Part:58

20K 428 159
                                    

-
الخيـمة/
توعّى سهاج وهو يعقد حاجبه من الم ظهره قبل يقوم وهو يتمغط ويحاول يستوعب هم وين
ناظر حوله وضحك بخفه على اشكال العيال ، كان رباح نايم وهو جالس ومرخي راسه المركى وخالد منسدح على بطنه ونياف رجوله بوجه خالد وراس وهاج جنبه وبهاج ساحب الفروه منهم ومتلحف بها
وقف وسرعان ما كشر من وجع ظهره واردف: وش هالنومه المخيسه ذي
ناظر بساعته وهو يشوفه قريب يذن الظهر
قرب منهم وهو يسحبهم وبصوت عالي: قومو يا وراعين يلا خلاص بيذن الظهر
شاف ما فيه اي تجاوب وجلس وهو يقرب منهم ويصارخ بقوه
نياف فز بقوه وهو يتلفت: وش فيه شصاير
خالد عقد حواجبه وهو يغمض قبل يفز وهو يدّف رجول نياف عنه بتقزز: وكسر يا الدب
وهاج قام وهو مكشر لان راسه اندّف معه: وجع انا وش دخلني
رباح تمغط بعصبيه وهو يناظر سهاج: ماتعرف تقوم بهدوء انت ! لو واحد فينا طايرن عقله من الروعه وش بنسوي
سهاج ضحك بروقان: طايره عقولكم من اول بعدين قومتكم بهدوء ولا فاد شسوي بكم
بهاج كان مازال مستغرق بالنوم قرب منه وهاج وهو يدّف راسه: ولد قم وش هالنوم كلنا قمنا من صياحه الا انت
بهاج تثاوب وهو عاقد حواجبه من الشمس: الساعه كم؟
سهاج: احدعش قومو نفطر ولا نشرب شاهي ونتجهز للصلاه باقي حدود نص ساعه
خالد: لازم تسوي لنا الشاهي والفطور بعد على الترويعه هذي
سهاج ضحك: تبشرون بها تعالو بس
وهاج باستغراب: وش عندك مروق انت بزياده!
سهاج تنهد بحب وهو يذكر اخر محادثه له مع المى: ولا شيء خلني مروق وش تبي فيني
بهاج ضحك بصخب: ولا شيء اجل
سرّح وهو يعدّل ابريق الشاهي بـ مُحادثتهم أمس،
نرجع لأمـس ~
الساعة ثنتين تحديدًا كان كلهم غطو بالنوم الا بهاج وسهاج اللي كانو جالسين بمُقدمة الخيمة
سهاج وعينه على السماء ابتسم: النجوم واضحه مو نفس في البلاد
بهاج خذا نفس عميق وهو يردف: كل شيء بالديره غير
سهاج ناظر بهاج بإستفهام: صح على طاري الديره ابوي يقول انك قفلت محلك! ليش قفلت محلك الي هنا؟
بهاج ببرود: قفلت كل المحلات
سهاج وسع عيونه بصدمه: تستهبل؟
بهاج نفى براسه بدون رد
سهاج عدّل جلسته وهو يلف عليه: وليه!
بهاج تنهد: كل شيء خرب .. مدري وش صار بس فجأه كل المبيعات انخفضت والموظفين الي ينعدون على الاصابع بلغني مساعد انهم كلهم قدمو استقالتهم مافيه احد بشركة المصنع الا ومساعد وملف انس
سهاج عقد حواجبه: ملف انس؟!
بهاج اومئ: ملفه .. كأن الارض انشقت وبلعته مهما دور مساعد بنفس عنوان بيته ومهما اتصل على رقمه مانلقى له اي اثر انا متأكد انه له صله بعماني .. نياف قالي عن الي صار بالمستشفى
سهاج ابتسم بسخريه: مو يمكن مو هو انس؟
بهاج رفع حاجب: نعم!
سهاج بجديه: يمكن هذا الانس مو اسمه انس ولا هو انس .. ممكن انسان مزوّر تمامًا ؟ ما قد فكرت فيها؟
تنهد بهاج بيأس: انت ما خليت الموضوع الا اصعب!
سهاج: خليته أسهل عشان ماتدور بالمكان الغلط وتهدر جهودك هباء .. انت مدري وش صاير فيك لك فتره وانت صاير بس تهوجس وغبي بزياده ما تفكر حتى
بهاج ناطر ساعته بشرود: تعتقد بتسافر الحين ولا بالصباح؟
سهاج تنهد: وانت وش دخلك فيها بتسافر الحين ولا بكره ولا بعده ؟
بهاج زفر بيأس وهو يغمض عيونه بقوه: مو قادر اطلع الموضوع من بالي عشان افكر بشيء غيره واحلّه
سهاج رجّع نظره على السما: تقدر اذا بغيت .. الوقت يا بهاج بيحّل كل شيء، ممكن ما تنسى لكن بتسلى بتتعود على الموضوع لأنه يوميًا في بالك لين يصير شيء إعتيادي وعادي ويبرد قلبك ناحيته تعتقد لو ما يقدر الانسان ينسى ويبرّد جرحه كيف بيكمل حياته؟
بهاج بهدوء: وهذا اسوئ .. ما ابي اعتاد على هذا الشيء ما ابي اعتاد لا على الفراق ولا على ثقل الروح ولا على كتمة الصدر كل ما يمر ببالي ابي انساه ما ابي اسلى
سهاج بهدوء مماثل: بعد ما تسلى بتنسى .. ما تدري وش بيصير لك بكره ولا وش بتمر بتجارب، يمكن يمرّك شيء ينسيك كل مُر ذقته لا تهوجس وتفكر بالموضوع وكيف بتنساه خل الامور تاخذ مجراها .. لا تحاول تجدّف عشان توصل المرسى خل الأمواج تجرّفك للمرسى الصحيح
رّن جوال سهاج وناظر بالإسم وفز بسرعه: شوي واجيك
بهاج مسك يده وهو يبتسم: اقعد انا بدخل انام لا تنسى تطفي الضو وراك لا نشب
دخل بهاج وهو يتخذ له مكان بالخيمه ينسدح فيه لعّل النوم يزوره ..
سهاج رد بسرعه وهو يردف: فيك شيء؟
المى رمشت بتفاجئ: بسم الله الرحمن الحين هذا كلام الواحد يرد فيه؟
سهاج تنهد: شسوي انتي مو مخليه فيني عقل خفت مهببه مصيبه جديده
المى بوزت: شدعوه عليك
سهاج ابتسم: خلاص اسف حقك علينا يا الاميره .. وش بغيتي
المى وهي تلعب بأطراف شاله الي نساه بالصاله: ولا شيء بس طفشت
سهاج عقد حواجبه بابتسامه: طفشتي ولا اشتقتي لي؟
المى وسعت عيونها: يا سخفك خير ما اشتقت وش هالحكي
سهاج ضحك: طيب يا الطفشانه وش عندك من علوم ولا سوالف
المى تنهدت وهي ترتخي على الكنب: ماعندي شي والله ضيقه سهيج
سهاج: اخوك يا نوف خلاص ابشري بجيك الحين
المى وسعت عيونها: سلامات تجيني الحين الساعه ثنتين اقعد بمكانك بس مجنون والله!
سهاج وهو يعدّل فروته: طيب واذا ثنتين عادي
المى: لا الطريق ظلام وطريق ديرتكم هذي يروع
سهاج ابتسم: اها يعني خايفه علي
المى كشرت: اكيد خايفه عليك ليه من بقى لي غيرك الحين
سهاج اتسعت ابتسامه وهو يتنهد: ياويل قلبي بس ولاتبيني اجي بعد
المى ضحكت بتفاجئ: ياخي انت خفيف قسم بالله مو طبيعي
سهاج كشر: كله منك ماهو مني
المى ابتسمت: وش قاعد تسوي ؟ اسمع صوت عندك
سهاج: ابد قاعد قدام خيمتي والضو قدامي واشتهيت شاهي على الجمر
المى تنهدت: يا حنا وهالشاهي! يارجال نام مو شايف الساعه انت هذي حزة شاهي بالله عليك؟
سهاج ابتسم بجانبيه: قولي إنك تغارين من الشاهي؟
المى كشرت وهي تقفل بوجهه، ضحك سهاج بصخب قبل يرمي عليه بهاج غترته: انكتم خلني ارقد
سهاج وطى صوته ضحكته وهو يردف: اسفين اسفين
رجع يتصل بـ المى الي ردت بعد ثواني وبصوتها ضحكه: نعم !
سهاج: ما تستحين على وجهك تقفلين بوجه زوجك؟
المى: تبغاني اقفل مره ثانيه يعني؟
سهاج ضحك بذهول: ما ينمزح معك انتي! خلاص بسكت
المى ابتسمت: ايه خليك كذا مؤدب
سهاج: وانتي وش قاعده تسوين
المى تمددت بطفش: ابد منسدحه بالصاله وماجاني نوم مع اني ابغى انام
سهاج بهدوء: شوفي المطبخ بدروج شاهيي فيه يانسون وبابونج سوي لك منهم .. و التيبل الي عند الثلاجه عليه راديو فيه قنوات قران شغليه و حطيه جنبك وسمي بالله .. واذا مستاحشه بقعد على الخط لين تنامين
المى بذهول عدلت جلستها ولا شعوريًا اردفت: كيف عرفت اني خايفه؟
سهاج ابتسم بهدوء: اعرفك يا المى .. تقدرين تقولين بعد حفظتك؟ مانتي من الي يحبون السوالف يا المى ودامك لجأتي لها فلأنك تبغين تسمعين حس حولك
المى بهدوء: وش دراك اني ما احبها ؟
سهاج شّد فروته عليه: شخصيتك طبعها ثقيل .. ما تحب السوالف ولا تشدّها الا مع الي تحبهم
المى ابتسمت: و كيف عرفت إنك مو من ضمن الي احب السوالف معهم؟
سهاج بذهول: المى..
قاطعته المى وهي تتثاوب: تصبح على خير وادخل داخل البرد قوي خل الشاهي الصباح مو وقته
سكرت الجوال وهي تبتسم بوسّع قبل تأخذ شاله الي كانت تلعب فيه قبل تضحك: ماعليه بس إستعارة!
حطته على كتوفها و قامت وهي تتجه للمطبخ ، راحت أول شيء لدرج الشاهي و هي توسع عيونها بذهول: اوله كل هذي له! مهووس صدق
طلعت لها يانسون من بينهم و فتحت درج الأكواب وهي تسحب واحد من اكوابه مع إن فيه اكواب لها
كان باللون البني العتيق ومحفور عليه إسم "سهاج" بالذهبي الغامق
حطت فيه الشاهي ووقفت وهي ماسكه الكوب ومبينه طرف الشال صورتها وارسلتها لسهاج مع تعليق "بيحني على السرقات"
ما خذت ثواني الا وهي تقرا ردّه "الأغراض وصاحبهم فداك"
ابتسمت بوسّع وهي تأخذ نفس عميق قبل تحط جوالها على التيبل وتجلس بجنبه وهي تشرّب الشاهي وتفكيرها باللي بيصير بكـره..
الوقت الحـالي، الخيمة/
خالد ضحك بذهول: هذا وش فيه يتبوسم! الحمدلله والشكر صدق
نياف لّف على بهاج: امنتك بالله وش صاير معه؟
بهاج ضحك: سهاج كم تدفع واسكت؟
وهاج ضيّق عيونه عليهم: دام فيها الخفيفين ذول فـ انا متاكد ان مدام الاستاذ سهاج لها دخل بالسالفه
سهاج فز من سمع طاريها وابتسم قبل يرمي عليه البيز: مالك دخل بالمدام لا تجيب طاريها
تعالت ضحكات العيال وتصفير خالد
نياف ضحك بصخب: والله الي راح ملح ابو صالح
رباح: ولا يغار بعد
وهاج لّف عليه: اقول تراك منت بعيد منه متخسبق قبل امس وامس شاق الوجه الضحكه
رباح ابتسم بوسع: الحب يقطع سيرته يا وهيج الحب
خالد ضحك: ماعرفتكم يا قيس وروميو
وهاج ابتسم بحلطمه: والله الظاهر كلن واقع الا انا
نياف تنهد: احسن لك والله
سهاج بصوت جهوري: بس عاد يلا قومو افطرو وخلو عنكم الهبال
قربو من السفره وهم يسمون بالله ويبدون بالاكل
خالد واللقمه بفمه: سهاج ابي حليب مع الشاهي
نياف الي بجنبه رفسه: ووجع لا تحكي والاكل بفمك
وهاج بعصبيه: لي ساعه اقول عطوني الزيتون صقهان انتم صقهان!
رباح بانزعاج خذا ثلاث حبات زيتون وهو يحشرها بفم وهاج: هاك يا الدب صجيتنا انت وهالزيتون
سهاج ضحك بحب: والله يا صدري منشرح نعنبوكم لا عاد تقطعون
خالد ضحك بمزح: حنا الي شرحنا صدرك ولا المدام؟
سهاج تنهد بيأس: يارب انك تعيني
نياف ناظر بالأرض الواسعه قدام الخيمة لكن بينهم مسافه: ياخي ياليت هالارض لنا ونبني فيها دكه وجلسة قسم ياهي بتصير رهيبه
بهاج ضحك بسخريه: عليك حراره انت ؟ تدري من هي له؟
نياف باستغراب: من؟ ماهي حقت ابو غريب؟
بهاج: لا باعها لأبو فهد
نياف كشر: قطعا
خالد عدّل جلسته بحماس: احسن وابرك هو خلقه يكرهنا خل نكرهه زياده فينا لين يعطينا
سهاج: اهجد بس وش تبون بالشايب انتم لا اشوفكم معترضينه
نياف غمز لخالد الي دّف رجل وهاج الي اول ما شافهم فهم عليهم وضحك
سهاج ضيّق عيونه بشك: خير وش عندكم ؟
نياف بتسليك: خير ان شاءلله ماعندنا شيء
سهاج تنهد: والله مدري عنكم
رباح وقف: بروح اشوف اهلي واجيكم بعد الصلاه
نياف ضحك: اهلك ولا المدام حدد
رباح دفه بضحكه: مالك دخل عض شحمه وانطم
نياف تنهد: جعل ربي يرزقنا
خالد من قلب رفع يدينه: امين يارب
وهاج خزه وخالد ابتسم بارتباك وهو يبلع الخبز: وش فيك .. بتدقّر الخبزة بفمي
وهاج مارد وهو يحرك يدينه اليسار بحركة سريعة لأجل يفّك إنشدادها اللي حاسه به من قام
نياف انتبه له واردف وهو يرفع حاجب: مارحت لمواعيدك مع راسل انت؟
بهاج بسخريه: ايه بسم الله عليه منتظم مره لدرجة انه صار حصان خلاص ماعاد توجعه
وهاج كشر: تطقطق انت!
بهاج بجديه: لا رجعنا بتمشي قدامي وانت ما تشوف الدرب تسمعني ما اسمعك وانت تون منها؟
نياف: طيب وليه ماتروح ! بياكلونك بالمستشفى يعني؟ بزر
خالد ضحك: يا دادا لا يكون خواف تكفى
سهاج كتم ضحكته على حنّق ملامح وهاج اللي لف عليه: شوفهم وبعدين قل لي لا تتطاق معهم
سهاج تنحنح وهو يمثّل الجدية: عيب انت وياه خلكم رجال وخلوه بحاله اكيد ماهو خايف عنده سبب ثاني بس عاد الله العالم وشهو
نياف ابتسم بسخريه: ايه يبي ماما تروح معه
وهاج مّد يده بيصفق نياف بعصبيه: والله مااسكت عاد
نياف فز وهو يضحك: خلاص خلاص اسف ابعد بس
بهاج ضحك بانزعاج: الله على الازعاج الواحد مايقدر يفطر خلاص اهجدو خل نعرف ناكل
وهاج خّز نياف الي يضحك ورجع يجلس مكانه
ربـاح/
دخل البيت وهو مبتسم ، لأول مرة بعد فترة طويلة يتنهد بهالراحة ويقوم بهالرضا الي يحتّل صـدره .. من ناحية ليالي و من ناحية اخوياه الي شافهم أخيرًا مجتمعين بالخيمة زي زمان ويضحكون
استغرب من شاف الصالة ما فيها احد والبيت هادي
سمع صوت بالمطبخ ودخل ووسع عيونه بذهول وهو يشوف واقفه مندمجه بالسوالف مع ام ليالي والقرص قدامهم وليالي عند المغسله تغسل الاكواب وكل شوي تلّف عليهم بصدمه
ناظرت رباح وضحكت لا شعوريًا على تعابيره وناداها بيده وطلعت وراه
رباح بضحكة عدم تصديق: الي شفته حقيقي؟
ليالي شاركته الضحك بذهول: اسكت تكفى انا كنت حاطه يدي على قلبي من امس وانتظر متى بيصير انفجار!
رباح: كيف صارو كذا؟
ليالي: شف بالبدايه تذكر انت يوم امي دخلت علينا كانت منهاره وتسب فيه .. وامك تحمست وقعدت تشاركها السب وقعدو يسولفون عن قصة امي ووش صار وماصار وبعدها مثل ما انت شايف حتى القرص هم مسوينه مع بعض تخيل!
رباح ابتسم براحة: الله يجعلها دايمه يارب
ليالي ابتسمت: اشوف وجهك اليوم ماشاءلله منوّر .. سهرتو امس سهره طيبه اجل ؟
رباح اومئ: اي بالله سهره يحبها قلبتس بس مب منهم .. وجهي منوّر من شوفة الي قدامي
ليالي فهّت لثواني قبل تبتسم بإحراج وهي تعدّل شعرها: تبغى فطور؟
رباح ضحك: لا والله شبعان جيت بس اشوف علومكم
ليالي بوزت: لا يكون بتطلع؟
رباح: اذا تبيني جلست
ليالي ابتسمت قبل تردّف بتردد: لا خلاص روح بقعد مع امي قبل يجي خالي ياخذها
رباح ناظر بساعته: بطلع المسجد وانتي اقعدي مع امك ولا جا خالك علميني
ليالي باستغراب: ليه؟
رباح رفع حاجب: وش الي ليه؟ نستقبله وجهزو القهوه والشاهي من ذلحين والعشا ان كنه وافق
ليالي حسّت بشيء داخلها يتحرّك أكثر .. يأسرّها تقدير رباح لها ، بالبداية صح كان ما يطيقها و بينهم كلام ومشاحنات، وهي ما تلومه أبـد لأن الطريقة الي تزوجوا بها كانت بتخليه يشّك فيها .. لكنها الآن تشوفه كيف يقدرّها و يقدّر أي شيء يخصها و بطريقة عذبة جدًا طريقة تخليها تحّس بإنه مو متفضل عليها وإنه الشيء اللي هي تستحقه ولازم يصير
رباح لوّح بيدينه قدامها: ياهوه وين رحنا وش فيك
ليالي صحّت من سرحانها وناظرته وهي تبتسم لا شعوريًا وتمسك يدينه: شكرًا
رباح ابتسم من ابتسامتها ومسكتها ليدينه ويحس انه داخ وبفهاوه: هاه على وش؟
ليالي بهدوء: عليك
رباح اتسعت إبتسامته وهو يشّد على يدينها: بنت لا تضيعين علومي وتخليني اطلع ذلحين وانا مضيّع درب المسجد!
ليالي ضحكت من تعبيره وسحبت يدينها: لا يارجال مانبي نضيعك وتصلي غرب القبله خلاص يلا روح وانا برجع اشوفهم
رباح قرّب منها بهدوء: تسمحين؟
ليالي بتوتر: بوش ؟
رباح باس راسها وبعد وهو يبتسم: بذي .. يمكن توصّل شوي من اللي أحس فيه بقربك .. لنا محادثه يا ليالي ، محادثه لازم نخوضها
طلع وترّك ليالي وراه تحس برجفة جسمها وسرعة نبضات قلبها ،
هوّت على وجهها الي تحس بحرارته: يمه يمه يمه
سمعت صوت امها تناديها ورجعت للمطبخ وهي تحاول تسيطّر على وضعها: لبيه
خزنه باستغراب: علامته وجهتس هاللون !
ليالي بلعت ريقها: ولا شيء بس كنت اركض
خزنه باستنكار: وش يركض بتس!
ليالي سكتت ثواني تفكر بسبب بعدها اردفت بسرعه: رباح كان يبغى شماغ جديد ومستعجل يبي يطلع لاخوياه فرحت اركض فوق اجيب شماغه
خزنه اومئت وهي ترتشف من حليبها: اييه يعطيتس العافيه اجل تعالي افطري ماافطرتي انتي وخذو راحتكم بروح اشوف المجالس واجي
طلعت خزنه وليالي وسعت عيونها وفتحت فمها لدرجة تحسّه بيطيح بالأرض، ناظرت امها بعدم تصديق: هذي ام رباح؟!
ام ليالي كتمت ضحكتها: بنت عيب امشي اقعدي بس
ليالي قعدت جنب امها: يمه وش عيبه وانا صادقه عند ربي ولا انلام كانت موريتني نجوم الظهر وما تطيقني بعيشة ربي .. والله حتى كنت خايفه من وجودك وانها تضايقك
ام ليالي بهدوء: لأنها ما كانت تعرفك ولا تعرف اهلك ، ولدها الوحيد تزوج فجأة بوحدة ما يدرون وش اصلها من فصلها وش كنتي متوقعه ردة فعلها يا بنتي ؟ لكنها الحين تعرّف انك بنت ثابت وتعرّف أنتي من أي ديرة ومن أي بيت طالعة ، تعرّف إنك بنت متربية وبنت أصول ، تعرّف إن مالك ذنب باللي صار و إنك ما أنرميتي رمية الكلاب لعيب ولا ردى فيك الا من ردى خايب الرجا الله لا يوفقه والحمدلله الي جا اليوم الي شفناه فيه طايحن بشر اعماله
ليالي رجفّت يدينها وهي تحط كوبها على الطاولة: يمه تكفين لا تجيبين طاريه خلاص
ام ليالي دمعت عيونها وهي تمسك يدين بنتها: اسفه يا عين امك ونظرها .. كنت احسب انه بيصير لنا السند عقب ابوك لكني اخطيت
ليالي خذت نفس عميق: مالك ذنب يا يمه لا تتأسفين
ام ليالي تنهدت بعُمق: انتي مرتاحة يا بنيتي هنا ولا تبين تتطلقين وترجعين معي؟ والله ما اخليك مجبورة نفس قبل ولا اجبرك على اي شي
ليالي بسرعه: لا!
ام ليالي بتفاجئ: وش فيك بسم الله
ليالي بخجل: اقصد شسمه لا ما ابي اتطلق مرتاحة معه
ام ليالي ابتسمت: صدق؟
ليالي اومئت: ما اظن اني لو تطلقت منه برجع الاقي رجال نفسه .. يمه حنون حنون بشكل مو عادي .. حنون لدرجة حتى بعصبيته مني بداية الزواج والله ما رفع يده علي بولا مرة ، والمرتين الي عصب علي فيها رجع يراضيني .. سوالي عرس ووداني شهر العسل ولا قصر بشيء مع انه ما يدري انا مين وكنت اكذب عليه وهو يدري بكذبي .. ولمن عرّف بالسالفة على طول وقف معي وماخاف من سلطان ونفوذه ، تصدقين يا يمه حتى ابوه عمي بتال حنون وكأن رباح مقتبس حنيته ابوه *دمعت عينها قبل تكمّل* اذا شفته وتكلمت معاه اتذكر ابوي!
ام ليالي نزلت دموعها وهي تحضن ليالي: الحمدلله يا بنتي الحمدلله الي خلاك تهدفين على هالناس الاجاويد الحمدلله الي عوضك في هالرجال الطيب الحمدلله عوض ربي يذهلنا دايم
خزنه دخلت وتفاجئت من منظرهم ورجعت على طول وهي توقف عند الباب ..
ليالي بعدت عن امها وهي تمسّح دموعها: وانتي يا يمه .. مرتاحه؟
ام ليالي تنهدت براحة: مرتاحه دامني بعيده عنه انا مرتاحه لكني خايفه يطلع خايفه يا ليالي
ليالي: بتروحين مع خالي وديرتهم غيروها عن قبل مايعرفها لا تخافين منه حتى لو يطلع ما يقدر يمسّك بشيء وانتي عند جدي وخوالي
ام ليالي بتردد: انا خايفه من ردة فعلهم هم بعد!
ليالي تنهدت بحُب: ما فيه أطيّب من خوالي وجدي يا يمه .. اخر من تفكرين تخافين منه هم
ام ليالي تنهدت: الله يدبر الصالح يا بنتي .. افطري ناحفه واجد يا ليالي
ليالي ابتسمت: ماعليك باكل
تنحنحت خزنه وهي تدخّل: ام ليالي به واحدن عند الباب يقول انه اخوتس مصلح
ام ليالي فزت: اسالك بالله هو؟
خزنه اومئت بلا رد وام ليالي طلعت بسرعه ولهفتها تسابّق خطاويها ،
ليالي نزلت لقمتها وهي تفكّر .. قاطعها خزنه الي حطت الدلال عندها: قومي حطيها عند خالتس وامتس المجلس زاهب
ليالي رمشّت بتفاجئ قبل تاخذهم وهي توقف بتردد: شكرًا
خزنه ربتت على يدها بصمت وبعدّت وليالي ابتسمت بتفاجئ وكل مالها تتفاجئ من تغيّر تعامل خزنه معاهـا..
-
المـى/
ركبت مع جمايل وهي تردّف بعصبيه: قلت الساعه تسع جايتني الظهر لييش ؟
جمايل وهي تنعّس: انطمي انتي احمدي ربك جيتك بعد هالوقت ولا لطعتك للعصر
المى تأفأفت قبل تردف بتوتر: ماعلينا طيب اسمعي فيه شي
جمايل رفعت حاجب: خير اللهم اجعله خير وش بعد
المى: لازم أمّر بيتنا
جمايل وسعت عيونها: تستهبلين؟ تبينا ندخل عند شارعهم وبيوتهم؟ ولا فوقها ساجنين ولدهم والله ما يخلونا نمر سالمين! مافيه انثبري بمحلك ولا اقول انزلي انزلي ارجعي شقتك وفكيني من بلاك
المى بعصبيه: جمايل انتي ليه خوافه كذا ماعلينا منهم
جمايل ضحكت بإستهزاء: اييه شفتك يا اندرتيكر يوم جانا الغول والي معه وش سويتي
المى تأفأفت: جمايل خلاص عاد ما بطوّل أوعدك
جمايل بحده: قلت لك لا ! انا أصلًا مدري وش عماني على قلبي ومطاوعتك احسب وراك خير
المى كشت عليها: مالت عليك زين ؟ خلاص اف عطيني رقم السواق ارسل اللوكيشن
جمايل رفعت حاجب: لوكيشن ايش ؟
المى: وش يعني يا ذكية ؟ الشركة
جمايل باستغراب: شركة! شركة ايش
المى ناظرتها: انتي متى صرتي غبيه لهذي الدرجه ؟ يعني قايله لك لقيت الملف و لقيت المكان الي يخّص ابوي وابوك وين بيكون مثلًا؟
جمايل: وانتي ما تعرفين تتكلمين بوضوح وزي الناس ليش ؟ وش بينقص منك اذا قلتي كل شي ولا لازم حركات الغموض والاكشن يا شيخه اسكتي
المى قلبت عيونها بلا رد وهي تناظر بإسم سهاج الي بجوالها بتردد، تقوله ولا تسكـت؟
جمايل اللي لفت على الدريشة بشرود وهي تفكر باللي يصير ووش بيصير لاحظت صمت المى والتفتت
أنتبهت إنها تناظر بجوالها الي على اسم سهاج قبل تردّف: ما قلتي له؟
المى تنهدت وهي تقفل جوالها: لا ولا بقول
جمايل وسعت عيونها: صاحيه انتي بتطلعين وزوجك ما يدري ؟!
المى بجديه: جمايل انا وياه وضعنا مختلف
جمايل رفعت حاجب: الله اكبر يا مختلف .. مختلف بوش ؟ ماهو زوجك وانتي زوجته على الورق وعلى سنة الله ورسوله؟ ها بالله تقنعيني وش المختلف
المى وهي تلعب بيدينها: لأنه زواج مؤقت
جمايل حطت يدها على راسها: الله اكبر عليك وش مؤقته بعد!
المى تأفأفت: يوه منك انتي بعد ما تفهمين اي شيء .. مؤقت لين يرجع ابوي وخلاص تنتهي الحكاية
جمايل ابتسمت بسخريه: ليش تحبين تقولين كلام مانتي مقتنعه فيه؟ *عدلّت جلستها بجدية* المى انتي ليش ما تبغين تعترفين لنفسك انك مرتاحه وحابة العيشه مع سهاج ؟ ليش تبين تنهين كل شيء وقلبك مبسوط ؟
المى بحده: لان قلبي غبي ولو اخليه على كيفه بيرجّع يضرني نفس قبل
جمايل بحده مماثله: لا تقارنين سهاج بـ الوافي الزق .. الوافي الكل كان عارف دنائته والكل محذرك بس انتي الي طايشه و عايشه لي قصة حب .. الوافي جاك بعُمر الطيش و قرار المراهقة ، لكن سهاج رجال والنعم فيه ومستحيل يضر نمله عشان يضر الي على ذمته و انتي الحين بسن وفترة تقدرين فيها تقررين وتعرفين اذا قلبك دّق وارتاح هو للشخص الصح و لا لا مانتي طفلة المراهقة الي بذيك الايام والاهم من هذا انه اختيار ابوك .. لا تنكرين ان ابوك من حنا صغار ما يطيق الوافي ولا يزن
المى تنهدت بتشتت وهي تميّل رأسها على الدريشه: مدري .. خايفه
جمايل بهدوء: لا تخافين الخوف ما بيسوي شيء الا انه يسرق منك الاشياء الحلوه الي كان ممكن تعيشينها
المى بضياع ناظرتها: طيب وامي وابوي وينهم؟ يعني بعيش طول عمري خلاص بدون ما اشوفهم؟
جمايل: موضوع اختفاء امك وابوك غريب صدق ويربّك لكن ما بيدك الا الدعاء .. ادعي انهم يكونون سالمين ويرجعون لك
المى بقهر: انا متأكده ان اعمام الفلّس لهم يد بالموضوع!
جمايل تنهدت بإنزعاج: جدي ليش راح و تزوّج على جدتي امهم العله وجابهم لنا صداع فوق روسنا؟
المى فزت: اي هذا هذا المكان
جمايل ناظرته بإرتياب: يابنت هذا خرابه! تستهبلين؟
المى: لا ما استهبل ومتأكده ان هذا كان موقع شركة ابوي وعمي خلف الله يرحمه
جمايل باستغراب: انا الى الان ما استوعبت ، كان بينهم شراكة غير شركة جدي ؟
المى اومئت: ابوي وعمي كانو اذكياء .. دروا انه من اللحظة الي دخلو فيها عبدالله وحمد الشركه انهم بيلعبون بطرقهم الوصخه لين تصير لهم او يكون لهم نصيب من اكبر حصه ويصيرون المتحكمين فـ فتحوا شركة ثانية بدون علم احد
نزلوا من السيارة وهم يدخلون المبنى المتهالك نسبيًا من برا ،
جمايل كحت بإنزعاج: انكتمت وش هالغبار
المى: ممكن يا ذكية لأنه من اكثر من خمس طعش سنه ما احد دخله ؟
جمايل تأفأفت: طيب والحين وش بتسوي
المى بحيره: ما ادري .. ممكن نلقاهم بقسم الأرشيف ؟ بس لا ما اظن .. خلينا نشوف المكتب الرئيسي اول
جمايل: طيب فهميني نلاقي ايش ؟
المى بعصبيه: جمايل انتي تبين ترفعين ضغطي ؟ نلاقي الدلايل الي فيها مقتل جدتي .. و حادث جدي وعمي خلف
جمايل شهقت بذهول: ايش! كيف بتلاقينها تستهبلين المى
المى بجديه: ابوي عنده ادله وصوتيه بعد وكان تسجيلات كاميرا مقتل جدتي موجود قبلها مع ابوي وعمي خلف .. لكنهم ما قدروا يسوون شيء ولا يتقدمون خطوة بسبب جدي اللي كان يمنعهم ، بعدها مات جدي وعمي خلف بحادث والاكيد كلنا عارفين مين دبرّه .. وابوي اضطر انه يمسك هالدلايل وهو ساكت وانا متاكده انه الحين انحاش بسببهم اكيد مهددينه بشيء!
جمايل حطت يدها على راسها: انا كل مره اتعمق بهالعايله يوجعني راسي اكثر من قبل
المى تنهدت: من قرادة الحظ صرنا فيها
دخلو المكتب الرئيسي اللي كان بالدور الثـاني, كان الوحيد اللي ما زال وكأنه جديد .. وكأنه فيه إنسان يدخلّه يوميًا!
جمايل بشك: بنت المكتب مرتب مره ونظيف .. وش قاعد يصير!
المى بتوتر: ما ادري ، لا يكون فيه احد يعرّف هالمكان غيرنا؟
جمايل رفعت عبايتها وهي تلّف بتركض تطلع ، لحقتها المى بسرعه وهي تمسكها تسحبها بعصبيه: انثبري وين رايحه
جمايل: انثبري لحالك حبيبتي انا بنحاش ياويلك تمسكيني مره ثانيه فكيني من شرك عويض الله من شرك يا ذا الادميه كنت عايشه في الديره وبين بيتنا وبيت جداني والمزرعه وسرح الغنم ومرتاحه جيتي نغصتي علي عيشتي ليش
المى بتقزز: عاجبك يعني سرح الغنم ! وانا اقول من وين جايبه الغباء اثاريه من هالغنم الي تقعدين معهم
جمايل بعصبيه: شوفي عاد الا غنمي لا اشوفك غالطه عليهم قسم بالله بفرك وجهك في القاع الحين
المى قلبت عيونها: ايه زين يمه خفت .. راقبي الباب وخليني ادور
جمايل وهو شوي وتبكي: يارب سترك يارب انتي من هدفتي وانا من مصيبه لمصيبه
المى تجاهلتها و لفت على المكتب وهي تفتّح بالأدراج وتدور بينهم على أي شيء ممكن يفيدهـم
جمايل شهقت وهي تلّف على المى: قاعده اسمع صوت خطوات
المى بسخريه وهي تمشي : ممكن لاني امشي يا ذكية ؟
جمايل قلبت عيونها وهي تلّف على الباب: لقيتي شيء ولالا
المى فتحت اخر درج و هي تطلّع مُغلّف بني قاتِم، عقدت حواجبها وهي قد شافت نفس هالمُغلف بمكتب ابـوها بالبيت!
رفعت راسها لجمايل بسرعه: بنت تعالي شوفي وش لقيت
جمايل القت نظرة اخيرة على الباب قبل تتجه لالمى بإهتمام: وش؟
شهقت جمايل وهي تشوفه: هذا! هذا نفس الي خذوه عبدالله وحمد من بهاج
المى عقدت حواجبها: قصدك وكالة عمي خلف لبهاج؟
جمايل اومئت والمى تنفست بعُمق: يلا بسم الله بفتحه ونشوف وش داخله
إنفتّح الباب بقوة خلّت جمايل الواقفه تطيح من ام الركب الي جتها والمى تجمدّت بمكانها وهي تتنفس بسرعه
دخّل رجال بأواخر عُمره و لحيته الظاهره كاسيها الشيب .. زفرت المى براحة وجمايل زاد رُعبها وهي تتمسّك بِـ المى : الله ياخذك يا مصيبه هذا مين بعد وش بيسوي فينا
المى دفتها بلا إهتمام وهي تردف: عم مفرح ما تعرف تفتح الباب بطريقة أهدئ؟
مفرح ابتسم: والله كان مع ابوك حق يوم طلب مني انظف هالمكتب يوميًا .. قالي بيوم بتجيه المى
المى رمّت الي بيدها وهي تتجه لمفرح بلهفه من سمعت ابوها: ابوي؟ ابوي كلمك؟ تكفى تعرف عنه شيء؟ طيب يتواصل معاك؟
مفرح ضحك بخفه: شوي شوي يا بنتي كل هالاسئلة تبين أجاوبها! زارني قبل يختفي بفترة قصيرة ومن بعدها ما اعرف عنه شي
المى تنهدت بإحباط: طيب قالّك شيء ثاني؟
مفرح بهدوء وعينه مازالت معلّقة على المغلف الي فوق الطاولة: ما قال .. بس عطاني فلاش وقالي أسلمك إياه ، لا تفتحون هالمغلف ولا اي شيء لين اجيبه لكم
جمايل وقفت بعد ما هدّت نبضات قلبها وهي تسحب المى بهمس: وش يقول هذا مين يطلع؟ معنا ولا علينا
المى: هذا العم مفرح كان سكرتير عمي خلف وابوي وصديقهم من سنين طويلة ، طيب يا عم مفرح وينه؟
مفرح ابتسم بهدوء: اجل هذي بنت خلف؟
المى اومئت: ايه هذي هي
مفرح هز راسه: اجل شكلكم مكونين عصابه مثل ابوانكم.. كان يحتاج الوضع انه يرجع جرئة وذكاء فاهد وحذّر وهدوء خلف عشان يوقفون هالنصابين عند حدهم
المى ميلت فمها بعدم رضى: اي حذّر وهدوء الله يطول بعمرك؟ هذاهي فطست وراي يوم فتحت الباب
جمايل قبصتها بقوه خلّت المى تفز وهي تلّف عليها تصفق يدها: وكسر انتي واظافرك مخالب
مفرح ضحك وطلع برا
جمايل دفت المى عنها: امشي نشوف هذا وش فيه
المى رجعت مسكت المغلّف وهي تفتحه، من إنفتّح أنتثرت كل الأوراق و طـاح من وراهم فـلاش
المى وسعت عيونها بقوه وهي ترجّع الفلاش و الأوراق بداخل المغلّف
ناظرت جمايل بتوتر: اسمعيني بكل هدوء اطلعي قدامي لازم ننحاش لا تطلعين أي صوت
جمايل باستغراب ممزوج بخوف: ليش؟
المى بقهر وهي تسحبها: الفلاش موجود بالمغلّف، مفرح يكذب علينا لأنه كان جاي هنا عشان يأخذه .. مدري مين قالّه! اكيد انه مع حمد وعبدالله
جمايل بذهول: واذا يعرف بوجوده ليش ماخذاه؟ وليش يقول ان ابوك قاله؟
المى وهي تراقب ممرات الباب: مو هو الي كان ينظف المكتب ويقعد فيه .. قالّه عشان يوهمنا انه صادق ونقعد ننتظره لين الله العالم وش بيسوي فينا عشان ياخذه
جمايل بتوتر وهي تحّس برجفة: المى ماعاد اقدر امشي يمه
المى تنهدت بعدم صبر وهي تشّد على يدين جمايل: تقدرين .. جمايل لازم نركض بأقوى سرعتنا بس نخلي خطواتنا خفيفة ما تطلّع صوت، ما أدري هو وين راح بس لازم نطلّع بأسرع وقت
جمايل خذت نفس عميق وهي تحاول تسيطر على جسمها بس تحس ما تقدّر
المى تنهدت من جديد لثواني قبل تمّد يدها: امسكي يدي ونركض مع بعض ، لا تفلتين يدي ابـد
جمايل وسعت عيونها: طيب بيصير صعب عليك تركضين وتطلعين
المى بجدية: يا نطلع سوا يا نبقى سوا ، بسرعه ما فيه وقت
جمايل حطت يدها بيد المى .. تلفتت المى قبل تهمس: يلا
ركضو بأقصى سرعتهـم، وكل ما تباطئت حركة جمايل شدّتها المى من يدها ،
وصلو لسلالم الي بتوديهم للدور الأرضي و تنفسو الصعداء وهم يرتكون على الجدار يحاولون يلقطون نفس .. لكن سرعان ما انحبسّت أنفاسهم وهم يسمعون صوته ينادي اساميهم
المى بهمس: لا تتوترين .. صوته فوق معناته انه رجع للمكتب ، الآن لازم ننزل لتحت لا تطلعين صوت مع الدرج
جمايل اومئت بتوتر وهي تحّس بالتوتر ياكلها لدرجة تحّس بنقص الاوكسجين في راسها
نزلو مع خطوات الدرج بكل هدوء ، تحركاتهم كانت بطيئة لكن لأجل ما يطلعون أي صـوت..
من وصلو الى أخر درجـة إنفتح باب السلالم بقوة
المى بهمس: اركضي ولا توقفين ابد
شدّت على يد جمايل وركضو بأقصى قوتهم لين الباب الخارجي .. دفوه بكل قوتهم وراحو للبوابة الخلفية
تنهدو براحة من شافو سيارة السايق
ركبو والمى اردفت بصوت عالي: بسرعه حرّك بسرعه
السايق انلخم من ركضهم وكلامها لكنه بالفعل شغل السياره وهو يسوق بسرعه ..
جمايل تنفست بقوه وتنفسها سريع ، مدّت يدها وهي تحطها على قلبها: يمه يمه يمه قلبي كان بيوقف!
المى كحت بقوه وهي تشّد على كليتها: جنبي عورني من كثر الركض اف
جمايل التفتت ورا برعب وهي ترجع تناظر المى: اخاف يلحقنا!
المى رفعت حاجب: ان كانه جيد يجرب يسويها
جمايل صفرت بذهول: اقعد يا كانه جيد! والله شكل الاخ سهاج فرمتك
المى ضربتها بطرف الورقه بخفه: متى تبطلين تجيبين طاريه؟
جمايل كشرت وهي تمسح يدها: احسن جعله يطلقك وياخذ ازين المزيونات وتشوفين ولده يعدي قدامك
المى بقهر: تبين تجيك ضربه اقوى صح؟ انكتمي ووجع فالك ما قبلناه
جمايل ضحكت بذهول: الحين ما فهمنا يعني تحبينه ولالا
المى طنشتها وهي تقلّب الأوراق بيدينها: الحين هذي وش تطلع؟
جمايل: خلينا من هذي يقلع شكله هالشايب فيه حيل يكذب انا من شفت شكله قلت بس هذا باقي له يوم ويموت
المى بقهر: الي قاهرني انه صديق عمي خلف وابوي من سنين وكانو ما يسوون شي بدونه .. ليش سوا كذا فيهم!
جمايل ارتخت على المقعد بتعب: حتى الاهل الي دمهم يرتبط فيك يخونون بنستغرب من الي ما يربطهم دم فينا؟
المى بهدوء وهي ترفع المغلف وتطلع الفلاش: ما يهمني كذبه الحين ، السالفة ليش خايفين هالكثر ؟ وش في هالفلاش عشان يرعّبهم؟
جمايل بخوف عدلّت جلستها: ما ادري وش بنسوي حنا الحين؟
المى: لازم نشوف وش في هالفلاش أول ووش هالأوراق، لازم نروح بيتنا جمايل لازم نكون بمكتب ابوي
جمايل كّش جسمها: المى لا تستعبطين على راسي .. قلت لك لا يعني لا
المى بعدم اهتمام: خلاص انزلي ببيت خالك وانا بروح بيتنا
جمايل تأفأفت: انتي عنيده وقوية باس كذا على مين فهميني على مين!
المى ما ردت عليها وهي تطلّع الأوراق وتقراها بتركيـز
جمايل عدلّت جلستها بترجي: طيب اسمعيني تكفين خلينا الحين نرجع ونشوف الفلاش ونكلم وهاج يجي معنا لبيتكم
المى نزلت الورق وهي تلّف عليها: ومتى بيجي ؟
جمايل طلّعت جوالها: بكلمه الحين
المى اومئت بتنهيده: يالله على خوفك .. طيب خلاص بس خلينا نرجع شقتي ما فيها احد فاضيه
جمايل: والابتوب معك؟
المى: فيه لابتوب بالشقه حق سهاج بناخذه
جمايل بتفكير: طيب مين تتوقعين الي كان يدخل المكتب ؟ يمكنه صادق وحنا ظلمناه؟
المى قلبت عيونها: جمايل لا تصيرين لي فيها فضه قلبها ابيض .. كل شيء واضح من دخوله الي كان شوي ويكسّر الباب، ومن ربكته ومن لغة جسده..عيونه ما أنزاحت عن المغلف وهو يشوفه ولا توصياته إننا ماناخذه ولا نفتحه لين يجي ، طيب فهميني و خلي هذا على جنب ايش قال بيجيب الفلاش و الفلاش موجود بالمغلف ؟
جمايل مسجّت راسها: يوه مدري عنكم ايكم صدعتو بي وبس
قاطعها رنين جوالها و الي ما كان الا أمها
جمايل بهدوء: هلا يمه
الزين: وينك للحين ما رجعتي؟ توني راجعه من بيت خالتك الهنوف واسال سلوى قالت ماشافتك
جمايل: لا يمه طلعت من العياده بعد التقديم ورحت مع المى لشقتها عازمتني
الزين ميلت فمها بعدم رضا: والله ما ادري وش ورا خوتك انتي وياها الي طلعت فجأه .. المهم بكيفك ماعلي منك شفتي احد من اخوانك ولا كلموك
جمايل: لا بس شفت وهاج امس يصور الخيمه يمكنهم بالديره
الزين وسعت عيونها: وش وداهم الديره وانتي ملكتس قربت !
جمايل باضطراب من طاري الملكه: اكيد ماراح يقعدون يمه بيرجعون بس وش ملكته متى حددتوها يمه ! منجدك توني معلمه جدي الصباح بموافقتي
الزين بحنق: جدتس كانه اياس ما علمنا بالموافقه ما درينا الا وهو ف بيت نايف ، جانا وحنا في بيت الهنوف وعلم نايف وحدد معه وقت الملكه بعد اسبوع تزهبي ان كانك بتشترين فستان ولا شي روحي مع بنت عمك استفيدي منها شوي ذوقها الحلو مالت عليها الزين ما يكمل
جمايل بتوتر: يمه وش بعد اسبوع! لا مستحيل مو على كيفكم
الزين وسعت عيونها: اهبي بتحطين كلام فوق كلام جدس!
جمايل تنهدت وهي تفرك اصابعها ببعض: خلاص يمه خلاص زين
الزين: لا تنسين الفستان
جمايل بلا اهتمام: عادي باخذ فستان تباهي السكري او اي شي
الزين بتذكر: لا يابنتي ما يناسب ملكه تراها ملكتس وش فيس
جمايل تنهدت: يمه ادري انها ملكتي بس ابغى شيء بسيط ما ابغى شي دفش ، قالهم جدي اني ما ابغى عرس كبير؟
الزين بحده: لا ماقاله ولاهو قايله وبفرح فيتس وباكبر قاعه بالرياض وعضي شحمه وانطمي هذا الناقص لاقيتس في الشارع انا عشان ما افرح فيتس ويسوون لس عرس ما صار ولا استوى !
جمايل زفرت: خلاص يمه نتفاهم على موضوع العرس لا وصلت يلا توصين شيء؟
الزين: لا حافظك الله
قفلت جمايل من امها ونزلت جوالها و هي تحس بلخبطة المشاعر الي بداخلـها،
المى لفت عليها: كأني سمعت طاري ملكه ؟
جمايل: ايه
المى وسعت عيونها وهي تعدّل جلستها: اما عاد! بتتزوجين؟؟؟ تستهبلين
جمايل بسخريه: تشوفيني في مزاج اقدر استهبل فيه؟
المى باستغراب: طيب وانتي ليش عاقده النونه كذا احد غاصبك؟
جمايل تنهدت: لا بس مدري خايفه
المى بحذر: ما تعرفينه ولا شيء ثاني؟
جمايل: مو عن اعرفه او لا بس ما ادري خوف تملّكني وبس .. ما قد حسيتي فيه لمن تزوجتي سهاج؟
المى بلا اهتمام: ما كنت مهتمه لاني كنت ابي البي رغبة ابوي وبس ما فكرت في زوج المستقبل
جمايل: الله يرزقني برودك تحرين تحرين ودي اصفقك على برودك
المى بضحكه: انتي الي دمك حار زياده عن اللزوم خلاص دامك تعرفينه وراضيه فيه وشوله هالدلع الحين
جمايل تأفأفت: ماهو دلع بس مخوفني هو شوي
المى عقدت حاجب: ليش مخوفك؟ بنت لا يكون سوالك شي؟
جمايل طيرت عيونها: لا لا انتي وين راح مخك ، بس لانه يحبني
المى ارتخت ملامح وجهها: وانتي خايفه لانه يحبك يعني؟ قسم بالله حماره صدق ما منك رجا
جمايل بحلطمه: يختي شعور غريب تخيلي طول عمرك مقابله الديره والغنم وكل ضحى وانتي ببيت جدانك لين يذن العشا وتروحين ترقدين وعايشه بكل هدوء وروتين فجاه يجيك واحد يخطبك وترفضينه ويرجع يصّر يقابلك ويقولك اني احبك طول عمرك ولو ما وافقتي علي مستحيل اتزوج احد بعدك؟ بالله عليك ما يلخم ويخليك تهوجسين؟
المى وسعت عيونها: الله الله يا حركات! وانتي يا بنت الديره لك وجه رافضه وهو حابك بقرون رقيه الي فوق راسك
جمايل صفقتها: وجع ماعاد سويت قرون رقيه خير وبعدين وش فيها بنت الديره طلعت من الديره وانا معي شهادات وماخذه طبوع اهلها وقلبهم الطيب ونخوتهم وعلومهم الزينه من زينك الحين يا بنت الضاحيه
المى ضحكت من قلب: استهبل معك يا بنت الديره .. *عدلت جلستها بجديه* انتي يا جمايل تستاهلين والله الي يحبك وما يصير توافقين الا على رجال فعلًا عارف قدرك وحابك وبيصونك ويحاول لاجلك مره ومرتين..اذا اخلاقه زينه ومحافظ على دينه ومنصبه زين وش يخوفك منه اقدمي بس
جمايل حسّت بالراحة شوي قبل تردف بتوتر: طيب بس الملكه قريبه مره!
المى: وش فرقت اذا هي قريبه ولا بعيده بكل الحالتين بتجي تعوذي من الشيطان بس بعدين ترا منتب صغيره قربتي على الثلاثين
جمايل بعصبيه: المى!
المى ماتت ضحك: يختي والله انك غبيه يعني تدرين بي بستفزك تعصبين ليه
جمايل قلبت عيونها ولا ردت وهي تناظر الطريق: انتي شقتكم حاطينها بقلعة وادرين ولا وش يا طول الطريق
المى: يلا هانت باقي هذي اللفه وندخل شارع الحي
بعد خمس دقايق وقفت سيارة السايق قدام الشقـة،
جمايل بمخاطبة للسايق: خلاص روح اذا جيت ارجع بكلمك
السايق هز راسه وهم ترجلوا من السياره والمى كانت سابقتها بخطواتها وهي تطلع مفتاحها
دخلت المى وهي تلّف على جمايل باستهبال : حي الله من جانا
جمايل ضحكت: والله فاضيه ادخلي بس برد ذبحنا
المى وهي تتجه للصاله: اقعدي بجيب شي نشربه واجيب الابتوب
جمايل كشرت: والله ما عندك الا قهوتك الي تفقع الكبد مابيها
المى: ماعليك صرت اعرف اسوي شاهي
جمايل ضحكت: والله ان سهاج ممشيك صح
المى رمت عليها من خداديات الصاله: تنكتمين ولا اطردك؟
جمايل : يلا بس خلصي بموت واعرف وش في هالفلاش
المى دخلت المطبخ وهي تكلّم سهاج الي رد بعد ثواني: ارحبي شكل يدك تعودت على رقمي
المى ضحكت بخفه: لا تستهبل تبيني اقفل يعني؟
سهاج ابتسم: لو قفلتي دقيت عليتس مالتس مفر مني
المى: خل عنك بس .. كيف اسوي شاهي؟ جمايل عندي وما ابي اتفشل تكفى يا سهاج
سهاج فز: ابنك ياصالح لو تبين جيتس طياره بعد اسويه
المى ضحكت من قلب ولا قدرت توقف ضحك
سهاج تنهد بابتسامه: يا حلو ضحكتس حلواه يا بنيه
المى حسّت ولأول مره بوجهها يشتعل: انت ما ينفع اكلمك والله العظيم ، بقفل وارسلها لي
سهاج بسرعه: لا لا لا تقفلين بعلمتس الطريقه اول شيء طلعي الابريق
المى بضياع: وينه اي درج؟
سهاج: الدرج الي جنب الفرن يمين
المى فتحت الدرج وهي تسحبه: ايه لقيته .. وش الخطوه الي بعدها
سهاج: حطي فيها ماء وخليه يطبخ بعدها كبي عليه من الشاهي والسكر تلاقينها جنب الفرن على التيبل حطي فنجال صغير سكر وفنجالين كبار شاهي
المى باستفهام: ليش ما اسوي طيب زي طريقة شاهي اليانسون ؟ وشوله كل هالتعب
سهاج: لا ما يجي طعم الشاهي صح الا لا طبختيه وخليتيه يخدر
المى تنهدت: اف مالي خلق بس طيب يلا وش عقبه؟ بس خلاص؟
سهاج: قطعي لتس نعناع وحطيه باكوابكم ولا خلص الشاهي صبي عليهم وحركيه زين لين يطعّم فيه
المى وهي طلعت كل شيء وحطته على التيبل: اوكي يلا بروح اسوي شكرًا
سهاج ابتسم: كلني لتس بس لا تنسين توريني النتايج بشوف التمليذه بتتفوّق على المعلم ولالا
المى بغرور وهي ترجع شعرها لورا: يا حبيبي ما عمري صرت تلميذه انا بتشوف بصير معلمتك بعد
سهاج صفر: اوب اوب كلام قوي يا حرم سهاج خلاص نشوف لا رجعت من احس شاهيي ولا شاهيك
المى بتحدي: بتشوف والله ان اضبطه يلا لا تلهيني تشاو
قفلت الجوال وهي تحطه على جنب بس سرعان ما ارسل سهاج رساله "بنت تشيو مدري وشنهي الي قلتيها وش تطلع! لا يكون تسبيني!"
المى ضحكت وهي تهز راسها: ياربي منك
جمايل تسندّت على الباب: اشوف الضحك واصل لي لين الصاله واخر شيء *تقلد صرت المى* مابيه وتزوجت عشان ابوي وبنتطلق
المى فزت بخوف: ووجع ما تعرفين تطلعين صوت قبل تجين وبعدين وش جايبك! وش هالضيفه المغسول وجهها بمرق
جمايل بطفش قعدت على كرسي طاولة الطعام: وش اسوي طفشت وانا هناك والهواجيس لعبت فيني مع هالفلاش وانتي طولتي
المى وهي تحط السكر والشاهي: يلا بعد شوي بيجهز الشاهي ونروح نجيب الابتوب ونرضي تساؤلاتنا
جمايل: اساعدك بشيء ؟
المى وهي متجهه للثلاجه اشرت على احدى الادراج: طلعي لنا اكواب من هنا
جمايل ضحكت بسخريه: نعبناتس يا الخكريه نحط الشاهي في بيالات مب في اكواب فوق ما انك مو مشربتني قهوه بعد بتحطين باكواب
المى بتهديد وهي تطلع النعناع: ترا والله ما احط لك نعناع واخليك تشربينه سامج
جمايل كشرت وهي تطلع الاكواب بعدها اشرت على فمها: خلاص هاه بنسكت واسكر هالفم
خذت المى صينيه وهي تحط فيها ابريق والكوبين الي بوسطها نعناع: يلا امشي
جمايل خذت منها الصينيه: بوديها انا روحي جيبي الابتوب بس
المى اومئت وهي تطلع من الصاله متجهه لغرفة سهاج بينما جمايل قعدت بالصاله وهي تصب الشاهي بالاكواب
المى جلست وهي تفتح الابتوب ومدت يدينها لجمايل: يلا بسم الله جيبي الفلاش
جمايل طلّعت الفلاش وهي تعطيه لالمى واردفت بتوتر قبل تدخله بالابتوب: يمه لا اصبري خلاص ما ابي اشوف
المى بحده: بنت وش الي ما ابي اشوف قطعنا كل هالطريق ومتنا وحيينا عشان نوقف الحين؟ قوي قلبك واسكتي
جمايل كشرت: والله آنك بلا قلب وبلا مشاعر
المى تجاهلتها وهي حاسه برجفة يدينها .. خوف كبير يتملّكها من اللي بتشوفه لكنها قاعده تتجاهل كل مشاعرها لأنها لو استسلمت لخوفها ماراح تتقدّم بشيء
اشتغل الفلاش ووجيههم بردّت من بدايته..وبكل مرة يتقدّم فيها الفيديو كانت ملامحهم يتخلّلها الرعب اكثر واكثر،
جمايل بلعت ريقها وحدقتها تتسّع: المى!
المى كانت أعصابها مشدودة وهي تتابع الفيديو .. كان من كاميرة المُراقبة اللي بـ صالة جدهم المُطلة على الدرج
كانت جدتهم على كرسيها بالمسافة الي قبل الدرج من فوق .. حمد وعبدالله قدامها و وجه ما توقعوه كان موجود كانو قادرين يشوفون بهاج الواقف تحت ببداية الدرج بوضوح
كان من الواضح إن حمد وعبدالله يصارخون وبهاج يشاركهم الصراخ وعروق رقبته بارزّة وجدتهم وجهها مظلّم لكن ما كان واضح إيش يقولون نهائيًا لعدم وجود الصوت ، قرّب حمد من جدتهم وهو يطلع سكين حاد و عبدالله ركض يمسك بهاج اللي كان بيركض لـ فوق مسكه بكل قوته لأن بهاج كان يتفلّت منه بقوة لكن كل فوته ودفاعه سكّن من غرز حمد السكين بذراع جدتهم لأجل ما تقدر تتمسك بالدرابزين وبعدها دفعها من فوق من كرسيها بكل قوته وعبدالله بعّد عن بهاج بسرعه الي كان ساكّن من هول صدمته .. كان واقف بنص الدرج بالضبط قبل يطيح مع جدته اللي طاح جسدها فوقه إلى نهاية الدرج
جمايل حسّت بلوعة في كبدها وهي تغطي وجهها بدموع بلّلت وجهها
بينما المى كانت مازالت جامدة بمكانها قبل تلّف على جمايل اللي أجهشّت بالبكاء
جمايل برعب ويدينها ترتجف: المى .. المى شفتي اللي انا شفته ؟ شفتي كيف دخل السكين فيها و دفها ؟ شفتي كيف طاحت على بهاج؟ المى هذول مستحيل يكونون بشـر!
المى دمعت عيونها ووجهها مازال جامد .. تحّس برجفة أحتلّت جسدها، تحّس بأن الأمان كله بهذي اللحظة بالذات إنسلب منهـا!
حضنت جمايل لعلّها بهالحضن ترد ولو شوي من الامان لروحها الي تذبذبت حتى تعبت لدرجة تحس بأنها قربت وكثير من التبلـد
جمايل وهي مازالت ترجف: بهاج كيف قدر ينام بعد هالليلة؟ كيف قدر يتحمل المنظر الي قدامه؟ كيف قدر يسكت ويكتم؟
المى بملامح ذابلة: اخوك شكله تحمّل كثير و شاف أكثر من كذا منهم
المى بحذّر بعدت عن جمايل وهي تحتوي وجهها بين يدينها: متأكدة إنك تبغيننا نسمع التسجيل الثاني ؟
جمايل بقلق: عن ابوي صح؟
المى تنهدت: ما ندري لكن المُحتمّل .. إيـه!
جمايل نفّت بشدة : مستحيل أتحمل المى مستحيل ما ابغى اشوف شي خلاص تكفين اتركيني ما ابي اعرفهم ولا اعرف وش سوو ولا اذكر اساميهم خلاص اتركوني
المى بخوف حضنت جمايل بقوه: جمايل اهدي .. دقي على اخوانك الحين!
جمايل بعدّت عنها: اخواني مو في الرياض مع زوجك بالديره
المى وسعت عيونها: تستهبلين؟ يمه وش بنسوي!
جمايل بإستفهام: ليـش !
المى بتوتر : اكيد إنهم بيجون .. مسألة وقت لين يعلمهم مفرح بكل شيء و لين يلاقون موقع شقة سهاج ! جمايل انتي تعرفين حنا وش سوينا الحين ؟ حنا كشفنا اشياء ممكن توديهم ورا الشمس و قبلها ساجنين ولدهم .. مستحيل يتركوننا والله ان يغرسون هالسكين فينا مثل ما غرسوه في امي فضة الله يرحمها وبدون ما يرّف لهم جفن!
جمايل حسّت بهبوط وهي ترتخي على الكنب: المى انا ماعاد اتحمل شيء
المى وقفت وهي رايحه جايه بالصالة واطرافها بردّت ، ركضت لباب الشقة الخارجي وهي تقفلّه بأحكام بعدها راحت تركض وهي تتأكد من إن كل الدرايش مقفلة ، هي حتى بيبان الصالة و الغّرف قفلتهم من قوة الخوف اللي سكّت قلبها!
ركضت لغرفتها تجيب عطر من حسّت بوجه جمايل الأصفر وسكونها الغريب وعرفت انها بحالة هبوط ودايـخة
قربت العطر من أنف جمايل وهي تطبطب على وجهها: جمايل قومي .. جمايل ركزي معي ان شاءلله بنكون بخير قومي لا يصيبك سكته من الخوف
بدّت جمايل تفتح عيونها والمى شممتها العطر اكثر وفزت تاخذ علبة ماء وهي ترّش على وجهها وتشربها لين أعتدلّت جمايل بـ جلستها،
المى بجدية: جمايل .. خالك الي كان طلّعك مين ؟
جمايل بوهّن عقدت حاجبها: تقصدين خالي راجح؟
المى: كلميه الآن !
جمايل بخوف: لا أخاف يعصب او من خوفه يتخسبق
المى بفلتة اعصاب: جمايل حنا مالنا غيره بعد الله بهذا الوقت خلي احتمالاتك بعدين تبينهم يجونا وحنا جثث ؟ هذول الكلاب قتلّة بدم بارد تدرين كم واحد قتلوه في عايلتنا ؟ جدي و جدتي و عمي خلف و انا متاكدة ان ابوي منحاش لانهم ناوين عليه .. اكيد عرفوا بإن عنده الدلايل و انه ماهو معاهم وكان يلعب عليهم كل ذيك الفترة ، و مدقرين لـ بهاج مو رادهم عنه الا خالك وجدك .. كلنا بخطر جمايل كلنـا !
جمايل خذت نفس عميق وهي تطلع جوالها و تدور رقم خالها بيدين مرتجفة
ثواني وجاها الرد: هلا جمول امريني ياعيون خالتس
جمايل بدموع وصوتها فيه غصه: خالي تكفى برسل لك لوكيشن تعال له الآن ، لا تتأخر ولا ثانية تكفى
راجح فز بخوف: بنت وش فيك لا تقلقيني
جمايل خذت نفس وهي تردف: ان شاءلله خير خالي تعال انت بس وبفهمك كل شي .. لا تسرّع تكفى ما ابي يجيك شيء
راجح وقف بعجلّة: ارسليه الحين بسرعه
جمايل اعطت المى الجوال الي راحت توقف عند الباب ترسله
جمايل بوهّن و هي تناظر الفراغ: ليش سوو كذا طيب! ما بعمر احد مننا ضرهم ليش يبون يضروننا بهالطُرق البشعة ؟
المى جلّست بجنبها وهي تعطيها الجوال: لأنهم من ام قذرة مثلهم ربتهم ببيئة قذرة وجت بعد سنين بعد ما ملا الحقد والنجاسة نفوسهم وقطتهم على جذي الي كان يداريهم بزياده وولا عمره هاوشهم على وقاحتهم وتماديهم! لين صارت النتيجة اللي انتي شايفة..هم حتى بين عمي خلف وابوي تدخلو وفرقوهم .. قذرين بشكل مو طبيعي
ما ردّت جمايل وغمضت عيونها بقوة وهي تحّس بلوعة كبدها من تذكرت منظر السكين وهو ينغرّس بذراع جدتها
فتحت عيونها على وسعّهم وهي تلف على المى: انا مو قادرة استوعب .. مو قادرة استوعب ان بهاج شاف هالشيء قدامه وحملّه بصدره سنين!
المى تنهدت وهي تسحّب الفلاش والابتوب: بروح اشوف التسجيل وارجعلك .. خل نشوف وش من خبايا اكثر نايمين عنها
جمايل ما ردّت عليها وهي تنسدح على الكنب وتلم رجولها لصدرها، غمضت عيونها ودمعتها تنزل وهي تتخيّل لو كان التسجيل فيه موت ابوها .. كيف بتتحملّـه؟
-
راجـح/
طلع من المجلس بسرعة وشاف راسل قدامه لكن تفاجأ من هيئته الجديده: بسم الله الرحمن الرحيم وش مسوي بعمرك انت
راسل باستغراب: علامك طاير
راجح بنرفزه: وانت وش عليك اذلف من قدامي
راسل ميّل فمه و هو يدخل المجلس لكن ما شاف ابوه موجود ..
تأفأف بملل: ياليل وقتك يا يبه وين رحت
طلع وهو يجلس على عتبة باب المجلس من برا ويطقطق بجواله
دخلت رسن الي كانت مسرعه تبي تلّحق على تذكار وتعلمها بكل شيء
راسل بضحكه: وش فيها ام هلال مسفحه
رسن فزت بخوف لكنها شهقت من شافته: بسم الله
راسل كشر: خير يعني مب حلو بالقرعه
رسن بنقد: علامك صرت كنك شوشة هبيب
راسل ضحك من قلب: حلالاه لو يسمعك بس ، بعدين وش عندك تذبين وانا مسوي ذا على شانك
رسن رفعت حاجب: عشاني ! ليه وانا وش دخلني بك انت وشوشتك دبّر وراك بس خل ادخل
راسل: اييه الحين محملّه علوم لدلي .. الله يجعلني اياها يا شيخه عشان تعطيني نص وجه
رسن كشرت: بسم الله عليها فالها ولا فالك
راسل ابتسم بهدوء: تصدقين والله بشتاق لك
رسن عقدت حواجبها: الظاهر انك بديت تخرّف
راسل بجدية اخذ نفس قبل يكمّل: سجلت بالعسكرية يا رسن .. برجع واثبت لك ان الصغير قادر يحبك اكثر من الكبار ، بثبت لك اني عشانك ممكن اسوي كل شيء و اي شيء ، اني بترك الدراسة و بتوجه للعسكريه عشان اتوظف واكوّن نفسي واقعد بمجلس ابوك .. بتعرفين وش هو حبي يا رسن
رسن جمدّت مكانها وملامحها إرتخت ، بلعت ريقها قبل تردّف بصوت متذبذب: منجدك انـت !
راسل ابتسم وهو يومئ: اربعين يوم بتفتكين مني نهائيًا .. وعاد بعدها شوفي وين بتعيّن وتفتكين مني بعد لكن بطمر بوجهك بكل عطله تجيني
رسن وسعت عيونها قبل تردّف بعصبية: راسل انت منجدك ! وش هالخبال الي راكب عقلك .. بتروح و تختفي و تشتغل وتترك دراستك وحياتك عشاني ؟
راسل تنهد قبل يعدّل جلسته: اظن انك عارفه انتي مين عندي ، ما ودي ارجع اشرح والاقي جزمتك براسي
رسن بقهر رمّت على حصى من اللي طايح بالأرض: غبي غبي غبي وحمار ودلخ وثور وماتفهم زين؟
راسل ضحك: عسل على قلبي زين؟ بعدين ليش معصبه هالكثر .. ما تبين تعترفين انك بتشتاقين لي ؟
رسن زمّت شفايفها بقوه: ماراح اشتاق لانك غبي وانا ما احب الاغبياء
تنهد راسل بضيق ورسن قلبت عيونها تحاول تبعّد دموعها وهي تتجّه لداخـل
دخلت بخطوات سريعة وسكرت الباب وراها وهي ترتخي عليه و اعصابها مشدودة
نزلت دموعها لا إراديًا ورفعت يدينها بسرعه وهي تمسّح دموعها: غبي وحمار اوف منه
هوّت على وجهها و هي تحس بنبضات قلبـها اللي ما هدّت من لحظة ما قال كلامـه..دخلت على طول فوق لغرفة تذكار وهي وقفت قبلها بثواني برا تحاول تتماسّك
تباهي الي طلعت من غرفتها ناظرتها باستغراب: رسن! وش فيك
رسن بشرود: هلا ما فيني شي بس اشوف اذا نور غرفة تذكار طافي او يشتغل
تباهي ارتكت على بابها: تدرين انها لو نايمه فيه غرفة ثانية هنا وبنت خال ثانية نقدرين تجينها صح ؟
رسن ابتسمت من قلب: ايه ادري واطلق من دليوه بعد
تباهي ضحكت: تراها قايمه لا تسمعك بس
رسن باستغراب: وش مقومها
تباهي فركت يدينها ببعض: ابوي معصب من عرّف من جدي اني وافقت على نياف و حط الحره فيها قومها وهي ما نامت الا ساعه وعصبت علي الحين ما تشوفيني منزرعة هنا مقموعة من كل الجهات
رسن ضحكت: ياحياتي عليك تجيك التهايم وانت نايم .. خلاص انا بدخل عندها اذا صار الوضع اوكي بقولك تجين
تباهي: انتظر جمايل أصلًا بس مدري وش فيها طولّت بزيـادة!
رسن: وين رايحة؟
تباهي: طالعة مع المى
رسن بمحاولة تذكر: بنت عمها الكشخة ذيك؟
تباهي: ايه ما غيرها .. اسمعي انتي روحي لها وانا بطلب لنا قهوه وحلا نروّق .. البيت يهوي حتى جدتي وعمتي مزون مو فيه
رسن: ههاي بالك ما تدرين وش صاير بجدتك وعمتك مزون، طلعت من البيت وهم للحين يخططون في ضي وامها وتيام صافقني
تباهي باستغراب: وش مي ! قصدك بنت عمتك نوير الي متهاوشه مع جدتي؟
رسن: ايه عليك نور عاد تشوفين جدتي الحين عاصبة راسها ومشمرة اكمامها وتحوس في الصاله تدوّر لها مكيده ماتبيها تفوز عليها
تباهي: هاه تفوز عليها بوش!
رسن: روحي روحي اطلبي القهوه والحلا وتعالي عندنا جلسة حش لين الراس
تباهي دخلت وهي تدور جوالها: يلا جايتكم
-
الديـرة/
سهاج ناظرهم: هاه خلاص خلصتم كلكم نمشي؟
خالد: انا بقعد هنا ماني رايح
وهاج لّف عليه باستغراب: وليه ! اهلك كلهم في البلاد
خالد بهدوء: ما ابي الا هوا الديره من رحت للبلاد وانا وضعي تبن
نياف تنهد: والله ودي اقعد انا بعد بس جداني وراي هناك
رباح: انا بعد بقعد ماني معكم
سهاج بضحكه: انت من اول وانت برا الحسبه يارجال .. يلا اجل حافظكم الله
رباح: حافظكم الرحمن انتبهو في الدرب
ركبو سهاج وبهاج قدام ووهاج ونياف ورا
دّق جوال وهاج برقم وفز وهو يشوفه
نياف استغرب فزته وناظره: وش فيك
طّل براسه على الجوال قبل يدف وهاج راسه: اذلف وراك
نياف ضحك بخبث: رقم ! منهو يا السلوقي ولا نقول منهي
وهاج وسع عيونها وهو يصفقه: بقص لسانك انا
نياف ضحك بصخب وهو يرجع راسه على ورا: بهاج انتبه على اخوك شكله طايح بطيحه
بهاج باستغراب الي كان شارد: وش؟
وهاج بحده وهو يناظر بنياف: ولا شيء
بهاج ارخى راسه بلا اهتمام على المرتبة لانه يعرف سخافة نياف ووهاج وهو عقله مزحوم بأشياء كثير
نياف بهمس: شف انا كنت امزح بس انت اختبصت يعني كلامي صح! علمني بسرعه
وهاج بذات الهمس: بعلمك بعدين بس انطم
نياف وسع عيونه وهو يعدّل جلسته: يعني فيه شيء صدق !!
وهاج قلّب عيونه: قلت لك بعدين انطم وبعدين ترا مو مثل ما انت مفكر
نياف ضيّق عيونه عليه: يا خبر اليوم بفلوس بكره ببلاش ننتظر ونشوف وش وراك يا العنقود
وهاج راسل ذات الرقم اللي إتصّل عليه ، لكن ما لاقى أي رد و تنهد بإحباط .. ليش ما ترد عليه وهي وعدته؟ اسئلة كثيرة تخص هالبنت بعقله مو لاقي لها اجوبة مهما حاوّل..غريبة وجدًا! تجذبه بطريقة غريب يبي يعرف قصتها واسبابها وهي ايش تكون
اما نياف ضحك على سرحان وهاج: والله الي وقع صدق اييها اعرفها زين ذي التنهيده والسرحان
سهاج ابتسم: انت وش تبي مننا اليوم منتفنا واحد واحد خل العرب بحالها
نياف ضحك بدون رد وثواني الا وجواله يرّن
رد بعد اول رنَة: هلا ابوي امرني
بادي بتوتر بايّن بصوته: نياف وينك؟ تقدر تجيني الحين؟
نياف باستغراب: انا بالطريق جاي للبلاد ليه وش فيك
بادي تنهد: طيب تعال لي انا عند شقة رباح بسيارتي انتظرك ورانا خط
نياف بمحاولة استيعاب: خط وشو
بادي: لا جيت بتفهم يلا لا تتاخر
نياف باستغراب: اح قفل بوجهي!
سهاج: وشو
نياف رفع كتوفه بعدم درايه: والله مادري بس يقولي تعال ورانا خط الله يستر بس مانيب احب شطحات جدي ذي
سهاج سكت لثواني وهو كأنه فهّم وش خطه ، لكنه ما فضّل يتكلم وكمل سواقته بهدوء
نياف عدّل جلسته: الحين طيب ليش ما تكلم ابو فهد ؟ يمكن يقتنع هو يحبك انت وبهاج شوي
سهاج بسخريه: ناسي ولده
نياف كشر: قطعا لا ابو ولا ولد يعني بعد من وين بتجيه السماحه وابوه اقشر
بهاج ضحك لا إراديًا : تتذكر يوم تهاوشت معه؟
سهاج شاركه الضحك من تذكر: يوم مسك العجرا بيفلعه بها ياربي على هياط نياف من حنا صغار
نياف ضحك من قلب وهو يستذكّر ذيك الايام: وربي اذكر كان وقتها رباح ما يطيقني بس فازع لي .. كان شوي يطقهم وشوي يطقني لخبطني ما ادري هو معي ولا مع العدو
لمحات من الماضـي~
كانو قاعدين قدام دكة دكان ابو سيف،
سهاج باستغراب: الا يا عيال وش صاير هناك قدام بيت ابو فهد؟
بهاج ناظر جهة بيت ابو فهد: من صبح اسمع اصوات بس احسبهم يسولفون .. بس لا والله اصواتهم تعلّى!
خالد وسّع عيونه: ياعيال هذاك مب نياف؟؟
سيف ناظر بتركيز: الا والله نياف .. وهذاك فهيدان لا يكون يتهادون؟
سهاج فز: ابنك ياصالح قومو قومو
ركض سهاج وركضو وراه بهاج وخالد ورباح الي كان توّه جاي ومايدري وش صاير بس ركض معهم ووراهم سيف ووهاج
كانو يحاولون يفككون بينهم لكن فهد جو عيال عمانه وكبرت المشكله لين صار تشابك بالايادي بينهم كلهم
لين وصل ابو مطلق شيخ القرية وفك بينهم وخلّاهم ينظفون المسجد والاماكن الي حوله يوميًا مع بعض كـ عقاب للي سووه ،
لكنهم كانو يتناقرون بكل دقيقه وثانيه لين طفش منهم وطردهم كلهم..
الحاضـر~
بهاج تنهد من قلب: يازين ذيك الايام والله
وهاج كشر: امحق زينها وهالدعله كل شوي يدخل بهده ماخلا احد
نياف ضحك: ياخي ايام المراهقه لازم الهياط والهواش والطيش
وهاج: لا شف سهيج ماشاءلله عليه طول عمره عاقل وسمح ولا دخل بمشكله وحتى رباح بعد
نياف: هذول شكلهم مرسبنين عندنا بالغلط
سهاج: لاننا صاحين مو مثلك انت وخالد على طول مافيه اي وقت ولا تفاهم يدينكم جاهزه على طول
نياف بتسليك: ماعليه كبرنا وعقلنا خلاص
سهاج ضيّق عيونه: والله ما ظنيت يا نويف لكن نقول ان شاءلله
-
مطار المانيـا /
تنفست اشعار بعُمق وهي مستمتعة بنسمات الهواء اللي تلفح وجهها ،
ابتسمت بعُمق لأول مرة بعد فترة طويلة ، ابتسامة من قلبها فعلًا
فايز ابتسم: هذا وحنا تونا طالعين من المطار كيف لا صرنا بوسط المدينة؟
اشعار لفت عليه بحماس: فايز تكفى ابغى اشارك بدورات كثير لكل المجالات وابي نزور كل الاماكن ونسوي كل الفعاليات .. ابي انسى كل شيء واحس اني منولدة من جديدة .. ابي بداية جديدة
فايز استغرب كلامها لكن ما فضّل يعلّق وابتسم وهو يومئ: ابشري ان شاءلله خلينا بس اليوم نريّح ونتمشى على الخفيف وناخذ على جو المدينة واوعدك من بكرة نفر المدينة فر
اومئت اشعار وهي تتأمل الأجواء
فايز وهو شايل الشناط: شوفي هذا سواقنا اركبي يلا مشينا
نزل السواق وهو ياخذ الشناط من فايز وركب فايز واشعار ورا بجنب بعض
فايز ناظرها: تبين تسمعين شيء مُعين؟
اشعار بنفي: لا عادي شغل على ذوقك
فايز: ولا اقولك بلاش اغاني .. شرايك تسمعين قصص بصوتي؟
اشعار باستغراب: بصوتك ؟
فايز وهو يبحث باليوتيوب: ايه .. زوجك قارئ قصص و عنده بودكاست بس شكلك مو مهتمة تعرفين
اشعار رفعت حاجب بذهول: واو! صدق؟ ما قد قلت قبل
فايز: بالواقع قد قلت لك وقت الملكة بس شكلك مو مركزه معي
اشعار حكت يدينها بخجل: ما كنت مركزه لاني متوتره
فايز ابتسم: عوافي
اشعار عدلّت جلستها: طيب يلا خلينا نسمع .. ولا خايف ما تعجبني؟
فايز: هو صحيح الخوف اني ما اعجبك بكل المجالات موجود لكن الا مجال البودكاست والقصص هذي لعبتي
اشعار تحمست شوي: يلا طيب شغل لا تحمسني زيادة
فايز ضحك: ابشري يلا قاعد ادور بس احلى قصة قد القيتها
ثواني وشغّل فايز القصة و صوته بدا يصدّح بكل ارجاء السيارة، ارتخى على مقعده بهدوء وهو يتابع تعابير اشعار الي سرعان ما انغمست باجواء القصة وكل شوي تسأله عن حدّث بالقصة ونتيجته لكنه يرفض يضحك وهو يردد عليها اسمعي وتعرفين
كانت اشعار مرتاحه مع فايز لأنه معطيها مساحتها تمامًا ، ما يضغط عليها بأي شيء ، متقبّل حدتها و برودها بدون ما يقول لها ليه ، محترمها تمامًا .. لكنها خايفة من اللي بيحصّل بعديـن ..
-
بـادي /
كان متكدّر بعد مكالمة عبدالرحمن خال نياف ، الي طلّب منه وبشدة يجيب نياف لأن حالة ذهب سائت وإحتمالية دخولها بغيبوبة سكر بأي لحظة متواجـدة .. وكل مطلّبها إنها تشوف نياف
وقفت سيارة سهاج ونزّل منها نياف والعيال وهم يسلمون على بادي
بادي رمى مفتاحه على نياف: امسك خط حايل واقولك بالطريق
نياف انقبّض قلبه وإنكمش جسمه: حايـل ؟!
بادي بهدوء وهو يحاول يسيطّر على ملامحه: امك تحتاج بالحيل يا نياف
نياف بتوتر استغربه لانه مايعرفها ولا يذكرها الا بصغره، ليش يتوتر لإحتمالية إنها مو بخير؟
زفر قبل يردّف: ليـش؟
بادي بفلتة اعصاب: نياف دخيلك لا تكثر اسئلة وامش
سهاج بسرعه فز: تبوني اسوق بكم؟
بادي بنفي: لا يعطيك العافيه ياولدي لكن ماحنا مطولين والمسافه بينا وبين حايل ماهي كايده بيقدّر عليها نياف
سهاج اومئ وهو يشّد على كتف نياف: توصلون بالسلامه يارب حافظكم الله
ركب نياف وهو مازال يحس بتوتر وشرود وركب بادي جنبه بصمت
بهاج باستغراب لف على وهاج الي يتمغط: اتصل عليك خالي راجح؟
وهاج ناظر بجواله: طافي مدري والله هو دق ولالا ليه
بهاج: داق علي اكثر من مره
سهاج: امشو اوصلكم بيته واروح بعدها شقتي ميت ومتكسر ابي انام لين اذان العصر
وهاج بجوع: يارجال حتى غدا ماتغدينا
بهاج بعّد عنهم وهو يكلم راجح لكنه ما رّد عليـه،
رجع لهم باستغراب: مايرد!
فز على طول من رّن جواله: هذاهو .. ارحب يابو هباب سم
راجح بنبره مظلمه: تعالو بيتي انت ووهاج انا طالع الحين له لكن لحظة سهاج معك؟
بهاج باستغراب: ليه وش فيك معي هو بس وش في صوتك
راجح تنهّد: المى بنت عمك وجمايل راحو لشركة ابوك الله يرحمه وفاهد القديمة، ولقوا اشياء تهوّل العقل وعمانك يدورون عليهم خذيت جمايل وواقفين تحت ننتظر سهاج يجي لزوجته
بهاج وسع عيونه: وش لقو ومتى راحو!!
راجح: تعال الحين ونتفاهم باللي بنسويه
قفل بوجهه وبهاج لّف عليهم بوجه مضطرب
سهاج : بسم الله الرحمن وش فيك؟
بهاج: زوجتك ماقالت لك شي ؟ ماقالت لك انها بتطلع او عن وش لقو؟
سهاج باستغراب: المى! لا ماقالت شي مكلمها اليوم ولا طرّت لي شيء وش فيك
بهاج بخوف: مدري خالي يقول انهم رايحين هي وجمايل لشركة ابوي وعمي القديمه ولاقين اشياء تهوّل العقل وعماني يدورونهم!
سهاج فز بخوف: انت صادق! امش امش وينهم فيهم
بهاج وهو يركض للسياره ورا سهاج: بشقتك
وهاج بعدم استيعاب: وش فيكم مافهمت شيء
سهاج وهو يحّس بأعصابه تغلي من المى: مو وقتك امش
مشى وهاج وراهم وهو يركب السيارة وملتزم الصمت لان عصبية سهاج نادرًا تطلع
حركوا لشقة سهاج وبالفعل شافوا سيارة راجح وجمايل بجنبه
نزل وهاج وبهاج واتجهوا لسيارة راجح بخطوات راكضة
بهاج فتّح باب جمايل وهو يحضن وجهها بين يدينه: جمايل ياروح اخوك وش فيك فيك شيء؟ سوولك شيء؟ وين رحتي
جمايل تنهدت وهي تحضن بهاج بلا روح: مافيني شي يابهاج خل خالي يقولك كل شيء ما فيني اشرح مرتين تعبانه والله
بهاج بخوف: بسم الله على قلبك وروحك من التعب ياجعلها فيني ولا فيك وش وداك لهم ياجمايل انتي تبين تحرقين روحي؟
جمايل دمعت وهي تمسّك يدين بهاج: كيف قدرت تتحمل؟ وش تحملت اكثر بهالدنيا يابهاج؟
بهاج بلع ريقه وهو يسيطّر على رجفة يدينه من حس انه فهم: وش شفتي جمايل؟
جمايل شهقت وهي تدفن وجهها بحضن بهاج زياده: شفتهم كيف ذبحو جدتي وكيف طاحت عليك .. وانا متاكده ان السجل الثاني فيه وفاة ابوي لكن ما قويت اشوفه ما قويت
بهاج حّس بإن كل حصونه إنهـارت..كل قوته تبعثّرت..ماكان يبي هالشيء ، هو إيه بيقدّر يتحمل وراضي إنه يشوف ويتحمل عقبات فوق روحه وكوابيس تلازمه وخوف وقلق صار ظلّه لكنه ما يبي اخوانه يعيشونه يبي ما يعيشون الا الراحه والهناء ولا يشوفون الا السرور
بهاج تنهد بألم: ليش ياجمايل ليش تنبشين وراهم وتشوفين الي انا خافيه ليش؟؟
جمايل بعدّت عنها وهي تمسح دموعها: لانه لازم وجا الوقت الي كلنا نعرّف والعالم كلها تعرف مو حنا وبس!
راجح بهدوء: اركبو خلونا نروح ونتناقش بهالموضوع في البيت
ركبو بهاج ووهاج الي كان يرجّف لكن بهدوء تـام
بهاج ناظره وسحبه جهته وهو يحضنه من جنبه بدون كلام ووهاج غمض عيونه وهو يرخي راسه بصدر اخوه
سهـاج/
من شاف بإن إختهم موجودة راح فوق على طول ، طلّع مفتاحه يبي يفتح الباب لكن ما إنفتّح لأجل ان مفتاح المى من داخل فيه
المى بصوت متوتر: مين!
سهاج بصوت حاول انه يكون ثابت: انا سهاج
المى فتحت بسرعه وهي تنهد براحه: سهاج أخيرًا جيت
سهاج ببرود: والله؟ مهتمه لي كثير يعني
المى عقدت حاجب: وش فيك
سهاج بعصبيه: اكرّه ما على قلبي نبرة الإستعلاء اللي بصوتك .. اللي تحسسني بإنك ما سويتي ولا شيء و كل الأحقية معاك وانا اللي الغلط راكبني من راسي لساسي
المى بهدوء لأجل تخفي نبرتها المتبذبه: سهاج مو وقته انا..
سهاج قاطعها بحده: انا يا سهاج بروح واعيث في الدنيا وابعثرها واتمرد واسوي كل الي ابيه من دون حتى علمك وبعرف من الناس الي يستنكرون ان زوجتي طالعه ومسويه كل الي تبيه وانا ماادري كاني جدار بحياتها وبكلمك وبضحك معك وبسولف بعدها بطلع واسوي النون ومايعلمون من وراك وانت اسكت وانطم وتعال طبطب علي واحميني هذا الي بتفسرينه لي يا المى ؟
المى بلعت غصتها بدون رد
سهاج بحده أكمّل: انزرعي بغرفتك ولا اشوف رقعة وجهك ولا اشوفك واطية مكان بدون ما تعلميني صدق انك وحده تافهه تحسّب الدنيا ما فيها الا هي ومحد ذكي غيرها وكل الي حولها خدم عند رجولها هي تسوي الي براسها وهم يركضون وراها ويحلون مصايبها حتى اخت بهاج جريتيها وراك وهذاهي طايحه بحضن اخوانها .. الله اعلم وش خبصتي الحين وانا مدري وش الاحق عليه انثبري لين اعرف من بهاج وش يصير
دخل غرفته وهو يصفق الباب وراه والمى انهارت بالصاله وهي تحط يدينها على فمها ، غمضّت عيونها بقوه وهي تحس بفراغ روحها ووحشتها الي كبرّت
من فتحت التسجيل الثاني كان صوت حمد وعبدالله وهم يتفقون كيف يخربون سيارة خلف الي بيكون فيها هو وشجاع بعد ما يطلعون من اجتماع ، سمعت صوت ابوها معـاهم! وهي من وقتها وهي النيران شابه بصدرها ما تدري ابوها معاهم صدق ولا تمويه ؟ لكن ما يهّم لأنها مُجبرة تسلم لهم هالتسجيل و قلبها يتقطع .. خايفة على ابوها لكن مستحيل تغدّر بعيال عمها وتحذفه او تخفيه لذلك هي واجهت اكبر تحدي بحياتها بهاللحظة
سهاج دخل وهو يهّز رجوله بغضب ويستغفر ربه بصوت عالي ، يحّس بجوفه يحترق وما عمره احد لعب بأعصابـه هالكثر!
انسدح على سريره وقفل باب غرفته وهو يحاول يهدا لا يقوم ويصفقها يحاول يضبّط اعصابه كثر ما يقدر لأنه شاف بإن لسانها الطويل اختفى وهذا دليل فعلًا على خوفها
رفع جواله وهو يرسل على وهاج وبهاج يبي يعرّف وش صاير لكنه يدري ما بيتحمّل يسمعه من المى
تنهد وهو ياخذ له لبس عشوائي ودخل ياخذ شور سريع يريح فيه اعصابه
طلع بعد دقايق وجلّس على سريره وهو يرمي منشفة شعره على جنبه
سمّع صوت طق الباب ورفع راسه لكن ما قام يفتّح لأنه ما يبي بالرغم ان قلبه يبي
المى بصوت باكي حاولت تسيطر عليه: ماني تافهه لأني كنت اسوي هالشيء عشان اجيب اي خيط يخلي حياتي ترجّع لي، ينقذ ابوي ويردّه لي ارجع اسمع صوته ويدينه تمسح على راسي وارجع احس بدفا حضن امي، ارجع المى الي بدون هموم عمانها ومع انها كانت تعرف عنهم اشياء الا انها ماكنت تهتم لان ابوها موجود وسندها وظهرها وراها..ماني احس ان الدنيا ما فيها الا انا لاني سلّمت الشيء الي ممكن يدين ابوي .. سلمته بيديني لهم لأني مارضيت بالظلم ولا الخداع باي شكل حتى لو هو على حساب حياتي والله ماني ذكية ماني ذكية ياسهاج لاني لو ذكية كان فهمت كل تلميحات ابوي وزواجي الغريب بشكل ابكر ماني ذكية لاني ماقدرت احافظ حتى عليك ماني اي شيء بالدنيا ياسهاج
سهاج رّق قلبه و لا شعوريًا لقى نفسه يقوم يسابق خطواته لأجل يفتح الباب ، فتحه بقوه ولهفه ووقف وهو يناظر المى قدامه
بدموعها وانفها المحمّر وشعرها المبعثر
شهقت بوجع قبل ترتمي بحضنه بكل قوتها وهو تصنّم لثواني قبل يلفها بيدينه وهو يتنهد بحيـرة..
-
بيت راجـح/
جلسوا بالمجلس وراجح ناظرهم بهدوء: كلنا عرفنا وش صار لكن خطوة كبيرة اللي بنسويه عقبها
ناظر ببهاج الهادي: تعرّف وش بيصير ؟
بهاج بهدوء: بكون مُتهم بالتستر على الجريمة
راجح بلع ريقه بحرّه: عارف وش معناته يا بهاج؟
بهاج تنهد: اذا هالشيء فيه خلاص اخواني وحق ابوي .. خلنا نسويه
جمايل شهقت بخوف وهي تمسّك يدين بهاج: بهاج لا لا وش قاعد تقول خالي تكفى لا مستحيل اتحمل والله ما اقوى
وهاج وقف بعصبيه: كيف متستر على الجريمه كيف وانت مُهدد منهم!!! كلنا ندري بهاج
بهاج ناظر راجح بمعنى "إنهي الموضوع"
راجح تنهد وهو يمسح على شعره: روحو ريحو وخلوني مع بهاج لحالنا
وهاج بقهر: ماني متحرك ولاني طالع تسمعون ولالا؟
بهاج بحنيه مسك يدين وهاج: وهاج حبيبي على شان خاطري اطلع فوق وخذ جمايل معاك شوف كيف حالها
وهاج بدمعة قهر: بهاج ما ابي يصيبك شيء!
بهاج شدّه له: قو عزومك ياوهاج ما لجمايل والزين بعد الله وبعدي الا انت ما ابيك تضعّف ولا ابيك ضعيف فاهم؟ الله يكتب الي فيه الخير بتناقش انا وخالي ونشوف وش اللي يصير تكفى لا تصعبها علي زياده
وهاج عّض شفته بقهر واتجه لجمايل وهو يقوّمها معاه
-
بعد أكثر من خمس ساعات، حايـل/
وقفوا قدام بيت كبير أشبه بـ قصر ،
نياف بغرابة: وش هالبيت؟
بادي بهدوء: بيت خالك عبدالرحمن انزل
نزلوا ونياف بالعافيه يمشي يحس برجفة بقلبه قبل اطرافه تاكله اكل
عبدالرحمن وقف وهو يسلم عليهم ببرود .. وجهه منصفّق و الحياة كأنها مفارقته
اردف بهدوء: نياف روح لغرفة ذهب بتدلّك الخدامة
نياف تقشعر جسمه و بلعثمه: ليش!
بادي اللي كان يراقب تعابير وجه عبدالرحمن لّف على نياف: روح يابوي روح
نياف تنهد بكره وهو يمشي ورا الخدامه لين وصّل لغرفة بالدور الاول باخر الممر.. صادّة عن بقية الغّرف
ناظر بـ الخدامة: مدام موجود؟
قبل ترّد الخدامة ظهر صوت انثوي فيه نبرة غصة وراه: ادخل الغرفة بتلاقي فيها رسالة و دفتر يوميات .. هدايا كثيره .. ادخل واقرا الرساله وبتعرّف كل شيء
نياف بتوتر: ليش وين ذهب اقصد امي
وقف لثواني وهو يحس بغرابة .. يحس بغرابة لإنه قال "امـي" لإنه نادى أحد بهاللقب!
شيماء: ادخل وتفهم كل شيء ما اقدر اشرح حاجة
نياف إنقبّض قلبه لكنه دخل .. شاف الغرفة مُرتبة اثاثها ما بين الأبيض و السُكري ، جلّس على كرسي التسريحة و هو يناظر الأغراض الي على سجادة الأرض قدامه .. فيه ظرّف واضح إنه قديـم..هدايا كثير مُغلفة شيء عليه "مبروك النجاح" وشيء "عيد مبارك" خلّاه يعقد حواجبه بإستغراب!
ودفتر باللون الابيض برضو جنبهم .. مُرتبة و مصففة بعناية كبيرة
سمى بالله وهو يحّس بضربات قلبـه تعلّى لكنه قوى نفسه وهو يمسك الرساله
رجفة يدينه ماخلّته يفتحها بالطريقة الصحيحة لكنه بالنهاية قدّر
بلع ريقه وهو يبدا يقرا
" بُني العزيز ،
أكتب هذه الرسالة و أنا لا أعلم إن كنت ستقرأها بيومًا من الأيام أم لا ..
و في الواقع نعم كتابتي ركيكة بعض الشيء و مُفرداتي ربما تبدو ضعيفة ولكن لقد تعلمت الكتابة واللغة العربية الفصحى مؤخرًا كي أستطيع الكتابة لك
لأنني شعرت بأن أوجاعي فصيح .. لا تستطيع العامية إيصالها ،
أنا هنا بعد مرور ست سنوات منذ أخر مرة رأيتك فيها
أستطعت أخيرًا بعد هذه السنوات إيقاف دموعي قليلًا و الخروج من غرفتي لأتعلم و أمسك بهذا القلم
أجلس وحيدةٍ في ظلام الليل بشرفة غرفتي في منزل أخي .. لأنني بّت أكره النور و مُخالطة الناس
الجو باردًا جدًا أشعر بأطرافي تتجمّد، هل يؤلمك أيضًا؟
نياف ، هل سأستطيع إيصال مشاعري لك ؟ لوعة شوقي التي تُحرق جوفي .. و عذابي النفسي حينما أراك و لا أستطيع أن أحضنك إلى صدري و لا حتى أن أشعر بالسعادة ،
هل أنا مريضة نفسية ربما؟ إن لم أكن كذلك إذًا لمَ أشتاق إليك و ينفطر كبدي عليك و حينما أراك أشعر بالجنون الذي يجعلني أوّد أن أهرب إلى أخر بقاع الأرض كي لا أراك ؟
أنا أسفة .. والدتك أسفة لأنها مريضة ، أسفة لأنها لم تكن يومًا بجانبك .. أنا أعلم تمامًا بأنك تفتقدني وحينما تكبر ستفقدني أكثر ،
ستدخل المدرسة وربما تواجه صعوبة في تقبل الذهاب لها .. إذًا من سيساعدك و يربت على كتفك ويقول لك لا بأس ؟
ستأخذ شهادة الصف الأول .. من سيقول لك مبارك بقالب كعكةٍ بجانبه؟
إذًا و قد تجاوزت هذه المواقف .. من الذي ستشكي إليه المعلم البغيض الذي يُرهقك بكثرة الواجبات ، الطالب المشاغب الذي يُزعجكم بقلمه الضغاط بالحصة .. زحمة شراء الأكل و إزدحام الصفوف ، مشاكل الطلاب ونميمتهم وطيشهم وجهلهم الذي سيؤرقك ،
من سيرشدك كيف تتعامل مع صديقٍ أذيته ؟
من سيقول لك كيف تعرّف هواياتك ؟
و كيف تختار أحلامك ..
بل من سيشرّح لك معنى الأحلام
و أهمية المستقبل ؟
من سيغفر هفوات طيشك
و يرشدك عن ضلالتك ؟
أعذرني .. فـ دموعي قد بللت هذه الورقة و يبدو إنني سأحتاج إلى ورقةٍ جديدة ،
نياف .. وآه يا نياف كم أشتقت لمُناداتك بإسمك ،
والدتك أسفة ، والدتك تبكي كل يوم من فرط شوقها لك ، والدتك بكل الأعياد تضّع لك هدية المُعايدة ، بكل إنتهاء عام دراسي تضّع هدية النجاح ، تحتضّن قميصك الذي أصبح باليًا و ريحتك تلاشت منه إلى صدرها ، تتخيلّك أمامها و بجانبها إلى أن شعروا من حولها بإنها مجنونة
نعم يظنون إنتي مجنونة بينما أنا أم فقدت فلذة كبدها .. لا تستطيع الوصول إليه و هي تعرّف عنوانه و شكله و إسمه
لماذا هذا يحصل معنا بُني ؟
لماذا لا أستطيع الإستيقاظ و أراك بجاني تحتضن قميصي بشدة لخوفك من حلمٍ مُزعج، لماذا لا أراك بفترة الظهر تعدو الي لتُخبرني بحماسة طفولية ما حدّث معك بالمدرسة .. لماذا لا أراك بفترة العصر و المغرب و العشاء و مُنتصف الليل و بزوغ الفجر ؟
لماذا أستطيع سماع جميع أصوات الناس عدى صوتك ؟
لماذا أستطيع رؤيتهم جميعًا عدى رؤية ملامحك ؟
أسئلةٍ لن أجد لها يومًا إجابة، عقلي يؤرقني وشعوري يُمزق فؤادي، تفكيري بك سيجعلني أجن
أنت تكونّت مني، ظهرت من رحمي وكنت بين أحشائي قريبًا من قلبي ..
و الآن أنت أبعد من بُعد مشرف الجنوب عن طويق نجد
أنت ليلٍ تخاطفني عليه المساري .. و نهارًا يزاورني في كل ضياء شمس ،
إن قرأتها يومًا فـ أعلم أنني أحبك حبًا جمًا ..
حبًا أكثر من حُب الأمهات لأبنائهم الذين حولهم
مع خالص التقدير
والدتك "
نياف حس بقلبه يرجّف ، حس بيدينه تعرّق ، حس بمشاعر مختلطة ما قدّر يوصفها .. حّس بدموعه اللي تنزل ومسحها بسرعه
مد يدينه وهو يتحسس مكان دمعتها الواضح على الورقة
شهّق بوجع وأجهّش بالبكـاء وهو يدرّك وضعه .. لكنه مبسوط .. مبسوط ان امه تحبه وكانت تدوّر عليه ومتلهفه له
زاد شوقه اضعاف وهو يبي يشوفها وبس لدرجة انه حتى ما إهتم للدفتر ولا للهدايا كل همه ذهـب ..
طلع بسرعه من الغرفة وشاف ذات البنت واقفه قدامه
مسح دموعه بسرعه وهو يتحمحم: وينها؟
شيماء بغصّة ابتسمت: سامحتها؟
نياف انقبض قلبه: وينها؟
شيماء بدموع: كان امنيتها تشوفك وتلمّك بين يدينها .. لو جيت ابكر بساعه كان قدرت تحقق امنيتها اللي عاشت طول حياتها عشان تحققها وكان الفاصل بينها وبين هالامنيه ساعـه!
نياف جمّد بمكانه وهو يبلع ريقه: وش تقصدين؟!
شيماء شهقت وهي تنزل راسها: راحت لربها .. لكني شفتها مرتاحه لأول مره بحياتها كلها كانت مرتاحه لأنها عرّفت إنك بتجي .. لكن سكرها كان بإرتفاع و دخلت بالغيبوبة و ما قامت منها .. دخلت وما طلعت لغرفتها طلعت للمقبرة
نياف حّس بالدنيا تدور فيه وطاح على الأرض وعيونه متسعّـة ..
-
مانشستـر/
هباب كان مزاجه متعكّر ، متعكّر جدًا وسيء ، بسبب جود الي بأخر مكالمة سفلّت فيه و هددته باخوانها اللي بدو يزعجونه و قفلت بوجهه بعد ما قالها انه ماراح يكلمها الا لين يطلّق اقبال و بعدها يخطبها ورافض انه يتزوجها على اقبال الشيء اللي خلا جنونها تجن ومن يومها وهي تنكد عليه بكل شيء ، خلته تحس بان اختياره كان غلـط
اقبال جلست بجنبه وهي ملاحظة انزعاجه وهدوئه: شاروخان ال مهنا وش فيه معبّس !
هباب تنهد: اقبال والله مالي خلق هواش اسكتي عني
اقبال كشرت: ومن قال بتهاوش ! بس يعني شفتك طاخ وانا طفشت خلاص خل نرجع
هباب لمعّت بعقله فكرة وهو يدور جواله: نرجع بعينك والله ما ارجع لين يجي ابوي يسحبني
اقبال بشك: خير وش في شياطينك قامت وين رايح!
هباب ابتسم وهو يوقف: قومي قومي بنروح لجزيره
اقبال وسعت عيونها: جزيرة وش! صاحي انت قد حنا في المغرب
هباب وهو يطلع له شنطه صغيره: قومي وانتي ساكته
اقبال بعصبيه ضربت رجلها بالارض: ووجع انت وش هالدكتاتورية اللي انت عايش فيـها! واذا ما ابي غصب هو؟
هباب ابتسم ببرود: دقي على ابوك وابوي وقولي ما ابي اتمشى بشهر عسلي وهباب الغلطان يبينا نتمشى
تأفأفت اقبال وقامت تجهز شنطتها بغيض: كم بنقعد
هباب: يومين رأفةً بك ولا ودي بأكثر
اقبال بخوف: طيب ياخي ظلام وليل خلها الصباح
هباب: ماعليك هالجزيره هادية وكلها امان عليه امن متشدد امشي بس يعني بوديك مكان ماني واثق منه؟
اقبال ميلت فمها: ما بستغرب يعني
هباب ضحك: سمعتك ترا يلا بس بنزل اكلم السايق لا خلصتي شنطتك تعالي
اقبال بحلطمه: وهالسايق ماشاءلله تحت امرك حتى لو تقول ودني جزر الواقواق وانا لا قلت ابي السوبرماركت قال الوقت لا يسمح
هباب بضحكه مر جنبها وهو يبعثر شعرها: ولا تزعلين بقول له يسمع كلامك بكل شيء يلا لا تتاخرين
اقبال انحبست انفاسها للحظة وهي تحس بضربات قلبها القويـة، من أبعد عنها وطلع تنفست الصعداء وهي تهوّي على نفسها: يارب ارحمني يارب
طلعت بعد دقايق وهي تتاكد انها قفلت الغرفة كويس وراحت ركبت السيارة مع هباب اللي كان يسولف مع السايق
اقبال: والله طلعت فالح بالانقليزي
هباب: بركات الوالد القائد كان يمحطني بعقاله لين اصير بلبل
اقبال بضحكة: احسن تستاهل
بعد ساعـة من الطريق الطويل وحلطمة اقبال وهواش هباب وصلو أخيرًا وابتسم هباب بوسّع: توقف هنا سنستقل الدرجات
مسك يد اقبال وهو يسحبها بعد ما نزلو والسايق كمل للاكواخ الي باعلى التلّة عشان يحجز لهم
هباب بحماس: امشي بنركب السياكل
اقبال وسعت عيونها: نعم! وعساك تبيني اسوق بها ورجلي مخلوعه شكل مخك المخلوع والله
هباب ضحك: ما تشوفين يا غبيه الدراجة الي حقت اثنين بسوق انا يا عجوز اركبي بس
ركبو واقبال بخوف: ياخي احس بطيح
هباب مسك يدينها وهو يقرّبها منه ويحطها على وسطه: تمسّكي زين ومانتي طايحه
اقبال بلعت ريقها وهي تتنفس بالعافيـة .. ماهي قادره حتى تستمع بالاجواء والبراد القوي وهم يرقون التلّة من نبضات قلبها اللي اربكتها وازعجتها
ضحكت بوسع من هباب شاف عجوز تمشي وراح يلحقها بالسيكل والعجوز تركض وتسبه بعصبيه وهو ميت ضحك مع اقبال
اقبال: وربي مو صاحي الله يوصلنا بالسلامه بس
هباب ابتسم وهو يحس نفسه تخلّص من السلبية الي محاوطته: ماعليك بتوصلين وان متنا متنا بين الخضار والبراد وش ازيّن
اقبال شهقت: فال الله ولا فالك بسم الله علينا ووجع
بدّت تبان لهم الاكواخ وشافو اخر مره واقف عنده السايق فـ عرفوا انه اللي لهم
نزلو من السيكل وهباب يلبّقه قدام الكوخ وراح اخذ المفتاح من السايق وهو يشكره
دخلو بعدها وهم يستكشفون الكوخ اللي كـان بالوان خشبية وبيجية وتصميمه مريح للعين ومو كبيره مره على قدّهم لكن اطلالته كانت شيء خيالي جّن عليها هباب واقبال مستمتعة فيها
هباب بحماس: شوفي فيه دريفه هنا
اقبال تحمست وهي تركض لها: دفني بسرعه بس لا تسرّع ياويلك
هباب ضحك من قلب: تذكرين يوم كنا نتهاوش عليها وحنا بزران دايم
اقبال كشرت بضحكه: وانا كنت اصدقك انك طيب وعطيتني ياها ىتقوم تطيرني لاخر الدنيا لين اطيح واصيح وتنحاش .. نذل منذ الصغر
هباب ابتسم: وانتي غبيه من الصغر اركبي يلا اشوف ماعليك ماراح اسرّع
اقبال بتهديد: هباب وربي ياويلك!
هباب بتسليك: يا بنت الحلال امشي ماعليك كبرنا ماعاد حنا بزران شدعوه
ابتسم اقبال بحماس وهي تعدّل جلستها بالدريفه: يلا ابدا
كان يدفها بالبداية بخفيف وهو شارد بوجهها ، كيف مستمتعه ومبسوطة لهذي الدرجة وكأنها جالسة على اغلى كرسي بالعالم بينما هي بس تتدرّف ؟
واقبال الي كانت مبسوطة وهي تستنشق الهواء النظيف و شعرها كان يجي على وجهها كل شوي لكنه ما كان يزعجها كانت تحسّه يدغدغ وجهها وتضحك بدون ما تبعدّه
ابتسم هباب على حركتها العفوية ومن حّس نفسه يبتسم وشارد فيها عدّل وقفته على طول وهو ينفض هالافكار من راسه ، ابتسم بخبث ودقها بقوه كبيره خلتها تصارّخ بخوف وهي تسبه وتدعي عليه لين ما هدّى السرعه بخفيف لكنها ما كانت متوازنه وطاحت
حاوّطها بسرعه قبل تطيح وهو يضحك من قلب: ما قلت لك غبيه؟
اقبال كانت بتهاوش لكن من حسّت نفسها بين يدينه ارتبكت ونست كل شي كانت تقوله ودفته بقوه وهي تبعّد عنه وتهوي وجهها: حمار انت الغبي يا نذل
ابتسم هباب وهو يضحك: خلاص اسف والله ارجعي ما بعيدها
اقبال قلبت عيونها: اذلف لو اني اغبى بنت في الارض ما رجعت اصدقك يا كذاب
هباب وقّف وهو ينفض كوته: وش رايك نسكتشف الضفة الثانية؟ ما شفناها
اقبال: امش ندخل اول ابي تغطية ضروري
هباب اومى وهو يمشي وراها ويناظر الساعه: والله مو الوقت بدون نحس
دخلو داخل واقبال كل شوي تتافاف وتسب مكانه الخايس
اقبال بوزت: ليش مافيه تغطيه! كيف بتصل على البنات
هباب انسدح وهو مستمتع بالاجواء: وش تبين فيهم تأملي طبيعة ربي
اقبال تنهدت وهي تناظر البحر من الدريشه
هباب ناظرها باستغراب: فيك شي؟
اقبال بتكشيره: كنت ابي اقضي يوم ميلادي على الاقل مع البنات
هباب رفع حاجب: صدق اليوم يوم ميلادك؟
اقبال اومئت: اذا دخلنا ١٢ صار .. بس يلا مو مهم بنام أساسًا وين الغرفة؟
هباب سكت ثواني قبل يردف: شوفيها هناك اخر الممر يا غبيه امداك نسيتي
قامت اقبال وهي تتجّه لها قبل تكش عليه وتركض من شافته بيقوم وانسدحت على طول وهي تتغطى بالبطانية تحاول تنسى ضيقها ووحشتها وتنام
هباب ناظر بساعته الي كانت تشير الى عشر ونص ، فكر بتردد وحيره وهو يناظر الدريشه وسرحان بمنظر البحـر اللي آسرّه .. تنهد بثقل وهو ينفش شعره: ماعليه عمل انساني .. عمل انساني وبس
وقف وطلع من الكوخ وهو يقفل الباب زين وناظر حوله يتأكد ما فيه لا حيوانات ولا أنس ولا اي شي ممكن يشكّل خطر عليها ،
ركّض بخطواته الى تحت وإتجه لأسواق القرية
لكنه تنهد بإحباط من شاف كل المحلات مقفلة
تنهد وهو يردف: ماعليه على الأقل حاولت!
رجع بخطواته بيرجع لكنه شاف اول محلات المخبوزات بداخلها شخص اتجه سريع وهو يطق قزاز الباب
ناظره الموظف الي توّه قفل محله باستغراب قبل يفتح الباب: هل هناك مُشكلة؟
هباب تنفس بسرعه وهو ينفي: لا لا يوجد مشكله ولكن بالحقيقه اجل انا سأصبح بمشكله ان لم تنفذ ما اريده
الموظف حاول يسكّر الباب بخوف لكن هباب كان اسرع منه: صدقني لست مافيا او مجنون او مخمور لا داعي للخوف انا فقط اريد كعكة
الموظف رفع حاجب: كعكة؟!
هباب اومئ بسرعه: اجل كعكة .. لا يهم حتى إن كانت قطعة صغيرة لكن ارجوك انا بحاجتها حقًا
الموظف بإستنكار: ولماذا! الساعه قاربت الإحدى عشر بالفعل ولقد اغلقنا اعتذر لا استطيع مساعدتك
هباب باصرار: ارجوك لا بأس معي بأي كعكة ستُعطيني ولا حتى أي سعر ستطلبه ولكن أريدها
الموظف تسنّد على الباب: ولماذا تصّر بهذا الشكل؟
هباب وقف لثواني وهو فعلًا يحاول يستوعب..ليش هو سوى كل هذا وليش مهتم كل هالإهتمام عشان بجيب لها كيكه بيوم ميلادها عشان ما تزعّل؟
الموظف لوّح قدام وجه هباب: الن تُجيب ؟ إنك تهدر وقتي بالفعل يافتى! تنحى جانبًا
هباب بسرعه مسكه: انها لزوجتي .. انه يوم ميلادها وهي تشعر بالغربة بهذا المكان لذا اريد فقط إسعادها قليلًا
ابتسم الموظف: هكذا إذًا! لست من هذه المنطقة شعرت بهذا من البداية فلأول مرة اراك هنا
هباب: اجل انا من بلدةٍ اخرى .. إذًا هل ستفعل؟
الموظف اومئ: حسنًا انتظر قليلًا ريثما أنظر للثلاجة إن كان بها ما يُلبي طلبك
هباب: حسنًا سأنتظرك هنا
دخل الموظف وهباب إستند على الباب وهو يدعي إنه يلاقي ،
مرّ الوقت وصارت أكثر من ربع ساعة وهو يهز رجله بتوتر..خايف لأنه تركها لحالها، وخايف ما يلاقي الي غامّر عشانه
طلع الموظف وهو يمسك بيدينه كرتون متوسط نسبيًا، وبداخله كيكة: اعتذر تأخرت قليلًا لكنني أعدت تزيين الكعكة لتُناسب مناسبتك
هباب ابتسم بوسع وهو يأخذ الكرتون: هذا رائع! شكرًا لك حقًا واسف على تسببي الإزعاج..كم ثمنها؟
دخل هباب يدفع وطلع بسرعه وهو يركض ويحاول يمسك الكيكه زين ومايطيّحها..
تنفس الصعداء وقت وصل الكوخ وهو يهمز رجلينه: ووجع انقطعت انفاسي ورجولي تكسرت اف
دخل وهو يتسحّب بشويش وحطها بثلاجة المطبخ .. تذكر الشُرفة الي بأخر الممر ورا الغرفة وراح وهو يفتحها
ابتسم بذهول من المنظر والجو ، كانت السماء مغيّمة تمامًا ونسمات الهواء البارد تحرّك الشجر الصغيرة .. البحر قدامهم تمامًا ويقدر يشوف حتى إنعكاس القمر عليه!
جلّس بالكرسي وهو يغمض عيونه بإستمتاع من الهواء البارد ،
دخلت اقبال وهي ترمّي عليه بطانية: لا تطلع بهالبرد كذا بدون تلبس!
هباب فز وهو يناظرها: بسم الله انتي مانمتي!
اقبال تنهدت وهي تجلّس على الكرسي الي جنبه: ماجاني النوم *رفعت عيونها بإنبهار بعد مالاحظت المكان* واو البحر وانعكاس القمر يجنن
هباب ابتسم وهو يرجع نظره على البحر: مره .. يفتّن شفتي اختياراتي كيف؟
اقبال قلبت عيونها: خلقة ربي مالك دخل انت
هباب ضحك: هذا كله عشان ما تعترفين ان ذوقي حلو؟
اقبال: اسكت خلني اتامل الطبيعه بهدوء وروقان بدون صوتك
هباب كتم ضحكته: والله يا الاخلاق تجاريه
اقبال عطته نظره ورجعت تناظر البحر ، هباب نزّل عيونه على ساعته وشافها ما باقي وتحكّم الإثنعش وقف بسرعه وهو يطلع للمطبخ
اقبال ناظرت فزته السريعه باستغراب بس ماهتمت وهي تعاوّد نظرها للبحر: مريض
جا من وراها وهو يغني: سنة حلوة يا جميل .. سنة حلوة يا جميل .. سنة حلوة يا اقبال الغبية سنة حلوة
اقبال فزت وهي تناظره قبل تضحك بذهول: هبـاب انت!
هباب ابتسم وهو يحط الكيكة بين يدينها: ايه انا رحت وجبت لك كيكة .. يلا بسرعه قصيها جوعان
اقبال رفعت راسها وهي تحاول تداري دموعها قبل تضحك: بطيني!
-
إنتهـى.
"ان وجدت اخطاء املائية اعذروني."

وانا بهّج ليلي من الاشعار مطفي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن