أسطورة آل ڨاسيليا || The Legend of Vassilia

34. بداية الكارثة

أنا جلستُ بجوار آدريان أصغي لأحاديثهم لمدة قبل أن أشعر بجلوس أحدٍ ما بجواري لأجد أنّه نفسه الذي كان يجلس بجواري على الطاولة.

ابتسم بذات الابتسامة الماكرة وهو يقول:
-يا مرحباً بالمستجدة. أنا إيوس أكاديا من مملكة أكّاديا. في السنة الأولى مثلك والمستجد السابق قبلك. سعيدٌ بانضمامك جداً.

ابتسمتُ له بالمثل قائلة:
-وأنا لونا إيلوس. سعيدةٌ بلقائك أيضاً.

اتسعت ابتسامته المستمتعة وهو يقول:
-أخبريني بكلّ صراحة...ما هو انطباعك الأوّل عنّي؟

اتسعت ابتسامتي وأنا أقول:
-الفتى المثير للمتاعب في الفريق.

لمعت عيناه وكأنّه عثر على كنزٍ مفقودٍ وقال بحماس:
-وأنا أشعر أنّك ستكونين مساعدتي في كلّ شيء. هل أنا مخطئ؟

نفيتُ كلامه قائلة:
-أنتَ مخطئ. لن أكون مساعدتك بل معلّمتك. أنتَ لن تكون أكثر من تلميذٍ مبتدئٍ بجواري.

ضحك باستمتاعٍ وقال:
-يبدو أنّك تعلنين الحرب بيننا. حسناً سنرى ما يمكنك فعله أيتها المعلّمة.

واستمرّ تحدي التحديق بيننا لمدة قبل أن نلاحظ سكون الأجواء من حولنا.

وحين التفتنا لاحظنا أنّ الجميع يحدّق بنا بملامح مستغربة.

أوه لقد نسيتُ! عليّ أن أحافظ على صورةٍ لامعة أمامهم. لا يعقل أن أطرد من أوّل يوم.

ابتسمتُ لهم قائلة:
-أنا أمزح بالطبع. لا أنوي افتعال أيّ مشاكل هنا. أريد أن أمضي أيامي بسلامٍ فقط.

هل تبدو كذبتي مقنعة؟ لا أعلم ولا أهتمُّ لرأيّ أي أحدٍ حقاً.

التفتُ إلى آدريان ووجدته يقرأ كتاباً ما متجاهلاً كلّ ما يحدث.

هذا جيّد، على الأقل هو ليس غاضباً ولا يحاول إيقافي عن فعل ما أريد. هو حذرني مسبقاً من القتل فقط وما عدا ذلك يمكنني أن أفعل ما أشاء.

صوت إحدى الفتيات قاطع أفكاري حين قالت:
-إيوس هو أكثر من ينال العقوبات بيننا ورغم ذلك إنّه لا يتعلّم الدرس أبداً.
أنصحكِ أن تكوني حذرة وألّا تغضبي القائد وإلّا ستندمين بشدة.

نظرتُ إلى الفتاة الغريبة ذات الشعر البرتقالي والعينين الفيروزيتين وابتسمتُ لها قائلة:
-سأضع نصيحتك بالحسبان. ولكن هل يمكنكم أن تعرّفوني بأنفسكم جميعاً؟

هي صمتت لوهلة قبل أن تبتسم قائلة:
-حسناً أنا سأعرّفك على الجميع. أنا أليشا لومار. في السنة الخامسة. وأنا من مملكة أدراستيا.

ثمّ أشارت لفتاة تجلس بجوارها بعينين زرقاوين وشعرٍ أسودٍ وقالت:
-وهذه الفتاة الثلجية آيسل ميرال. في السنة الثالثة. إنها من مملكة أدراستيا أيضاً.