كانت طول الطريق ، ساكته ، وهذا الشي يوتر فهد بالحيل ، وده يقول شي طبيعي ، وانها كذا ، ما تتكلم ، لكن صار يشك ، بأبسط تصرف منها ، لان الوقت هذا يكون حساس ، صح ما يدري للحين ، سبب موت ابوها ، ولا يدري هي وش عرفت ، ناظرها يثبت يدها بيده ؛ ليان .
ما كانت ترد ، لانها مو حوله حتى ، كانت يدها على فمها ، وصاده بوجهها للشباك تناظر ، لكن ما كان الطريق ، كثر ما كانت تناظر ابوها ، تسترجع وقته معاها ، وقت كانت صغيره ، وقت كانت تلعب معه ، وقت كانت تسمع امها تقول لها '' ليان لا تعورين ابوك '' وقت كان يرد ابوها على امها " ما يجي وجع من بنت فيصل " ، هي تحبه اكثر ، لانه الشخص الوحيد الي م كان يردها ابداً ، كان كل شي هي تبيه يجيها ، وقت تزعل هو الوحيد الي يحسب لزعلها الف حساب ، ويتضايق من ضيقها ، نزلت دمعه منها ، لأول مره ، وفوراً مسحتها ، هي مو كذا ، هي ما تنزل دموعها ، ولا ودها تنزل بعد ، رفعت نظرها من وصلو للبيت ، وناظرت في فهد من تكلم ؛ ليان انتي بخير ؟
هزت راسها بالايجاب ، ونزلت تدخل البيت ، وناظرت بأمير ورتيل الموجودين في الصاله ، وقفت رتيل تناظر ليان ؛ وين كنتي ليان .
ما ردت عليها ليان تدخل غرفتها ، تقفلها ، ترمي عبايتها ، جكيتها ، تاخذ حريتها في البدي ، ناظرت نفسها بالمرايه ، ذبول وجهها ، بدأ كل شي يعيد في ذاكرتها ، حياتها مع ابوها ، مع بدر ، مع امها ، موت اهلها ، عنف بدر لها ، تشتتها ، موت حليمه ، احتراق عمارتهم ، عيشتهم هنا ، حب فهد ، ملكة رتيل ، موت العزام ، اخوها الجديد ، سبب موت ابوها ، كل شي بدا يتآكل في مخها ، واخذت زجاجه العطر ترميها على المرايه بكل قوتها .

استغربت رتيل عدم رد ليان ، وناظرت في فهد ؛ شسالفه ، وين كنتو .
اخذ نفس يناظرهم ؛ تتذكرون وقت جاتكم رساله ان احنا بالشرقيه ، ما كانت منا ، كنا مخطوفين ، الي خطفنا هو نفسه الي قتل ابو ليان و.. بدا يسرد لهم كل الي صار من لحظة خطفهم الى اصابة العزام ، والي وصلهم انه مات ، وقف في نص كلامه من سمع صوت التكسير ، وركض للغرفه وحاول يدخل لكن كانت مقفله ، وصرخ بصوته ؛ ليان فكي الباب .
ما سمع منها رد ، وكان يوصله فقط صوت التكسير ، ورفع صوته ؛ ليان فكي الباب قبل لا اكسره لك .
نفس المره الاولى ما سمع منها رد ، وطلب من رتيل تبعد شوي ، وبكتفه هو صار يضرب على الباب بكل قوته ، المره الاولى ، الثانيه ، الثالثه ، الرابعه ، والخامسه انكسر الباب فيها ، دخل شافها واقفه وعينها على زجاج المرايه  ، وبيدها قطعة زجاج ، تقدم هو لكنها صرخت ؛ لا تقرب ، لا تقرب فهد تكفى .
هي ما ترجته الا انها صدق خايفه عليه ، هي تعرف انها مو قادره تتحكم في نفسها ، وخافت انها تأذي فهد ، تجاهل كلامها يقترب منها ، وشافها تبعد منه ، ووقف مكانه من شاف دموعها ، وانصعق ، عرف انها وصلت مرحله سيئه من نفسيتها ، هذي اول مره يشوف فيها دموعها ، سمعها وهي تتكلم وباين في صوته الرجفه ؛ ذبحهم فهد ، هو ذبح اخوه .
هزت راسها بالنفي ، مو قادره تصدق ابداً ، وطاحت على ركبها ، تضغط على يدها ، وقطعة المرايه فيها ، لكن ما كانت تحس بالالم ولا بنزيف ، كانت دموعها مثل الشلال ، تنهمر ولا هي قادره توقفها ، ناظرت في فهد ؛ خلاهم يتركوني ، عيشني بالعذاب فهد ، تركني وحيده مالي احد ، تعبت فهد والله تعبت ، ليته ذبحني معهم ، ولا تركني اعيش ذا كله لحالي .
شهدت عينه على انهيارها ، قدام عينه ، واعتصر قلبه الم من شوفتها ، وتقدم هو ينحني على ركبته لها ؛ معك انا ، ما تعيشين لحالك من اليوم هذا ، بجنبك انا .
ابتعدت عنه ، ترجع على ورا ، وتقدم هو لها ، يمسك كفها ، ياخذ قطعة المرايا منها ، وشاف كفها الغرقانه بدمها ، وناظرها ؛ اذيتي نفسك على حساب ناس راحت .
ناظرته بدموعها ؛ ذبحته ، صرت نفسه فهد ، صرت قاتله .
هز راسه بالنفي ؛ مو قاتله ، ذبحتيه بحق ، مو نفسه قتل على غير حق .
ناظرت كفها ؛ ليش تركني ، ليش ما ذبحني مثلهم ، ليش خلاني اعيش مرارة فقدهم .
شدها ناحيته ، يحضنها بكل قوته ؛ احمد ربي الي حفظك لي ، علشان اشوفك ، علشان احبك انتي مو غيرك .
شدت على ثوبه من ورا ، ودفنت راسها في حضنها ، هي تحتاج هالحضن وكثير ، لاحظ سكونها في حضنه ، وقبض قلبه بخوف وناظر فيها ، وبعدها يشوف وجهها مايل للون الاسود ، دليل اختناقها ، وغمض عيونه بشده يحملها من بين يدينه يصرخ على رتيل ؛ اعطيني شي اغطيها فيه .
وركضت رتيل للدولاب تاخذ شال طويل ، وركضت ناحية فهد الي ركب ليان في السياره ورجع مقعدها على ورا ، واخذ الشال يغطيها فيه ، يستر جسدها ، محد يحق له انه يشوفها كذا غيره ، ولا احد غيره ، وركب جنبها ، يحرك سيارته ، وتقدم امير لرتيل الي كانت تبكي بدون صوت ، وحاوطها ، وشافته ، ترتمي في حضنه ؛ والله اني حسيت ، مو ليان الي اعرفها امير ، اول مره اشوفها تبكي ، من لحظة ما عرفتها ، وانا م شفت دمعتها ، ليش يصير معها كذا امير .
شدها يحضنها بشده من سمع شهقاتها ؛ بيصير حالها احسن صدقيني .

~ أحبك لو طالت المسافات ‏ واهيمك لو على مر الأزمان ~حيث تعيش القصص. اكتشف الآن