الجزء الثاني عشر

3 2 0
                                    

ثم انتشلت يداها من يده بخفة وابتعدت عنه هاربة كالعصفور الصغير ..

قال بنبرة مرتفعة قليلا واثقة : الي اين ستهربي ، فانا قدرك

ارسلت اسيا له ابتسامة جاذبة ، سحرته ، جعلته يُقبل نحوها بهدوء ، قرب انفاسه منها وقال : هل ستتزوجي شخصاً غيري يا اسيا

لم تكن تعلم ان ابتسامتها ستجعله ياتي اليها بتلك السهولة ، فكان هدفها استفزازه ، ولكن ما ذلك الوضع الحرج الذي وضعها به ، ف انفاسه شلت لسانها ، تلعثمت بالحديث و لم تقول الا : ابتعد قليلا

اكمل غير عابئ بطلبها وهو يُحرك يده علي ظهرها ملامس شامتها بحنان(التي طالما خجلت منها) : هل مازلتي تشعري بالتقزز عندما اقترب منك

سُحرت تحت كلماته الحنونة ونبرته المنخفضة وتلك المشاعر المتأججة المشتعلة بينهما ، وللمرة الاولي لم تشعر بالخجل من تلك الشامة بل شعرت بأنها اعطتها المزيد من التميز والجاذبية ، وجدت لسانها يقول الصدق رغما عنها : لا ، لا اشعر بالتقزز

قال بانفاس ملتهبة : اعشق شامتك ، منذ اليوم الاول الذي رايتك به ، وانا وقعت اثير جمالها

بادلته نظرة امتنان اختلطت بلمعة حب واغلقت عيناها مستمتعة بحديثه التي لم تسمع حديث رائع مثله ..

وكأن غلق عيناها كان بمثابة اعتراف منها علي تقبل وجودها بداخل ذراعيه ، فشعر بان ذلك الاعتراف الضمني كان المدخل لاثارة مشاعره اكثر ، واحراق فتيلة الهدوء المتبقية ، اقترب منها اكثر للحد الذي اصبح ملاصقا لها ، و وضع يده حول خصرها ، قرب شفتاه من شفاتيها وقال : اريد ان اتذوق شفتيكي هل تسمحي لي

اغمضت عيناها وخارت قواها تحت قبضتيه ، فاصبحت فريسته بلمح البصر ، وكأن فعلتها الاخيرة اعطته الاذن لفعل ما يريده ..

زاد اقترابه ثم اعطاها قبلة طويلة ، اخرج من خلالها كل مشاعره المكبوتة بداخله الذي رفض الافصاح عنها شهوراً مطولة ، شعر حينها بشعور لم يشعر به من قبل ..

وكأنه تذوق خمرا اصبح تحت تأثيره ، او سحرا فشل في ابطاله ، شعر وكأنه يتذوق حلوي لم يوجد لها مثيل ولم تُخلق ابدا ، شعر وكأنه يطوف العالم بتلك اللحظة ، شعر وكأنه امتلك معذبته اخيرا بعد طول انتظار ..

وبالمقابل ، شعرت اسيا ان قدميها لا تلامس الارض وان زين قد انتشلها من ارض الواقع الي ارض الاحلام ، شعرت بانها اميرة بلا فهي كانت سندريلا واخيرا وجدت اميرها التي ظلت تبحث عنه سنوات ، ولاول مرة تستلذ ضعفها امام اميرها المفقود ، حينها كانت لا تسمع شيئًا الا تلك النبضة التي صُدرت من قلبها معلنة عن اشياء كثيرة بمنتهي الخطورة ..

حدث شي جعل زين يُصدر سبه خافته ، وهو صوت انذار القارب المُعلن عن اقترابه من الشاطئ ، انتفضت اسيا عند سماعها ذلك الصوت الذي دوي بارجاء المكان وابتعدت عن زين بسرعة وكأنها تبتعد عن جمرة لهب وليس زوجها ،،
قال المصور بابتسامة : جئت بالمعاد يا سيدي

صراع الافاعي Where stories live. Discover now