إلى ضرغام عباس

27 0 0
                                    

عندما أمرُّ بين أكُفِّ النُّون ، أُحسُ أن كهْرمانة صبَّتْ ماءا عذبا على فُرات شِعركَأنت عروبة الضحكة ياضرغام ، تُشبه سكينة أمي وطمأنينة أبي ، كأنك العيد والباقيات أيامُمنذ أن تشبثتُ بكتفكَ نسيتُ عشائر الدمع ودهر الأكفان ، نسيتُ العتمة والجنازةياغنيمة الفرح من تراث العراق ، يارجلا بنكهة االقصب والتمر ، ياهَسِيس اليمام وهو يمرُّ برفق إلى خدّ الطفولةالأرضُ التي تصَاعدَ منها ريحٌ طيبٌ كانت أقدامكَ ، و النوارس التي تسلقتْ باب بيتي خِفية كانت أصابعكَمنذ عرفتك والبَيادر تسكن قلبي ، كأنك شدْو الجنة ياأجْودَ الناسأنت نقش بابلي في فُسيفساء اللغة ، أنتَ محصولي الطيب من الصبرعندما رأيتكَ في مهرجان الديوانية ، كنتُ ألمحُ في عينيك الوقاركان الظلام يشيخُ ، وكنتُ أنا كل جمهورك العربي الذي صفق طويلاأنت طيبٌ كتين الجبال ، سمَاوي كالطيور الضاحكة التي حلقتْ عاليا ، ثم عادت تُقبل جبينكَ.

أدب الرسائلWhere stories live. Discover now