البداية 1

7.5K 226 37
                                    

( بلادنا بلاد محافظة كيف يمكن السماح بشيء كهذا ؟ اللعنة هل جننتم؟ )

حدق الأمير ببرود بالشاب الثائر أمامه قبل أن يقول بحزم:

( و ما الذي تقترحه إذن الظروف الطارئة تحتاج إلى اجراءات طارئة ؟ هل تريد أن ننقرض؟ )

ألقى الفتى الأوراق التي كانت بيده على الطاولة و صرخ : ( اللعنة فلتنقرض.. )

كل حركات الفتى كانت عنيفة صفع الأوراق بوجه الأمير .. ضرب الأرض برجله بغضب عدة مرات.. ضرب الباب خلفه بصوت مدوي..

رغم ذلك كل هذا العنف كان بالنسبة للأمير ظرافة فاتنة..

تنهد الأمير و همس بحزن : ( دخلت كالعاصفة و خرجت كالعاصفة.. لم تحاول الإستماع إلي كالعادة دائما.. )

ظهر الطول الفارع للأمير عندما وقف من خلف مكتبه و رفع ذراعاه ليحرك عضلات ظهره المتعبة...

البلاد كلها مفتونة بأميرها الشاب ذو البشرة السمراء القوية و الوسامة الخارقة و العينين العسليتين المخالطتين بوميض أخضر ما عداه هو... ذلك العاصفة...

عاد بذاكرته إلى ذلك اليوم البعيد عندما قرر والده ملك الشمال الزواج من ملكة الجنوب الأرملة بغرض توحيد البلدين...

لا يمكنه أن ينسى غضبه و يأسه لقرار والده بإستبدال أمه الراحلة بإمرأة أخرى...

ازدادت المرارة في فمه عندما عرف أن المرأة لن تأتي بمفردها و إنما معها طفل أيضا قد يحل محله هو نفسه كما حلت هي محل والدته...

لم يستطع مقاومة مشاعره فهرع إلى جناح الفتى حاملا سيف التدريب خاصته...

كان هو في الثانية عشرة من عمره بينما الفتى في الثامنة فقط...

رأى خيال الطفل النائم خلف ستائر السرير الناعمة و لأول وهلة أراد أن يرتكب جريمة...

أراد أن يطعنه بسيفه و يطرده من الحياة و من طريقه مرة و إلى الأبد...

و لكن.. و مع ابعاده للستائر عن الطريق استرخت ملامح وجهه بنظرة بلهاء...

لم يكن الفتى النائم مجرد فتى كان ملاكا جميلا أشبه بقطعة حلوى تنتظر من يأكلها...

الأمير لم يرى هذا اللون الأبيض الناصع على جسد أي شخص من قبل رجل كان أو امرأة رغم أن القصر كان يعج بالجمال...

هذا الشعر الكستنائي الذهبي و الرموش الطويلة و الرقة اللامتناهية كل ذلك كان صدمة قاسية جدا على قلب الأمير الصغير...

توقفت أنفاسه و اتسعت عيناه دهشة عندما فتح الفتى عيناه الغزلانيتان لتكتمل الصورة بلون أرجواني بديع كلون البحر الصافي عند الغروب...

هذا ما كان يراه الأمير ألكسندر في تلك اللحظة اما بالنسبة إلى الأمير الآخر جوليان فقد كان ما يراه مختلفا حقا...

كان الصغير المسكين يرى فوق رأسه وحشا حاقدا يرفع سيفه الحاد ليفتك به...

صرخ الطفل و بكى بخوف لتستيقظ مربيته التي كانت تنام على الأريكة و تصرخ أيضا مندفعة لتحمل جوليان من السرير العريض و تصرخ مستغيثة مبعدة إياه عن الخطر...

كان مشهدا عجيبا بعد ذلك جوليان الصغير يبكي في حضن والدته التي تصرخ في وجه الملك الذي يصرخ في وجه ألكسندر الذي يرفض إزاحة عينيه عن جوليان..

تنهد الأمير ألكسندر و هو يعود إلى الحاضر فبعد ذلك تم صنع جدار غير مرئي بينه و بين أخيه غير الشقيق و حرص كل من في القصر على إبقاء مسافة واضحة بين الأميرين...

و الغريب أن الكراهية و الحقد اللذان كانا في قلب أليكس اتجاه زواج والده و الزوجة و ابنها قد تبددا تماما ليظهر مكان ذلك شعور غريب غامض...

كان هم ألكسندر الشاغل مراقبة جوليان كلما سنحت له الفرصة رغم صعوبة الأمر و الحواجز...

و في سن السادسة عشر تم تقديم أول جارية للأمير ألكسندر و ضاجعها بطريقة روتينية و بينما كان يفعل ذلك تخيل أمامه الأمير جوليان فإزدادت حرارة جسده و امتلئ قلبه بالنشوة و ضاجعها بشبق تام...

كان الأمير جوليان يكبر و يزداد فتنة و يزيد محنة أخوه غير الشقيق الذي أصبحت أحلامه الجنسية كلها تدور حول جوليان...

مرت السنوات و أليكس يعيش الحرمان من حبيبه القريب البعيد فرغم عيشهما في نفس القصر إلا أن الجميع يحرص كل الحرص على أن يبقيا بعيدان عن بعضهما كل البعد..

و كم كانت سعادة أليكس كبيرة عندما بلغ أخيرا الأمير جوليان الثامنة عشرة من عمره و انضم إلى مجلس الحكم لتتقلص بينهما المسافات و يجلسان إلى طاولة واحدة للمرة الأولى بعد عشر سنوات من الفراق...

لكنه لم يتخيل أبدا أن الكراهية التي تبددت من قلبه قد سكنت قلب حبيبه ليكون المعارض الأول له و منافسه الأبدي...

شو رأيكم بالرواية؟

شو توقعاتكم للرواية؟

شو اقتراحاتكم للرواية؟

هي الرواية جديدة فبتمنى تدعموني لكملها و لرجع شغفي بالكتابة و لكم كل الشكر

preg menحيث تعيش القصص. اكتشف الآن