الحب و المخاوف..

81 4 7
                                    

هل يضع المرء روحه في الحقائب؟! في أدق التفاصيل؟!
هل يمكن للمرء أن يترك آثاره حتى في الصخب؟!

تلك سديم..و الحقائب آثار لها..ليست الحقائب فقط..بل إن عمق هيامها به ظاهر في توافه الأمور قبل عظيمها..

متى فعلا كل ذلك؟! لقد اشتروا السيارة حديثا..
متى وضعت زجاجة إضافية من البنزين داخل حقيبة السيارة..بل و أيضا ثلاثة زجاجات من المياه..
كل ذلك بجانب تلك الحقيبة..الحقيبة التي تسميها هي حقيبة الطوارئ..

سحب الحقيبة ليجد خلفها علبا كرتونية..استرعى الأمر انتباهه..ففتح واحدة ليجد فيها زوجا من الأحذية الرجالية..و الصندوق الآخر يحوي زوجا من الأحذية النسائية..

تنهد بعمق و أعادهم إلى أماكنهم..ثم قرر أن يلقي نظرة على ما في الحقيبة قبل أن يدخل..

توقف مندهشا للحظة..كما لو أنه أمام لوحة فنان رسمت بدقة لدرجة أنه يخشى أن يطيل النظر إليها فيفسد شيئا فيها..

داخل الحقيبة حقائب أخرى قماشية دون أيدي و لكن جميعهم لهم سَحّاب..
الحقائب مرصوصة في جانبي الحقيبة الكبيرة و في الوسط حقائب أخرى بلاستيكية أصغر حجما تناسب الفراغ الباقي..

استغرقه الأمر بعضا من الوقت حتى قرر أخيرًا أن يغلق الحقيبة و يذهب بها إليها..

طرق باب الغرفة قبل أن يدخل..عادة أخرى اكتسبها من سديم..هي لا تنفك تطرق الأبواب حتى لو مفتوحة..
فتح الباب بعدها لتقابله هي بابتسامة متعبة..

-" حمدا لله لقد وجدتها.."

علقت إذ رأت الحقيبة في يده..

اتجه هو بالحقيبة ليضعها على الطاولة أمام الأريكة المستقرة في طرف الغرفة عند النافذة..

فتحها أمامها و لم تعترض بل راقبته بهدوء..

فتح أول حقيبة في الصف الأيمن..بها مستلزمات عناية شخصية يستخدمها هو عادة..
( معجون أسنان، فرشاة، شفرة حلاقة، معطر للجسد، كريم الحلاقة، مزيل رائحة العرق..)

-" سديم..ما هذا؟! "

سأل و التأثر بادٍ عليه..

-" هذا صفك..الآخر يحتوي على أشيائي إذا.."

تتصرف هي على أن الأمر طبيعي جدا..كأنه لا شيء غريب..

مسح بيان بهدوء على شاربه و لحيته المهذبة..

-" فهمت ذلك..أنا أسأل ما هذا؟! أنا عادة استخدم ماكينة الحلاقة الإلكترونية لتهذيب لحيتي و ذقني..أنت أيضا تعلمين ذلك..
نوع الشفرات في هذه الحقيقة يستخدم لمرة واحدة و بعدها يلقى في القمامة..أنا أحضرهم من وقت لآخر و ألقي بهم بعد الاستخدام تلقائيا..
هل أنت تنظرين حتى في القمامة؟! "

ظلالWhere stories live. Discover now