البارت السابع عشر

Comenzar desde el principio
                                    

تحرك سريعا قبل أن يراه احدًا، ظل يتحرك بسرعة جنونية ورغم خطواته السريعة إلا أنها متعثرة، لم يعلم أين يسير واين يتجه، طابق فوق الأخر حتى وصل إلى سطح المشفى، وهو لم يشعر بكم الطوابق التي صعدها
كتم صرخة مهتاجة بآلامه شقت صدره، هو يملس على صدره حينما شعر بكم آلامه
وقف بانفاسا متسارعة كمتسابق لمارثون  من الكيلومترات، دمعة خائنة انزلقت بجوار جفنيه بعدما حاول السيطرة على نفسه بالا يضعف مرة آخرى، ولكن شعوره بضعف قلبه وانهياره جعله يشعر بضعف الدنيا أمامه
سقط كمن تلقى ضربة موجعة اخترقت صميم قلبه حتى شعر بتوقف نبضه
آآآهة صرخة خرجت من أعماق روحه قائلا لنفسه بعتاب من قلبه الذي تمادى على شخصيته
-انت تستاهل، اللي يخلي واحدة ست تعمل فيك كدا، غبي وضعيف، حب ايه اللي يعمل كدا
دقائق وهو بتلك الحالة حتى استمع إلى رنين هاتفه، نظر للهاتف محاولا السيطرة على نفسه
-ايوة يايونس
على الجانب الآخر تسائل يونس
-راكان إنت فين، أنا روحت أوضة ليلى وانت مش موجود
أطبق على جفنيه بألما يعتصر عيناه قائلا
-نزلوها تحت وأنا كنت في مشوار، شوية وجاية، هستناكم تحت
قطب يونس جبينه متسائلا
-راكان انت كويس؟! صوتك بيقول فيه حاجة، راكان عرفت مين حاول ينزل الولد
-لا لسة معرفتش، ياله انا مستنيكم تحت
نظر يونس إلى نوح بإندهاش قائلا:
-دا بيقول نزلوها تحت، تفتكر صدق إنها هي اللي حاولت تنزل الولد
هز نوح رأسه رافضًا حديثه
-لا مش معقول دا يبقى اتجنن رسمي، هو لسة قايلي هتاكد منها، واللي عرفته انه مجاش عندها
لا فيه حاجة تانية حصلت معاه توصله انه ميجيش ينزلها، لدرجة يقولك هاتها، مش راكان دلف نوح إليهم يوزع نظراته
-متاكدين راكان مجاش هنا
-لا ياآبيه هو قابلني برة، ومن وقتها مشفتوش
نظر لليلى التي تنظر في شرود، وعيناها الذابلة
-ليلى هتقدري تمشي، ياله عشان نوصلك
رفعت نظرها إليه بحزن، وتسائلت بعينها
-أين هو؟! اقترب نوح يساعدها على الوقوف بمساعدة أسما هامسًا لها
-هو تحت، مستنيكِ، نهضت ثم جلست على المقعد المتحرك للخروج بها
وصلت للأسفل، في أثناء هبوطه من مبنى المشفى، استقل السيارة دون التوجه إليها  بنظره
فتح يونس الباب الأمامي حتى تركب ولكن قاطعه راكان
-ركبها ورا عشان تاخد راحتها، قالها وهو ينظر أمامه
ذُهل يونس من جموده الذي ظهر على وجهه، وعيناه التي أخفاها بنظارته السوداء
رفعت ليلى نظرها إلى نوح
-نوح وصلني، شكلي تقلت على حضرة النايب، بس عايزة أقوله، أنا مكنتش هركب جنبه
كانت النيران مازالت مشتعلة بصدره حتى أصبحت عيناه بلون نيرانه فتحدث
-خلاص اقفل يايونس، وخلي نوح يجبها، أنا هسبقكم، قالها وهو يتحرك بسيارته دون حديث آخر
صدمة أصابت الجميع مما فعله نظرت أسما إلى نوح بصدمة قائلة:
-هو فيه ايه؟!
جلس نوح أمام ليلى التي بكت بنشيج من أفعاله،
-ليلى متزعليش منه، انتِ متعرفيش إيه اللي حصل، راكان مفكرك إنك اللي حاولتي تجهدي نفسك، بعد ماعرفوا الإجهاد بفعل فاعل
هزة عنيفة أصابت جسدها وشعرت بإنهيار عالمها، لم تستمع لباقي حديث نوح إلا من كلماته
-شاكك فيا يعني ممكن توصل بيه أنه يفكرني مجرمة واقتل ابني، لم تشعر باحدا حولها، تساقطت دموعها بشهقات مرتفعة، حتى ضمتها ليلى تنظر بحزن إلى نوح
-ودا معقول انها عايزة تقتل إبنها برضو،
دقق نوح النظر إليها
-مش إنتِ اللي قولتي له، بتمنى اموت وابني يموت ولا اتجوز واحد ذيك
تجمدت بجلوسها وشعرت للحظة برغبتها في التلاشي، فلم تعد تتحمل كلمة أخرى يكفيها ماعانته منذ معرفته  
بعد قليل وصلوا إلى قصر المحجوب
ترجلت ببطئ كانت تنتظرهم زينب بمقعدها المتحرك على أعتاب الباب الداخلي للقصر، وصلت ليلى إليها بمساندة أسما وسيلين
طالعتها زينب بعيناها المغروقتين بالدموع
-عاملة إيه ياحبيبتي؟! والجنين عامل إيه
أومأت برأسها حينما شعرت بعدم قدرتها على الحديث، فأجابتها سيلين
-ماما ليلى كويسة، ممكن تسبيها ترتاح وبعد كدا نتكلم، دلفت إلى المصعد جسدًا بلا روح؛ حتى وصلت غرفتها
❈-❈-❈
مساءا اليوم بمزرعة نوح
دلف للداخل يبحث بعينيه عليها، وجدها تقوم بإعداد مائدة الطعام، وضع أمامهم صندوق كبير وبجواره علبة صغيرة
رفعت نظرها إليه وتسائلت
- إيه دا ياحبيبي؟!
اقترب، ثم طبع قبلة على جبينها قائلا
-افتحيه وانتِ تعرفي، قامت بفتح وإذ بها تضع كفيها على فمها من الذهول
-فستان فرح!! إحنا هنعمل فرح، اقترب ياحاوط خصرها رافعا ذقنها
- أنا آسف حبيبتي،  كان لازم أعملك فرح، جهزي نفسك هنعمل حفلة صغيرة، ولو عايزة تعرفي مامتك واختك معنديش مانع
احتضنت كفيه ورفعت عينيها المترقرقة بعبراتها
-نوح أنا بحبك قوي، ضمها لأحضانه وطبع قبلة على خصلاتها
-وأنا بعشقك ياقلب نوح
بفيلا خالد البنداري
استيقظ يونس بعد عدة ساعات استغرقها بالنوم، بسبب سهره بمشفاه الخاصة ليلة أمس
هبط للأسفل بعد روتينه اليومي،  قابلته أخته سلمى
-أخيرا صحيت، إحنا فكرناك مغمي عليك
تحرك للخارج ولكنه توقف عندما تسائلت:
-يونس هو حمزة معدش بيجي عندنا ليه؟!
استدار مضيقًا عيناه
-وانتِ يخصك في إيه ؟! رجع إليها بخطوة ووقف أمامها
-سلمى حبيبتي انسي حمزة هو خلاص لقي البنت اللي هيكمل معاها حياته
جحظت عيناها ودمعاتها التي انسدلت على وجنتيها فجأة فهمست
-بتقول ايه ؟! خطب حمزة خطب غيري
احتضن وجهها وأردف
-حبيبتي ليه جاية تندمي دلوقتي!! مش دا حمزة اللي قولت مبشوفش غير انه أخ
وضعت كفيها على فمها لتمنع شهقاتها وتحركت سريعا من أمامه، صدمة أصابته، وقف ينظر إلى تحركها بذهول
-إيه اللي حصل ياسلمى، ياترى ليه دلوقتي حمزة عجبك، الموضوع دا مش مريحني
تنهد بألمًا متجها لقصر عمه الذي بجوارهم،  قابلته درة تدلف من البوابة الرئيسية
-مساء الخير يادكتور
أومأ رأسه بأبتسامة
-عاملة ايه باشمهندسة؟! نظرت للأسفل واجابته:
-الحمد لله، بعد أذنك رايحة أشوف ليلى
أومأ برأسه، فتحركت من أمامه، وقف وقام بإشعال سيجاره، ينفثه ينظر لمكان تحركها
-تستاهل ياحمزة، صبرت ونولت ياصاحبي
جز على شفتيه ورفع هاتفه بابتسامة تسلية
-عامل إيه يانص متر؟! على الجانب الآخر
-اهلا بدكتور الستات
قهقه يونس بعدما جلس على الاريكة في الحديقة
-عقبالك لما انثاك توقع تحت ايدي
-ولا...اتجننت ولا إيه هو أنا اهبل عشان اخلي مراتي تروح لواحد فاشل زيك، دا إنت اخرك تضرب سرنجة عضل
رفع إحدى حاجبه وتحدث
-لا والله انا فاشل، غيرك قالي قبل كدا، وامبارح كان هيتجنن وأول واحد فكر فيه العبد لله
قطب حمزة مابين حاجبيه متسائلا
-قصدك راكان، ليه إيه اللي حصل؟!
وضع ساقا فوق الأخرى وهو يقهقه
-كان نفسي اصوره وابعتهولك، شوفت المجنون اللي هرب من مستشفى المجانين
نهض حمزة وصاح فيه بغضب:
-انت واحد مجنون يابني، وليلى حصلها حاجة
توقف يونس متجها لسلين الذي ترجلت من سيارتها
-كويسة وروحت، وحبيبة القلب هنا، جاية تزور اختها
زفر حمزة بغضب قائلا
-عارف قالتلي رايحة اشوف ليلى، لكن مقالتش انها تعبانة، أغلق يونس واتجه سريعا إلى سيلين بعد قال له
- تمام تعالى وصلها يابغل بدل ماتروح لوحدها
دلف سريعا خلف سيلين ثم جذبها بقوة حتى أصبحت بأحضانه
-دفعته بقوة وصاحت بغضب
-ميت مرة اقولك بلاش تبقى قليل ادب كدا، مش مشكلتي إنك هلاس
خرج راكان من مكتبه على صوت صرخات أخته، وقف يوزع نظراته بينهما، فهو في حالة لا تنم الا على الغضب
دفعها يونس اتجاه راكان، ودلف يجذبها لداخل المكتب، وهو يصيح بغضب أمام راكان
-البت دي كانت فين، هي معندهاش جامعة النهاردة
جلس راكان على مكتبه واضعًا رأسه بين كفيه
عندما اسرعت سيلين تلكمه بقوة كقطة شرسة
-اوعى تفكر عشان اكبر مني بكام سنة، هكون ملزومة منك، أنا ملزومة من اخويا وابويا، انت مالكش دعوة
جذبها من خصلاتها ودفعها يلكمها بقوة بالحائط
-لمي نفسك يابت، هو عشان انا ساكت هتسوقي فيها وحياة ربي ادفنك في سابع أرض
نظرت إلى راكان بعيناها الباكية من عنف يونس إليها، ولكنه كان مازال واضعًا رأسه بين كفيه، فهمست بصوتًا مفعم بالبكاء
-سايبه يهين فيا وانت قاعد، طيب لما بيعمل كدا وانت موجود، هيعمل ايه وانت مش موجود
رفع نظره إلى يونس وتحدث بهدوء رغم نيران قلبه المشتعلة
-يونس، سبها، ثم اتجه بنظره لأخته
-اطلعي اوضتك، بعدين نتكلم، تركها يونس وهو يرمقها بنظرات جحيميه بعدما اقترب يهمس لها بصوتُا كفحيح أفعى
-هموتك لو شوفتك قريبة من اي جنس مذكور انه ذكر، حبيبتي الجميلة
تحركت سريعًا من أمامه وشهقاتها بالأرتفاع، اتجه يونس إلى راكان يدقق النظر بملامحه
-مالك ياراكان، من وقت ماعرفت نتيجة التحليل، وانت متغير، هو انت عرفت مين عمل كدا
فتح الكاميرا التي أمامه ووجهها إلى يونس
-محدش طلعلها غير والدتك، هب فزعا كالملدوغ
-اتجننت ياراكان، انت عارف بتقول ايه، ماما مستحيل تعمل كدا
نهض راكان متجها للنافذة ينظر بالخارج وكأن الأكسجين انسحب من غرفته
-كله هيتحاسب يايونس، اتأكد الاول، هعرف انا لسة متكلمتش مع الباشمهندسة
اتجه يقف بجواره يرمقه متسائلا
-باشمهندسة؟! إنت حكايتك إيه يابني، مرة تقولي امي، ومرة تشك في ليلى
-أمشي دلوقتي يايونس مش عايز اتكلم مع حد
استدار له بجسده فتحدث
-عايز افحص ليلى، وأطمن عليها، كان المفروض اكون شوفتها من ساعة، بس نمت من التعب
تحرك معه للأعلى مرتديا نظارته الشمسية، توقف يونس أمامه
-بعد مااطمن عليها لازم تحكي لي كل حاجة
تحرك دون حديث، صعد للأعلى دلفا بعد الطرق
كانت تخرج من مرحاضها بمساعدة اختها، تعثرت بخطواتها حينما وجدته بغرفتها، لولا أيدي يونس الذي تلقفها ودرة من جانب آخر
-مدام ليلى خلي بالك، نزلت ببصرها بعيدا عنه تهز رأسها وتحركت للمخدعها
-شكرا لحضرتك، قالتها بألمًا حينما توجه راكان للشرفة
-خلص كشف يايونس، معاك الباشمهندسة درة لو محتاج حاجة
اطبقت على جفنيها، وتسطحت بمساعدة أختها
-أنا هكشف مبدئي ضغط، ونبض، لكن طبعا بكرة لازم تروحي تراجعي سونار
بعد قليل انتهى من كشفه قائلا
-عال العال، نسيت أسألك ناوية تسمي زعبولة ايه، تسائلت درة بإبتسامة
-هي هتجيب ولد، هز رأسه بابتسامته الخلابة ونظر بالخارج إلى راكان الذي ينفث تبغه بغضب
-ايوة هتجيب ولد، واتمنى مايكونش نرفوز زي عمه
اتجهت بنظهرها سريعا إلى يونس :
-وهو يطلع شبه عمه ليه، وصل راكان على حديثها فابتسم بسخرية وأجابها
-لا طبعا لازم يطلع محترم لأبوه، معقول بعد سليم الباشمهندس المحترم هيطلع لعمه الحقير بتاع الستات
اقترب يرمقها بنظرات لو تقتل لأوقعتها صريعة قائلا:
-صدقيني لا إنتِ ولا ابنك حتى تهموني، وخليكي فاكرة ان وقوفي معاكي ومع ابنك عشان خاطر أخويا وأمي، أما لو عليا مش هبص في وشك، مش عشان الجميلة معجبتنيش لا عشان تفضلي ليلى هانم المحترمة اللي مبتعرفش غير المحترمين، أما أنا واحد حقير وزي ماقولتي كل حياتي باطل في باطل يامدام
اقترب يونس حينما وجده خرج عن سيطرته
-راكان اهدى، إحنا بنهزر
دفع يونس بعيدا عنه قائلا بصوت جهوري حتى وصلت والدته على أثره
-إيه شايفني مجنون، أنا برد على المدام مش اكتر، متحاولش تقرب مني ولا ليها دعوة بحياتي، بدل حياتي هتفضحها
.قطع حديثه على صوت والدته
-راكان...صاحت بها زينب
تحرك متجها لوالدته وجلس بمقابلتها ثم رفع كفيها يقبله
- ماما عاملة، نظرت إليه بتقييم، ثم رفعت نظرها إلى ليلى
-بتزعق ليه مع ليلى...؟! توقف يضع يديه بجيب بنطاله قائلا بهدوء:

عازف بنيران قلبي Donde viven las historias. Descúbrelo ahora