الفصل الخامس

Start from the beginning
                                    

دي .. دي ليتا !
رددّ يامن بتوتر فزوجته الهادئة المسالمة في أقصى مراحل غضبها ، صرخت بسخرية غاضبة :
تطلع مين ست لوليتا دي يا عنيا !
أقترب منها رافعاً يده يشير لها بأن تهدأ فصرخت بجنون :
متقوليش أهدي شايفني بشد في شعري !
أكملت صراخها :
معاها تليفونك ليه ده اللي مراتك مش بمسكه ..
صرخ بانفعال فهي لا تعطيه فرصة للتحدث :
ليتا تبقى ظابط في العملية معايا ، كنت نزلت أراقب واحد وكان دخل الحمام فدخلت وراه ونسيت تليفوني في العربية .
صرخت بغيرة :
البت دي مش هتشتغل معاها تاني يا يامن فاهم ولا لا !
مسح على وجهه يحاول تمالك أعصابه فصوتهم وصل لقاطني البيت :
مينفعش مش بمزاجي دي أوامر يا ملاك .
صاحت بغضب شديد :
وأنا مراتك وبقولك يا أنا يا هي يا يامن ..
صرخ هو الآخر بانفعال :
مفيش وجه مقارنة بينكم أساساً أنت مراتي وهي مجرد زميلة !
أردفت بجمود قبل أن تتركه وتخرج من الغرفة :
قدامك تختار وطول ما أنت معاها مش هنتكلم يا يامن فاهم ..

في صباح اليوم التالي :
استيقظ آدم على صوت هاتفه فأجاب فور رؤيته لاسم " ذات الجدائل " :
صباح الخير يا ذات الجدائل .
ردتّ بنبرة هادئة :
صباح الخير آدم أنا أمام الملحق أريد توديعك قبل أن أذهب للمشفى ثم لفندق .
أردف بضيق وهو يرتدي ملابسه على عجالة :
سأكون أمامك خلال عشر دقائق ..
ترجل على السلالم بسرعة ثم ذهب للملحق ، ناداها ينتشلها من الشرود :
ذات الجدائل .
التفتت ببسمة صغيرة :
أردت شكرك قبل أن أرحل فلا أعلم إن كنت سأراك مرة أخرى أم لا .
رددّ وهو يتحرك لسيارته :
سأنقلك للمشفى وبعد ذلك نبحث عن فندق جيد لكِ .
هتفت باعتراض :
لا سأذهب بمفردي ..
فتح باب سيارته وأشار لها بالصعود متجاهلاً اعتراضها :
هيا يا ذات الجدائل .
صعدت زافرة بتذمر هامسه بحنق :
مستبد ..
كتم ابتسامته وانطلق بجهة المشفى ، بعد مدة ترجلوا من السيارة وتحرك معها للداخل فتوقفت تسأله بتعجب :
إلى أين ؟!
ردّ ببديهية :
للداخل .
شهقت بصدمة مصطنعة مرددة بسخرية :
بجد داخل جوه مكنتش أعرف !
تمتم بهدوء :
توقفي عن الثرثرة وتحركي .
أثناء سيرهم ألقت السلام على زملائها ثم اتجهت لمكتبة فدخلت خلفها صديقتها التي رمقت آدم بتفحص وصاحت تقص عليها ما حدث في أيام غيابها :
شوفتي اللي حصل دكتور نائل قدم استقالته ومشي وباع شقته ومشي من المحافظة كلها .
أدارت عيناها على آدم تنظر له بامتنان فوجدته يعبث في الهيكل العظمي ثم ردتّ بهدوء :
أحسن راح في داهية ..
هزت الأخرى رأسها بتأييد ورمقت آدم باستغراب فهو يمسك بيد الهيكل كأنه يرقص معه :
بيعمل إيه ده !
ضحكت آفاق على أفعاله فالتفت يرمقها بتعجب من سبب ضحكها :
ماذا !
هزت رأسها بلا شيء فودعتها الأخرى وخرجت عندما ناداها طبيب آخر ، ضحكت آفاق بتعجب :
ماذا تفعل ؟!
ترك الهيكل العظمي والتفت يعبث في سماعة الكشف خاصتها :
اعبث في أغراضك ..
ضحكت على صراحته في الرد دائماً ثم رددتّ بجدية :
حان وقت عملي أذهب الآن وعُد في المساء حسناً ..
زفر بضيق واتجه للخروج فتوقف على ندائها :
آدم .
استدار ببسمة تبخرت عندما أكملت عبارتها :
السماعة ..
رمى السماعة في وجهها بحنق تحت صدمتها من فعلته وخرج يتمتم :
قصيرة .. حمقاء !
أثناء سيره في الطابق الثاني اصطدم في رجل أوقع الورق الممسك به فاعتذر آدم وهو ينخفض ليلملم الورق معه :
المعذرة ..
رفع عينه وهو يعتدل في وقفته فرأى مسدس يضعه على خصره من أسفل المعطف ، تمتم الرجل باقتضاب وبالإنجليزية :
لم يحدث شيء ..
ابتعد الرجل عنه فأكمل آدم سيره متمتماً بتعجب :
يا للعجب لما يحمل العاملين في المشفى السلاح !
استمع لصرخات عالية مع صوت طلقات نارية والممرضين والجميع يركض بهلع ، نقل بصره على رجلين ملثمين صاعدين على الدرج ويطلقوا النيران في الهواء ليخيفوا البقية فحاول أحد الأطباء تهديدهم فأطلق واحد منهم رصاصة في قدمه .
رفع الآخر على آدم السلاح يهدده بالإنجليزية بالجلوس أرضاً :
للأسفل هيا ..
أردف آدم بنبرة هادئة :
تركت بلدك وأتيت للسرقة في مصر يا للحظك التعيس يا أحمق !
بمجرد انتهائه كان يدفع يد الرجل بسرعة ومهارة وتحكم في الزر وجعله يطلق النيران على نفسه ثم وجه يده بالسلاح وأطلق على زميله  فوقع الرجل ، نظر للطبيب الذي يرمقه برعب فرددّ ببسمة صغيرة :
أهتم بالمرضى هيا ..
التفت راكضاً للأعلى بعدما ضرب على رأسه بتذكر فذات الجدائل بالتأكيد هلعت من صوت النيران ، وصل لمكتبها ودخله ولم يجدها فخرج بسرعة ينظر حوله كالمجنون :
أين أنتِ آفاق !
صرخ باسمها بصوت مرتفع وهي يركض يفتح كل الغرف :
آفاق أين أنتِ .. آفاق ..
ركض للدرج بسرعة حتى وصل للدور الأول وتوقف مخرجاً سلاحه باستعداد ثم مال قليلاً يرى الأطباء والممرضين والمرافقين للمرضى يجلسون على الأرض بخوف شديد ومن بينهم آفاق ، بمهارة استطاع حساب عددهم وتحديد أماكنهم كاد يتحرك فتوقف عندما تحدث قائدهم :
اذهب وتأكد من وجود الجميع هنا .
تحدث الرجل بقلق :
ما تفعله خطأ السيد أمرنا باختطاف الفتاة فقط .
ردّ قائدهم بخبث وهو يجذب آفاق بقوة فصرخت بتألم :
الفتاة ومعنا فلنسرق بعض الأموال ثم نرحل .
تحرك الرجل جهة السلم زافراً بضيق فصعد آدم بسرعة واقفاً جوار السلم ووضع كاتم الصوت في المسدس حتى صعد الرجل وجذبه بقوة كاتماً صوته بيده والمسدس يهدده به على رأسه هامساً بصوت منخفض :
تريد الموت بطلقة في رأسك أم في قلبك ؟
حاول الآخر التحرر منه فزمّ آدم شفتيه بتفكير :
حسناً سأختار بدلاً عنك ..
أدار رأسه بسرعة ومهارة فوقع الرجل في وقتها فاقداً للحياة ، رفع آدم غطاء الرأس المتصل بمعطفه ثم ترجل على السلالم بخطوات هادئة ووقف في مكانه السابق يأخذ نفس عميق ثم زفر بهدوء .

كل الآفاق تؤدي إليكWhere stories live. Discover now