« إلى عدنان جبران »

6 0 0
                                    


مُصادفة وأنا أبتَكرُ بيوتا آمنة في خيالي ، سمعتُ عزفكَ كأنه أقدام يمامة ، غفتْ طويلا في الجنة
رأيتُ بنات الخُدور يحملنَ بَزَقا وعودا ، أصواتهنَّ كغنَجِ القصائد في بلاد الطيبين
كنت نائمة في ثياب الحِداد ، أُنصتُ إلى الوصايا العشر
حتى لمحتُ وجهكَ ، كأنك الأصفهاني وهو يُنشد في حدائق الموصل
تخيلتُ لِوهلة لو أننا ننسى أصواتَ المجزرة ، وطوابير الجوع
نُقيمُ حفلة لأبناء المخيمات ، نصنع لهم بالونات ورقية وسكاكِر ملونة
نفتحُ الباب لنوارس الشرق حتّى يكتمل الربيع في عودكَ ، وترقص لك آخر الغجريات
يقرأ في كفّكَ العرّاف ، يرى شنَاشيلا ومئذنة ضوء ، وامرأة تُحيك قمصانا للأرض السمراء
إستعرتُ من موسيقاك مِظلات مُلونة ، تُذكرني برائحة الطفولة في قميصي الزهري
في المساء عندما أسمعك ، تسْمُو العربُ الصوتية ، أتخيل أنني في الشوارع أُلوّح إلى عرائس السكر
وبِلا قصْد تناسلتْ أنهارا طيبة من موسيقاكَ ، وجدتُ أنا ظالتي في السكينة
قرعتُ طبول الطمأنينة في مهْد عزفها ، وبين الحارات تذكرتُ بيت العود في ( الناصرية ) ، أين رأيتكَ أول مرة
تذكرتُ وجوه الأطفال وهم ُيحدِّقون إلى الله في زنَابِق بيتكَ ، وهم يمضُون نحو الأرجوحات .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أدب الرسائلWhere stories live. Discover now