أجساد فانية..

71 5 8
                                    

يسيران في صمت..
يعهدها جيدة في التعبير عن نفسها إلا أنها كثيرة الصمت إذا لم تجد داعيا للتكلم..
تسير بتثاقل إلى حيث طلب يوسف..و يراقبها بيان بأعين يظهر فيها الحنان رغم قناع القوة و ما استهلكته مشاعر الليلة الماضية من طاقة الروح و الأجساد..

-" تبدين قلقة.."

توقف في منتصف الطريق حيث أنه ما استطاع كتمان قلقه عليها هو الآخر..

-" لا يعجبني ما يفعل يوسف..لست مطمئنة..ما بال الطبيبة و تلك المدربة أو لا أعرف ماذا بالضبط؟! ما الداعي لكل ذلك؟!
و مبال ذهابنا للجناح الغربي لفعل هذه الأمور؟! البيت ليس صغيرا..
كما أن قلبي يحدثني بأن شيئا غريبا يحدث..لست أعلم ما هو.."

توقفت سديم هي الأخرى على جانب الطريق..كعادتها تنظر إلى كل شيء و لكن تتجنب النظر إلى عينيه مباشرة..

-" إنه يقيم حفل عيد ميلاد لك..ظننت أن هذا من الخطة و أنك تعلمين.."

تساءل بيان و قد ظهر القلق على وجهه و اقترب منها خطوة..

-" لم أعرف بشأن عيد الميلاد..سارة و لارا و حتى سيادة النقيب لم يظهر أحدهم منذ قدومنا..أنا لا أعرف ماذا يخطط له..هذا الهدوء ليس طبيعيا.."

أخذ بيان يفكر في الأمر مليا و يجمع الخيوط مع بعضها..

-" هل تظنين أنه فعل شيئا بلارا مثلا؟! هل يحتجزها رهينة و سيأتي جميل مداهما للحفل ؟! أم أن الحفل واجهة لمساواة ما؟!
و إن افترضنا ذلك فأين موقع سارة و فادي من هذا الأمر؟! "

بدأ بيان في خلق نظريات لم تساهم سوى في ازدياد قلقه..

-" لا أعلم..فقط لست مرتاحة..بالتأكيد هو يحيك شيئا ما..هو ملك المخططات..منذ عرفته و هو لا ينفك عن جمع المعلومات و رسم مؤامرات و أشياء من هذا القبيل..الأمر منهك بالنسبة لي..لا أستطيع التوقف عن التفكير في خطوته التالية و ما يعرفه و ما لا يعرفه.."

بدأت سديم في الانفعال بعض الشيء..فلا يزال حديث تاركا أثرا غير محبب في نفسها..

-" في ماذا تفكرين إذا؟! كيف تريدين التصرف؟! "

بيان خائف عليها..يخشى اقتراح حلول تضرها أكثر مما تنفعها..مجددا يديه على شكل قبضة و يخطو إليها خطوة أقرب..

-" لست أعلم..أنا لست أعلم حقا صحة أوراق سبأ..و لست أعلم ماذا فعل في أوراقي و شهاداتي و سجلاتي كوني سديم؟؟
هل على الأرض الواقع سديم لازلت موجودة حقا أم أنه ألغى وجودي و دفنني حية؟! مشكلتي الوحيدة عائلتي..
قد أخبرتهم أني وجدت عملا لذلك سأبقى..و لكنني لا أستطيع الاستمرار في مجاراتهم طويلا..لأن كل شيء ينهار رويدا رويدا كما ترى.."

ظلالWhere stories live. Discover now