الفصل الرابع

14.6K 715 170
                                    

pov:إيرينا

دخلنا إلى أحد الأحياء الراقية التي أراقبها دائما من بعيد ، لأقول له باستغراب ممزوج بالتوتر : أنت تعلم أن هذا ليس الطريق إلى شقة أبي ...

بدأت ألعن نفسي على اندفاعي اليه ، لابد أنه قرأ أفعالي بطريقة خاطئة تماما ، أوقف السيارة أمام بيت كبير للغاية ، و نظر الي قائلا:ألا تثقين بي؟

كان سؤاله مؤلما للغاية ، لم أعلم ما إجابته ، كان يجلس هناك و يتطلع عليه ، يرجوني بأن أجيب ، تجمعت الدموع في عيني ، كان سؤالك قاسيا يا سيدي ، انا المرأة التي لم تعد تثق في نفسها حتى كيف لها تمنح بشرا أخر ثقتها ...
لكنك لن تفهم ذلك ، سوف تراه إهانة لذلك غيرت الموضوع : الموضوع ليس موضوع ثقة
أجابني بسرعة و كأن الكلام على طرف لسانك : اذن موضوع ماذا ؟
أنظر اليك طويلا أترجاك أن تتوقف ، لست حمل هذا ، ما أنا إلا رماد إمرأة إحترقت روحها منذ وقت طويل و لم يبقى سوى جسد يتحرك ، وجدت يده تمتد و تمسح دمعة وجدت طريقها الى خدي دون أن أحس ، قال بصوت أجش : لا تبكي ...

تبددت مخاوفي في لحظة ، كيف له هذا السحر الذي يجعلني مطمئنة في وجوده ، كففت دموعي و قلت مازحة :هرمونات الحمل ، أتأثر بسهولة ، و أبكي على أي شيء تقريبا ...

قال و هو يشير بأصبعه إلى المنزل : والدك بالداخل ...

نظرت الى المنزل مجددا و مر برأسي مليون سؤال و سؤال ، حين وجهت نظري اليه مجددا كان قد نزل من السيارة و استدار ناحيتي و فتح الباب و بحركة خاطفة فك الحزام و مد يده لي كي أنزل ، بمجرد أن لامست يدي يده شعرت بمدى خشونتها و حجمها الكبير ، كان ملمسهما ألطف سابقا ، كان ينظرأرضا تراه لا يحتمل لمسي لهذه الدرجة ، ابتعدت عن السيارة و أغلق هو الباب ، و أشار لي بيده بأن أتقدم ،هذه المرة مشى بجانبي بخطوات مثقلة أسعدني أنه يتذكر تعليقي السابق ...

لا أعلم اذا كان العيش في مستوى أقل قد أثر بي ، لكن البيت كان عبارة عن تحفة فنية ، بداية من الأرضية الرخامية ، وصولا الى التحف الفنية و اللوحات المعلقة ، و الألوان الدافئة التي تغمر الممر الرئيسي الذي في حجم شقة أرون ...

دخلنا الى قاعة جانبية و كان أبي فيها ، فتح ذارعيه لي و اندفعت بقوة إلى أحضانه : أبي ماذا يحدث ؟ لماذا أنت هنا ؟ و ما هذا البيت؟

إحتضن وجهي بكفيه و قال لي : إهدئي يا صغيرتي ، إهدئي ، كل شيء بخير ، هذا بيت إيغور ، و قد أخبرني أن أبقى معه قليلا بدل البقاء وحيدا في شقتي و أخبرته أن يحضرك لأنني اريد الحديث معك ...

قلت باستغراب و أنا أشم رائحة مؤامرة تحاك من وراء ظهري : و من أين له المال أصلا ؟

أتاني الرد منه و هو واقف خلفي : ميراث زوجتي الراحلة .

إستدرت و رمقته بنظرة متأسفة على وقاحتي ، بينما انسحب هو ليتركني أنا و أبي لوحدنا ...

وجدت أبي يمسكني من يدي و يجعلني أجلس و جلس قبالتي، لاحظت البدلة الثمينة التي يرتديها ، و وجهه الحليق و شعره المسرح ، لولا الخصلات البيضاء التي شعره لظننت أنا الزمن لم يمر أبدا ، قلت باندفاع : أبي أخبرني الحقيقة ، ماذا هناك ؟

ملكيته الخاصة  (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن