الثالث والثلاثون.

748 73 56
                                    


"أيها الأب الغبي!"

صدع صوت الفتى ذو الشعر الأبيض في الممرات،
وتوقف البعض في استفهام.

حاجبيه المعقودتان وعينيه الغاضبتين، والعبوس الشرس الذي استقر على شفتيه.

يديه التي تطفو بعيداً عن جسده في حالة غاضبة.

توقف انجي فاغراً فاه بينما ينظر إلى ابنه الأكبر،
وشوتو الذي كان في حضنه حدق بهدوء في تويا.

"تويا، أنا اس-"

"كفاك اعذاراً!"

صاح تويا وصر على اسنانه.

"هل يمكنني أن أعرف لِم انت غاضب؟"

سأل انجي بنبرة هادئة وتفاجئ بنفسه هادئاً،
وفي الغالب كان ذلك إحدى اثار المسكنات التي حصل عليها.

"كونك لاتعرف يجعلني اكثر غضباً"

تحدث تويا ونبرته فقدت بعضاً من شدتها.

رمش شوتو بينما ينظر إلى أخيه الأكبر الذي أصبح الآن يحدق في الأرض.

ارتفع بجسده حتى أصبح بالقرب من اذن انجي وهمس، همساً يستطيع الجميع في الغرفة سماعه.

"تويا قلق فحسب، ابي"

"أستطيع سماعك!"

تجولت اعين انجي بين اودلاه،
وتمنى لو أن شوتو يشرح له الأمر اكثر.

لطالما كان طفله الأصغر بليداً ولكن مع ملاحظات جيدة.

"تحدث الي، سأستمع أليك"

تحدث انجي، وامتدت يده يشير إليه بالاقتراب.

عيني والده الواهنتان جعلته يزم شفتيه وزرقاوتيه تنظر بأهتزاز من خلال الخصل البيضاء المتساقطة.

تلقائياً تحركت قدميه إلى جانب السرير وشعر بيد انجي تستقر على ظهره محفزاً.

وبعدما كان تويا منفعلاً، وجد نفسه يتوتر بينما كان تحت انظار والده تماماً.

"انه فقط، لاتكن لطيفاً أن كنت سترحل"

زفر انفاسه وتحدث وصوته منخفض، تمسك بطرف ملابسه كطريقة لتخفيف توتره.

"لست ذاهباً الى أي مكان"

"بل ستفعل! ذهبت لثلاثة أيام ثم أصبحت مدمياً،
والآن هذه الضمادات!"

THE PATH TO RECOVERY.Where stories live. Discover now