البارت العشرين

Start from the beginning
                                    

❈-❈-❈
على الطاولة التي تجلس بها زينب، بدأت ناهد تتأكل من الغضب فتحدثت
-يعني إيه يرقص مع أرملة أخوه مش المفروض يرقص مع نور...تهكمت فريال قائلة:
-متتعصبيش قوي كدا ياناهد، بدل راكان قال هيرقص معاها فهيرقص معاها مهما تعملي
كانت النيران تتأكل بداخلها، فتحركت إلى نورسين التي تقف بجوار توفيق وأسعد
ابتسمت زينب بتهكم، فوقع نظرها على توفيق الذي يقف مع نورسين ويحاوط كتفها وضحكاته تعلو بالأرجاء
اتجهت بنظرها لأبنها الذي كان يحاوط ليلى والسعادة تشق ثغره، متناسيا مايحاوطه وكأن لا يوجد بالمكان سواهما، فهمست بداخلها
-ياترى بتحاول تعمل ايه ياراكان، يارب يابني متكونش بترتب لحاجة تقضي عليك
عند نورسين وتوفيق ...وصلت ناهد والغضب يتملك منها تبحث عن زوجها، لمح توفيق الغضب بعيناها
-مالك مدام ناهد فيه حاجة؟!
ابتسمت تنظر حولها وهي تتحدث من بين أسنانها
-مش عارف فيه إيه، بص لساحة الرقص وانت تعرف ياتوفيق باشا
اتجه بنظره إلى راكان، فاطلق ضحكة وتحدث
-زعلانة عشان بيرقص مع البت دي، لا ياناهد تبقي هبلة، دا مفيش عدوة على وش الأرض لراكان قد البت دي
أشارت نورسين لمامتها وتحدثت:
-قولها ياجدو، ماما مكنتش موافقة بتقولي إزاي يكون متجوز، وتتجوزيه
راقب توفيق راكان ومازال يضحك قائلا
-متخافيش من البت دي، متستهلش انها تزعل ناهد هانم، دي آخرها يوم ماتغلب ليلة مع حفيدي، ثم رفع نظره لنورسين
-وطبعا البركة في الجميل بتاعنا مسيطر على الكل
قبلت نورسين خد والدتها:
-اتفرجي وشوفي يامامي، إزاي بنتك هتغلب بت زي دي
تحركت نورسين متجهة إليهما
عند زينب..زفرت بغضب من كلمات يونس
-انت يابني ليه مش مصدق، والله عرف كل حاجة يعني مهما تعمل ولا حاجة
نصب عوده ووقف :
اقفي واتفرجي يازوزو هو انتِ معاكي أي حد برضو، دا أنا الدكتور يونس البنداري، صمتت للحظات ثم قهقهت عليه :
-حبيتك خلاص يادكتور..رفع حاجبه بسخرية واتجه بنظره إلى سيلين التي تقف بجوار أسما قائلا :
-وانتِ تحبيني ليه، حد قالك هموت قريب، أنا عايز بنتك اللي تنضرب وواقفة بعيد عني...قهقهت زينب عليه قائلة
-طب إلحق نورسين رايحة عليهم ...غمز بطرف عينيه قائلا
-متنسيش يازوزو يبقى تزروني في المستشفى أنا بقع من اول قلم

عند راكان كانت نظراته تحتضنها كذراعيه الذي يحاوطها، حاول أستجماع نفسه والتمسك بالسيطرة على نفسه 
فشدد من إحتضانها رفعت يديها حول عنقه تتحرك معه على أنغام الموسيقى، اتجه بأنظاره للجميع فرأى معظم العيون عليهما، دنى يهمس لها
-شايفك بترقصي حلو أهو، اومال تؤ تؤ دي كانت ليه من الأول، رفعت حاجبها وتحدثت
-ماهو مكنش ينفع أخطف الأجواء من العروسة، ينفع برضو تفتتح رقصة الحفلة مع المستعملة، طيب كنت سبيها للعروسة
اطلق ضحكة رجولية وهو ينظر لليلها الدامس
-أصلك صعبتي عليا مينفعش أسيبك نار الغيرة تاكلك، وتتعبي ومتعرفيش تسهري بأمير
ضحكت بصوتها الأنثوي الناعم فشددت من عناقه ودنت تقترب منه ناظرة لشمسه مباشرة وهمست له
-غلطان ياراكي بص حواليك ياحبيبي وشوف الكل يتمنى يرقص معايا، بس حضرتك طلعت نار زي التنين، ضغط على خصرها بقوة حتى آلامها،
-كنتِ عايزة ترقصي معهم يامحترمة، أتت للتتحدث قاطعتهم نورسين تنظر إليه بغضب، ممكن أعرف حضرتك هتفضالي إمتى، قطع كلامهم يونس
-مدام ليلى تعالي معايا سيبي العرسان وتعالي
قاله..توقف ثم اتجه إلى يونس يرمقه بنظرة نارية وتحدث قائلا :
-كنت بتقول إيه يايونس..قالها ونيران عيناه تشتعل ..تحرك يونس إلى نورسين وتحدث
-كنت بقول لنورسين عايزك في موضوع مهم كانت جاتلي العيادة من كام يوم..قاطعته نورسين وهي تتحرك معه بعيدا قائلة:
-ايوة ايوة يادكتور تعالى
كور على قبضته وهو ينظر لتحركهما ثم اتجه للتي تقف تنظر إليه بصمت، جذبها متجهًا لوالدته
-تقعدي جنب ماما وإياكِ تتحركي من مكانك لحد مالحفلة تخلص
نزعت يديها غاضبة
-إنت متقولش أعمل إيه، ولا ليك دعوة بيا سمعتني، أنا هنا مع ماما زينب، قالتها متحركة
 
بعد قليل كان يقف بجوار نورسين وعيناه على تلك التي تجلس بجوار والدته تتفحص هاتفها وكأنها لم تفعل شيئا، قاطع شروده بها أحد الأشخاص
-اذيك ياراكان !! نظر إليه راكان صامتا، فتحدث الرجل قائلا-إيه مش فاكرني
ضيق عيناه ثم نظر إلى نورسين قائلا
-آسف مش واخد بالي...أشار على يونس الذي يواليه بظهره قائلا
-أنا إيهاب زميل يونس ياعم افتكر، ابتسم له بتصنع قائلا
-أهلا دكتور إيهاب، آسف..مدت نورسين يديها
-أهلا إيهاب افتكرتك.. أومأ برأسه دون حديث فاستدار يشير إلى ليلى متسائلا
-دي ارملة سليم مش كدا..كور قبضته حتى ابيضت، وظل يرمقه بهدوء، فتحدث من بين أسنانه قائلا
-مالها؟! تعرفها منين..هز رأسه رافضًا حديثه، ثم اقترب قائلا
-كنت عايز اتواصل مع باباها، شكلها ماارتبطش من بعد سليم فقولت يعني، لم يكمل حديثه
فسحبه بعنف للخارج، توقفت نورسين تنظر إليه بغضب:
-راكان رايح فين اتجننت هنلبس الدبل أهو
لم يستمع إليها وتحرك للخارج، فلقد ثارت جيوش غضبه وإشعال نيران صدره وكأن أحدهم سكب بنزينا بصدره ليتقد إشعاله، وهو يتخيل ذاك الرجل يأكلها بعينيه

عازف بنيران قلبي Where stories live. Discover now