حاولت عدم إظهار دهشتي قدر المستطاع لذا بقيت أنظر بعشوائية في المكان دون أن ألتفت إليها، كاثرين لم تكن محظية.

-"تعرفين ما نفعله هنا حين نريد إنشاء أسرة دون رفيق، فقط يعيش الثنائي معا حتى ينجبا أولاداً وهناك فقط يتم تسجيلهم كأسرة. نحن لا نتزوج فعلياً كالبشر، إما الوسم أو لا شيء".

كادت رقبتي تكسر من سرعة استدارة وجهي إليها:

-"أتعنين أنني لست متزوجة بعد؟".

-"أنت حالة خاصة، بالعادة لا يدخل البشر عالمنا إلا وهم متحولون، لكنكِ متزوجة لا تقلقي وأيضاً... سيسمك أخي حين تكونين جاهزة".

أظن أنه عليّ القلق بسبب كوني متزوجة من أخيك وليس العكس، ولن يحلم بغرس أنيابه في رقبتي بعد كل ما يفعله، آثرت الصمت بعدها لتكمل قصّ ماضيهم عليّ.

-"ظل أبواي يعيشان معاً حتى أنجبا لينكون، تم تسجيله كابن لهما ككل الناس وبعد عامين حملت كاثرين بي ووجد أبي رفيقته، وهنا تغير كل شيء".

تنهدت ثم وقفت واقتربت مني ثم أكملت:

-"رأي المستذئبين واضح بشأن كونك تملك ابنا من امرأة غير رفيقتك ورفيقتك موجودة، حتى لو كان عمرك ستون عاما وأنجبت ابنا من امرأة أخرى ثم ظهرت رفيقتك سيظل ابنك لقيطا في رأي الآخرين. سُجلت أنا باسم رفيقة أبي على أنها أمي وبهذا هربت من تنمر الناس عليّ لكن لينكون لا".

نظرت في وجهي بعدها تبحث عن أي مشاعر وأظنها كانت تبحث عن الشفقة، لكنها لم تجد غير ملامح حادة تدل على التركيز:

-"لقد عانى لينكون من التنمر كثيراً في صغره، خصوصاً من ابن البيتا السابق. لأختصر الحديث سأقول فقط أن كاثرين انفصلت عن أبي بعدها لأنه اختار رفيقته وعاشت في بيت بعيد عن القطيع وهذا جعل من لينكون يتعب كثيراً لزيارتها خصوصاً بعدما منعه أبي من ذلك، وحين يمسك الحراس به هاربا من القطيع إليها يقول أبي أنه يريد رؤية مربيته التي لا يزال متعلقاً بها. حين بلغ إحدى عشرة سنة اختفت كاثرين بطريقة غامضة جعلت لينكون انطوائيا وقليل النقاش بهذا الشكل الذي ترينه".

أبعدت نظرها عني إلى الأفق لتقول بحزن على أخيها:

-"اختفاؤها بذاك الشكل جعله ساكناً لا يتحدث عن مشاكله ولا عن مشاعره، رغم أني حاولت كثيراً التقرب منه إلا أن كل ما حصلت عليه هو أن يطلعني على بعض من أحداث حياته الخاصة كل فترة".

مرت فترة صمت طويلة لأكسرها أنا بسبب فضولي:

-"ماذا عن رفيقة أبيك، ألم تحاول التقرب إليه؟، في النهاية هو لا دخل له بما حدث. ماذا عنكِ، لا أراك قد تعلقتِ بأمك مثل ما فعل لينكون".

-"أنا لا أم لي، حُرمت من كاثرين منذ ولادتي ولا أتذكر عنها أي شيء، أما جوليانا رفيقة أبي فقد كانت تعاملنا كغرباء بالضبط... بلطف ومراعاة لكن كغرباء، وحتى ذلك تغيّر حين أنجبت آدم، لم تعاملنا باحتقار أو كره لكن فرق تعاملها معنا ومع ابنها كان واضحاً جداً رغم أن آدم كان يترجاها لمعاملتنا بنفس الطريقة إلا أنها لم تستطع، من يلومها فكل ما تنظر لنا تتذكر أن رفيقها لم ينتظرها مثلما فعلت هي".

بقينا ساكتتين لبعض الوقت بعدها حتى قررت أوكتيفيا تغيير الموضوع وسؤالي عن حال جرح رأسي والتغيرات التي تحدث قبل تحولي، أخبرتها أنني شفيت فور خروجي من المشفى من كل الجروح وتذكرت أمر الغضب ذاك فسألتها عنه، قالت أنه من الأعراض المصاحبة للتغيّر الفيزيائي وأنه من الطبيعي أن ينزعج أي شخص من التغيير المفاجئ.

اتجهنا بعدها لغرفة الطعام وكان الجميع هناك فجلست في مكاني بجانب لينكون بانزعاج، لاحظت كدمات كثيرة تكاد تشفى على وجه جايكوب فألقيت نظرات مليئة بالشر للينكون الذي علم سبب ذلك لكنه تجاهلني فحسب، حسنا لنرى إن كنت ستتجاهلني الآن:

-"جايك".

رفع كلٌّ من لينكون وجايك نظرهما لي لأكمل بنبرة أنثويّة مليئة بالامتنان قصد استفزاز غضب لينكون:

-"لم أشكرك لإنقاذي وجين، أنا ممتنّة جداً لكونك كنت هناك من أجلنا، لا أعلم حقاً ما كان سيحدث لنا لولاك".

أومأ جايك فقط برأسه لأعود بأنظاري نحو لينكون الذي أظلمت عيناه لكني لم أعد أخافه، لذا تجاهلته مثلما فعل وأكملت عشاءي بسلام.

استيقظت منتصف الليل أكاد أموت من العطش، أحسست بجسدي يحترق من الحرارة وجبيني يتصبب عرقا... لم أعرف السبب. عاد الغضب العارم يسري في جسدي وذلك لم يساعدني البتّة، رفعت يدي المرتجفة وبحثت على كوب الماء الموضوع على المنضدة فأحسست بشيء غريب، أحسست بطول أظافري، طول لم أتعود عليه. وقفت بجذعي أنظر للطاولة أبحث عن الماء بلهفة طارت حالما رأيت ما فعلته بتلك المنضدة، رفت يدي إلى مرمى بصري ليجتاحني خليط من الرعب والتوتر والغضب والارتباك. لم تكن مخالبا كما خشيت حين فكرت أنني أتحول، لكنها كانت أخشن من أظافر إنسان عادي وطبعا لم تكون بالطول البسيط الذي كانت عليه قبل ساعات.

خرجتُ من الغرفة لأنزل لغرفة لينكون في الطابق الثاني، أحسست باعوجاج اصبعي الأصغر حتى تكسرت عظامه فأطلقت صرخة مكتومة لكني لم أتوقف، ركضت في الرواق حتى وصلت للغرفة وسمعت صراخ أنجيلا قبل أن أصل حتى... آسفة لقطع اللحظة الحميمية عليكم لكن الأمر عاجل.

طرقت الباب بعنف ولم أتوقف حتى فتحت أنجيلا، كانت مليئة بالخدوش والجروح والكدمات... لا مفاجئات. أخبرتني ليلي مرة أن لينكون معروف بوحشيته في العلاقة بين المحظيات لكني لم أتخيل أن تصل وحشيته لهذه الدرجة.

-"ألا تخجلين من نفسك، هذا طابق المحظيات لماذا أنتِ هنا. مادام الألفا هنا يعني أنه لا يريد أن يقضي وقت...".

صوتها وحده كفيل بإخراج كل الشياطين داخلي، لم أحس بنفسي إلا وأنا أهوي بأظافري على صدرها فانتشرت الدماء في كل مكان وخرجت زمجرة حيوان من فمي ليزداد خوفي وغضبي أكثر.

سقطت الساقطة أرضاً ليفتح لينكون الباب على أوسعه، كان يبدوا غاضباً:

-"ما الذي يحدث لك حبيبتي".

نظرت له وقد تبدّلت معالم وجهه من الغضب إلى القلق، انتظرت الحراس حتى أخذوا تلك العاهرة بعيداً لأرفع يدي إلى أعين لينكون. كانت يدي مغطاة بالكامل بفرو غريب بنيّ يميل للسواد ومالت أصابعي للداخل لتنتهي بمخالب بدت أطول وأكثر سماكة من ذي قبل.

ارتخى وجه لينكون دلالة على الدهشة وقد بدى أنه يعرف ما يحدث لي بالضبط، أنا لا أتحول إلى ذئب فهذا لا يحدث إلا ليلة اكتمال القمر الذي لن يكتمل إلا بعد خمسة أيام:

-"أخبرني أنت".

____«___{^_^}___»____

My Pet Wolf ذئبي الأليف Where stories live. Discover now