البارت السادس

Start from the beginning
                                    

❈-❈-❈

قاطع حديثها مع نفسها وصول سليم
-سيلي قاعدة كدا ليه في المطر ؟ انتِ مجنونة قومي هدومك اتبلت كلها
ظلت كماهي وكأنها لم تستمع إليه  ..جلس بجوارها يضمها لأحضانه
- حبيبتي مالك قاعدة ليه كدا؟ من وقت ماارجعنا من شرم وانتِ كدا ..مش هتغيري
أزالت عبراتها دون أن يلاحظ وأردفت بصوت جعلته متزنا ..حيث خبأت آهاتها الصارخة وخيباتها وأجابته بقلب مفطور
- كنت مستنية آبيه راكان وحشني قوي
شعر بلهيبا بصدره كلما تذكر حديث يونس الغاضب قبل سفرهم بيوم واحدا..فاتجه إليها يمسد على خصلاتها وضمها لأحضانه
- قومي ياقلبي علشان ماتخديش برد ..وراكان أكيد لو عرف إنك رجعتي هيطلعلك على طول هو عنده كام سيلي بس ...أومأت برأسها ثم توقفت متجهة للداخل ..كان يراقب دلوفها وهي تتحرك بروح مسلوبه من جسدها ...أطبق على جفنيه حزنا عليها فهمس لنفسه
- ياترى عملت إيه يايونس مخليها كدا ...زفر غاضبا من حالة أخته وظل جالسا كما هو ..إلى أن أتت فرح وجلست بجواره
- عامل إيه حمدلله على السلامة ..استدار ينظر إليها وابتسم لها
- الله يسلمك اوعي تكوني انتِ كمان بتحبي المطر ..أيه اللي منزلك في المطر ..دنت من جلوسه متعمدة إثارة قربها ثم ضمت ذراعه
-يمكن علشان وحشتني وجاية أسلم عليك
أنزل يدها بهدوء وأجابها
-فرح إنتِ زيك زي سيلين ..اخذ نفسا ثم زفره وأكمل مستطردا :
-وإنسي كلام جدو لأني مرتبط ..وخلال يومين هعلن إرتباطي بيها ..قالها ثم نهض متجها لمنزله 
 
كسا الوجوم ملامحها وهي تجز على أسنانها
- والله طيب هشوف كلام مين اللي هيمشي ياسليم ...قال مرتبط ..قالتها بغضب دفين
عند راكان ونوح ..بعد ذهاب أسما ولميا
جلس وبدأ يتجرع بعض من أنواع الكحول
جذب نوح الكوب من يديه وصاح به بغضب
-أكيد اتجننت ياراكان ..إيه الهبل دا من إمتى وانت بتشرب كدا
رجع بجسده وهو يتكأ بظهره على المقعد وبدأ ينفث تبغه حتى أخفى جسده خلف غبارها
- بنت خالتك دي خرجت عن المألوف صدقني أنا اللي مصبرني عليها القرابة اللي بينكم ...بتصل بيها مبتردش ،دنى نوح بجسده منه وتسائل:
- ليه الدنجوان كان ناوي يعمل إيه لو ليلى مش قريبتي ؟!
نفث دخان سيجاره وهو يطالع نوح بهدوء مميت
- كنت خطفتها !! صدمة تجلت على ملامح نوح فأردف
- لا أكيد اتجننت مش كدا ..من إمتى وإنت كدا ...ظل ينفث تبغه بشراسة ثم توقف ينظر من خلف زجاج النافذة
- ولو قولتلك أنا مبقتش عارف نفسي ..اتجه بأنظاره إلى نوح وأكمل :
- من يوم قضية باباها وأنا بقرب منها أو تقدر تقول بقربها مني ...عارف أنك هتتصدم وعارف هتقول وصلت لمرحلة ضعف ..اتجه بخطواته ونظر إلي نوح الذي ظهر  على ملامح وجهه  الغضب
- غصب عني ..شدتني بطريقة مثيرة ..مكنش ينفع أقولك ..كنت عايز أتأكد من مشاعري ..ولا هتكون زي غيرها ..ابتسم بسخرية وأكمل
- أنت مفكر نزولي الشركة علشان بابا طلب مني كدا ..طيب ماهو بيطلب بقاله سنين ..وبلاش أقولك إيه ورا تخطيط توفيق البنداري ...سحب نفسا وأغمض عيناه
- نزلت علشانها وبس ..علشان أقرب منها ..علمت فيا ياآخي هو مش من حقي أحب وأتحب بعد اللي غدروا بيا ..وقبل ماتقولي هتضعفك ياراكان ...هقولك أنا ضعفت فعلا يانوح ..بقيت زي الطفل قدامها ..بتقولي كلام لو واحدة تانية كنت دفنتها ، لكن منها بيكون على قلبي زي نسمة الربيع في عز الحر  .
تنفس بتثاقل وكأن حجرا يطبق على صدره ثم قال بوجع مرير
كان نفسي أصارحك وأصارحها من بدري ،لكن غصب عني بقيت أشك في كل الستات ..رفع نظره إليه بحزن وشعر بقلبه يقتلع من بين ضلوعه
- ليلى لو كانت زيهم صدقني هيبقى نهايتي ..فكان لازم أصبر شوية وأتأكد من حبي ومنها ..
ظل جالسا يستمع إليه بقلب مفطور عليه ..ثم ابتلع ريقه محمحما
- راكان أنت عرفت إيه عن ليلى ، علشان تتمسك بيها كدا ..توقف نوح أمامه
- قبل ماتكون صاحبي هي بنت خالتي ..يعني مقدرش أشوفها بتقرب من النار واسبيها تحترق
تنهد بألما وشعور بالأختناق يعيق خروج زفراته الحارقة يريد صفع نوح بقوة على وجهه ..ورغم ذلك حاول السيطرة على غضبه
- قصدك قرب ليلى مني نار يانوح ..يعني أنا بحرقها ..بعد اللي حكتهولك دا بتقولي هحرقها
أشتعلت نظرات نوح بشكل مخيف وصاح بغضب
- راكان متحاولش تقنعني إنك هتخرج من القرف دا وتستقر بليلى ..ليلى غير البنات اللي بتسهر معاهم ..ضرب على صدره وصاح بغضب
- وخد الكبيرة ياصاحبي ..أنا استكترتها على نفسي ماهو أنا أولى بيها ابن خالتها بقى
لم يتحكم بنفسه إذ رفع كفيه وصفعه بقوة على وجنتيه وصاح حينما  فقد سيطرته بالكامل
- أخرص يانوح متقولش كدا تاني ..أمسكه من تلابيبه وبدأ يهزه بعنف
- إنت عمرك مافكرت فيها ..وأنا أكتر واحد عارف حبك لأسما . قالها وهو يدفعه بقوة محاولا أخذ أنفاسه التي شعر بإنسحابها بالكامل ...اشار له بسبباته
- عارف بتختبر صبري مش أكتر ،علشان لو غير كدا كنت موتك ..اقترب نوح وطالعه بمكر
- لا مش بختبر صبرك ، الكلام دا مفهوش إختبار ،فعلا ليلى عجبتني ،بنت جميلة وذكية ،لكن انا حياتي مقرفة والبركة في يحيى الكومي ،لكن لو كنت سوي ..أكيد كنت هكون أسعد واحد في الكون ..لكمه مره أخرى ،وبدأ يتحدث كالمجنون
- إنت عايزني أقتلك يعني ولا إيه ،
  قاطعهم دلوف يونس وهو يوزع نظراته بينهما وكأنهما كانوا في حلبة مصارعة ..خطى بعض الخطوات وهو يطالعهم
- مالكم في إيه ..كنت بتتصارعه ولا إيه
حمل راكان جاكتيه وتحرك للخارج دون حديث ..ناداه نوح ولكنه لم يتوقف..اتجه سريعا إليه توقف أمام سيارته
- راكان أنا بهزر معاك صدقني ،كان لازم أتأكد من حبك فعلا ،لم يرد عليه واستقل سيارته وخرج من المزرعة بأكملها
رفع هاتفه وحاول الأتصال بها عدة مرات ولكن ككل مرة لم يوجد رد ...ولكن فقد الأمل ولكن بمرته الأخيرة قبل الأنتهاء فتحت الخط بيد مرتعشة ونبضات هادرة
- أيوة مين ؟ قالتها بصعوبة لعلمها من المتصل ..استمعت لأنفاسه العالية التي زعمت أنها لو أمامه لأحرقها بها
اخرجت زفرة حادة عند صمته علها تهدأ من ذاك المتجبر الذي يشعل أعصابها
- لو مقولتش إنت مين هقفل في وشك !!
عقد حاجبيه وهو يقود السيارة ويتلذذ بصوتها الغاضب، لقد أخرجته من حالته الغاضبة ببعض كلماتها التي أصبحت دواء لداء عشقه،   فأردف بهدوء
- عايز أتكلم معاكي ،بكرة الصبح هستناكِ في مكتبي ،ومش عايز إعتراض
صدمة ثم ذهول ف تمتمت بصوتا خافت
- اي أوامر  تانية حضرت الطاووس المغرور
توقف بالسيارة فجأة حتى اصدرت صريرا مرتفع وابتسامة عفوية خرجت من بين شفتيه ..تمنى لو رآها أمامه لسحقها بأحضانه ..قاطعه صوتها
- حضرة الطاووس المغرور قفل السكة ، حبيت أسأل علشان ميقولش قاطعها

عازف بنيران قلبي Where stories live. Discover now