Part: 54

17.2K 360 196
                                    

بيت صـالح/
المى وقفت بوسط المطبخ بتوتر ، تبغى تساعدهم بس مو عارفه وش تسوي
نوف ناظرتها بهدوء وابتسمت: المى حبيبتي روحي سلمي على المعازيم وصبي القهوه ماعليك من المطبخ انا والخدامات موجودين
دخل سهاج بعجله وهو يحط الدله: نوف جددي القهوه تكفين ابوي شوي ويصفقني بها صبيت لجدي وطلعت بارده
المى طلعت من المطبخ ووقفت عند السيب مستحيه ومتردده تدخل وهي ما تعرفهم ، كلهم اقارب ومعارف سهاج
سهاج انتبه لها وطلع وراها بهدوء: وش فيك؟
المى فزت: بسم الله انت ما طلعت!
سهاج رفع حاجب: وش فيك متعومسه ومتبهذله
المى تنهدت: نوف قد سلمت عليهم كلهم وتنتبه للمطبخ، وخالتي ماادري وينها .. كيف ادخل وانا ما اعرفهم !
سهاج سكت لثواني بتفكير بعدها ناظرها: شوفي اول ما تدخلين المجلس بتلاقين وحده تفتر تفتر مستحيل تقعد ، بتلاقينها بعد لابسه ذهب دولابها كله والوان فساتينها دايم شاطحه هذي عمتي نهى وتحب القرقه بعد ابد بس امسكيها وهي بتتكفل بالمهمه
المى ضحكت من وصفه ورفعت حاجب: منجدك انت!
سهاج اومئ: اي والله تحسبيني استهبل ولا انكت؟ هي كذا دايم شاطحه بملابسها وذهبها روحي عندها ولا عليتس خوف حتى الخدامات بتعرفك عليهم
المى فركت يدينها بتوتر ولا ردت عليه
قرب منها سهاج وهو يرفع راسها له، ناظرها لثواني قبل يردف بحيره: وش غيرك وصرتي تتوترين كذا؟ ماكنتي كذا من اول مره شفتك فيها، كانت الثقه تنبعث من عيونك وكأنك انتي الثقه بنفسها مو صفه فيك ! مابعمري قبل شفتك متوتره ومحد كان يهمك
المى بعدت يده عن وجهها بخفه وهي تردف بهدوء: لأني ماتوقعت ان مكانتك بتصير غير عندي لدرجة اني بلبس لبس مو لبسي، وبنزل لمكان انا مابيه عشانك .. مكانتك عندي توترني !
سهاج ناظرها بذهول وهي ما عطته حتى فرصه يتكلم ومشت بسرعه
لكن سهاج لف بذات سرعتها وهو يسحبها له، ناظرها بصدمه: وش تقصدين بكلامك؟
المى بتوتر حاولت تتملص منه: ما اقصد شيء كلام وطلع مني لا تركز عليه
سهاج شّد على يدها: شلون ما تبيني اركز عليه!
المى سحبت يدها منه: لا تعتبره شيء لاني ما اعتبره شيء كلام عابر وبس
مشت عنه وهو عض شفته بخيبه قبل يردف بهمس: وش كنت متوقع يعني ياسهاج!
نوف باستغراب طلعت: سهاج وينك من صبح وانا اناديك! الله يصلح قلبك القهوه بردت ورجعت احميها من جديد
سهاج فز: يوه نسيت منها اعذريني يا نوف جيتك
خذا منها الدله قبل تشّد عليها نوف وهي تناظره بهدوء: سالفة زواجك الي قلتها لأمي، مشت عليها بس صدقني انها ما مشت علي ابد
سهاج رفع حاجب: نعم؟
نوف ابتسمت: ترا واضح انكم تحبون بعض ، قول انك ماخذها عن حب وشوله التخبي .. ترا الحب ماهو حرام دام نهايته حلال
سهاج زفت براحه وهو يبتسم بسخريه: ايه صحيح.. عن حب ، اي حب الله يخليك لي بس هاتي الدله لا تصلون علي الفجر
نوف بفجعه: بسم الله عليك سهيج وش هالحكي ووجع
طلع سهاج بدون رد ودخل المشب الي مستقل عن البيت وقدامه فرشات زل ودايم يسوون فيه عزايم الرجال
بهاج باستغراب: وش فيك تاخرت! عمي عصب
سهاج بشرود: ولا شي بس طولو وهم يحرون القهوه
رباح قرب منهم وهو يسحب منه الدله: خلني اروح انا اصب للي داخل لان لو شافك عمي صالح صلى بك شرق
دخل رباح المشب وسهاج تنهد من قلب وهو يلّف بنظره على الرجال الي جالسين بالزل ، و الي يصبون لهم خالد واخوه الكبيره
سهاج عقد حواجبه: وش فيه خالد كنه ضايق؟
بهاج: تهاوش مع عمي لافي
سهاج بإستنكار: لا يكون على نفس الموضوع من جديد!
بهاج: وهو في غيره؟
سهاج هز راسه بيأس: ماهو صاحي والله يبي له الي يعقله
بهاج عدّل وقفته وهو يشوف لافي متجه لهم: وشكلهم حنا
لافي بضيق: اقدر اكلمكم شوي برا؟
سهاج: تبشر ياعم
طلعو وراه وعيون خالد تراقبهم وهو يشّد على الدله بعصبيه لدرجة أحرقت يده
اخو سهاج ناظر خالد بتفاجئ وهو يسحب الدله منه: ولد وش فيك يدك تورمت!
خالد عض شفته وهو يشّد على يده بعصبيه: مافيني شيء
اخو سهاج حط الدله: ادخل ادخل غسل يدينك بتوجعك
خالد ما رد عليه ودخل لجهة المغاسل ، فك الماء البارد على يده والي لسّعه بقوه لدرجة إنه شهق بخفه قبل يقفلها ومزاجه قافل .. ناظر حوله شوي وتنهد وهو ما يقدر يكمل مجامل لهذي الليله وطلع بسرعه من المكان وهو يتوجه لسيارته برا لكنه إستوقفه ابوه والعيال
لافي مسح على وجهه: انا مدري وش اسوي مع هالولد عاقبني هو والعود هذا .. قلت يلا ماعليه هوايات الشباب ماراح اتدخل وامنعه منه كهوايه وهو بيطخ من كيفه ، لكنه رجع على هالموال تكفون انتم اخوانه الكبار انصحوه عقلوه خل يبعد عن هذا الموضوع
خالد بعصبيه: ليش يعني انا مجنون يوم يعقلوني ولا جاهل شوري ماهو بيدي؟
بهاج وسع عيونه وهو يسحبه: ولد! وش هالحكي
سهاج بحده: ايه جاهل لو انك منتب جاهل كان عرفت وش حكم الصراخ على الابو يا بزر
خالد دف بهاج عنه وهو يتقدم لسهاج بعصبيه: سهاج مالك دخل لا تتدخل بهذا الموضوع
تقدم منه سهاج بحده وهو ينزل يده: الا لي دخل وبكسر خشمك بعد استح على وجهك واقف بيننا تصارخ على ابوك عشان موضوع تافه
بهاج تدخل بينهم وهو يدفهم عن بعض: بس بس خلاص لا تزيدون المشكله مشكله .. خويلد اذلف لنا كلام بعدين ، احشم ابوك الواقف على الاقل اذا منت حاشمنا
بعد عنهم خالد وهو يعض شفايفه بقهر .. ركب سيارته ومشى بسرعه جنونيه خلت سهاج يصرخ بغضب: لا تسوق بسرعه يا ورع
لافي تنهد بضيق: الظاهر اني غلطت يوم دخلتكم بالموضوع
سهاج بجديه ناظر لافي: لا ما غلطت ما سويت الا الصح .. ارقد وامن وادخل استانس مع العرب ولا عليك في موضوع خالد واعتبره ماصار دواه عندي وانا اعرف وشلون اتعامل معاه
لافي اومئ بصمت وهو يدخل من جديد والضيق ماخذ حيّز من وجهه
بهاج بتفاجئ نزل غترته وهو مازال يناظر مكان سيارة خالد الي اختفت: ماهو صاحي هالولد وش رجعه على ذا الموضوع!
سهاج بقلق: وين تعتقد بيروح؟
بهاج رفع كتوفه: مدري ، يمكن بيروح لنياف؟
سهاج نفى: ما ظنيت لانه يدري ان نياف بيخبز وجهه لا درى
لفو على صوت اخو سهاج الي يناديه
بهاج: امش ندخل لا خلص العشا شفنا وش الوضع
سهاج وهو يمشي: ووهاج وينه ؟ للحين ما رجع؟
بهاج طلع جواله: تصدق ذكرتني اكلم راسل اشوف عنه
سهاج: شفه وطمني
دخل سهاج وهو مازال متنرفز من خالد ويحاول يبتسم ويسلك مع العرب ، ورباح المربوش مع صالح الي كل شوي يهزأه ويعصب عليه ومتوتر من العشا ما حس فيهم ولا انتبه
بهاج عقد حواجبه باستغراب لمن ما حصل رد من راسل، رجع يتصل عليه ومازال مافيه رد .. اتصل على وهاج ولا يرد .. تلبّسه القلق وهو يرجع يتصل لين رد وهاج
تنهد بهاج براحه: ووجع روعتني وش فيك ما ترد!
وهاج بصوت تعبان: كانو يمرنون يدي
بهاج بقلق: وش فيه صوتك
وهاج ضحك بخفه: بهاج توني قايلك يمرنون ايدي
بهاج تنهد: طيب يلا انتبه على نفسك واذا بيجيك راسل ولا كلمني
وهاج بهدوء: بيجي
بهاج: زين يلا حافظك الله
قفل منه ودخل ورا سهاج
عند الحريـم/
وقفت المى عند المغاسل وهي ترتب شعرها بتوتر، ما استوعبت وجود سهاج بحياتها الى الآن عشان تستوعب كيف بدّت مشاعرها له تتغير!
وقفت بجنبها بنت وهي تردف بابتسامه: حرم سهاج؟
المى ناطرتها وهي تاخذ نظره سريعه عليها ، ما عليها لا ذهب ولا لون شاطح .. اجل مو هي نهى
المى اومئت بخفه: ايه
كانت بتقول اسمها لكن عجبها لقب حرم سهاج لذا سكتت
عقدت البنت حواجبها بمحاولة تذكر: لمى صح؟
المى بتصحيح: المى
اومئت البنت: كنا متحمسين انا والبنات نشوفك .. وينك تأخرتي؟
المى عقدت حواجبها من ميانة البنت وابتسمت بتسليك: ايه كنت بالمطبخ بجي الحين
البنت بحماس مسكتها: اجل امشي بدخلك معي للبنات مره متحمسين يشوفونك يبون يشوفون ذوق سهاج
المى وقفت باستغراب: ذوق سهاج؟!
البنت ضحكت: كلنا ندري انكم ماخذين بعض عن حب .. نوف معلمتنا
المى وسعت عيونها بصدمه: عن حب؟!
البنت ماردت عليها وهي تصوّت لوحده من البنات: هذي هي المى حرم سهاج
لفت البنت بسرعه: زين لقيتيها كنت رايحه ادورها عند نوف .. معليش اذا ارعبناك بس الفضول قاتلنا .. اول قصة حب تدخل عايلتنا
المى سكتت باستغراب وهي مستغربه موضوع الـ "عن حب" هذا الي يحكون عنه من اول ما شافوها
دخلت معاهم المقلط الي فيه البنات وقعدت بتوتر وهي ترد عليهم بكل رسمية وجمود ، ماهي من النوع الي يمون او يمزح أبدًا الا مع الاشخاص المميزين لها
تنهدت بثقل وهي تبي هالليلة تنتهي بأسرع وقت
دخل سهاج البيت بعد ما انتهى العشاء وهو يتجه للمجلس: طريق ياولد
ام سهاج: تعال يابوي كلن راح مافيه الا انا ونوف وحرمتك
دخل سهاج وهو يرتكي على الباب: غريبه عمتي نهى طلعت ، العاده ما تطلع الا اليوم الثاني
نوف بضحكه: انت وش فيك مستلمها دايم حرام عليك والله تهبل على نياتها
سهاج فرك جبهته من صداعه: اقول يا ام النيه زوجك يحتريك برا
نوف وقفت: غريبه ما اتصل علي
سهاج: يقول اتصل بس ما تردين
نوف: يوه ناسيته بالمطبخ ، انربشنا اليوم واجد الله يهدي ابوي دايم يربشنا بكل عزيمه
سهاج ابتسم بسخريه: بلاك ما شفتي الي طالني بس خليها على الله
طلعت نوف ولف على امه: والحلوه بتكمل السهره نسهر معاها ولا بتنام
ام سهاج وقفت: لا وش لي بالسهر بقوم انام واريح .. وانتي المى امي نامي وارتاحي اكيد اندوشتي مع البنات اليوم اعرفهم بناتنا قرقه
المى ابتسمت بمجامله: لا عادي انبسطت معاهم
طلعت ام سهاج وسهاج لّف على المى وهو يضيق عيونه عليها
المى بتوتر: وش فيك تناظرني
سهاج ناظر ساعته: تبين تنامين هنا ولا نرجع شقتنا
المى: تنامين؟ يعني ما بتكون موجود
سهاج نفى براسه: عندي موضوع طويل لازم احله
المى تأفأفت وهي توقف: يا كثر مواضيعك يا سهاج
سهاج ابتسم: وياحلو اسمي منك
المى ناظرتها بارتباك ولا ردت
سهاج: هاه وش قلتي
المى فركت يدينها ببعض: لا بنام هنا ماراح ارجع الشقه لحالي
سهاج اومئ: زين اجل امشي بوصلتس
المى: شدعوه ترا ادّل متجهزه اليوم فيها
سهاج: ادري بس ما بيتطمن قلبي الا لمن اشوفك دخلتي الغرفه وريحتي بعيوني
المى تنهدت وهي تردف بجديه: سهاج قول لأهلك ان الي صاير مو علاقة حب !
سهاج ناظرها بخرشه: هاه!
المى ببرود: الكلام الي يدور بينهم صاير يخليني اشمئز، انا وانت نعرف زين وش سبب هالزواج لذلك خليهم يوقفون يصجوني بعلاقة الحب الي مدري من وين جايبين سيرتها
سهاج سكت لثواني بذهول قبل يردف بسخريه: تشمئزين لأنهم ربطو اسمك بإسمي تحت الحب؟ والله يا المى؟
المى بلعت ريقها: مو عن كذا بس ...
قاطعها سهاج وهو يلّف عنها: فعلًا تدلين مكان الغرفه وتقدرين تروحين لها بنفسك
طلع من البيت بسرعه وهو يحس بالضيق من كلامها وتصرفاتها إتجاهه ، بينما المى تسمرّت بمكانها وهي تشد على يدينها
خذت نفس عميق قبل تردف لنفسها: الي سويتيه صح ، لا تسمحين لشيء يشتت مُرادك
راحت الغرفه وانسدحت بسرير سهاج وهي تجول بنظرها على ارجاء الغرفه ، كانت باللون الابيض الا جدار مصبوغ باللون البني الفاتح .. كانت رايقه وهاديه وكأنها تمثل شخصية سهاج صدق، ما فيها تفاصيل كثير ولا دوشه بسيطه لأبعد حد
وقفت بفضول وهي تفتح أدراج الكوميدينه .. فتشت فيها وكانت اغلبها فاضيه الا اخر درج كان فيه مُغلّف بني كبير ، استغربت وهي تفتحه
ارتفعت حواجبها بذهول وهي تشوف اول صورة كانت لـ سهاج بلبس الطيار وهو مبتسم بوسّع، السعادة تشّع من عيونه.. فتحت الصفحه الثانيه وهي تشوف ولد عمها بهاج بصوره مع سهاج وهم يستهبلون ضحكت لا إراديًا وفتحت الي بعدها والي بعدها .. كانت اغلبها صور لسهاج باللبس الخاص بـ الطيارين وكلها كان مبتسم وسعيد وصلت لأخر صورة واللي كانت لـ شخص هي ما تعرّفه أبدًا لكنه كان موجود باغلب صور سهاج
مسكتها باستغراب وهي تلّفها وكان مكتوب عليها
"حين آتاني خبر وفاتك، اختل توزان سقف الشقه الذي كان يجمعنا، وضاقت سِعة ساحة المطار الذي لطالما تشاركنا بها الأحادي والقهوه، بدّت الطائرة كلما أردت دخولها تنكمّش بي، رغم سعتهم جميعًا لكنهم ضاقوا بي ضيقٍ شديد وكأن روحي تُزهِق بهم..لذا إبتعدت، إبتعدت تمامًا عن أي مكان كان قد جمعني بك..حتى الملابس الذي ارتديتها يومًا برفقتك أبعدتها عني، ليس لأنني اكره ذكراك لكنها تجعلني أفيض دمعًا وأضيق شوقًا، أرتجف ذعرًا حين أتذكر وأدرك واقعة إنك لم تعّد بهذه الحياة"
بلعت ريقها وهي توسّع عيونها بحزن من الكلام ، رجعت الصوره على طول بيد مرتجفة وهي ترجع المُغلف مكانه ومازالت عيونها متسعه بصدمه
استندت على السرير وفضولها حول سهاج بدا يزداد اكثر واكثر
رجعت تفتح المغلف وهي تسحب اول صوره شافتها والي كانت لسهاج لحاله بزي الطيار وحطتها بشنطتها وهي تقفلها
بينما سهاج الي راح لسيارته وكان بيحرك لكنه شاف الكيس الي قدام وتذكر انه شاري مُغلفات قهوه سودا لـ المى .. شد بيدينه على المقود وهو معصب من نفسه لأنه يغرقها اهتمام بدون ما يحس بنفسه
تنهد ثواني وهو ما بين حيرة ينزله ولالا ، ما تحمل ونزل وهو ياخذ الكيس بيدينه
دخل غرفته وهو يرميه على السرير ويطلع بدون كلام
فزت المى من دخوله فجأة والشيء الي رماه عليها وطلع ، سحبت الكيس باستغراب قبل يرتسم الذهول على ملامحها وهي تشوف القهوه
همست لنفسها بابتسامه طلعت منها لا شعوريًا: مو طبيعي هالانسان!
-
شقة ربـاح/
نياف وسع عيونه بصدمه: شلون ماعاد شفتوه!
رباح بعصبيه ناظر بهاج: انا كنت معكم بنفس المكان شلون ما دريت عن شيء
بهاج تنهد: مالي صلاح ياخوي علمتكم فجأه نادانا عمي لافي وكلمنا عنه
نياف: وخالد وش رجعه على سيرة انه يبي يسحب ملفه من الجامعه ويشتغل بالعود
بهاج: انا الي جالطني انه على اخر ترم! خلاص مو باقي الا هالترم ويتخرج مدري وش صابه
رباح: خلاص خلوه انا اكلمه .. انت وسهاج يا سرّع ما يفور دمكم واخوك عاد حدث ولا حرج بيقوله انت صح ولازم ندعم خوينا باحلامه
نياف: بدعمهم اثنينهم بتريله
بهاج طقه: بسم الله على اخواني منك عرفت الحين ليش ماجا هنا
رباح تمغط بتعب: ياخي الله يصلحكم انتم كل ما اغيب ثواني ارجع الاقي الدنيا مقلوبه فوق تحت
نياف انسدح: اقول اسكت والله مافيه مثل مصيبتك الي خبصتنا فوق تحت
بهاج ناظر اشعارات من مساعد ووقف وهو يطلع يتصل عليه
ثواني وسمع رد مساعد: بهاج الحق .. كل الموظفين قدموا استقالاتهم ، من المغرب وانا احاول اوصّلك وانت ماترد!
بهاج وسع عيونه بصدمه: وشهو! تستهبل مساعد .. الرواتب واودعتها وش صاير ليش استقالوا !!
مساعد حك حواجبه بإرهاق: تعال المصنع نتفاهم الموضوع يبي له شرح
بهاج غمض عيونه وهو يزفر: لا اله الا الله على هاليوم، يالله جايك
طلع وهو يركب سيارة خاله راجح الثانيه الي عطاها اياه لين يستلم سيارته
وصل المصنع وهو ينزل ودخل ماكان فيه الا مساعد وهو واقف بوسط الكمية الهائله قدامه
بهاج رفع حواجبه بذهول: هذا ايش ! ليش للآن مازالت هنا
مساعد ناظره: لأنه رفضو الشركات المتعاقدة إستلامها، ومن درو الموظفين استلموا رواتبهم وقدمو استقالاتهم كلهم
بهاج زفر بغضب وهو يضرب الأرض برجله: وانا يعني لازم ما اعيش يوم كامل متهني !
بهاج سكت لثواني قبل يردف لمساعد ببرود: خلهم بمكانهم وقفل المصنع وقدم استقالتك معهم
لف بيمشي بس مسكه مساعد بسرعه بذهول: بهاج وش فيك وش قاعد تقول ! انت صاحي ؟ دايم وحنا نمر بمشاكل ونعديها لا تستسلم كذا ما عهدتك بهذا اليأس ابد
بهاج ضحك بسخريه وهو يمسح على وجهه: لاني ادري هالمشكله من وراها .. عشان كذا ادري زين انها ما بتعدي ، و تدري بعد ؟ ما بيدي اسوي لهم شيء لأنهم مجرد ما اخطي عندهم خطوه وحده بيسببون اي مصيبه اكبر
مساعد عقد حواجبه باستغراب: مافهمت عليك وش تقول مين ذول
بهاج نفى براسه: ولا شيء .. سو اللي قلت لك عليه مساعد ، ويومين وتتقفل الشركه كلها
مساعد بصدمه: بهاج انت صاحي بتهدم وتوقف شغلك كله ! الي اشتغلت وتعبت عليه كل هالسنين!
بهاج دخل يدينه بجيوب ثوبه من برد المصنع وهو يردف ببرود: ماعاد فيني حيل اقاوم خلهم يعيشوني حياتي مثل مايبون كلها فتره ويتخلصون مني
مساعد بخوف: بهاج سألتك بالله وش فيك؟ صايرلك شيء؟ متهاوش مع احد؟ وش صاير علمني والله لا اوقف معك
بهاج ابتسم بجمود: ما تقصر يا مساعد بس هذا الموضوع محد يقدر يساعدني فيه الا انا .. وان ما قدرت يكفيني اشوف اهلي بخير وانا متاكد انهم بيكونون بخير مع خوالي
طلع من المصنع وهو يمشي بشرود ، رجوله تلعب بالأرض بلا هدف ، البرد يلفح وجهه والمكان مظلم ومهيب بالليل لكنه ظل يمشي ولا يدري وين وجهته لكنه يمشي..
-
خـالد/
كان قاعد فوق كبوت سيارته وهو منسدح ببيت جده الفاضي دايم بهذا الوقت كون كل الي فيه نايمين وسوره واسع والنور طافي لذلك يحب دايم يقعد فيه اذا ضاقت فيه ويتأمل السماء
للحين وهو يفكر بالموضوع وباللي صار والي زاده ضيق انه اشتبك مع ابوه وسهاج ، معصب من نفسه وكثير انه رفع صوته على ابوه وكلمه بذيك الطريقه لكنه بعد معصب من ابوه لأنه مستحيل يفهم رغبته إنه يبغى يصير فنـان .. ما يهتم بالدراسة وكذا مره حاول يفصل لكنه يتحمل ويسكت عشان ابوه وامه لكنه خلاص طفح فيه الكيل ولا عاد يقدر يسكت اكثر
قاطع عليه صوت رسالة ورفع جواله وهو يشوف اذا احد من عيال الخيمه ولالا لكنه تفاجئ من شافها تذكار
فتح المحادثه وشاف مقطع صوتي استغرب وفتحه وسرعان ما ابتسم وهو يسمع عزفها
وتحته كاتبه "عشان تعرف اني ما اسوقها عليك وماخذه عودك الثمين عشان ابيعه بالحراج"
ضحك خالد من قلب على تعليقها وهو يكتب لا شعوريًا "ضحكتيني وانا بعز ضيقي ، لكن ما انلام افكر فيك كذا .. انتي شايفك منظرك وقت سرقتيه قدام عيوني؟"
تذكار عقدت حواجبها باستغراب "ليش ضايق؟"
خالد تنهد وهو يرجع يفكر بالموضوع "ولا شيء .. بس هواش بسيط"
تذكار بضحكه "شكله مثل فيديو شفيكم مجرد نقاش بسيط"
ضحك خالد من جديد وهو يكتب "تقدرين تقولين"
تذكار "امم طيب تقدر تقولي عادي.. ترا دايم يستشيروني بهذي الامور"
رسن الي كانت قاعده جنبها وسعت عيونها بذهول: يا كبرها عند ربي انتي دايم السبب الرئيسي بالهواش متى صرتي تفزعين ولا تحلين المشاكل
تذكار بانزعاج دفت رسن: ووجع رسين وجع لزقتي فيني اذلفي عني هناك الغرفه وش كبرها حبكت تجلسين عند راسي
رسن بعصبيه صفقتها على راسها: ابي اشوف اخرة الخبال الي في هالراس !
تذكار ناظرتها وهي تضيق عيونها عليها: رسن انتي وش مشكلتك ممكن افهم؟
رسن بانفعال: لاني ادري ان الي قاعد يصير غلط وان نهايته تجين تبكين وتنهارين مثل حال اشعار
تذكار بهدوء: رسن انا اكثر انسانه تعرفك ، واكثر انسانه تدري ان مشكلتك ماهي مع الحب مشكلتك الخوف من الاذى الي بيسببه الحب ولا ادري وش سبب هالخوف !
رسن طيرت عيونها: اعقبي وش تقصدين يا المروحه
تذكار بضحكه: انتي قلتي بلسانك.. انا ما قلت شيء
رسن دفتها: والله ماهي عليك الشرهه.. علي انا الي قاعده عندك ومقابله وجهك مالت عليك اشبعي اشبعي بالحب بس والله ثم والله لو جيتي تبكبكين عندي تفلت بعينك
طلعت من غرفة تذكار وهي تتجه لجناح عمتها الزين بينما تذكار رجعت تقرا رسالة خالد "قلت لأبوي اني بترك الدراسة واصير فنان عود، واعتقد الباقي واضح صح؟"
تذكار بذهول "يا جرأتك وانت تبي تصير فنان عود ورايح تعلم ابوك بعد! يعني ما ينلام وش متوقع ردة فعله بتكون؟"
خالد كشر "تذكار لا تصيرين انتي وياهم علي، انتي اكثر انسانه مفروض تفهم هذا الشيء لانك تشاركيني الشغف فيه!"
تذكار بجديه "ما ادعمك وأبدًا، بعقلك لمن كنت تفكر بهذا الشيء؟ اسألك بالله إيش بتستفيد من هذي الشغلة؟ يا رجل حتى ما توكّل عيش! بتعيش طول حياتك جايع تركض ورا فتات خبز؟ .. شغل الي بأطارد أحلامي وأحققها ماهو لنا ، لازم تفكر بعقلك وتحكمّه! هنا يا دراسة يا تجارة غيرها كلام فاضي ولا بيفيدك بشيء، ما أستفدت الا إنك زعلت أبوك منك وبس"
خالد ناظر كلامها بشرود وهو يردده بعقله ، وتنهد بثقـل، ما أقتنع ابـد لكنه يدري إنه صـح!
تذكار من شافته طوّل بالرد رجعت تكتب من جديد "أقل شيء كمّل دراستك أول وأنهيها بعدها فكر بهذي الشغلات"
رد خالد بعد ثواني "انا داري ان كلامك صحيح، بس القلب وما يهوى والا؟"
تذكار "مو ضروري دايم نمشي ورا رغباتنا وعشان كذا عندنا عقل، عشان نتحكم بأنفسنا ونميّز وش الي لازم نسويه ووش الي ما لازم نسويه"
خالد ابتسم بتعجّب "طلعتي حكيمه بعد"
تذكار ابتسمت بغرور "صح اني خبله شوي بس ترا بأوقات الأزمات افيد"
خالد تنهد وهو يرجع ينسدح بدون رد لكنه سمع رسالة تذكار من جديد وفتح عيونه وهو يقراها "الحين روح توض وصل الوتر وهد من نفسك بعدها روح اعتذر وتناقش مع الي زعلتهم، الموضوع بسيط جدًا"
ابتسم خالد بذهول "كيف قريتي الي في بالي!"
تذكار "الله العالم وش السبب"
نزل خالد وهو يركب سيارته وقرر يروح اول لبيتهم يصلي بغرفته بعدها يشوف ابوه
-
وهـاج/
كان منسدح بجنب راسل بمشب راجح وهو مازال يفكر بالي صار اليوم
راسل ناظره: انت وش سالفة هدوئك ذا! شكلهم عالجو مخك مو يدك
وهاج كشر: انطم عني حتى وانا ساكت ما سلمت منك
راسل عدل جلسته وهو يلّف عليه: لا والله صدق وش صايرلك
وهاج عدل جلسته وصار مقابل راسل: ياخي صار اليوم شيء غريب!
راسل عقد حواجبه: وشو
علمه وهاج بكل شيء وراسل وسع عيونه بذهول وهو يسمعه: تستهبل انت يمه وشلون طلعو مو نفس الشخص لا يكون جني!!!
وهاج بلع ريقه بقمطه: هيه ورع وش جنيه لا تخرشني
راسل: اجل وش تفسر الي صار !
وهاج: مدري بس ما اعتقد جني ياخي دايم اسمي عندها ولا يصيرلها شي
راسل بتفكير: يمكن جني مسلم
وهاج بغباء: طيب اذا هي جني مسلم ماهيب كاشفه
راسل: والله مدري بس غريب الي يصير طيب كلمها شف
وهاج: الحين؟ شايف الساعه انت
راسل : يارجال انا لو مكانك اول ما طلعت كلمتها معليش بتطمن على عمري وش دراني هذي الي كانت تعالجني وش تطلع
وهاج بتردد : لا مستحيل اكلمها الحين بعدين
راسل كش عليه : ما منك فايده
وهاج تمغط بيد ويده الثانيه ملفوفه : تكفى طيب قوم جب ماء ولا اي شيء ينوكل قسم بالله بموت جوع وجمايل شكلها نايمه
راسل : تستهبل بيت عمي راجح وش يدخلني واذا وحده من بناته قايمين
وهاج : شايف الساعه انت؟ محد قايم ادخل بس وقبل تدخل تحمحم تكفى قسم بالله اني تكه واموت جوع ويدي ملفوفه ما يمديني اقوم
راسل : بقوم عشاني جوعان زيك
قام راسل وهو يبي يدخل المطبخ من الباب الخارجي لكن استغرب وهو يشوف زول يمشي
راسل باستغراب وخوف: مين؟
رسن فزت بروعه وهي تعدل طرحتها: ووجع وانت ما تطلع الا لي انا وبكل وقت !
راسل ابتسم بروقان: ربي يحبني والله العظيم وش عندك هنيا بالليل
رسن كشرت : وانت وش عليك! كمل دربك وخلني بحالي
راسل بعجز : ياخي انا بفهم شيء واحد انتي ليه ما تدانيني ؟
رسن ببرود: قد سمعت بشيء اسمه المحبه والكره من الله ولالا
راسل: سمعت لكن انتي كرهك ماهو كره من الله وبس !
رسن رفعت حاجب: ياخي انت بزر .. تبي اتهجاها لك؟ يارجال انا اتخرج من الجامعه وانت باقي تدرس! شايف كم سنه بينا؟ أصلًا باقي مراهق كيف بتعرف الحب ولا بتدلّه، قاعد تتطمّش علي حب مراهقه وطيش ولا كبرت دبرت عني .. عارفة هالحركات زين فـ أقطع الشر يا ولد رابح وبعد عني قبل ما يصير تصرف ثاني صدق
راسل وسع عيونه بذهول: رسن منجدك انتي!
رسن بانزعاج: كبرك انا عشان العب عليك .. بعد عني وخلني ادخل
راسل بجديه: واذا اثبت لك اني جاد وابيك .. بتلينين ولا لا؟
رسن رفعت حاجب قبل تضحك بسخريه: وكيف بتسويها بالله !
راسل باصرار: انتي ماعليك من هالشيء .. عليك بالاجابه
رسن: بكل بساطه لا ما اظن يحتاج اعيد كلامي من جديد
راسل: ترا الحب ما يعرف لا صغير ولا كبير والرجال لا حب سواء هو صغير ولا كبير بيصون حبها ومدامه يبي البنت بيعطيها من عيونه افعال ويخليها بعيونه ويكسر ظن كل من شك به.. وانا يارسن بعطيك افعال وبكسر ظنك .. والايام بيننا وتثبت لك
دخل راسل المطبخ ورسن جمدت مكانها وهي تبلع ريقها من كلام راسل، شافت الجديه بعيونه وبحروفه لكنها نفت براسها وهي تردف: بلا حكي يا رسين لا تسمعين ولا تطيعين
دخلت بسرعه وهي تبي توقف وتقتل افكارها الي تغزيها قبل تردف لنفسها بتحلطم: كنتي بتروحين زي الشطار لجمايل وش قردك وخلاك تنزلين! اوف يا رسن اوف
دخلت غرفة تذكار وهي تنسدح على السرير بدون كلام
تذكار لفت عليها باستغراب: رسين وش فيك
رسن بصوت مكتوم: ولا شي فيني نوم
تذكار وقفت وهي تتجه لها وتسحب لحافها: بنت قومي كلميني ، واضح فيك شيء ترا !
رسن بتحلطم: يوه يا تذكار ما فيني شيء بعدي عني روحي كلميه وخليني انام
تذكار بضحكه: بنت لا يكون تغارين منه! بالله عليك
رسن كشت عليها: اغار على من من مين ! على شينة الحلايا ولا قليل الحلا مالت عليك وياه فوقك
تذكار: ايه لا دام طولتي لسانك معناته مافيك الا العافيه
-
اليوم الثـاني، بـ جناح هباب /
اقبال بعصبيه: انت ما تشوف رجلي يا عديم الانسانيه كيف تبينا نسافر! صاحي ولا مجنون
هباب ببرود: عادي يا حبيبتي انا اشيلك بعيوني
اقبال كشت عليه: وعوه اتكسر واتكرفس واموت ولا ادخل عيونك
هباب بحده: ترا لعبتك امس محد عارفها الا انا ، يا بزر .. يا مجنونه يا مختلّه تضرين نفسك عشان ما تحققين شيء أبيه ، وين العقل يا هانم ؟
اقبال بذات الحده: هذاك قلتها بنفسك اضر نفسي يعني انت مالك علاقه ولا لك دخل لو اذبح نفسي بعد
هباب ببرود وهو يطلع الشنط: لا ما عليك ماراح تذبحين نفسك .. بتطولين معي
اقبال عضت خدها من داخل بقهر وهي تلّف طرحتها بكره
وقف جنبها هباب وهو يمد يده: خلصي علي
اقبال دفته: مابي منك شيء اذلف لو فيك قلب ما خليتنا نسافر
مشت اقبال خطوه وصرخت بألم قبل تلّف عليه: تعال انت يا جدار امسكني
تنهد هباب وهو يجي جنبها: يا شين الهياط .. يارب إنك تصبرني هذا الي اقدر اقوله
طلعو من الجناح ووقفو قدام الدرج ، لّف عليها هباب: تقدرين؟
اقبال وسعت عيونها: انت شايف درجكم انت ولا مافيك عين !
هباب بعصبيه: بقص لسانك انا الي تطولينه علي سألناك سؤال جاوبي زي الناس تطولين هاللسان ليش ؟
قرّب منها وهو يشيلها بسرعه وخفه وهي شهقت بخفه وهي تضربه: ووجع نبهني طيب تشلني على غفله ليش
هباب اخذ نفس عميق وهو يردف لنفسه: ماعليه يا هباب ماعليه اعتبرها سفيهه ولا ترد
اقبال بنرفزه: ما السفيه غيرك يا سفيه
ام هباب ابتسمت وهي تشوفهم: يا هلا بمعاريسنا الحلوين
تذكار بطقطقه : عايشين حب ورومانسيات من الصباح عيب عيب احترموا الموجودين
هباب قلب عيونه: يا سخفك مو شايفتها متحروله
مزون: على وين العزم
هباب وهو يحط اقبال بالكنب ويجلس جنبها : والله يا جديده مسافرين شهر العسل
الزين بضحكه: ماشاءلله عليكم صاملين
هباب: اي بالله صاملين تخيلي اخلي التذاكر تروح؟ بالموت قدرت أخرها
اقبال بهمس: هيه جب لي من البسكوت
هباب بعناد: مانيب جايب خلي طوالة لسانك تنفعك وتقوم تمشي على رجولها تجيبه
اقبال بترجي: هباب تكفى عاد لا تصير نحيس وبعير جبه
هباب تنهد وهو يوقف وياخذ من البسكوت ، اخذ اكثر من حبه ورجع يجلس جنبها وهو يرميها بحضنها: امسكي دغي فيها لين تشبعين ماراح اقوم من جديد يا دبه
اقبال ابتسمت وهي تطلع لسانها: غصب عنك
لّف عليها بسرعه بيسحبها بس مسكتهم بقوه وهي تلّف عنه للجهه الثانيه ، سحب شعرها بقهر: قسم بالله ما اخليك جيبيها
اقبال سحبت كم ثوبه بقوه تبي تعّض يده
هباب دّف راسها: ووجع لا تعضين كلب انتي كلب
مزون بتفاجئ: بسم الله علامكم!
تباهي انفجرت ضحك: قسم بالله بزر مزوجينه بزر
دخل راجح وعلى طول دفو بعض واقبال تعدل شعرها وهباب يعدل ثوبه
راجح باستغراب من حركتهم السريعه: وش فيكم
هباب ابتسم بتوتر وهو يوقف: ولا شيء يبه
اقبال سحبته بهمس: قومني
راجح بحلفان: والله ما تقومين يا اقبال وهذاني حلفت استريحي يا بنتي ما تشوفين شر
قرب منها وهو يدنق عليها يحب راسها واقبال ردت عليه بخجل وهي تحب خشمه
هباب سلم على راس ابوه ورجع يجلّس وهو يهمس لاقبال: سبحان من يغيّر الأحوال!
راجح باستغراب: على وين
هباب: بنسافر
راجح باستغراب اكبر: تسافرون واقبال رجلها متوجعه
هباب: عادي انا معاها .. بالعكس تغير نفسيتها شوي عن التعب وبعدين عروسه لازم ما نهضم حقها ونحرمها من شهر العسل ولا وش قولك يا ابو هباب
راجح ابتسم بفخر: بعدي ايه هذا ولدي الي اعرفه مب سوالف الخرابيط الي قبل روحو واستانسو وان نقصكم شي لا يردكم الا لسانكم
اقبال وسعت عيونها بصدمه وهي تهمس: يقلع ام الكذب والنفاق الي فيك
هباب ابتسم بهمس: انطمي لا احرول رجلك الثانيه وينقلونك للطياره يعالجونك مب سياحه
-
بـرا/
وهاج بصدمه: اما عاد بتسجل بالعسكريه! وش طاري عليك
راسل وهو يبحث في جواله: ابي اتوظف بسرعه
وهاج: وش معجلّك على الوظيفه تركد يا ولد توك بزر والدنيا قدامك
راسل بنرفزه: لا تقول بزر لا ادفنك هنا
وهاج بتفاجئ: بسم الله وش فيك انت نفسيه اليوم
رابح جلّس جنب ولده وهو ينكش شعره: اي والله ماش نفسية الشيخ اليوم مُش ولا بد
راسل ابتسم بتسليك: مافيني شيء بس نومي تبن
مهنا: احسن جعله من ردي لاردى.. اجل ماسككم امس ثلاث الفجر تبلعون خبايصن مدري وشهي جعل ربي يديم النعمه
وهاج: شنسوي يا جدي بعد الجوع كافر
رابح ناظر يد وهاج: ياعزتي عنك يا هالولد وش في يدك بعد اجعتك من جديد؟
وهاج اومئ: امس ما عاد قدرت اتحمل المها وفزع بي الشيخ ولدك المستشفى
راسل : عاد تخيلو الدكتوره الي تعالجه طلعت..
قاطعه وهاج وهو يصفقه على راسه وعيونه متوسعه بهمس: ووجع انت صاحي ولا خبل يا النكبببه!
مهنا رفع راسه باستغراب: وش دكتورته وش السالفه
وهاج ابتسم بتوتر: ولا شيء ياجدي بس بدلوها امس
رابح رفع حاجب بهمس: وش وراك انت وياه
وهاج : ولا شيء شدعوه يا خال ما تصدقني الا وين خالي رائد
مهنا ناظر ساعته: شكلهم لذلحين رقود دق عليه خل يجون ياكلون من النعمه ويعتاشون بدخل اكلم اختك بموضوع
وهاج طلع جواله: ابشر
-
جمـايل/
وسعت عيونها بصدمه وهي تناظر جدها: تيـام!
مهنا اومئ: ايه تيام ولد خالتك الهنوف ماغيره
جمايل سكتت بذهول ولا قدرت ترد، رجعت ذاكرتها لمواقفها معاه، نظراته وكلامه لها..عرفت الحين تفسرهـا!
مهنا: وش قولك يا بنتي .. ولا تبين فتره تفكرين فيها؟ لأنه يبي يحط عرسه مع عرس اخته
جمايل حطت يدها على راسها: وشهو! يعني الأسبوع الجـاي!! مستحيل
مهنا بهدوء: وش الي مرددك بذا الموضوع
جمايل بتردد وهي تفرك يدينها: مدري
مهنا بجديه مسح على شعرها: جمايل .. انا ابوك قبل اكون جدك ، لا تستحين وعلميني بكل شيء
جمايل ابتسمت: جعل ربي ما يخليني منك ، يعني ما ادري كيف اشرح لك بس ما احس اننا نناسب بعض .. هو هواه غير هواي ، دايم بالبحر والمقاهي والشرقيه .. وانا غرام قلبي الديره والقهوه السعوديه والبر .. ما نتوافق بولا شيء ، كيف بتكون حياتنا؟
مهنا ابتسم: ووش حلاة الدنيا بدون الاختلافات؟ .. يوم بالبر ويوم بالبحر .. ساعه بقهوتك وساعه بقهوته واسبوع بالديره واسبوع بالشرقيه، بتحبين الشرقيه وبيحب الديره من جديد ، بتحبين قهوته وتستطعمينها حتى وهو مو موجود وبتهوين البحر وتعشقين موجه منه ، انا ما اكلمك من فراغ يا جمايل اكلمك لاني شايف تيام الرجال المناسب لك شايف حبه لك ولهفته عليك واما الاخلاق والدين ما يختلف عليها اثنين بسم الله على قلبه مسمي مصلي وخلوق
جمايل بحيره: مدري يا جدي طيب العرس مره قريب !
مهنا بجديه: ووشوله التأخير ! خير البر عاجله يا بنيتي .. فرتين في السوق وتخلصون كل شيء
جمايل: وكيف بتأقلم على حياتي الجديده واقنع عقلي اني بدخل حياة جديدة بهذي الفتره
مهنا: عقلك اقتنع من هالحين
جمايل ابتسمت: كل شيء عندك له رد! طيب امي وبهاج يدرون؟
مهنا اومئ: معلمهم .. موافقين ومستانسين بعد
جمايل ابتسمت بخجل: اجل مالي بعد كلامك كلام
مهنا انشرح صدره وهو يحب راسها بحب: والله وكبرتي يا جمايل .. كبرتي يا ام الجديلتين وبشوفك عروس .. والله ياكبر راحتي في هذي اللحظة وانا ادري اني عطيتك للي يستاهلك وبيصونك
ابتسمت جمايل بتأثر وعيونها تدمع ، طاحت من دخلت امها عليها بابتسامه كبيره وهي تضم بنتها: واي يا الدموع على طول جاهزه يا جمول
جمايل: طلعتي تتسمعين علينا يمه
الزين ضربتها بخفه: اعقبي تقولين هالحكا لأمك!
جمايل ما ردت وهي استكنت بحضن أمها، أبتسمت الزين بعمق وهي تتنهد: يا كبر راحتي يا جمايل يا كبرها ، والله ما تلاقين اطيب وانظف من قلب تيام .. وانتي تعرفينه احّن واهدى واحد بهالعايله
جمايل بخوف: خايفه يمه
الزين بجديه لفت على جمايل: افا! يتلبسك الخوف وانتي بنت خلف واخت بهاج؟ .. لا يدخل الخوف قلبك ولا تخلين له محـل.. بتتزوجين وتروحين لنصيبك وهذا حال الدنيا وما خذيتي من الرجال الا خيرتهم وشوله الخوف والدلع يا امي
جمايل تنهدت بدون رد وسرحت شوي قبل تفز: يمه تأخرت على دوامي!!!! اول يوم وتأخرت
الزين مسكت راسها: الحين بتعرسين وحالتك حاله وتفكرين بشغلك!
جمايل وقفت بسرعه وتوتر: يممممه لازم ادبر احد يوصلني وش البس اوف الله يهدي جدي ما لقى يكلمني الا الحين!
بهاج دخل عليهم وهو يبتسم بجمود مرتسم على ملامح وجهه من امس: اشوف فيه ناس بيعرسون
جمايل ابتسمت بخفه وهي تمسح وجهها من اثار الدموع
بهاج بتفاجئ: اوله اوله لا باكيه!
الزين مسحت على شعرها بخفه: دلع بنات
بهاج ابتسم وهو يحضنها: جعله الف مبروك يا حبيبة قلبي .. تيام يستاهلك وانتي تستاهلينه
جمايل ناظرت امها بتحلطم: يمه يعني مافيه امل يغيرون موعد العرس ابد؟
الزين تنهدت: تدرين انتي عرس اشعار الاسبوع الجاي وبيحطونه معه مافيه امل
بهاج تلاشت ابتسامة وجهه وهو يناظر جمايل: عرسك متى!
جمايل بعفويه: الاسبوع الجاي مع عرس اشعار
بهاج شّد على يده بقوه، رفع راسه وهو يبتسم ابتسامه صفراء: الله يوفقك يا عيون اخوك
باس راسها قبل يطلع وهو يبلع ريقه، بيحضر عرسها غصـب! كان ناوي يتهرب ويتحجج بأي شيء، كيف بيتهرب ولا بيتحجج وهو بيصير عرس أخته؟ .. بيلعب بعرسها ويرفع السيف .. بيرقص على فرح غيره فيها!
غمض عيونه بقوه وهو يتنهد بحرّه: والله مالك نفاذ من العذاب يا بهاج .. مالك!
صحى من سرحانه على اتصال رباح، رد بهدوء: هلا
رباح بسرعه: بهيج اعجل.. خالد وسهاج تذابحو عجزنا فيهم انا ونياف
بهاج وسع عيونه: وش صاير!! ليش وش فيهم
رباح: تعال بسرعه مدري وش لعنتهم
بهاج ركض لبرا: يلا جايكم جايكم
-
مكان جديد أول مرة نزوره/
ذهب ناظرت بصورة ولدها وهي تتأمله، كان صغير بـ اوائل سنين عمره، كل يوم وهي تتأملها و تتخيل هو الحين كيف شكله؟ وين يشتغل؟ وش كان يدرس ؟ وش شخصيته؟ كيف عايش حياته؟ تعبان حزين قلقان جوعان ولا سعيد ومرتاح؟
تنهدت بهّم وهي تحضن الصورة لها بقوة وتهمس بوجع: آه يا نياف آه
دخلت عليها بنت قبل تردف بضيق: عمتي.. لين متى وانتي على هذي الحالة؟
ذهب بدموع: لين أشوفه قدام عيوني والمه ، ما تعرفين فقد الضنا يا شيما والله لا يذوقك اياه
شيما حضنت ذهب: الله يرده ويقر عيونك بشوفته .. عمي عبدالرحمن معصب من تأخرك
ذهب مسحت دموعها بعصبيه: ياكل تبن ال*** ماراح انزل
شيما ضحكت بتفاجئ: فجرتيها يا عميمه.. امشي امشي قبل يفصل علينا تكفين مالي خلقه والله
ذهب تنهدت وهي تمسح على شعرها: خلاص انزلي وقولي بالحمام ، شوي وانزل
اومئت شيما وهي تنزل تحت وذهب تنهدت بحرّه وهي تتجه للحمام
-
جمايـل/
إنتهى بها الحال تروح مع المى الي كانت تكلمها واصرّت إنها تروح معاها،
جمايل بشك: انتي وراك شيء ! المى اعترفي وريحيني وارتاحي
المى وهي تراقب الطريق: ممكن تكرميني بسكاتك شوي؟ ما فيه حمار بيصدّق سالفة طريقة التوظيف ذي غيرك
جمايل بعصبيه: خير وش تقصدين! تراي بالموت حصلتها اسكتي عني وخليني بحالي انا حماره عندك شيء؟
المى ببرود: مو جايبه شيء جديد
جمايل: انتي جايه تغثيني وتنكدين علي انا داريه مدري وش جابك يا النشبه
المى سكتت وهي تحاول تذكّر طريق العيادة النفسية حقت صديق الوافي، تحاول تذكّر هي نفسها ولا لا ! لكن ذاكرتها ما أسعفتها أبدًا
وقف السواق قدام العيادة وجت بتنزل جمايل على طول لكن سحبتها المى بعصبيه: انتي تبين تذبحيني! تدخلين على طول وانتي ما تدرين المكان إيش
جمايل بطفش دفتها: يعني وش بيكون يا حظي ! مب شايفه قدامك ولا حولا .. عيادة بأشتغل فيها بعدي بس يا كونان
نزلت جمايل والمى تنهدت وهي تنزل وراها وتحاول تلاحق خطوات جمايل: وجع وقفي لي
جمايل: احد قالك تلبسين كعب .. لو افلق به راس كومار مات
قلبت المى عيونها بلا رد قبل تعقد حواجبها: العيادة ليش فاضيـة!
جمايل بعدم تدقيق: مدري يمكن لانه صبح ما بعد احد يجي
كان حماس جمايل طاغـي على شعورها ، ما هي مصدقة إن حلم سنينها تحقق
المى زفرت: الله يستر والله ماني مرتاحه
دخلو العيادة وكانت فعلًا فاضية، فاضية بمعنى الكلمة .. حتى موظف إستقبال و عاملين ، موظفين ما فيه أي كائن
جمايل بتفاجئ: ليش ما فيه احد
المى غمضت عيونها بعصبيه: قلت لك ماني مرتاحه، هذي عيادة صديق الكلب ابو قذله امشي امشي بسرعه وربي ان قلبي ناغزني من اول
سحبت جمايل معها الي ما بعد استوعبت شيء وفاتحه عيونها بذهول
المى وسعت عيونها وهي تحاول تدّف الباب: الباب مقفـل!!!!!
جمايل شهقت بخوف: يمه وش مقفل! وش تخربطين انتي كيف بنطلع وش قاعد يصير
المى بعصبيه : اسكتي كله من تحت راسك
جمايل بعصبيه اكبر: وانتي ي فالحه ليه ما قلتي من اول الطريق انها عيادة الزفت صديق الزفت!
المى بتوتر: ما كنت متأكده تمامًا ولا ادري وش بنيتهم ووش يبون يسوون اسمعي مو وقت العصبيه ماراح تفيدنا بشيء، خلينا نحاول نلاقي مخرج
جمايل بتوتر مماثل: المى فيه صوت من الدور الثاني، تسمعينه؟
المى بهمس سحبت جمايل جهتها: سامعته اسكتي اششش ولا كلمه امشي بسرعه الحمامات نقفل علينا
جمايل عظامها تصبصب من الرعب ولا هي قادره حتى تمشي زين بعكس المى الي فصخت كعبها على طول ، مسكت فرده وحطت الثانيه بيد جمايل وهي تردف بجديه وهمس: اذا لا سمح الله احد تعرّض لنا افلقيه على راسه بالكعب فاهمه؟
جمايل بخوف: يا حبيبي يعني فيه احد بيتعرض لنا؟
المى سحبت جمايل وراها بركض وهي تتجه للحمامات الي تدلّها زين: اجل وش عبالك مقفلين البيبان ومرتزين فوق ينتظرونا ليش!
دخلو الحمامات وهم يقفلون الباب
-
إنتهـى.
"ان وجدت اخطاء املائية اعذروني."

وانا بهّج ليلي من الاشعار مطفي Where stories live. Discover now