذلفي عني وش جايبك الوقت هذا أصلًا ! من يجي احد الوقت ذا
تذكار دققت في وجهها و في دموعها الي بعيونها تنهدت وهي تردف : اوجعك ؟
اشعار مسحت دموعها بسرعه : لا ماصار شي أساسًا عشان يوجعني
تذكار : اشعار استوعبي الي صار خلاص!
اشعار بصراخ : ماراح استوعب لا ماراح استوعب هو ما يسوي فيني كذا مستحيل يسويها تذكار كيف اهون عليه ؟
تذكار بلعت ريقها وهي تسحب اشعار بحضنها وتمسح على شعرها : اشعار كلميه
اشعار بعدت عنها وهي تناظرها بعدم استيعاب : هاه ؟
تذكار طلعت جوالها : اخذت رقمه من جوال هباب امس .. كلميه ماراح تستوعبين الا بذي الطريقه .. اذا قالك لا فهو صادق اما اذا قال بفهمك تعرفين إنه فعلًا كذاب و لا مؤاخذه سحب عليك
اشعار بلعت ريقها : لا لا ما اقدر
تذكار : خايفه يكون صحيح ؟ مو تقولين انه مستحيل يفرط فيك ومستحيل تهونين عليه
اشعار انفجرت بالبكاء مره ثانيه وتذكار تنهدت وهي تتصل على رقم بهاج ،
مرت ثواني لين وصلها الرد وحطته بإذن اشعار على طول الي غمضت عيونها بقوه من سمعت صوته .. دق قلبها بعنف ما كانه كأن بنبضات مضطربه بالأمس من خيبته فيه ، سمعت صوت الرجال الي سرق النوم من عيونها .. الي كان يبهرها حتى لمن يتكلم بأشياء ما تعني لها شيء لكنها كانت تشوفها اهم شيء بهالكون لأنها تهمه .. انغرمت بعيونه وعشقتها أكثر حتى من قهوتها المفضله .. وجهه الي ببالها دائمًا اول ما تصحى من النوم و قبل تنام .. أنسابت كل ذكرياتها معاه من كانو اطفال يركضون بالطين الى لقائاتهم بالشباك من سمعت صوته الي بعثر كل خلايا جسدها
تذكار هزتها بعنف لأجل تتكلم مما خلاها تصحى من هاوية أفكارها ،
بلعت ريقها وهي تردف بخيبه : ليش ؟
فز بهاج وهو يوسع عيونه من سمع الصوت : اشعاري ؟
اشعار بصراخ وهو الي استفز شعورها : ماني اشعارك! ماني اشعارك من اللحظه الي قررت انك ما تكون فيها بهجي
بهاج بلع ريقه وقلبه يرقع .. خايف يصير الي بباله : ليه تقولين كذا؟
اشعار ببكاء : كنت أحسبك ضماد قلبي وحبي النقي واطهر من ظنوني ليه خيّبت الظنون الظاهره ورميتني بجرح يعلّم فيني ؟ مو ماكنت الا واحد من ظلوعك ليه تكسرني؟ انا كنت خايفة اجرحك بالغلط ليه جرحتني بكل هالتعمّد؟ ليه قلت لي احبك وانت ما تدل دروب المحبه لييييه؟
بهاج غمض عيونه بقوه وهو يحس بالكلمات تضرب في صدره ، ونبرتها الباكيـه تذبحه أكثر!
بهاج اردف بصوت مرتجف وهو يحاول يتماسك : ما زلتي واحد من ظلوعي وبوسط قلبي .. انتي الي قلبي جاك في ليلة شتاء ولحفتيه بدفا كفوفك ومشيت دروب المحبه ودليتها من هدب عيونك كيف اجرحك متعمد يا اشعار قلبي كيف؟ اللي ابيك تعرفينه ومتأكده منه اني ما كذبت بشعوري معاك وما بعمري كنت بهالصدّق الا معاك .. ماقدر اقولك الا اسف على هذا المصير المُر وانا كل اعتذارات الهوى لا سائت أحواله
اشعار رمشت بسرعه تتفادى دموعها وهي تردف بخيبه : ما نفيت ! ما نفيت يعني صحيح .. أي حب تتكلم عنه الله يخليك ؟ يا كبر خيبتي وانا كنت احسبني ما اهون وهنت .. وانا كنت احسبني بوسط القلب وانا بزواياه
بهاج ابتلع غصته بألم : تكفين لا تصيحين ولا انزل دموعك ولا ينضام قلبك حتى لو انا السبب
قاطعته اشعار بصراخ : لا تسوي فيها انك مهتم انا وانا اسمعك الحين احس بقرف من نفسي لاني صدقتك بيوم وخليتك تستغفلني وتلعب في قلبي وشعوري .. روح الله لا يسامحك على كل لحظه ضحكت فيها من فرط شعوري بالفرح وانا بجنبك وانت تشاركني الضحكه علي
قفلت الجوال وهي مو قادره تسمع اي شي أكثر قبل ترمي كل شيء حولها بقهر
فزت تذكار وهي تمسكها : اشعار خلاص هدي
اشعار بصراخ باكي : ماقال لا يا تذكار .. عجز انه يقول كلمه من حرفين عجز .. مصع قلبي وتلّه من محله قهرني يا تذكار قهرني
بهـاج/
بلع ريقه وهو يحط جواله بجيبه ويمشي بهدوء تام وسكون ، طلع من المحل و مشى و مشى و مشى لين وصل الخيمه
دخل وهو يجلس بهدوء قدام الضو .. وكأن العالم متوقّف فيه .. عاجز أنه يستوعب اي شيء أنقـال، ولا كأنه سمع عتاب اشعار وولا كأنه سمع دعائها وولا كأنه سمع شيء .. ما فيه شيء أبـد!
دخل سهاج باستغراب : بهيج انت هنا وانا احسبك في المحل لذلحين
مارد بهاج الي معلّق نظره على الضو وثابت بشكل مُخيف
زاد استغراب سهاج وهو يوقف بجنبه : ولد وش فيك اكلمك انا ؟
مارد بهاج وهو على حاله ، أقترب سهاج منه وبالغلط داس برجله على أصبع بهاج الي انفجر صراخ وبانت لمحة دموع بعيونه : ليش توجعني يا سهاج ليش ! ما تشوف وانت تمشي عشان تدوس على يدي
سهاج بتفاجئ ابتعد خطوتين : بسم الله وش جاك انت! منجدك بتبكي عشاني دعستك بالغلط والله انها ما توجع شف تعال دسني والله ما توجع
تهدّج صوت بهاج وهو يدفن وجهه بين يدينه ويعضها عشان يمنع صياحه
سحبه سهاج بسرعه بإنفعال : انت وش فيك صاحي ولا انهبلت! وش حالك هذا
بهاج بصراخ : لا ماني صاحي انهبلت اييييه انهبلت عساني للهبال الي يخليني اهج من كل شي واهاجر .. انا انا ما قدرت اقولها حتى اسف اقولها اسف على ايش وانا ما تعمدت أذيها ؟ .. ما قدرت اقولها شيء سمعت بكائها وعتابها وانا ساكت .. عساني للموت يوم اني نزلت دموعها وانضامت بسببي
ضرب على صدره بقهر : حرقوني في اغلى ما املك .. حرقوني في ابوي والحين حرقوني في حب حياتي الي كنت اشوف بها الدنيا .. ما بقو لي شي في هالدنيا الا سرقوه مني هم وش يبون مني يا سهاج وش يبون يومهم يأذوني بالشكل هذا؟ انا تعبت تعبت خلاص
سكت بهاج فجأه من الصداع القوي الي رجع يداهمه وهو يمسك راسه بقوه
حضنه سهاج بسرعه وهو موسع عيونه وخايف من انفجاره بهذا الشكل ومن كلامه وولا هو فاهم أي شيء
" تجين ؟
وماراح أتكلم ولا تتكلمين
أبي ألمّك بس
وروحي بعدها وأنا بروح
على الفراق مكملين ،
ولا أنا اسف ولا أنتي اسفه
الناس هم الآسفين ! "
-
المستشفـى/
كان جالس رباح على الكراسي قدام العنايه وهو ممسك بيدين ليالي بقوه
زفرت ليالي وهي تردف : فك يدي خلاص ماني بزر !
رباح بحده : الي يبي ينحاش بانصاص الليالي اكبر بزر بعد ! اص ولا كلمه ايدك ما بتفارق إيـدي!
كشرت ليالي وهي تتذكر لمن حاولت تهرب امس و هو كان جالس برا و قفطها ومن ذيك اللحظه وهو ملازم إيدها ،
صدت بنظرها عنه وهي تناظر امه الجالسه قدامهم وتناظرهم بشرود غريـب و تلقّت هالخبر بصمت تام ، خمنّت ليالي إنه بسبب حالة زوجها مُمكن ؟ تمنت يكون هو السبب صدق وولا يكون شيء ثاني
رجعت براسها على حافة الكرسي قبل تعدّل راسها مليون مره بإنزعاج من إنه غير مُريح أبـد !
تنهد رباح وهو يشوفها قبل يثبّت رأسها بيدينه ويسحبه على كتفه : خلاص ارقدي يا بزر اشغلتيني
-
إنتهـى.
"ان وجدت اخطاء املائيه اعذروني."
