الفصل الثالث

16K 726 113
                                    

 

إيرينا:pov

كنت أمشي بلا هوادة باتجاه بيتي بعد يوم مرهق في العمل ، لكن كل ما كان يشغل تفكيري هو إيغور ، لا يصدق عقلي  أنني رأيته اليوم ، لم أستطع التركيز في عملي حتى بشكل جيد لدرجة أنني جرحت يدي مرات عديدة ، أكرر في رأسي هيئته و ملامحه ، لازال محتفظا بوسامته رغم سنوات السجن القاسية ... 

الأن عمره اثنان و ثلاثون عاما ، أتذكر حين كان في العشرينات من عمره و أحضره أبي أول مرة الى البيت كنت في الثامنة من عمري ، كان هادئا و صامتا دائما ... بعد مدة استطعت ايجاد طريقة للحديث معه ، كنت أقرأ له القصص و الحكايات ، كان يستمع لي و يعلق بأشياء بسيطة ، لكن قلبي كان يرقص فرحا عندما أجعله يتحدث ... كان صديقي و رفيقي ، و حارسي أيضا ..

لم يكن يسمح لأحد بأن يؤذني أو حتى يزعجني ، كان مثل الأمير الذي ينقذ الأميرة و يتزوجها في نهاية القصة الخيالية ، و قد فعل ذلك بالفعل مع فيينا ، حملها قد ساهم في ذلك الأمر بالتأكيد فرجل مثله لن تربطه امرأة بالزواج ما لم تحمل منه ... 

لا أذكر فيينا جيدا ، كان إيغور لا يحضرها و لا يسمح لها بالخروج كثيرا ، كان حريصا جدا على حملها ،أقارن نفسي بها أنا المسكينة التي لا يهتم بها والد جنينها نهائيا ....

لطالما حيرني ما العمل الذي يمكنه أن يجمع رجلين بينهما أكثر من عقد من الزمن ، الا أنه بعد هروبنا من بيتنا كشف لي والدي حقيقة عمله  ، كان والدي و ايغور يعملان معا في تهريب السلاح عبر الحدود الى الدول التي تكون في حروب او تحت سيطرة جماعات مسلحة ، أو حتى للجماعات الارهابية ، بمعنى أصح من يدفع أكثر يشتري أكثر ، و بالفعل كان عملا مربحا ، فما من من تجارة تقام على جثث البشر الا و تكون مربحة...
كنت أصغر من أفهم كل هذا ، أصغر من أن استوعب أن والدي و شريكه مهربان من الدرجة الأولى ، لدرجة أن الحكومة لا تستطيع السيطرة على أعمالهما ... 
كنت أستمتع فقط بذلك البيت الكبير الرائع مع اخوتي الصغار ، اخوتي الذين دفعوا الثمن غاليا مع والدتي ، لقد دفعوا ثمن تجارة أبي بأرواح الناس بأرواحهم هم ...
حتى إيغور دفع ضعف الثمن مرة بزوجته و ابنه و مرة بسنوات حياته ... 

هل ألوم والدي على تجارته تلك ، لم يكن والدي متعلما ، و حين حملت أمي بي كان بدون عمل ، و كما أنه لا ينتمي الى عائلة كبيرة أو عريقة ، كان مجرد شاب في مقتبل العمر لديه عائلة ليعيلها و لا مصدر دخل له ... 

عائلته تخلت عنه بمجرد أن ربط نفسه بأمي لأنها كانت مهاجرة غير قانونية ، عندما اصبحت حاملا  تفهمت لماذا لم تعترض أمي على عمل أبي نهائيا ، كان تريدنا أن نعيش في مستوى جيد ، لقد جربت هي الأخرى الفقر و لنقل أن مذاقه مرير ... 

ما ان فتحت الباب حتى وجدته مقابلا لي ، بملامحه المقززة ، رغم أنه وسيم الا أن أفعاله تجعلني أكرهه للغاية ، تحدث بصوته الكريه: تأخرتي ... 

ملكيته الخاصة  (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن