𝐍𝐀𝐑𝐂𝐈𝐒𝐒𝐔𝐒³⁷

ابدأ من البداية
                                    

" هم ُمشتاقِين لكِ و يفتقدُونكَ كثيرًا ، يجب علينا الذهِاب "

" إذهَب أنتَ ! ، أين كانُوا طُوَال تلك السنوَات التي احتَبستنِي فِيها ؟ "

تعَالت نبرةُ صوتُها فَصَدرها الذي كان يمتلِيء بِفراشاتٍ و بِداخلهُ نسِيم بارِد أصبَح يحترِق و باتَت تلك الفراشَات رَمادًا ..

" لقد كانُوا دائمًا يسألُون عنكَ و أنا مَن كُنت أُطمئِنهم عنكِ "

ارتفَع ذلك الحرِيق لِعسليتَاها بعد عِبارتهُ و تمرَّدت إحدىٰ دَمعَاتها ، هذا أسوَء بِكثير ، لقد كان زَوجها ضِدها و عائِلتُها اكتفَت بِرد زوجَها الكاذَب عليهِم فقط !..

هذا يُصيبُها بِالمرَض !..

" لن أستطِيع الذهَاب "

إنخفضَت نبرُتها لِلهمسِ و تمنَّت داخِلها ان تستطِيع مُغادِرة هذا المكان الذي لا تشعُر فيه بِالإرتيَاح كما تُغادر تلك المشاعِر الحُلوة دواخِلها ..

" بلىٰ ، سَنذهب .. رُبما يُصلحُون كل شيءٍ معكِ "

" أخبرتكِ بِعدم رَغبتي ، لا أُريد !! "

" سَنذهب يا رُوينَا "

صوتهُ كان كأنمَا يُلقى أمرًا لِتبتلِع رُوينَا و تتذَكر التسجِيل ، أومَئت لهُ و قرَّرت الصمتُ علىٰ التمادِي لِلحد الذي يُمكنها أن يُهددهَا به ..

زفرَت بِقوةٍ و توقفَت عن الأكل ، سَئمَت هي مِن ذلك الشعُور العدمِي لِما حولها ، سَئمَت مِن الشعُور بِالقلِق و الخوفُ بِمُنتصَف مُتعةِ اللحَظة ..

. . . . . . .

" يا إلهي .. رُوينَا تعرَّضت لكُل هذا ؟ "

حيث أريَّام تجلِس علىٰ كُرسي في مطبِخ المُحامي ، تتناوَل رقائِق من البطَاطِس و استمَعت إلىٰ قِصة رُوينَا كاملةً منهُ ، الأمر كان يفوق توقعات الجميع و هي الآن في ذات الصدمة التي وقع بها المحامي قبل ايامٍ ..

لقد قرَرُوا صُنع كَعكةٌ و مِن المُفترض أن أريَّام تُساعد جِين لكِن ها هي تجلِس و هو مَن يصنعُها بِمُفرده لِأجل صغيرتهُ ..

" نعَم .. أنا كذلِك لم اتوَقع ، لقد انتقَم منها القدرُ بِشكلٍ عنيفٍ جدًا "

تحدَّث و بِداخلهِ شعَر بِالحُزن لِأجلِها ، لقد أرَاد الانتقَام لكِن ليس بِهذا الشكلُ ، ليسَ أن تتعرَّض لِلإعتدَاءات من زَوجُها، حبسُهُ لها و تفقِد ابنُها الصغِير ، ما خطيئةُ ذلك الجنِين ؟..

نَـرسِيس | 𝐉𝐈𝐍حيث تعيش القصص. اكتشف الآن