أربعة أحبال للقدر..

129 5 9
                                    

في ذلك الصباح تغير كل شيء..

استيقظ وسام بعد نوم عميق..يشعر أنه نام ألف عام أو يزيد..
لا يزال صوت سديم يتردد في ثنايا عقله..يمده بذات الأمان و الإحساس بالدفء كما شعر أول مرة التقاها..

كان صباحه غير عادي..هادئا خارجيا كما كان داخله..
أشعة الشمس ما استطاعت أن تهرب من أسر  أقمشة الستائر الثقيلة فما أقلقت سلامه و لا نظره..

إلا أن شيئا ما لم يكن عاديا..

لا وجود لسديم و لا وجود فادي..
و كأنها كإسمها اختفت مع أول أشعة للشمس..و لكن فرضا أنها فعلت هل اختفى فادي أيضا معها؟! هل طاوعها في ذهابها؟!
أم أنه يبقيها بجانبه بعيدا عن كل ما حدث..
تقاذفت تلك الأفكار و المشاعر وعي وسام فحاول القيام لولا أن دخول الممرضة فجأة أوقفه..

-" أستميحكِ عذرا..كان يبقى معي هنا البارحة سيادة النقيب فادي و مع فتاة أخرى اسمها سديم..هل يصادف أنكِ تعرفين أين هم ؟! "

سأل وسام و علامات المعاناة و الألم بادية عليه..
زمت الممرضة شفتيها و كأنها تجد صعوبة في إخباره بما حدث..
إلا أن نظراته المتوسلة و المتعبة جعلتها تشفق عليه..

-" لقد أمر سيادة النقيب ألا نخبرك..و لكن الآنسة سديم استيقظت صباحا و هي متعبة جدا..صوتها مبحوح أو منقطع تقريبا و درجة حرارتها كانت مرتفعة..لقد أمر د.مارك باعطائها بعضا من المحاليل و المسكنات و بعد انتهاء المحلول ذهبت لدورات المياه و لكن لم أرها تخرج أبدًا..
عندما استيقظ سيادة النقيب و ما استطاع الوصول إليها راجع جميع الكاميرات و يظن أنا قد اختطفت.."

حلت المفاجأة على وسام كالصاعقة إلا أن القدر لم يمنحه فرصة للاستيعاب أو التعافي..
رجال جميل كانوا يقفون أمامه ليأخذوه إلى الخطوة التالية في مستقبله المظلم..
ليجلس هو الآخر في غرفة من غرف القدر بينما تفصل بينه و بين الجميع ستائر..فإما أن تزاح تلك الستائر و تتلاقى الطرق أو يسير الجميع في خطوط متوازية و أحيانا متقاطعة و لكن لا يرى أحدهم الآخر إذ يسيرون جميعا تحت حجاب ساتر..

###

سديم..كانت تسير دون خوف..رؤية وجه سارة خلفها في المرآة مع مسدس مصوب نحو رأسها لم يجعلها ترتعش..كانت مصابة بالخدر على أي حال..
كأن روحها ربطت بحبل محكم إلى صخرة ثقيلة و ألقيت الصخرة في المحيط لتبتلعها المياه و تترك الجسد هائما متأرجحا بين الآلام..

كانت تريحها فكرة أن الموت قادم على شكل وجه تألفه..لم تقاوم سديم أبدًا..سارت بهدوء و لم تنبس سارة ببنت شفة..

لماذا؟!

كان ذلك السؤال يتردد في ذهن سارة؟! أي نوع من البشر يسير دون دموع أو مقاومة للقاء مصيره؟!
أي بشر لا يمانعون ترك الحياة وراءهم بكل ما فيها من فرص،حب،سعادة و متعة على الرغم من الألم؟!

ظلالTahanan ng mga kuwento. Tumuklas ngayon