رميتُ الثوب في وجهه حين رأيته يتقدم مني لدرجة خطيرة ثم قلت بجمود وملل بعض الشيء:

-"لا، لسوء حظكَ حبيبي أنكَ لن تستطيع لمسي اليوم ولا حتى في الأيام القليلة القادمة".

ابتسمت بانتصار ثم أخرجت ثوبا آخر واتجهت نحو الحمام تحت نظرات لينكون المغتاظ، في اليوم التالي وبعد صراع طويل مع نعاسي وجفوني التي أبت إلا أن تلتصق ببعضها، استيقظت أخيراً على صوت لينكون يحثني على الاستيقاظ بسرعة. وصلت لقاعة الطعام في الوقت المحدد بالكاد، كانت الطاولة طويلة بستة عشرة مقعد يترأس لينكون أحد جانبيها. على يساره يجلس ألبرت وعلى يمينه مقعد فارغ عرفتُ من لينكون البارحة أنه يخصني، بجانب ألبرت يجلس جايكوب مقابلا لجين وبعده آدم مقابلاً لأوكتيفيا، أما الباقي فكانوا إما بيتا القطعان الأخرى وعائلاتهم أو ألفا القطعان وعائلاتهم أيضا.

جلست في مقعدي بعد لينكون وبعده جلس الجميع يتناولون فطورهم بضحكات وهمسات عائلية جعلتني أشعر بالحنين لعائلتي التي هلكت منذ وقت طويل، خرجت من شرودي على يد لينكون التي تمسك يد من تحت الطاولة فابتسمت له بسمة لم تصل لعيناي وألقيت نظرة على الفطور أخيراً ثم أملتُ رأسي قليلاً تجاه لينكون لأقول بهمس:

-"شكراً لإحضار الطباخة من أجلي".

ابتسم بعدها ابتسامة دامت لجزء من الثانية فقط ثم أعطى تركيزه بعدها لطبقه، يظن لينكون أن الابتسام وإظهار الودّ أمام سكان قطيعه يفقده هيبته.

اتجهتُ ولينكون بعدها للمكتب نكمل أعمالنا، ورغم أنني لونا رسمياً إلا أنه مازال يرفض فكرة انفرادي بمكتب خاص بي، أنهيتُ أعمالي في أقل من ثلاث ساعات، يقول لينكون أن الوقت مازال مبكراً على خروجي لرؤية أضرار المشتكين بنفسي.

وصلت أغراضي بعد منتصف النهار ففكرتُ بقراءة كتاب في الحديقة، وأثناء اتجاهي لها سمعت ضجة غريبة تخرج من أحد زوايا القلعة أو أيا كان هذا المبنى، اتجهتُ لها لأرى شقراء بارعة الجمال تعنّف فتاة بعمري تقريباً.

-"احملي هذه أيضا، لا توقعيها يا غبية، ألا ترين أمامك".

كانت الفتاة بملامح طفولية بريئة تحمل صندوقاً يبدوا أثقل مما تتحمل، وضعت الشقراء صندوقاً أصغر من الأخير فوقه لتحملهم تلك المسكينة بخطوات مائلة وحذرة، ثم قالت بين أنفاسها اللاهثة بصعوبة:

-"أين آخذهم يا آنسة".

-"بل سيدتي، ستنادينني سيدتي لا آنسة، واخذيها لغرفتي في جناح المميزين هيا".

-"لكن الغرفة بعيدة جداً".

-"بدون تذمر هيا، وعودي لتكملي نقل باقي الأغراض".

لمَ كل هذا الظلم، من الواضح أنها لا تستطيع حمل تلك الصناديق لخمسة أمتار حتى. تذكرتُ ما قاله لينكون بشأن الرتب وتذكرتُ كوني اللونا لأقول بشكل صارم مقلدةً أوكتيفيا وابنتها:

My Pet Wolf ذئبي الأليف Where stories live. Discover now