الفصل السابع عشر (سعادة غامضة)

Start from the beginning
                                    

أنهت جملتها بغضب ، تزامنا مع محاولة سحب الخاتم من اصبعها ، فامسكت سلمى بيدها حتى توقفت عما كانت تنوي فعله ، قائلة بصوت حاد منفعل لم تستطيع السيطرة عليه : استني يا ابريل .. هو لعب عيال ولا فاكرة نفسك مالكيش كبير .. ليكي اب يكلمه ويتفاهم معاه .. ماتتصرفيش من دماغك ليكي اهل وهما يتكلموا ويحلوا الحكاية .. بس ماينفعش تعملي كدا وخطيبك مسافر دي مش اصول ابدا

سألتها ابريل بنبرة عكست مدى حنقها ، ونظراتها تقطر انزعاجا ونفوراً : وهي الاصول انه يكون متجوز و تخبو كلكم عليا..!! ليه انا اقدره واعمله حساب وهو كداب وغشا..ش

قاطعتها سلمى بصوت غاضب مستهجن ، وهي تشير بيدها فى تحذير : احترمي نفسك يا ابريل .. ماتنسيش للي بتكلمي عنه دا يبقي قريبي وانسان محترم جدا .. انتي بنفسك تشهدي انك ماشوفتيش منه الا كل حاجة حلوة .. وابوكي مديلو كلمة مش هتيجي انتي وتلحسيها

ضيقت ابريل عينيها ، تستجمع في ذهنها الرد المناسب وحالما وجدته ، أجابت بنبرة قوية ممزوجة بالرفض : وانا مش صغيرة حضرتك .. ولا هتجوز واحد مابقتش بثق فيه ومش عايزاه بعد كدبو عليا .. لمجرد انه كان بيعرف يمثل كويس وعرف يخدعني وانتو ساعدتو علي كدا..

تلاشى صوتها فجأة ، وتحركت عيناها إلى أعلى اليسار ، دليل على أنها تتذكر شيئاً من الماضي يتعلق بالواقع الذي هى فيه ، ثم تابعت مستفسرة بنبرة ذات مغزي : الا اذا حضرتك كنتي عايزة تخليني اعيش اللي عشته امي لما بابا اتجوزها عليكي زمان

اتسعت عيناها بصدمة ، ثم ما لبث أم نظرت إليها بعينين تنبضان حدة ، هاتفة بنبرة غاضبة : لا اظاهر كدا اني كنت غلطانة لما كنت مفكرة ان جدك وجدتك ربوكي كويس .. مش معني اني بعاملك زي بنتي انك تتعدي حدودك في كلامك معايا بالطريقة دي

عقدت أبريل يديها تحت صدرها بتعبير جامد لم يظهر عليها تأثير بأي كلمة قالتها ، وتحدثت بمزيج من القوة والحزم بصوت هادئ : عشان جدي وستي ربوني كويس .. انا هتكفي بس بفسخ خطوبتي منه ومش هفضحه واخليه لبانة في بوق الكل بتصرفه الحقير دا معايا مع اني قادرة دلوقتي اعمل منه ترند ..

أضافت أبريل بنظرة متحدية ، وذقن مرفوع : اما انتو يااللي المفروض اهلي واكتر ناس المفروض تخافوا عليا وعلي مستقبلي مش بإيديكو تراهنو علي حياتي مع واحد بدأ معرفته بيا بكذبة .. انا هسكت عن اللي انتو عملتو في حقي .. بس عشان استضفتوني هنا طول الاربع سنين اللي فاتو .. كتر الف خيركم

قالت ابريل جملتها الأخيرة بابتسامة ساخرة من زاوية فمها ، لتزفر سلمي الهواء بقوة ، وأجابت بأعصاب متوترة : اسمعي يا ابريل واضح انك مش هتستوعبي اي كلام هقوله .. مش هنعرف نكلم وانتي في الحالة دي .. ف انا هسيبك دلوقتي تستريحي .. انتي محتاجة تهدي اعصابك عشان تعرفي تفكيري صح

جوازة ابريلWhere stories live. Discover now