الفصل الثاني عشر

12.8K 706 150
                                    

pov:إيغور

عندما لكمت ذلك العاهر كان أول ما فعلته هو الاستدارة كي أرى ملامحها ، أردت أن أعرف حقيقة شعورها و لن يكشفه سوى لحظة غدر مثل هذه فهي لن تعترف بالحقيقة ، و أنا لست رجلا يحب السؤال كثيرا ..

رأيت لمعة عينيها صدمة و فرحا بما فعلته ، و كأنها كانت تنتظر هذه اللحظة منذ عصور ، لكن سرعان ما تبخر ذلك عندما هاجمتها الأفكار مجددا ، حاولت الاقتراب منه حتى تتبين ماذا حدث له ، لأمسكها بين أحضاني و أسحبها إلى الداخل ، صرخت بصوت جهوي نحو الحرس أخرس محاولاتها للإفلات : نظفوا هذه القذارة ..

دخلنا إلى البيت ، و ضربت صدري بقوة مبتعدة عني ، قائلة بجزع : ماذا سوف تفعلون به ؟

لم أرد بل بقيت أحدق بها ، وجهها الاحمر الغاضب ، الخائف ، المتعصب كان له جمال آخر ، حاولت الخروج مجددا ، لأمنعها ، صرخت بي : أتركني إيغور ، أريد أن أعرف ماذا فعلوا به ..

سألتها بفضول : لماذا ؟

جاءها سؤالي كالصاعقة ، توقفت عن الحركة ، و تراجعت للوراء قليلا ، و همست بصوت مليء بالحزن : لأنه والد إبنتي ..

ذلك القذر لا يستحق حتى أن يكون والد كلب شوارع ، فكيف له أن والد إبنتك ، كانت حالتها تسوء لكذلك قررت الاحتفاظ برأيي لنفسي..

و هكذا تبخر كل شيء فعلته بعد أن قابلته ، تبخرت الابتسامة و حل محلها شرود و حزن
لكنني لن استسلم سوف تزهر حياتك مجددا يا صغيرتي و لو سقيتها من روحي ..

جلست على أحد الكراسي الموجودة في البهو ، و غلبها البكاء واضعة رأسها بين كفيها ، بقيت واقفا مكاني ، لا أعلم اذا كان من حقي الاقتراب منها ، فجأة رفعت رأسها نحوي و قالت بنبرة باكية : لماذا فعلت ذلك ؟ لماذا ؟

لن أبرر لها حمايتي لها بالتأكيد ، وضعت يدي في جيبي قائلا بلامبالاة : لا تخافي لن يموت ..

يبدوا أن إجابتي إستفزتها كثيرا لأنها نهضت من مكانها ، صارخة بي : لكن أبي قد يموت ..

رفعت حاجبي في إستيعاب ، هذا هو اذن ، هي لا تحبه ، و لا تريد أن يربطها به شيء ، هي فقط خائفة على والدها منه ، فبالنظر إلى ما حدث في السابق فالأمر أشبه بالصدمة لديها ... إنزعجت أنها أخفت عني هذا ، أحاول أن أتفهم أنها خائفة ، لكنني بإمكاني حمايتها ، عليها إستعاب ذلك حتى لو قسيت عليها قليلا ..

شعرت بأنها قد كشفت نفسها ، لتقول بتبرير : أقصد أنه قد ينزعج لأنني رفضت عرض الزواج ، و أنت ضربته ..

قلت بنبرة قاسية : توقفي ...

حاولت الحديث مجددا ، لأشير لها بيدي : إيرينا ، توقفي ..

إقتربت منها إلي أن وقفت أمامها ، بدت ضئيلة الحجم أمامي ، رفعت ذقنها كي تتقابل نظراتنا قائلا : إسمعيني جيدا يا صغيرة ، لأنني لن أتحدث هكذا مجددا ، والدك يمقت ذلك العاهر و يتمنى أن تتحرري منه ، و موضوع الزواج كان مجرد كلام كي نخرجك من تلك الشقة القذرة ، أنا بامكاني حمايتك وحمايته و لن يصيبكم أي شيء ، و كونه من المافيا لا يعني شيئا ، إستوعبي كلماتي جيدا إيرينا لا تسمعيها فقط ..

ملكيته الخاصة  (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن