1| كُتب بواسطة امرأة.

Почніть із самого початку
                                    

لاحقاً استوعبت أن عقلي كان تحت سيطرة قلبي و لذلك لم تكن قراراتي مبنية على المنطق بل كانت عاطفية حد التهور و في كلامي هذا لا يُفترض أن العاطفة أمر سيء لكن بالنسبة لي اتخاذ القرارات عبر المنطق هو أكثر فاعلية.

لذا الآن أعتقد أنه الوقت المناسب كي أتخلى عن سعيي نحو كوجر و بما أنني لن أستطيع إخباره بما لم يُخبرني سأكتب له في الصفحة التالية رسالة رُبما لن تصل...

إلى كوجر:

في البداية سأُخبرك لِمَ تعمدتُ كتابة اسمك فقط بدل أن أُناديك بعزيزي أو بلقب آخر... لأنني الآن لم أعد أحذو نحوك بل أمشي خارج سجنك الذي اعتقل حريتي لمدة طويلة من الزمن، نعم أنا أتحرر منك! لكنك لا تعلم و هذا هو المُضحك المُبكي بعينه...

-بالتفكير بالأمر رُبما كُنت تعلم لكنك فَضلتَ الجهل-

على أية حال لا أعلم بماذا أُكمل هذه الرسالة، لطالما تخيلتُ في عقلي سيناريوهات قد أُخبرك بها و هذه هي آفتي...

فقد حبستُك في السجن ذاته الذي أفنيتُ سنيني الماضية فيه... لأنني لم أُحبك بل أحببتُ كوجر الصغير والذي علمتُ أنك قتلته... لذا حبي لم يعد موجود مهما آلمني أثره لأن الصبي الذي أحببته قد مات بعد أن كبر في مُخيلتي، مُخيلتي قد تكون ظالمة بحقك فقد أعطتك كل شيء، جعلتك كل شيء لكنني في الحقيقة لم أكن أي شيء بالنسبة إليك...

بالمناسبة بعد أن أُنهي هذه الرسالة سوف أستعمل المُترجم كي يُحولها إلى اللغة الفرنسية التي لطالما قُلت أنني أفضلُ منك بها، لقد أخبرتني أنك تغار مني لأنك تراني أحسن منك بعدة نواحٍ و ذلك الاعتراف كان مؤلماً بالنسبة لي لأنك كُنت الشخص المثالي في عيني و اكتشفتُ أن الصورة التي كَوّنتُها عنك كانت مُزيفة...

مشاعري مُتضاربة لأنني تارة أشتاق إليك و أقول أنني أحبك حب غير مشروط و تارة أخرى أهوي نحو قاع الغضب لأننا لم نصلح أن نكون برفقة بعضنا البعض، فنحن الاثنان نبدو جميلان جداً معاً لكن ليس كل ماهو جميل حقيقي...

هذا ما أُحاول إقناع نفسي به، أن أُبصر الحقيقة بعد الشرود الهائم بأحلام اليقظة الكاذبة...

أتذكر قولك أنني أبدو كسندريلا التي لا ترى أحداً سوى نفسها، كُنتَ مُحقاً أنا لا أرى إلاّ نفسي لكن الرؤية ليس كالإبصار، فقد رأيتُ الفخر في نفسي و أتعلم كل يوم كيف أكون رحمية معها لكن هناك لحظات أخرى لا أُبصرني بالمرة و أكون سيئة بحق نفسي...

أقتلع جلدي دون أن أُدرك، أنسى أن أشرب المياه و آكل بلا وعي... أسهر كثيراً و أُصبح كسولة تجاه تماريني و القيام بما يستهويني، ببساطة أصبح الشغف يتساقط من بين أصابعي كما تتساقط خصلات شعري و منذ لحظات قبل أن أكتب لك هذه الرسالة كُنتُ أبكي حتى أصبح خداي دبقان بسبب دموعي...

زويا: حُب، حياة.Where stories live. Discover now