الفصل السادس

13.8K 741 277
                                    

إيرينا: pov

شعرت بنبضات قلبي تكاد تتجاوز قفصي الصدري عندما رأيته ، و عندما قالت ماري أنه المالك الجديد كدت أفقد وعيي ، رجوت أن يكون هذا مجرد كابوس مزعج ، لا أريد شفقته ، لا أريده أن يتصدق علي ببعض النقود رثاء لحالتي ، لا أريد هذا ..

سمعت الفتيات يتهمسن حولي حوله ، و يغرقنه بعبارات الغزل ، و كنت أنا غارقة في بحر أخر ..

إقتربت مني ماري و أخبرتني أن المالك يريديني ، مشيت دون أن أرد عليها ، و دخلت عنده ، دار بيننا حديث لا أذكر منه شيئا سوى لمسة طفيفة منه على جبهتي جعلت جسدي كله يرتعش ، فاندفعت أصب غضبي عليه صبا ..

و أعتقد أنه قد أصابه بعض من الإهانة مما قلته ، فقد استدار بظهره دون أن يقابلني ، عدت إلى مكاني كطير حزين ، و وجدت إحدى الفتيات تقترب مني و هي إسمها إليز تكبرني ببضعة أعوام ، سألتني بفضول : ماذا كان يريد منك المالك ؟

ترددت قليلا و قلت بتوتر بصوت منخفض أقرب الى الهمس : حين .. حين دخل الجميع رحب به .. و أنا كنت صامتة ... فظن أن هناك خطبا ما .. إنه من النوع الذي يلاحظ كل شيء ..

إبتسمت لي بمجاملة : حسنا ... سوف أصدقك لأنني أختار ذلك ، لكن لا أنصحك بأن تدخلي المنافسة ، لا أظنه سوف ينظر إليه و أنت هكذا ..

أشارت إلى بطني البارزة ، و كدت أحشر المقص في عنقها لكنني تمالكت نفسي ، ألا يكفي كل ما أعانيه في حياتي حتى يضيف لي إيغور معاناة من نوع جديد ..

لكنها معها حق نوعا ما ، من سوف ينظر لي أصلا و أنا هكذا ، كل ما أمتلك من ملابس هي مستعملة إشتريتها بثمن بخص و هي عبارة عن تنورات سميكة و طويلة نوعا ما و قمصان من الصوف ، أرتدي فوقهم معطفي الواحد و الوحيد ...

ملامحي مرهقة و لا أتذكر أخر مرة وضعت فيها قطرة من المكياج ، كم أشتاق إلى حياتي السابقة قبل كل هذا ...

أغمضت عيني للحظة و أنا أتخيل أمي كاترينا و هي تناديني من أجل أتناول العشاء ، و توبخني على تأخري الدائم ، كم أشتاقها كثيرا ...

أبدوا على حافة الانهيار حرفيا ، أحاول أن أتماسك لكن شعورا بالغثيان يتملكني ، فأهرع إلى الحمام مباشرة ، وصلت في اللحظة المناسبة ، تقيأت فطوري الذي كان عبارة عن عصير أصلا ، و بينما أنا في حالتي المزرية ، سمعت طرقا على الباب ، قلت بصوت مبحوح : أنا هنا ، إنتظري قليلا ...

قال بصوته الأجش : أنا أعتذر ، لكني لن أنتظر ..

رفعت رأسي على لحظة دخوله الى الحمام ، رأيت إنعكاسه ، لأقول بهلع : لقد تقيأت لا تقترب ...

لم يسمع كلامي و قام بفتح صنبور المياه لتنظيف الحوض ، و بلل يديه و مسح وجهي ، شعرت برغبة في البكاء ، و نزلت دموعي دون إستئذان حتى ، قام بقطع بضع قطع من ورق الحمام و قام بتجفيف وجهي ، كل هذا في صمت شديد ، و أنا أبكي فقط ، تأملني قليلا و قال بأسف و هو يشير إلى غرتي : لقد بللت شعرك قليلا هنا ..

ملكيته الخاصة  (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن