صراع الافاعي

الجزء الثاني

وكانت تلك اول مرة لعهد ان تتجول بمكان محاط بالاشجار والحشائش ، فقررت ان تفعل حركة جنونية لذلك خلعت حذائها وتركت لقدمها العنان وسارت حافية الاقدام علي الحشائش المبتلة ببعض قطرات المياه فشعرت بالانتعاش والحرية وبعد قليل اغمضت مقلتاها وسارت هكذا ..

فلاول مرة تشعر بالسعادة تغمر خلاياها بدون استاذان ولكن أهل تسير كل الاشياء كما يرام وكما نريد ، فيجب ان يعكر صفونا شيء بغيض ويفسد علينا اسعد لحظاتنا ،،
فاثناء سير عهد اصطدمت برجل طويل القامة قوي البنيان فنظرت له واكتشفت مدي قصر قامتها مقارنة به ..

فابتعدت عنه قليلا وخجلت من فعلتها البلهاء وقالت له باعتذار: اعتذر منك سيدي

فلم تلقي منه الا الصرامة وحدة الحديث عندما قال : ما هذة التصرفات البلهاء ، هل مازلتي طفلة بالمدرسة؟

فشعرت عهد باهانة صريحة بنبرة صوته ، وبرغم رقتها وهشاشة شخصيتها الا تمتلك لسان سليط ونبرة حادة ورثتها من ابيها

لذلك تحولت نظرتها الخجولة لنظرة غضب وردت عليه : لا اسمح لك بأن تقلل من شأني

فاشتدت بينهم المواجهه وطال الحديث الحاد ، بذات الوقت قلقت اسيا علي شقيقتها لذلك خرجت تبحث عنها بالحديقة ، فوجدتها تقف مع رجل غريب الاطوار فاقتربت منهم قليلا فوجدته دفع شقيقتها بكتفها ..

في هذا الوقت لم تري شيء اماما فركضت تجاههم ثم ضربته بالكف علي وجهه بأقصي قوة امتلكتها حينها !!!

نظر لها بأعين ملتهبة كجمرة اللهب واصبح وجهه كوجه ذئب مفترس ثم قبض علي كفه بعنف وظل يقترب منها خطوة وكانت هي تبتعد بخطوة مثيلة الا ان اصطدم ظهرها بشجرة ضخمة فعلمت بأنها اصبحت محاصرة بين قبضته ، لذلك تحلت بالشجاعة ووقفت امامه بتحدي وقالت له بنبرة كفحيح انثي الثعبان : لن اسمح لك او لغيرك ان تلمس شعرة من شقيقتي.

وهنا فاقت عهد من الصدمة التي دخلت بها تاثيرا بفعلة اسيا الاخيرة لذلك اقتربت منهم سريعا وحاولت ابعاده عن اسيا ونهره بكلمات لاذعة ولكن هيهات لمن تنادي ، فاصبح كالصنم فلم يتحرك شبراً واحد او بالاحري لم يسمع منها كلمة ، فباتت جميع محاولاتها بالفشل ..

فهو لم يسمع الا صوت الصفعة الذي تلقاها من هذة المتمردة ولم يري الا عيناها التي توحي بالتحدي وعزة النفس ،،

فقال لها بنبرة قادرة علي دب الخوف بقلوب اشجع الرجال : كيف تجرئين علي فعل ذلك !؟

ابتلعت ريقها واستعادت رابطة جأشها وردت عليه بنبرة مماثلة : مثلما انت تجرئت علي دفع شقيقتي ، فهذا عقاب فعلتك

فصرخ بوجهها بغضب ثم رفع قبضته تجاهها فاغمضت عيناها وانتظرت صفعة مماثلة ، ولكن وجدت صوت رجل مسن أتي من الخلف قائلا بصوت حاد : زين!!