كِيم سُوك جِين

344 19 19
                                    



Enjoy reading
Comment and vote
Sweeties


" نورًا و نارًا صدقنِي سأنِير "


الأربِعَاء / الخامِس و العشْرون من أغسطُس

هدوءٌ رهِيب يطغَى على المكَان ، كأن ذلكَ الصمتَ يصرخ في كلِ ركنٍ مظلم في أرجَاء غرفتِه البَاردَة
ينظُر إلى الباب بترقُب
يعلَم ما إرتكَبه و يعلَم ما هي عواقِب
لكن لامفَر منهَا

" أينَ هو ذلِك اللعِين ميلينَا أين هُو ؟! "

ذلك الصراخُ الغاضِب كسَر ذلك الصمتَ الذي أحاط بِه
إرتجفَ جسدُه و أعينُه علقَت على الباب
آذانه تلتقِط صوتَ الأقدَام التي تقتربُ بسرعة إلى غرفتِه
ثانيَة ثم ثانيَتان ليفتحَ الباب على وسعِه
و ترتعِش شفتاه

" جِين بني أخرج من عندِك "

طبقة صوتِه الهادئة لا تخفي شحده على أسنانه و أعينَه المتوسعة بشكل مخِيف و حاجبَاه منكمشَان ، تهدأتُ صوته لإستدرَاج الصَغير لم تعد تجدِي
لأنه لم يعد صغيرًا بعدَ الآن ، لكنهُ لا يزالُ خائفًا

أسفل السرير
كان يحدِق بحذاء والده الكلاسِكي الأسود و الحزام ذو نهاية الحديدية الذي يتدلى على الأرض لا مجَال للهرب و إن فعل سيضعفُ العقَاب حينَها
إهتز جسده برعب مرةً أخرى عند صراخ والدِه ، فقط سيغمِض عينَاه و لن يشعر بألم

" جين أخرج من عندِك لا تدعني أسحبُك للخَارج "

لم يطُل إختباءُه ، جسدُه لا ينتمِي له فهو يتحَرك من تلقاء نفسِه ينصَاع للخَوف و أصواتِ عالية يرضَخُ بسرعَة للأوامِر الموجَهة ، إنه لا يعرفُ التمَرد

ليسَ موجودًا في قاموسُه

خرج الصبِي ذو الخمسَ عشر عامًا زاحفًا من أسفل السَرير
ليسحبه والدُه بهمجِية من شعره و يجعله يقِف بينما ملامح الأصغر إنكمَشت لشعوره بألم

" أتحِب إحزَان والدِك جين ، أتحب جعله أضحوكَة بين الجميع أيها الإبن القذر "

سقط عندما دفعه بقَسوة على الأرض و فورًا تلقى ركلةً سددت لبطنه

...

إستيقَظ هلعًا و هو يلهَث
يمسحُ العرق المتصببَ على جبِينه و تنهد لن يستطِيع العودَة لنوم الآن تلكَ الكوابِيس تستمِر بظهُور كلمَا أغلقَ عيناه و إستنجدَ لرَاحة
تلاحِقه في كل مكَان كالمَصير
نظر لساعة المنبه قرب سريره و كان الرابعة صباحًا بالفِعل هو نَام على الواحدَة و النِصف

أمسكَ هاتِفه و نظر مطولاً لرقمِ صديقِه هل الإتصال بهذا الوقت مناسِب ؟
لكنه صديقُه لما عليه التفكِير بكل شيء
سيكون بالعمل الآن لذا لا مانع
و إتصَل فورًا
ليسمع رنين الهاتِف ثوان ليسمعَ الصافرة فإبتسَم و دخل هواءٌ منعش رئتَاه

" جِين؟! هل أنتَ بخَير ، مرحبًا جين ؟ "

إبتسَم لسماع صوتِ صديقِه

" بخَير فقط أردتُ الإتصال بكَ و الإطمئنان عليك "

" على الرَابعَة و نِصف صبَاحًا جِين ؟ "

كان الأصغر متعبًا فأطلق تثائبًا و هو ينظر للشارع من خلف زجَاج المتجَر

" إنها الرَابعة و الخمسُ دقائق "

سمع صوتَ الآخر ليومئ رغم أن الآخر لا يراه

" هل أنتَ مصابٌ بالأرقِ مجددًا ؟"

همهم جِين و هو ينظر لظلامِ من حَوله

" إنهَا لا تفتكُ تلاحِقني في كل زاوية معَ كل رمشَة عين ، الماضي لا يتركُني الذكريَات تقتلنِي نَامجُون ، منثورة عَلى كل شيء حَتى السعَادة "

تنهَد نامجُون على حَال الأكبَر ، المواسَات لا تنفَع في هذه الحَالة ، حتى كلماتُه شحيحَة

" هيُونغ إرتَح سآتي إليك صباحًا "

أومئ جين و أقفل الخَط ثم إستلقى مواجهًا السَقف
يراقِب الصدَع و تشققَات التي حلت به عبرَ الزمن حتى و إن رممَ ستبقى آثار الدهان الجديد مقارنةً بالقدِيم
حتى الأبيض يصبح أصفرًا مع مرور الوقت

لكن مَاذا لو أنه لا يحتاج ترميم بل إعادَة هيكلة و تصمِين
سيكون عليه التخلي على الشكل الذي إعتَاد رؤيتَه و تحديقَ فيه

لن يكُون هناك كِيم سوكجِين بل جِين فقط

تلكَ الأفكار لا طائل منهَا ، حتَى إن حَاول التخلي عن ذاتِه هو مقَيد
يقيدُ نفسهُ بنَفسِه
لا يمكِنه أن يخطُو للأمَام لا يجْرأ على ذلك  و معَ إستِحَالة الرجُوع إلى الخلف

عالقٌ في منتَصَف المُميت
ضائِعٌ يشعر بالحَيرة و يملأُه الشَك
ينوحُ خوفًا من أن يكُون مستقبَلهُ كماضِيه








كِيم سُوك جِين : ٢٦ عَامًا


-كُتِب: ٢٠٢٣/٠٥/٠٧
-نشِر:٢٠٢٤/٠٥/١٧

رأيكُم ؟


هِيذُر

You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: May 17 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

ضَيَاع | The familyWhere stories live. Discover now